مِن بغداد إلى إفريقية! "قسما قسما، لنهدمنّ الساتر ولنردمنّ الخندق ولنُزيلنّ الأسلاك ولتُمسحنّ ...
منذ 5 ساعات
مِن بغداد إلى إفريقية!
"قسما قسما، لنهدمنّ الساتر ولنردمنّ الخندق ولنُزيلنّ الأسلاك ولتُمسحنّ الحدود من الخارطة ولتُزالنّ من القلوب، ولتضربنّ المفخخات الروافض من ديالى إلى بيروت"؛ تلك كانت كلمات الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني تقبله الله، قبل نحو سبع سنوات من الآن يوم أن تمددت الدولة الإسلامية انطلاقا من العراق نحو الشام واجتمعت يومها شياطين الإنس والجن لوقف هذا التمدد المبارك.
وبينما كانت الدولة الإسلامية -قادتها وجنودها- على يقين بوعد الله تعالى؛ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في تلك الفترة يتخيلون أن يصل هذا التمدد أبعد مِن حدود الشام القريبة، فضلا عن أن يتجاوز حدود المنطقة العربية بل والقارة بأسرها، ولم يكن هؤلاء جميعا يتوقعون أن تضرب المفخخات اليوم من بغداد إلى إفريقية! وليس الروافض فحسب بل سائر الكفرة والمشركين.
لقد أدخلت الدولة الإسلامية دويلات غرب ووسط إفريقية في أتون لهيب الحرب الذي انقدحت شرارته من العراق، وأصبح جنود الخلافة يصولون ويجولون في نيجيريا والنيجر وتشاد ومالي...، كما لو كانوا في ديالى وكركوك وصلاح الدين.
فلا يكاد يتوقف إعلام الدولة الإسلامية عن نشر تقارير وصور الهجمات الواسعة والانتصارات الكبيرة التي يحققها المجاهدون بفضل الله تعالى في مناطق نيجيريا والنيجر وتشاد ومالي والكونغو وموزمبيق وغيرها، وهم يقتحمون البلدات والمعسكرات، ويحرقون المقرات والثكنات، ويديرون رحى المعمعات ويشعلون ضرام الغارات على المشركين كافة من الجيوش والشرط والقوات الكافرة والمرتدة والميليشيات الموالية لهم.
كما لم ينسَ جنود الدولة الإسلامية -وكيف ينسون؟- ثأر المسلمين المستضعفين من نصارى إفريقية الكافرين والذين يذوقون اليوم بأس المجاهدين بعد أن صارت قراهم وتجمعاتهم وكنائسهم في نيجيريا والكونغو وغيرها هدفا دائما لصولاتهم، وهم عازمون بإذن الله تعالى على أن يواصلوا حربهم ضد النصارى ويزيدوها ضراما، فلم يذق النصارى في إفريقية إلا بعض الثأر ولم يزل للثأر بقايا! ولم يدفعوا سوى جزءا من فاتورة حساب طويل ثقيل ينتظرهم لما اقترفوه بحق إخواننا المسلمين هناك.
نعم، لقد أثلجت الهجمات المستمرة في غرب ووسط إفريقية صدور الموحدين وأغاظت وأرعبت قلوب المرتدين والصليبيين، وأصبحت القارة السمراء في دائرة الاهتمام العالمي وصارت أخبار موزمبيق -مثلا- تطغى على أخبار أمريكا الصليبية!
وفي غمرة الأحداث وتسارعها جدّد المجاهدون ضرب الرافضة في بغداد بتفجير جديد جاء برغم العمليات الأمنية المستمرة لتأمين مدن ومناطق حزام بغداد، وخصوصا بعد التفجير السابق الذي نثر أشلاءهم في ساحة الطيران، ومع ذلك وقع التفجير الجديد مرة أخرى داخل الحزام! ونجح المجاهدون في استهداف قلب العدو وتجاوز تحصيناته والتفنن في إيصال مطايا الموت لأتباعه المشركين.
ومِن مفخخة بغداد التي لن تكون الأخيرة بإذن الله تعالى، إلى العمليات المتواصلة في مناطق العراق والشام وسائر الولايات، إلى هجمات غرب ووسط إفريقية؛ يواصل جنود الدولة الإسلامية تصعيد جهادهم وإمضاء وعودهم وبرّ أيمانهم بكسر الحدود وهدم السواتر وضرب المفخخات.
لقد دخلت أمريكا الصليبية ومعها حلفها البائس الحرب ضد المجاهدين وهي تظن أن بإمكانها أن تستفرد بهم في العراق أو الشام ثم تأمن في غيرها من البلاد، إلا أن الاجتماع والاعتصام الذي حققته الدولة الإسلامية بإعلان الخلافة أفسد على الصليبيين مخططاتهم وأفشل مكائدهم، وصار العراق والشام وإفريقية وغيرها من الولايات جسدا واحدا، فنقلت الدولة الإسلامية بذلك مفهوم وحدة المسلمين من التنظيرات والشعارات إلى التطبيق العملي على أرض الواقع، وصنعت صفا مؤمنا قويا كالبنيان المرصوص.
هذا البنيان الذي أقامته الدولة الإسلامية من أول يوم على التقوى، على التوحيد والإيمان، على الولاء والبراء، على المفاصلة التامة مع الكافرين كافة؛ هو سر قوتها واستمرارها، وسر تمددها وانتشارها، وهو سر ثباتها في وجه هذه التحالفات العالمية.
فهي بفضل الله تعالى تجاوزت كل الحدود والعرقيات والقوميات التي فرضها البشر على البشر، وكفرت بكل دساتيرهم وقوانينهم وآمنت فقط بالشريعة التي فرضها الله على العباد، وعقدت الولاء لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين، ولذلك لم يعد غريبا اليوم أن نرى هذا الانسجام والالتئام التام بين الولايات والجبهات التابعة للدولة الإسلامية برغم بعد المسافات واختلاف اللغات، فدينهم واحد، وعقيدتهم واحدة، وغايتهم واحدة؛ هي إقامة الدين وإزالة الشرك من الأرض وتعبيد الناس لربهم سبحانه، وهي الغاية التي من أجلها بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين.
لقد أكرم الله تعالى عباده المجاهدين وأتمّ عليهم نعمه بأن حفظ جهادهم وأوصله إلى مشارق الأرض ومغاربها في الوقت الذي كان الصليبيون يظنون أنهم قضوا عليه في العراق والشام، ولئن كان الصليبيون والمرتدون قد تورطوا سابقا في حرب العراق، فإنهم اليوم تورطوا في حروب كثيرة ليس آخرها في إفريقية، وغدا أسود إفريقية اليوم بفضل الله تعالى رقما صعبا في ساحة الصراع بين الحق والباطل، وأصبحت تهتزّ على وقع هجماتهم جيوش وعروش وحكومات.
وهذه دعوة للمسلمين في كل مكان، ليتأملوا كيف فتح الله تعالى على تلك العصبة المؤمنة القليلة التي انطلقت في العراق؟ وأمدّها وأيدها وبارك فيها حتى وصلت دعوتها إلى أقاصي الأرض ولحق بركبها من لا يتحدث لغتها، برغم ما تعرضت له من فتن وزلازل تنهدّ لها الجبال، وعلى المجاهدين الذين يعيشون اليوم ظروف عصبة العراق الأولى أن يعلموا أنه ما هي إلا السنن والمحن ثم يجنون ثمار صبرهم وثباتهم من حيث لا يحتسبون وأبعد مما يطلبون بإذن الله تعالى.
وإلى جنود الخلافة في إفريقية نقول: بيّض الله وجوهكم فلقد شفيتم صدور الموحدين بعملياتكم وتنكيلكم في جيوش الكافرين، وتخذيلكم عن إخوانكم المجاهدين، فواصلوا ما أنتم فيه وسلوا الله تعالى الثبات عليه وأدّوا شكره على هذه النعمة العظيمة، وتذكروا أن لوقع خطواتكم اليوم في تلك البقاع البعيدة ما بعده بإذن الله تعالى، وإن غدا لناظره لقريب.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 283
الخميس 10 رمضان 1442 هـ
"قسما قسما، لنهدمنّ الساتر ولنردمنّ الخندق ولنُزيلنّ الأسلاك ولتُمسحنّ الحدود من الخارطة ولتُزالنّ من القلوب، ولتضربنّ المفخخات الروافض من ديالى إلى بيروت"؛ تلك كانت كلمات الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني تقبله الله، قبل نحو سبع سنوات من الآن يوم أن تمددت الدولة الإسلامية انطلاقا من العراق نحو الشام واجتمعت يومها شياطين الإنس والجن لوقف هذا التمدد المبارك.
وبينما كانت الدولة الإسلامية -قادتها وجنودها- على يقين بوعد الله تعالى؛ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في تلك الفترة يتخيلون أن يصل هذا التمدد أبعد مِن حدود الشام القريبة، فضلا عن أن يتجاوز حدود المنطقة العربية بل والقارة بأسرها، ولم يكن هؤلاء جميعا يتوقعون أن تضرب المفخخات اليوم من بغداد إلى إفريقية! وليس الروافض فحسب بل سائر الكفرة والمشركين.
لقد أدخلت الدولة الإسلامية دويلات غرب ووسط إفريقية في أتون لهيب الحرب الذي انقدحت شرارته من العراق، وأصبح جنود الخلافة يصولون ويجولون في نيجيريا والنيجر وتشاد ومالي...، كما لو كانوا في ديالى وكركوك وصلاح الدين.
فلا يكاد يتوقف إعلام الدولة الإسلامية عن نشر تقارير وصور الهجمات الواسعة والانتصارات الكبيرة التي يحققها المجاهدون بفضل الله تعالى في مناطق نيجيريا والنيجر وتشاد ومالي والكونغو وموزمبيق وغيرها، وهم يقتحمون البلدات والمعسكرات، ويحرقون المقرات والثكنات، ويديرون رحى المعمعات ويشعلون ضرام الغارات على المشركين كافة من الجيوش والشرط والقوات الكافرة والمرتدة والميليشيات الموالية لهم.
كما لم ينسَ جنود الدولة الإسلامية -وكيف ينسون؟- ثأر المسلمين المستضعفين من نصارى إفريقية الكافرين والذين يذوقون اليوم بأس المجاهدين بعد أن صارت قراهم وتجمعاتهم وكنائسهم في نيجيريا والكونغو وغيرها هدفا دائما لصولاتهم، وهم عازمون بإذن الله تعالى على أن يواصلوا حربهم ضد النصارى ويزيدوها ضراما، فلم يذق النصارى في إفريقية إلا بعض الثأر ولم يزل للثأر بقايا! ولم يدفعوا سوى جزءا من فاتورة حساب طويل ثقيل ينتظرهم لما اقترفوه بحق إخواننا المسلمين هناك.
نعم، لقد أثلجت الهجمات المستمرة في غرب ووسط إفريقية صدور الموحدين وأغاظت وأرعبت قلوب المرتدين والصليبيين، وأصبحت القارة السمراء في دائرة الاهتمام العالمي وصارت أخبار موزمبيق -مثلا- تطغى على أخبار أمريكا الصليبية!
وفي غمرة الأحداث وتسارعها جدّد المجاهدون ضرب الرافضة في بغداد بتفجير جديد جاء برغم العمليات الأمنية المستمرة لتأمين مدن ومناطق حزام بغداد، وخصوصا بعد التفجير السابق الذي نثر أشلاءهم في ساحة الطيران، ومع ذلك وقع التفجير الجديد مرة أخرى داخل الحزام! ونجح المجاهدون في استهداف قلب العدو وتجاوز تحصيناته والتفنن في إيصال مطايا الموت لأتباعه المشركين.
ومِن مفخخة بغداد التي لن تكون الأخيرة بإذن الله تعالى، إلى العمليات المتواصلة في مناطق العراق والشام وسائر الولايات، إلى هجمات غرب ووسط إفريقية؛ يواصل جنود الدولة الإسلامية تصعيد جهادهم وإمضاء وعودهم وبرّ أيمانهم بكسر الحدود وهدم السواتر وضرب المفخخات.
لقد دخلت أمريكا الصليبية ومعها حلفها البائس الحرب ضد المجاهدين وهي تظن أن بإمكانها أن تستفرد بهم في العراق أو الشام ثم تأمن في غيرها من البلاد، إلا أن الاجتماع والاعتصام الذي حققته الدولة الإسلامية بإعلان الخلافة أفسد على الصليبيين مخططاتهم وأفشل مكائدهم، وصار العراق والشام وإفريقية وغيرها من الولايات جسدا واحدا، فنقلت الدولة الإسلامية بذلك مفهوم وحدة المسلمين من التنظيرات والشعارات إلى التطبيق العملي على أرض الواقع، وصنعت صفا مؤمنا قويا كالبنيان المرصوص.
هذا البنيان الذي أقامته الدولة الإسلامية من أول يوم على التقوى، على التوحيد والإيمان، على الولاء والبراء، على المفاصلة التامة مع الكافرين كافة؛ هو سر قوتها واستمرارها، وسر تمددها وانتشارها، وهو سر ثباتها في وجه هذه التحالفات العالمية.
فهي بفضل الله تعالى تجاوزت كل الحدود والعرقيات والقوميات التي فرضها البشر على البشر، وكفرت بكل دساتيرهم وقوانينهم وآمنت فقط بالشريعة التي فرضها الله على العباد، وعقدت الولاء لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين، ولذلك لم يعد غريبا اليوم أن نرى هذا الانسجام والالتئام التام بين الولايات والجبهات التابعة للدولة الإسلامية برغم بعد المسافات واختلاف اللغات، فدينهم واحد، وعقيدتهم واحدة، وغايتهم واحدة؛ هي إقامة الدين وإزالة الشرك من الأرض وتعبيد الناس لربهم سبحانه، وهي الغاية التي من أجلها بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين.
لقد أكرم الله تعالى عباده المجاهدين وأتمّ عليهم نعمه بأن حفظ جهادهم وأوصله إلى مشارق الأرض ومغاربها في الوقت الذي كان الصليبيون يظنون أنهم قضوا عليه في العراق والشام، ولئن كان الصليبيون والمرتدون قد تورطوا سابقا في حرب العراق، فإنهم اليوم تورطوا في حروب كثيرة ليس آخرها في إفريقية، وغدا أسود إفريقية اليوم بفضل الله تعالى رقما صعبا في ساحة الصراع بين الحق والباطل، وأصبحت تهتزّ على وقع هجماتهم جيوش وعروش وحكومات.
وهذه دعوة للمسلمين في كل مكان، ليتأملوا كيف فتح الله تعالى على تلك العصبة المؤمنة القليلة التي انطلقت في العراق؟ وأمدّها وأيدها وبارك فيها حتى وصلت دعوتها إلى أقاصي الأرض ولحق بركبها من لا يتحدث لغتها، برغم ما تعرضت له من فتن وزلازل تنهدّ لها الجبال، وعلى المجاهدين الذين يعيشون اليوم ظروف عصبة العراق الأولى أن يعلموا أنه ما هي إلا السنن والمحن ثم يجنون ثمار صبرهم وثباتهم من حيث لا يحتسبون وأبعد مما يطلبون بإذن الله تعالى.
وإلى جنود الخلافة في إفريقية نقول: بيّض الله وجوهكم فلقد شفيتم صدور الموحدين بعملياتكم وتنكيلكم في جيوش الكافرين، وتخذيلكم عن إخوانكم المجاهدين، فواصلوا ما أنتم فيه وسلوا الله تعالى الثبات عليه وأدّوا شكره على هذه النعمة العظيمة، وتذكروا أن لوقع خطواتكم اليوم في تلك البقاع البعيدة ما بعده بإذن الله تعالى، وإن غدا لناظره لقريب.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 283
الخميس 10 رمضان 1442 هـ