خطورة الخوض في الشبهات عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ...

منذ يوم
خطورة الخوض في الشبهات



عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه). [متفق عليه].

لقد بعث الله نبيه محمدا بالحق هاديا ومبشرا ونذيرا، حجة على الخلق ورحمة للعالمين، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، فما ترك خيرا إلا دل الأمة وحثهم عليه وأوصاهم به، وما ترك شرا إلا حذرهم منه.

وفي هذا الحديث يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته أن أحكام الدين تنقسم إلى ثلاثة أقسام: حلال محض بيّنه الشارع للناس يجب أن يأخذوه، وحرام محض يجب أن يتركوه، وقسم ثالث اشتبه فيه الحلال بالحرام، ويصعب التمييز بينهما على أكثر الناس، فالورع هنا ترك هذا القسم وتوقيه خوفا من أن يتجرأ الإنسان على الحرام البين.

وتتجلى خطورة الخوض في الشبهات والمجازفة في أمور الدين، في هذه الأيام التي تغيرت فيها المفاهيم وانقلبت الموازين، وسُميت الأمور بغير مسمياتها، وانتكست الفطَر، وارتكس أكثر الناس في الفتن إلا من رحم الله، لذلك إن لم يتدرع المسلم -وخاصة المجاهد في سبيل الله- بالتقوى والورع؛ خاض مع الخائضين في الشبهات من حيث لا يدري والله المستعان.


• المصدر:
مقال صحيفة النبأ "ورع المجاهد" 524

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً