الدولة الإسلامية / الإعلام المناصر ما تزال مراكز الدراسات الصليبية تصدر تقاريرها وتوصياتها، ...

منذ ساعتين
الدولة الإسلامية / الإعلام المناصر


ما تزال مراكز الدراسات الصليبية تصدر تقاريرها وتوصياتها، التي تحذّر الدول والحكومات من خطورة الإعلام المناصر للدولة الإسلامية، وتركّز على أن خطورته نابعة من دوره الأساسي في مواصلة التحرّض على الجهاد في سبيل الله تعالى واستهداف الكافرين والمرتدين في كل مكان حول العالم.

لقد أدرك الصليبيون مبكّرا خطورة هذا الإعلام المساند لإعلام الدولة الإسلامية الرسمي، فعقدوا عشرات المؤتمرات وصرفوا ملايين الدولارات وجمعوا خبراءهم وحشدوا موظفيهم وبذلوا أقصى جهودهم، بهدف القضاء على هذا الإعلام المناصر وإسكات صوته، لعلمهم بدوره البارز وأثره الكبير في الحرب الإعلامية التي تسير جنبا إلى جنب مع الحروب والمعارك العسكرية على الأرض.

وفي الوقت الذي قادت فيه أمريكا الصليبية تحالفا عالميا من دول شتى بهدف المواجهة العسكرية ضد جيش الدولة الإسلامية على الأرض، كان التحالف ذاته يقود حربا أخرى ضد جيش الدولة الإسلامية في فضاء الإنترنت، خصوصا بعد توصيات أبرز مراكز الحرب على الإسلام بأن المواجهة العسكرية ليست كافية وحدها للقضاء على الدولة الإسلامية، وأنه لا بد من حرب فكرية وإعلامية تزامن الحروب العسكرية.

وعلى مدار سنوات هذه الحرب المستعرة لم تبق حكومة إلا وشاركت فيها بشكل أو بآخر، حتى تغيّرت بنود وقيود كثير من المنصات الإعلامية التي غزاها جنود الإعلام المناصر وسيطروا عليها وأحالوها سهما في كنانة المجاهدين بعد أن كانت لسنوات خنجرا في ظهور المسلمين تُضل أبناءهم وتسلخ عقائدهم وتفسد أخلاقهم.

وبرغم الحرب الشرسة التي شنتها هذه الحكومات الكافرة وأجهزة مخابراتهم وخبراؤهم على مجاهدي وفرسان البلاغ، والتي لم تقل ضراوة عن الحرب العسكرية، إلا أنها فشلت بفضل الله تعالى في تحقيق أهدافها المعلنة، واستمرت رسائل المجاهدين وأخبارهم ومرئياتهم تغزو أنحاء العالم ما حيّر أفهام الكافرين وأطاش عقولهم.

وكان من وجوه هذه الحرب؛ السعي الحثيث لمخابرات الصليبيين والمرتدين ومحاولاتهم المستميتة لشق صف المناصرين وإثارة الفتنة بينهم، متّبعين في ذلك كل الطرق والوسائل الشيطانية التي عايشناها جميعا طوال السنوات الماضية، إلا أن مساعيهم باءت بالفشل بفضل الله تعالى وبقي صوت الدولة الإسلامية مسموعا وبقيت دعوتها ماضية، دعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك بالبيان والسنان والقول والعمل.

فإذا عرفت ذلك أيها المجاهد الإعلامي وأدركت قدرك في هذه المعركة فالزم غرزك وجدد نيتك وأصلحها وجاهد نفسك وروّضها واحتسب كل ما تقوم به في سبيل الله تعالى، فإن الاحتساب والنية يضمنان لك مواصلة الطريق إن شاء الله تعالى.

فاجتهد في ضبط نيتك وإخلاصها لله تعالى واعلم أن لثباتك في ميدان الإعلام أثر كبير على إخوانك المجاهدين في ساحات القتال فأنت صوتهم الذي يصل إلى المسلمين وأنت بندقيتهم الأخرى التي يجابهون بها جيوش الباطل في معركة التوحيد.

كما نهيب بإخواننا فرسان الإعلام المناصر أن يتعاهدوا بعضهم بالتذكير فيوصي أحدهم أخاه، ويشجع بعضهم بعضا، فإن الحرب ما زالت قائمة لم تضع أوزارها بعد، وإن المرحلة القادمة بحاجة إلى شحذ الهمم ورصّ الصفوف وتنظيم العمل وإطلاق الغزوات الإعلامية ونخص منها الغزوات الإعلامية الجماعية التي لطالما أرهقت وأرّقت الكافرين والمنافقين ووقفوا عاجزين حائرين أمام هذا السيل العرمرم من مناصري دولة الإسلام والذين وضعوا بصمة إعلامية فارقة في تاريخ الإعلام الجهادي صارت محط أنظار الصديق والعدو.

ونذكّر إخواننا بأن العمل في ميدان الإعلام الجهادي كغيره من العبادات قد يعتري المرء فيه الفتور أو التقصير أو الملل، وهذا لا شك حاصل في النفس البشرية فادفعه عنك بالصبر والمصابرة والجهد والمجاهدة فلا يستقيم عمل للمسلم بغير ذلك وإن الحياة كلها كبد ومكابدة ولو في تحصيل الدنيا فكيف بما هو أسمى وأغلى من الدنيا وما فيها وهو التوحيد والجهاد؟!، ومما يُدفع به ذلك أيضا التأمل فيما أعده الله تعالى لعباده المجاهدين من الأجر فكما قيل: "من لاح له الأجر هانت عليه التكاليف"، ومما يُدفع به ذلك أيضا الدعاء وطلب العون من الله تعالى فهو الموفّق والهادي إلى سواء السبيل.

إن أعداء الدولة الإسلامية وخصومها طافوا وجابوا الدنيا بحثا عن حلّ لوقف نشاط الإعلام المناصر فلم يجدوا ولن يجدوا بإذن الله تعالى، ومما يزيد غيظ هؤلاء وحنقهم على فرسان الإعلام المناصر هو نجاحهم في استقطاب مناصرين جدد للعمل في هذا الميدان والرباط على هذا الثغر المبارك، ما يعني استمرارية الإعلام الجهادي بلا توقف، وهو ما تسبب بحالة من اليأس بدت واضحة في تصريحات وسقطات لسان كوادر وخبراء الصليبيين والمرتدين الذين يعكفون ليل نهار على مراقبة النشاط الإعلامي لمناصري الدولة الإسلامية على المنصات والمواقع الإعلامية المختلفة.

وبعد فصول طويلة من المعارك المستعرة بين جند الرحمن وجند الشيطان على جبهات الإعلام، يمكننا القول إن جهود الصليبيين والمرتدين ومعهم جيوش المنافقين فشلت بفضل الله تعالى في وقف عجلة الإعلام الجهادي المبارك التي تدور بلا توقف تدعو إلى التوحيد وإقامة شريعة الله تعالى في أرضه، وتحرّض على الجهاد وقتال الكافرين واستهدافهم فوق كل أرض وتحت كل سماء.

إننا إذ نطرق مسامع أبطال الإعلام الجهادي المناصر بهذه الكلمات فإننا نرمي إلى تذكيرهم بفضل الله تعالى عليهم أن هداهم ووفقهم إلى السير على هذا الطريق، وهيّأ لهم أسباب الالتحاق بهذا الثغر المبارك الذي لا يقل أهمية عن ثغور الجهاد الأخرى.

لذا حري على من عرف أهمية هذا الثغر ومدى تأثيره في سير المعارك، أن يستمر فيه ويبذل مزيدا من الجهد والنشاط فيه، وليضع نصب عينيه إخلاص العمل لله تعالى فهو من أكبر أسباب الاستمرار والثبات على هذا الثغر وكل ثغر، وليتذكّر كل مجاهد إعلامي أن ما يقوم به فرض لا تطوّع، وفي هذا يقول الشيخ أبو حمزة المهاجر تقبله الله موجّها كلمته إلى من حملوا أمانة البلاغ: "الزم ثغرك في هذا الحقل، فإنك تدفع من الشر عن الموحدين ما الله به عليم، الزم ثغرك فنحن نحتاجك في مكانك، إياك أن تحسب أنّ عملك نافلةٌ من القول أو الفِعل؛ عملك فرضٌ واجبٌ عليك فاجتهد فيما حُمِّلت من أمانة".

نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على هذه الأمانة العظيمة وأن يستعملنا وإياكم لنصرة دينه والذود عن شريعته ونصرة عباده المجاهدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 289
الخميس 22 شوال 1442 هـ

683b4c4f96693

  • 1
  • 0
  • 3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً