صحيفة النبأ 298 / بل الساعة موعدهم! وعَد اللهُ تعالى عباده المؤمنين القائمين على أمره بالغلبة ...

منذ حوالي ساعة
صحيفة النبأ 298 / بل الساعة موعدهم!


وعَد اللهُ تعالى عباده المؤمنين القائمين على أمره بالغلبة والفوز في الدارين، وفي المقابل توعّد الكافرين على اختلاف طوائفهم وتحالفاتهم بالهزيمة في الدنيا والعذاب في الآخرة، وهذا مِن عدله سبحانه وتعالى بأن فرّق في الجزاء والعاقبة بين مَن آمن به وكفر به، فجعل الجنة عقبى الذين اتقوا، وعقبى الكافرين النار.

ولقد قرنت آيات القرآن الكريم في غير موضع بين هزيمة الكافرين في الدنيا وعذابهم في الآخرة، وأكّدت أنّ عذابهم في الآخرة سيكون أدهى وأشدّ عليهم من هزيمة الدنيا، وأنّ تحالفاتهم وحشودهم ضد المسلمين مهما كثرت وتعددت في الدنيا، فإنّ مصيرها الحشر إلى جهنم وبئس المهاد!، قال تعالى: {قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}، وقال تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ}.

وبناء على ما تقدّم من الوحي، فإنّ على الكافرين ألا ينتظروا هزيمتهم وخسارتهم في الدنيا وحسب، بل عليهم أن ينتظروا -إن لم يتوبوا- خسارتهم الكبرى والدائمة يوم القيامة، يوم يُصيبهم من الحسرة والمذلة والعذاب أضعاف ما يلاقونه اليوم على أيدي المجاهدين في أكبر "معركة استنزاف واستدراج" شهدها التاريخ المعاصر، وتورّطت فيها أكبر وأكثر جيوش الكفر والردة، وسيقت إليها طوعا أو كرها.

لذلك لم يكن "التحالف الإفريقي" الجديد الذي عقده الصليبيون ضد الدولة الإسلامية في وسط إفريقية إلا صورةً أخرى من صور الاستدراج الإلهي للكافرين نحو هاوية الاندحار والهزيمة بإذنه تعالى، وباباً جديداً من أبواب الاستنزاف والمطاولة.

فبعد سنوات من المفاوضات والخصومات قررت دول إفريقية تشكيل "تحالف إقليمي" لمواجهة الدولة الإسلامية في موزمبيق، يشرف على تدريبه ضباط من البرتغال وأمريكا، وشاركت فيه حتى اللحظة كل من: "رواندا، بوتسوانا، زيمبابوي، جنوب إفريقية" وحتى "أنغولا" إضافة إلى دول أخرى ما زالت تشاور نفسها وتندب حظها!

التحالف الإفريقي الذي بالكاد التأم، بدأ منقسماً على نفسه بسبب خلافات من الحقب السابقة لعل أبرزها اعتراض "المعارضة الموزمبيقية" على وصول قوات "رواندا" بطريقة شبّهوها بالصفقات السرية الفاشلة التي أبرمتها حكومتهم مع شركات مرتزقة روسية وجنوب إفريقية لقتال المجاهدين، ما يُهدد بإشعال فتيل النزاع القديم بين الحكومة والمعارضة بعد سنوات من الكمون، إضافة إلى تحديات أخرى ينتظرها هذا التحالف الكفري الذي شكّلته دولٌ ممزقة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.

ويحاول الكافرون والمنافقون عبر وسائل إعلامهم، تصوير الحرب والمعارك الدائرة في شمال موزمبيق على أنها "حرب على الغاز"! متعامين عن وجود الغزو الصليبي القديم الجديد للمسلمين وديارهم في تلك المنطقة والتي تعرضت لأبشع الجرائم والمجازر التي ارتكبها النصارى وجيوشهم بحق المسلمين، وهذا التضليل المتعمد إنما هو امتداد لحملة التشويه الممنهجة التي رافقت تمدد الدولة الإسلامية إلى الشام.

إن الدولة الإسلامية تقاتل اليوم الكافرين في وسط إفريقية، جهاداً في سبيل الله تعالى ونصرةً للإسلام وذوداً عن حياضه، وتطبيقاً للغاية التي خلقنا الله تعالى من أجلها، وهي توحيده سبحانه، ولا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بقتال مَن أشرك به وناصب المسلمين العداء، ولأجل هذه الغاية سعّر المجاهدون حروبهم ضد جيوش الصليب في موزمبيق والكونغو، وعندها بان الفرق بين مَن ينتصر للمسلمين وجراحاتهم ويثأر لدينهم وحرماتهم، وبين مَن لا تعدو جراحاتهم بالنسبة إليه سوى "مادة إعلامية" يوظّفها سياسياً في تصفية حساباته مع خصومه السياسيين، كما رأينا مؤخرا في مواقف الطواغيت ودعاتهم تجاه قضايا: الإيغور وتركستان وبورما والشام وغيرها.

وفي الكونغو أيضا تم إرسال قوات من دول: "أوغندا، وكينيا، والصومال" وغيرها، بهدف تشكيل تحالف كفري آخر لمواجهة جنود الخلافة في شرق الكونغو، خصوصاً بعد أن شهد العمل العسكري هناك -بفضل الله تعالى- تطوراً ملحوظاً وتوثيقاً إعلامياً مستمراً لأغلب الهجمات التي تستهدف دوريات الجيش وميليشياته، وتستهدف النصارى وقراهم وقوافلهم على الطرق التجارية الرئيسة، في إطار الحرب الاقتصادية الكبرى التي يشنّها جنود الخلافة، وهي أوسع حرب استنزاف توجّه مِن المسلمين ضد الكافرين، بعد أن كان اتجاه الحروب طيلة العقود الماضية معاكساً يسرق فيه الصليبيون ثروات المسلمين وينهبون خيراتهم ويستنزفون طاقاتهم.

وهذا مما يُحسب للدولة الإسلامية -بفضل الله تعالى- وهي تجابه الباطل برجالٍ فقهوا معنى قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، وأدركوا معنى قتال المشركين كافة، فلم يعد القتال قتالاً وطنياً ولا قطرياً ولا اضطرارياً ولا ارتهاناً لمحاور الداعمين، ولا تماشياً مع الأجندات، ولا خدمةً لثورات البرلمانات! كلا، بل جهاداً شرعياً في سبيل الله تعالى، لا يرى مصلحة أكبر من التوحيد ولا يرى مفسدة أسوأ من الشرك، ينصر الإسلام بالإسلام لا بسواه، وهذا هو سرُّ التوفيق الكبير الذي يلمسه المجاهدون على الأرض، وهو ما يفسّر أيضاً أسباب اجتماع كلّ أحزاب الباطل ضد دولة الإسلام، فقد خالفت أهواءهم وتوقعاتهم جميعاً، فلا عجب أن يشتدوا في طلبها وحربها، فعلى قدر مفارقة معسكر الباطل ومفاصلته تكون الحرب! وقد قبِلها جنود الخلافة وهم على استعداد أن يدفعوا أثمانها مهما علت، فما عند الله خير وأبقى.

وكسائر إخوانهم، نال المجاهدون في الكونغو نصيبهم من حملة التشويه والتضليل المتعمدة، فما زال "الإعلام الحكومي والدولي" في الكونغو يُطلق على جنود الخلافة هناك أسماء محلية غريبة! بعيدة كل البعد عن اسم ورسم دولة الإسلام، وكل ذلك هرباً مِن أن يعترفوا بأنهم يقاتلون اليوم في الكونغو ذات الدولة الإسلامية التي زعموا من قبل القضاء عليها في الباغوز! فسبحان مَن أنفذ بعث الباغوز إلى الكونغو وموزمبيق وأمدّه بمدد مِن عنده، في نصر وتأييدٍ إلهي عرفه مَن عرفه وأنكره مَن أنكره.

أما إخواننا المجاهدين في وسط إفريقية، فنوصيهم بعد التوكل على الله تعالى، أن يُجهّزوا أنفسهم ويشحذوا هممهم ويحدّوا سيوفهم ففرائس الصليبيين تتدافع إلى فخاخهم، فليُحكموا الكمائن ويُطْبقوا الشراك، وليُشعلوا الأدغال والغابات عليهم نارا وليجعلوا خسائرهم بعدد حملاتهم، وليستعينوا بالله تعالى عليهم، ويتذكروا أنّ المعركة لا تنتهي في الأرض بل يوم العرض على الله تعالى، فليطيبوا بذلك نفساً فإنها معركة محسومة لا يخسر فيها المسلم أبداً، فهو يتنقل بين أجرين وخيرين، بين إحدى الحسنيين، أما الكافرون فموعدهم بعد كل هذه الحروب والتحالفات؛ الساعة! والساعة أدهى وأمرّ.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 298
الخميس 26 ذي الحجة 1442 هـ

6873fd2836f8b

  • 1
  • 0
  • 3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً