حُ | الـشـريـ؏ـة 🌿: إنهم يكرّرون "أخطاء العراق" في خراسان منذ بدايات الجهاد في الشام بدأ بعضُ ...

منذ 2025-11-26
حُ | الـشـريـ؏ـة 🌿:
إنهم يكرّرون "أخطاء العراق" في خراسان


منذ بدايات الجهاد في الشام بدأ بعضُ قادة الفصائل يرددون في كل محفل أنهم لا يريدون أن تتكرر "أخطاء العراق"، في إشارة إلى ما جرى في جهاد العراق ضد الصليبيين من أحداث، ويوحون لأتباعهم وأنصارهم أنهم درسوا تلك المرحلة السابقة جيدا، ووعوا كل تجارب الفصائل والجماعات، وعرفوا نقاط الضعف والقوة فيها، وحددوا عن معرفة وحكمة ما هو صواب في أفعال المجاهدين ليبنوا عليه، وما هو خطأ ينبغي عدم الوقوع فيه مجددا، ثم فسّرت الأحداث على مدى عقد من الزمان تقريبا كلامهم بأنهم لا يعنون به إلا رفضهم إقامة دولة إسلامية في الشام، والدعوة لإحياء مناهج فصائل الصحوات البائدة في العراق، ويخفون أن "أخطاء العراق" الحقيقية هي ما ارتكبه مرتدو الصحوات من جرائم، أضفعت المجاهدين، وأدت إلى زوال فصائل المرتدين وذهاب ريحهم.

وكانت خطة إنشاء الصحوات في العراق والتي عليها ركّبت أهم "أخطاء العراق" تقوم على محاور عديدة، أهمها إيهام الفصائل بتحقق النصر وحسم الحرب ضد الأمريكيين الذين بات هدفهم حفظ بعض مصالحهم في فترة ما بعد الانسحاب القريب، ومنها ألا يتحول العراق إلى أفغانستان ثانية يتجمع فيها المجاهدون ليخططوا لضرب أمريكا من جديد.

وعليه بدأت المفاوضات الوهمية داخل السجون مع قادة الفصائل، ووعدهم فيها الأمريكيون أن يتقبلوا مشاركتهم في حكم البلاد بعد انسحابهم منها، ويقدموا لهم الدعم لتحجيم النفوذ الإيراني المهيمن، ويحموهم وأتباعَهم من أي ملاحقة مستقبلية بإصدار "عفو عام" عنهم وإدماجهم في الوظائف الحكومية والجيش والأجهزة الأمنية، وذلك كله متعلق أولا بالقضاء على المجاهدين الذين بدأوا آنذاك الاستعداد لمرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي بالائتلاف في "مجلس شورى المجاهدين" والتحضير لإقامة "دولة العراق الإسلامية"، وهو ما صادف هوى في نفوس قادة الفصائل، اعتمد عليه الصليبيون في مفاوضاتهم معهم.

ولم يدرِ أولئك التعساء الأشقياء الذين صدّعوا رؤوس الناس بادعائهم الخبرة والوعي والحكمة والعلم ونبزهم المجاهدين بحداثة الأسنان وسفاهة الأحلام وكانوا هم أهل تلك الأوصاف، أن الصليبيين كانوا يستهدفون تدميرهم مع استهداف تدمير الدولة الإسلامية، التي سترهقهم في حربها وستستنزف كل طاقتهم في محاولتهم القضاء عليها، ومن ثم تنكسر قوتهم وينعدم تأثيرهم في الساحة، بعد أن يمهّدوا الطريق للرافضة وغيرهم من حلفاء الصليبيين وعملائهم لحكم العراق بعد انسحاب الجيش الأمريكي منه، وهو ما كان، فهذه أهم "أخطاء العراق" التي يخفيها مرتدو الصحوات في كل مكان عن أتباعهم.

وهكذا ظهر مقاتلو الفصائل المرتدة فجأة إلى جانب الدبابات الأمريكية في أطراف بغداد يدلونهم على عورات المجاهدين ويقومون بمداهمة بيوتهم واعتقالهم وقتلهم بالنيابة عنهم، وبدأوا يرتدون الأحزمة الصفراء لتميزهم الطائرات التي تغطي تحركاتهم المنسقة مع الصليبيين، وهكذا أيضا بدأ مجاهدو الدولة الإسلامية يقطفون رؤوس قادة الصحوات، وينكلون بأتباعهم المرتدين، حتى أبادوا خضراءهم ولم يبقَ منهم إلا شراذم قليلون صاروا أهدافا لإخوانهم الرافضة يقتلونهم ويأسرونهم بناء على أفعالهم السابقة ضدهم، حتى محى الله تعالى -بفضله- كل أثر لتلك الفصائل من العراق، ولم يبقَ منها إلا قادتها المرتدون الذين لجؤوا لأسيادهم الداعمين لهم من الطواغيت في دول الجوار ليصرفوا لهم رواتب تقاعدية بعد تأدية مهامهم في تدمير جهاد أهل العراق، أو السعي لذلك على أقل تقدير.

وبعد أن وجدنا "أخطاء العراق" يرتكبها مجددا مرتدو الصحوات في الشام، فأضعفوا بذلك قوتهم، وسمحوا للنظام النصيري أن يستعيد قوته، نجد أن "أخطاء العراق" تتكرر اليوم في خراسان على أيدي مرتدي "طالبان" وكأن ما في القوم رجل رشيد ينبههم إلى المصير المشؤوم الذي ينتظرهم باتباعهم سنن من قبلهم من المرتدين الذين ركنوا إلى الصليبيين وظاهروهم في قتال المسلمين.
فالمفاوضات الأمريكية التي تجري اليوم في الدوحة وموسكو وغيرها من البلاد، سرا وعلنا، تعلن فيها أمريكا أنها تريد ضمان مصالحها في أفغانستان بعد انسحابها، وعلى رأسها أن لا تتحول إلى مكان آمن للمجاهدين يستفيدون منه في التخطيط والإعداد لشن هجمات على الصليبيين والمرتدين، وتعلن مخاوفها من سيطرة الدولة الإسلامية على كامل البلاد في حال خلوها من القوة الأمريكية مثل ما حدث في العراق، وكل ذلك في إطار خطة هدفها إيقاف "طالبان" القتال ضدهم وحلفاءهم في الحكومة المرتدة، وتوجيه مقاتليهم من كل الجبهات إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية لقتالها رفقة الجيش الأفغاني المرتد وبغطاء جوي من طيران التحالف الصليبي.

وإن استمرار مرتدي "طالبان" في تكرار "أخطاء العراق" سيؤدي بهم -بإذن الله- إلى مصير مشابه لمصير إخوانهم من صحوات العراق، حيث ستستنزفهم الحرب مع الدولة الإسلامية دون أن يتمكنوا -بإذن الله- من القضاء عليها، وما سيتبقى من قوتهم الهزيلة يمكن لحلفاء أمريكا تصفيته أو احتواؤه، لتتحقق بذلك معالم الخطة الأمريكية بإضعاف "طالبان" إلى درجة لا تمكنهم من الهيمنة على الحكومة الأفغانية التي يفاوضون الأحزاب اليوم على المشاركة فيها، في الوقت الذي تحافظ فيه تلك الأحزاب على قوتها ولا تستنزفها في القتال المدمّر مع الدولة الإسلامية، وهذا المخطط واضح لمن كان له قلب، ومرتدو "طالبان" يسيرون فيه على غير هدى ولا بصيرة، ولن يصحو من سكرتهم إلا بعد أن يلاقوا مصيرهم المحتوم، حين يجد بعض قادتهم مكانا لهم إلى جانب إخوانهم من قادة صحوات العراق في فنادق الدوحة وعمّان وإسطنبول، ويدخل كثير منهم في الصراعات الحكومية على نهب الأموال وتوظيف الأتباع، ومن يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 193
الخميس 29 ذي القعدة 1440 هـ

68715fd0aeabb

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً