🔹دواء الأحزان 🔹 --------------- لا شك أن الإنسان مُعرض للنكبات والمصائب ، ولكن لا ينبغي أن ...

منذ 2018-10-27
🔹دواء الأحزان 🔹
---------------

لا شك أن الإنسان مُعرض للنكبات والمصائب ، ولكن لا ينبغي أن يتصور أن ذلك هو نهاية الحياة ، وأنه الوحيد الذي ابتُلى بتلك المصائب..
بل عليه أن يخففها ويهونها على نفسه من خلال :
(1) أن يعلم أن القدر قد سبق بذلك ، وأن الذي قدّر ذلك ورضيه هو أحكم الحاكمين ، فينبغي الرضا عن الله عز وجل فيما قدره وقضاه.

(2) أن يعلم أن الدنيا دار ابتلاء وكرب ، لا يُرجى منها راحة ، كما قيل :
وما استغربتْ عيني فراقاً رأيتُه ** ولا أعلمتني غير ما القلب عالمه .

(3) أن يعلم بأن الجزع لن يفيد ، بل يضر المرء في دينه ودنياه.

(4) أن يقدّر وجود ما هو أكبر من تلك المصيبة ،كمن له ولدان ذهب أحدهما ، فليقدّر كيف لو ذهب ولداه كلاهما!.

(5) أن ينظر في حال من ابتلى بمثل هذا البلاء فصبر ، فإن التأسي راحة عظيمة .. قالت الخنساء :
ولولا كثرة الباكين حولي ** على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ** أعزّى النفسَ عنه بالتأسي

(6) أن ينظر في حال من ابتُلى بأكثر من هذا البلاء فيهون هذا.

(7) أن يرجو الخَلَف من الله تعالى .. قيل للقمان : ماتت زوجتك. قال : تجدّد فراشي.

(8) أن يطلب الأجر بحمل أعباء الصبر ،فلينظر في فضائل الصبر ، وثواب الصابرين وسيرتهم في صبرهم ، وإن ترقَّى إلى مقام الرضا فهو العاية.

(9) أن ينظر إلى ما هو فيه من نعم حُرم منها الكثيرون.

(10) ألا يستسلم للإحباط الذي قد يصحب المصيبة.

(11) أن يعلم أنه كيف جرى القضاء فهو خير له.

(12) أن بعلم أن تشديد البلاء يخصُّ الأخيار.

(13) أن يعلم أنه مملوك ، وليس للمملوك في نفسه شيء.

(14) أن يعاتب نفسه عند الجزع ، مبيناً أن البلاء أمر لا بد منه ، فما وجه الجزع مما لا بد منه.

(15) أن يعلم أن المصائب تُذهب عن الإنسان كثيراً من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب.

يُذكر أن أحد الحكماء ابتُلى بمصيبة ، فدخل عليه إخوانه يعزُّونه في المصاب ، فقال : إني علمتُ دواءً من ستة أخلاط.
قالوا : ما هي ؟
قال : الخلط الأول : الثقة بالله.
والثاني : علمي بأن كل مقدور كائن.
والثالث : الصبر خير ما استعمله الممتَحنون.
والرابع : إن لم أصبر أنا فأي شيء أعمل ؟! ولم أكن أُعين على نفسي بالجزع.
والخامس : قد يمكن أن أكون في شرٍّ مما أنا فيه.
والسادس : من ساعة إلى ساعة فرج.

فاحرص على أن تكون دائماً وأبداً راضياً عن الله ، راضياً بقضائه وقدره..
واعلم علم اليقين أن الله لا يبتليك ليعذبك ، وإنما يبتليك ليطهرك ويُقربك.

بلال العربي

5975aaa5328d5

  • 2
  • 0
  • 416

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً