التحالف الصليبي بين روما ودابق كان التحالف الصليبي يصرّح سابقا أن هدفه هو إلحاق "الهزيمة" ...
منذ 10 ساعات
التحالف الصليبي بين روما ودابق
كان التحالف الصليبي يصرّح سابقا أن هدفه هو إلحاق "الهزيمة" بالدولة الإسلامية في العراق والشام، وبعد ثمان سنوات على تشكيله من أجل هذا الهدف الذي لم يتحقق، أصبح يصرّح بأن هدفه هو إلحاق "هزيمة دائمة" بالدولة الإسلامية، فكيف لمن عجز عن إلحاق "الهزيمة" أن يجعلها "دائمة"؟! وكيف لمن غرق في براري العراق والشام أن ينجو من مستنقعات إفريقية والساحل وشرق آسيا وغيرها من الولايات؟!
وقد اجتمع وزراء التحالف الصليبي وجها لوجه قبل أيام نيابة عن ثلاث وثمانين دولة في روما الصليبية، في أول اجتماع مباشر لهم منذ عامين متتالين فشل خلالها التحالف الصليبي بكل قواته أن يجمع قادته خشية الوباء الذي سلطه الله تعالى عليهم.
وبالنظر إلى مخرجات هذا الاجتماع الجديد الذي دعت إليه كل من إيطاليا وأمريكا، فقد أكد التحالف على مجموعة من المهام تتلخص في ضرورة مواصلة "العمل المشترك" من أجل محاربة الدولة الإسلامية، وضرورة دعم "المناطق المحررة" التي "حرّروها" من حكم الشريعة ففقدت الأمن والاستقرار وصارت مناطق بور وخوف ودمار، بعد أن كانت مناطق أمن وإيمان وسلامة وإسلام.
كما أكد التحالف الصليبي على ضرورة تتبع وحظر "مصادر التمويل" لجنود الخلافة والذين يواصلون جهادهم معتمدين على خزائن الله تعالى الملأى التي لا تقدر أمريكا ولا كل طواغيت الأرض على وقفها أو حظرها ولو اجتمعوا.
ولم ينسَ التحالف الصليبي أن يؤكد على ضرورة محاربة إعلام الدولة الإسلامية ومنعها من "استغلال منصات التواصل" على الشبكة العنكبوتية، وهو الهدف الذي حشد له التحالف جيوشا جرارة من الكفار والمرتدين والمنافقين يقودهم إبليس ويوحي إليهم، سعيا في إسكات صوت الحق وإطفاء نور الإيمان، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة:32].
وإن التحالف المهزوم لم تكفه عشرات الدول التي ضمّها إلى حلفه المأزوم، فأعلن عن انضمام أربع دول جديدة هي "إفريقية الوسطى والكونغو وموريتانيا واليمن"، ليصيب حكومات وجيوش هذه الدول "لعنة التحالف" تماما كما يلعنون اليوم "رامسفيلد" وزير الدفاع الأمريكي البائد الذي هلك بينما وصلت دولة الإسلام إلى موزمبيق!
إلا أن الملف الأبرز والأثقل على طاولة التحالف الصليبي في هذا الاجتماع هو ساحة إفريقية والساحل، فقد أقرّ وزير خارجية إيطاليا بأنه "لا تكفي" مجابهة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بل عليهم النظر إلى "مواقع أخرى" تتواجد فيها، معتبرا أن تمدد الدولة الإسلامية في إفريقية والساحل "يثير القلق"، مؤكدا أن حماية المنطقة الساحلية تعني "حماية أوروبا"!
وليس مصادفة أن يلتقي الصليبيون وحلفاؤهم المرتدون بعد ثماني سنوات من تأسيس حلفهم في روما الصليبية، وليس عبثا أن تشعر إيطاليا بالخوف من تهديد إفريقية والساحل وتُخوَّف معها أوروبا بأسرها والتي تحبس أنفاسها وهي تراقب أجناد الخلافة في الساحل الإفريقي تغدو وتروح وتنكّل بحلفائها المرتدين، ويزيدها فرَقا ورعبا كلما سمعت زئير أسود الخلافة في ليبيا يصولون ويجولون.
إن مخاوف أوروبا الصليبية في محلها ولا شك، وإن مخاوف روما طبيعية مُبرَّرة، فهي كانت وما تزال على قائمة الأهداف الكبرى للمجاهدين، لأنها وعد الله تعالى لعباده المؤمنين الذين يوقنون بتحقّقه وينتظرونه بفارغ الصبر، ويعدون له العدة منذ إنطلاق جهادهم المبارك في العراق.
يومها كان قادة الدولة الإسلامية لا يكلون عن تهديد روما في خطاباتهم وكلماتهم، ولم يكن العالم يومها يدرك أن قادة المجاهدين يؤدون بذلك عبادة اليقين القلبية التي يفتقدها كثير من الناس اليوم في زمن الريبة والشك والحيرة وضعف اليقين.
كان المجاهدون يهدّدون روما مِن صحاري العراق في الرمضاء في العراء! هنالك في تلك البقاع التي حوت أجساد أبطال غيّروا خارطة العالم وأعادوا رسمها بدمائهم، مِن هناك كانوا يُهدِّدون روما، ولم يدرِ الروم الصليبيون يومها ومعهم المنافقون من الأعراب أن يقين هؤلاء الأبطال هو يقين نابع من إيمانهم بالله العظيم وتصديقهم لوعده سبحانه بالنصر والتمكين، وببشارة نبيه صلى الله عليه وسلم بفتح روما.
وبعد سنوات من الصبر واليقين، فتح الله تعالى على عباده المجاهدين في العراق ويسّر لهم بقوته وتدبيره التمدد إلى الشام ليكونوا على مشارف دابق الذي ينتظر فيها المسلمون الملحمة الكبرى إن شاء الله، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق…).
فها هي روما تضمّ حلف الصليب وتُجدِّده وتطالبه بأن يبذل مزيدا من الجهد لحماية الساحل الإفريقي من توسّع الدولة الإسلامية وتجاهر بأن ذلك يعني "حماية أوروبا"!، وها هي أمريكا الصليبية التي تولّت كِبر هذا التحالف البغيض تسحب جيوشها من بعض المناطق لكي تعزّز تواجدها في مناطق أخرى منها شرق الفرات في الشام، حيث أعلن ملاحدة الأكراد عن "توسيع مهابط الطائرات في مناطق سيطرتهم تمهيدا لاستيعاب القوات الأمريكية المنسحِبة من المناطق الأخرى".
إنهم يخططون في روما ويقصدون دابق!، وهنا نستذكر قول الشيخ العدناني -تقبله الله- يوم قال مخاطبا أمريكا: "فلا تفرحي أمريكا، ولتستمرِّن بحشد قواتك، وتحشيد حلفائك من الصليبيين حتى تنزلوا بدابق الذي فيه بإذن الله ستكسرون، وتهزمون وتغلبون".
إن هذه التحالفات والمؤامرات التي يحيكها الصليبيون من روما حتى دابق تذكّرنا بما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشّرهم بفتح البلدان بينما هم تحت وطأة تكالب الأحزاب عليهم، لكن تصديقهم بموعود الله تعالى كان أقوى من كلّ ذلك، إنه اليقين فما أعذبه!، فهو سر من أسرار ثبات المجاهدين على طريق الحق الذي تخلّى عنه الكثيرون، فلم يعِش جنود الخلافة على قصص الماضي ولم يتركوا العمل انتظارا لبشريات المستقبل، بل أعادوا أمجاد الماضي بالدماء والتضحيات، ويسعون جاهدين لتحقيق مستقبل الإسلام بالعمل والجهاد والمراغمة بالولاء والبراء والمفاصلة، فكان يقينهم يقين المتوكل لا المتواكل.
وما زال مجاهدو الدولة الإسلامية ينتظرون تحقّق وعد الله تعالى لهم، فهذا دابق وهذه الغوطة، وهذه القدس، وتلك روما، سندخلها لا كذب، وها نحن ذا والأيام بيننا والملاحم قادمة والسعيد من واصل المسير.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 294
الخميس 28 ذي القعدة 1442 هـ
كان التحالف الصليبي يصرّح سابقا أن هدفه هو إلحاق "الهزيمة" بالدولة الإسلامية في العراق والشام، وبعد ثمان سنوات على تشكيله من أجل هذا الهدف الذي لم يتحقق، أصبح يصرّح بأن هدفه هو إلحاق "هزيمة دائمة" بالدولة الإسلامية، فكيف لمن عجز عن إلحاق "الهزيمة" أن يجعلها "دائمة"؟! وكيف لمن غرق في براري العراق والشام أن ينجو من مستنقعات إفريقية والساحل وشرق آسيا وغيرها من الولايات؟!
وقد اجتمع وزراء التحالف الصليبي وجها لوجه قبل أيام نيابة عن ثلاث وثمانين دولة في روما الصليبية، في أول اجتماع مباشر لهم منذ عامين متتالين فشل خلالها التحالف الصليبي بكل قواته أن يجمع قادته خشية الوباء الذي سلطه الله تعالى عليهم.
وبالنظر إلى مخرجات هذا الاجتماع الجديد الذي دعت إليه كل من إيطاليا وأمريكا، فقد أكد التحالف على مجموعة من المهام تتلخص في ضرورة مواصلة "العمل المشترك" من أجل محاربة الدولة الإسلامية، وضرورة دعم "المناطق المحررة" التي "حرّروها" من حكم الشريعة ففقدت الأمن والاستقرار وصارت مناطق بور وخوف ودمار، بعد أن كانت مناطق أمن وإيمان وسلامة وإسلام.
كما أكد التحالف الصليبي على ضرورة تتبع وحظر "مصادر التمويل" لجنود الخلافة والذين يواصلون جهادهم معتمدين على خزائن الله تعالى الملأى التي لا تقدر أمريكا ولا كل طواغيت الأرض على وقفها أو حظرها ولو اجتمعوا.
ولم ينسَ التحالف الصليبي أن يؤكد على ضرورة محاربة إعلام الدولة الإسلامية ومنعها من "استغلال منصات التواصل" على الشبكة العنكبوتية، وهو الهدف الذي حشد له التحالف جيوشا جرارة من الكفار والمرتدين والمنافقين يقودهم إبليس ويوحي إليهم، سعيا في إسكات صوت الحق وإطفاء نور الإيمان، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة:32].
وإن التحالف المهزوم لم تكفه عشرات الدول التي ضمّها إلى حلفه المأزوم، فأعلن عن انضمام أربع دول جديدة هي "إفريقية الوسطى والكونغو وموريتانيا واليمن"، ليصيب حكومات وجيوش هذه الدول "لعنة التحالف" تماما كما يلعنون اليوم "رامسفيلد" وزير الدفاع الأمريكي البائد الذي هلك بينما وصلت دولة الإسلام إلى موزمبيق!
إلا أن الملف الأبرز والأثقل على طاولة التحالف الصليبي في هذا الاجتماع هو ساحة إفريقية والساحل، فقد أقرّ وزير خارجية إيطاليا بأنه "لا تكفي" مجابهة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بل عليهم النظر إلى "مواقع أخرى" تتواجد فيها، معتبرا أن تمدد الدولة الإسلامية في إفريقية والساحل "يثير القلق"، مؤكدا أن حماية المنطقة الساحلية تعني "حماية أوروبا"!
وليس مصادفة أن يلتقي الصليبيون وحلفاؤهم المرتدون بعد ثماني سنوات من تأسيس حلفهم في روما الصليبية، وليس عبثا أن تشعر إيطاليا بالخوف من تهديد إفريقية والساحل وتُخوَّف معها أوروبا بأسرها والتي تحبس أنفاسها وهي تراقب أجناد الخلافة في الساحل الإفريقي تغدو وتروح وتنكّل بحلفائها المرتدين، ويزيدها فرَقا ورعبا كلما سمعت زئير أسود الخلافة في ليبيا يصولون ويجولون.
إن مخاوف أوروبا الصليبية في محلها ولا شك، وإن مخاوف روما طبيعية مُبرَّرة، فهي كانت وما تزال على قائمة الأهداف الكبرى للمجاهدين، لأنها وعد الله تعالى لعباده المؤمنين الذين يوقنون بتحقّقه وينتظرونه بفارغ الصبر، ويعدون له العدة منذ إنطلاق جهادهم المبارك في العراق.
يومها كان قادة الدولة الإسلامية لا يكلون عن تهديد روما في خطاباتهم وكلماتهم، ولم يكن العالم يومها يدرك أن قادة المجاهدين يؤدون بذلك عبادة اليقين القلبية التي يفتقدها كثير من الناس اليوم في زمن الريبة والشك والحيرة وضعف اليقين.
كان المجاهدون يهدّدون روما مِن صحاري العراق في الرمضاء في العراء! هنالك في تلك البقاع التي حوت أجساد أبطال غيّروا خارطة العالم وأعادوا رسمها بدمائهم، مِن هناك كانوا يُهدِّدون روما، ولم يدرِ الروم الصليبيون يومها ومعهم المنافقون من الأعراب أن يقين هؤلاء الأبطال هو يقين نابع من إيمانهم بالله العظيم وتصديقهم لوعده سبحانه بالنصر والتمكين، وببشارة نبيه صلى الله عليه وسلم بفتح روما.
وبعد سنوات من الصبر واليقين، فتح الله تعالى على عباده المجاهدين في العراق ويسّر لهم بقوته وتدبيره التمدد إلى الشام ليكونوا على مشارف دابق الذي ينتظر فيها المسلمون الملحمة الكبرى إن شاء الله، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق…).
فها هي روما تضمّ حلف الصليب وتُجدِّده وتطالبه بأن يبذل مزيدا من الجهد لحماية الساحل الإفريقي من توسّع الدولة الإسلامية وتجاهر بأن ذلك يعني "حماية أوروبا"!، وها هي أمريكا الصليبية التي تولّت كِبر هذا التحالف البغيض تسحب جيوشها من بعض المناطق لكي تعزّز تواجدها في مناطق أخرى منها شرق الفرات في الشام، حيث أعلن ملاحدة الأكراد عن "توسيع مهابط الطائرات في مناطق سيطرتهم تمهيدا لاستيعاب القوات الأمريكية المنسحِبة من المناطق الأخرى".
إنهم يخططون في روما ويقصدون دابق!، وهنا نستذكر قول الشيخ العدناني -تقبله الله- يوم قال مخاطبا أمريكا: "فلا تفرحي أمريكا، ولتستمرِّن بحشد قواتك، وتحشيد حلفائك من الصليبيين حتى تنزلوا بدابق الذي فيه بإذن الله ستكسرون، وتهزمون وتغلبون".
إن هذه التحالفات والمؤامرات التي يحيكها الصليبيون من روما حتى دابق تذكّرنا بما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشّرهم بفتح البلدان بينما هم تحت وطأة تكالب الأحزاب عليهم، لكن تصديقهم بموعود الله تعالى كان أقوى من كلّ ذلك، إنه اليقين فما أعذبه!، فهو سر من أسرار ثبات المجاهدين على طريق الحق الذي تخلّى عنه الكثيرون، فلم يعِش جنود الخلافة على قصص الماضي ولم يتركوا العمل انتظارا لبشريات المستقبل، بل أعادوا أمجاد الماضي بالدماء والتضحيات، ويسعون جاهدين لتحقيق مستقبل الإسلام بالعمل والجهاد والمراغمة بالولاء والبراء والمفاصلة، فكان يقينهم يقين المتوكل لا المتواكل.
وما زال مجاهدو الدولة الإسلامية ينتظرون تحقّق وعد الله تعالى لهم، فهذا دابق وهذه الغوطة، وهذه القدس، وتلك روما، سندخلها لا كذب، وها نحن ذا والأيام بيننا والملاحم قادمة والسعيد من واصل المسير.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 294
الخميس 28 ذي القعدة 1442 هـ