الدولة الإسلامية / قصة شهيد • حافظ سعيد أحمد (تقبله الله) (مجاهد من بلوشستان) كانت باكستان ...

منذ 3 ساعات
الدولة الإسلامية / قصة شهيد


• حافظ سعيد أحمد (تقبله الله) (مجاهد من بلوشستان)

كانت باكستان واحدة من تلك البلدان التي وصلتها قافلة الدولة الإسلامية، والتحق بها المجاهدون هناك بعد أن تبرأوا من تنظيماتهم السابقة، وحققوا الولاء والبراء متجاوزين كل القيود القومية والعوائق الجاهلية.

كان من هؤلاء الأبطال الأخ المجاهد حافظ سعيد أحمد البلوشي، حامل القرآن الذي اشتهر بشجاعته وإتقانه قطف رؤوس المرتدين من أبناء جلدته، انتقامًا وولاءً لأبناء دينه.


• نشأته وبحثه عن الجهاد

نشأ الأخ المجاهد حافظ سعيد في كنف عائلة بلوشية محافِظة في منطقة (كالي ديبا) بمدينة (كويتا) عاصمة منطقة (بلوشستان)، حيث تكثر الميليشيات القومية والأحزاب الوطنية.

في مقتبل عمره تلقى الأخ حافظ العلوم الشرعية الأساسية في التفسير والحديث والفقه في المدارس الدينية التقليدية المنتشرة في (كويتا)، واستمر فيها حتى أكرمه الله تعالى بحفظ القرآن الكريم كاملا، فأصبح القرآن قائدا وموجّها لشخصيته، وحافَظ على فطرته يقِظةً خصبةً لقَبول الحق والدفاع عنه.

بدأ الأخ حافظ البحث عن طريق الجهاد مبكّرا في بلاده التي تحكمها الحكومة الباكستانية، وتتحكم فيها أمريكا الصليبية، وتنشط فيها الكثير من الأحزاب الجاهلية.

انتمى في بداية مشواره إلى ما يسمى "حركة طالبان باكستان" بعد أن انخدع بها كغيره من شباب المسلمين ومكث فيها أكثر من عامين، قبل أن يتضح له الحق بظهور راية الدولة الإسلامية وإنما تُعرف الأمور بأضدادها، حيث كانت معركة التمايز المنهجي قد وصلت بفضل الله ساحة باكستان وأفغانستان، بعد عقود من الاضطرابات المنهجية وسطوة الرايات العمية على تلك البلاد؛ حيث تصدّر المشهد الجهادي هناك حركات وجماعات وطنية انتهى بها المطاف بتشكيل حكومات كفرية، وأخرى تسعى لذلك بكل قوة، وبين هذه وتلك تذبذبت تنظيمات أخرى تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض.


• بيعته للدولة الإسلامية

في عام 1437هـ يسّر الله للأخ حافظ سبيل الالتحاق بالدولة الإسلامية بعد التقائه بمجموعة من إخوانه المجاهدين، في مقدمتهم الأخ مطيع الله، المعروف بالحاج خالد -تقبله الله- الذي كان أحد أمراء المجاهدين هناك، وفي تلك المرحلة بايع الأخ حافظ الدولة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي -تقبله الله- ليصبح بذلك جنديا من جنود دولة الخلافة التي كان وصولها إلى أرض باكستان خيرا ورحمة لشباب المسلمين هناك، بعد سنوات التيه والضياع في حبائل الحركات والأحزاب الجاهلية، والارتهان للصراعات والأجندات المخابراتية التي ترسم شكل الحرب هناك، في ظل الصراعات السياسية المزمنة بين الحكومات والدول المتجاورة، التي دأبت على استغلال هذه الحركات في تصفية حساباتها وتسديد الضربات إلى خصومها.


• ورعه وحسن سيرته

شهد له إخوانه بشدة ورعه وتقواه في أقواله وأفعاله، وحرصه على اجتناب موارد الشبهات حتى لقّبه إخوانه بالتقي نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

كانت الاستقامة التي تجلت في حياة هذا الشاب مثيرة للإعجاب، فرغم نشأته في بيئة حضرية تفتحت له فيها زهرة الحياة الدنيا وبهجتها، إلا أنه أشاح بوجهه عنها ولم يتلوث بملوثاتها التي يغرق فيها أبناء جيله، بل خاف وقوفه بين يدي الله تعالى غدا، ونهى النفس عن الهوى واختار ما عند الله تعالى، فما عند الله خير وأبقى.

تميز الأخ حافظ بحسن سيرته وطيب خصاله وأخلاقه بين المسلمين، ولا عجب فهذا الأصل في حامل القرآن؛ أن يأتمر بأمره وينتهي بنهيه ويتخلق بخلقه ولذلك أُنزل، وهذا هو الفرق بين عصرنا والقرون المفضلة، لقد كان القرآن حاديهم في حياتهم، بينما نبذ أهل عصرنا كتاب الله وراء ظهورهم وعطلوه في حياتهم، فتردّوا في دركات الشقاء والهوان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لم تكن ابتسامته الهادئة تفارق محيّاه، بشوشا في وجه إخوانه يمتثل حديث نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فكان حسن العشرة معهم، رفيقا بهم متواضعا لهم، بينما كان شديد البأس على المرتدين من بني جلدته، يُخفي خلف ابتسامته بغضا وغلظة على الكافرين، محقِّقا بذلك أصل الأصول -الولاء والبراء- الذي يتعرض لعمليات تمييع ممنهج من قبل الحركات والأحزاب المرتدة ليس في باكستان وحسب، بل في سائر بلدان المسلمين.


• قائد عسكري في (كويتا)

وإلى جانب تفانيه في نصرة الإسلام، حظي الأخ حافظ بصفات وخصال قيادية أهّلته لتولي زمام بعض المهام الجهادية في باكستان، وتحديدا في مسقط رأسه (كويتا) التي ترعرع فيها وخبر دروبها.

لقد أجاد الأخ حافظ قيادة العمليات العسكرية، فكان يُحسن تخطيطها والإعداد لها، ويشرح بدقة أدوار المشاركين فيها، وكانت هذه إحدى مهاراته الميدانية التي أتقنها وبرع فيها.

وبالإضافة إلى مهاراته السابقة، تمتع الأخ حافظ بشجاعة وجرأة كبيرة في الميدان، دفعت الشيخ مفتي هداية الله -تقبله الله- إلى تعيينه قائدا عسكريا للمجاهدين في (كويتا).

• اغتالَ الهدف وجهّزَ الاستشهادي

لقد شارك الأخ حافظ بنفسه في معظم العمليات في مدينة (كويتا) بنشاط كبير وهمة عالية، يبتغي القتل والأجر مظانه. حيث قاد وخطّط العديد من العمليات النوعية خلال فترة مسؤوليته، كان أقواها العملية الدامية التي استهدفت تجمُّعا لكبار المحامين أواخر عام 1437هـ.

حيث نجح -مع أحد إخوانه- في اغتيال "رئيس نقابة المحامين" المرتد "بلال أنور قاسي" أحد أشهر طواغيت القانون الكفري في (بلوشستان) بعشر رصاصات على طريق (مانو جان) في (كويتا).

وبعد تجمُّع حشد كبير من "المحامين والقانونيين" لتشييع جثة كبيرهم الذي علّمهم الكفر، كان الأخ حافظ قد جهّز الاستشهادي محمد علي -تقبله الله- بسترة ناسفة، فجّرها بين جموع دعاة الديمقراطية، مخلّفا في صفوفهم نحو 100 قتيل وعشرات المصابين، مُحدثا صدمة كبيرة في أوساط الحكومة الباكستانية المرتدة التي كانت تنفي وجود الدولة الإسلامية داخل باكستان.

لقد قضت هذه العملية -بفضل الله تعالى- على جيل كامل من كبار المحامين أرباب القانون الكفري وعباد الديمقراطية، كان بينهم مرشحون لمنصب "المدعي العام" والعديد من المناصب الأخرى في "وزارة الظلم" الباكستانية.


• اغتال 3 جنود وأسر ضابطا

كما برع الأخ حافظ في عمليات الاغتيال السريع والانسحاب والتواري عن الأنظار، فاغتال بنفسه العديد من جنود وجواسيس القوات الباكستانية بعمليات خاطفة جريئة ومن هذه العمليات: استهداف دورية لقوات "حرس الحدود" على إحدى الطرق السريعة في (كويتا)، فقتل منهم ثلاثة جنود دفعة واحدة وانسحب مسرعا قافلا إلى إخوانه.

وفي عملية جريئة أخرى، تمكن الأخ حافظ رفقة مجاهد آخر، من أسر أحد ضباط الجيش الباكستاني بمدينة (كويتا)، واقتياده إلى أحد مواقع المجاهدين، والتحقيق معه قبل قتله.


• اغتيالان في نصف ساعة!

ومن تلك العمليات التي اشتهرت بين المجاهدين لجرأتها الكبيرة، نجاح الأخ حافظ في اغتيال جاسوس وشرطي في عمليتين منفصلتين خلال نصف ساعة في نفس اليوم، قبل أن يعود سالما إلى قواعده، بفضل الله تعالى.

وفي هذه رسالة لكل المجاهدين في كل مكان، أن المجاهد يستطيع -بفضل الله- أن يحرز الكثير من الأهداف الميدانية ولو كان منفردا؛ إذا ما جمع بين حسن التوكل على الله تعالى، وحسن التخطيط والجرأة والإتقان، خصوصا إتقان فنون الرماية والإجهاز على العدو وعدم مفارقته إلا جثة هامدة تشخب دما.


• غيور ينتقم لإخوانه

ومما تميز به حامل القرآن حافظ، الغيرة على إخوانه المجاهدين والحرص الشديد على الانتقام لهم من كل مرتد تورط أو تسبب بأذيتهم؛ ومن أبرز العمليات المتصلة بذلك، مطاردته بنفسه الضابط السري في المخابرات الباكستانية المرتد "أمين بورو" الذي كان دوما في طليعة عمليات المداهمة واقتحام بيوت المسلمين، حيث استطاع حافظ الوصول إليه بعد عملية رصد ومطاردة طويلة انتهت بطلقات فالقة من مسدسه، أردته قتيلا.

في عام 1438هـ نصب جاسوس صاحب متجر بمنطقة (فندق بورما)، كمينا لأحد المجاهدين حيث أبلغ عنه للقوات الباكستانية التي كانت تنتظره داخل المتجر بزي مدني وأسرته، وعندما وصل الخبر إلى الأخ حافظ ذهب إلى هذا الجاسوس وقتله داخل متجره في وضح النهار.

بعد هذه العملية العلنية قدّر الله تعالى وصول القوات الباكستانية إلى الأخ حافظ وأسره بوشاية من أحد الجواسيس في المنطقة، لكن الأخ حافظ لم يكن ليرضخ للطاغوت أو يستسلم، بل حافظ على صبره ورباطة جأشه حتى في أحلك الظروف، وظل رمزًا للتحدي والاستعلاء بعقيدته داخل السجن، واستمر يصدح بدعوة التوحيد ويدافع عن منهاج النبوة في وجه سجّانيه.

وبهدف التخلُّص منه، اصطنعت القوات الباكستانية "مواجهة وهمية" بمنطقة (كاناك) في (ماستونغ)، أعدمت خلالها الأخ حافظ مع ثلاثة آخرين من الأسرى المجاهدين -تقبلهم الله جميعا-.

وهي حيلة دأبت الحكومة الباكستانية المرتدة على اتّباعها في حالات كثيرة، تتمثل في أسر المجاهدين سرا دون إعلان ذلك رسميا، ثم تدبير عمليات إعدامهم في "مشاهد تمثيلية" وادّعاء حدوث مواجهات مع المجاهدين داخل الأسر أو أثناء نقلهم.


• نموذج لشباب بلوشستان

انتهت قصة الأخ حافظ الشاب البلوشي الأبي الذي ترك النعيم ورونقه، وفاصل الباطل وفارق حزبه، وقاتل الطاغوت وأدمى جنده، ثم رحل أسيرا صابرا مضرّجا بدمائه ثابتا على توحيده، مقدِّما نموذجا مشرّفا لأبناء الإسلام في (بلوشستان)، بعد أن داس القومية والوطنية، وقدّم عليها الولاء لله ورسوله والمؤمنين، وما زالت الفرصة سانحة لغيره من شباب الإسلام أن يحذوا حذوه، فنعم حامل القرآن هو قولا وعملا، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

قصة شهيد:
حافظ سعيد أحمد (تقبله الله)
(مجاهد من بلوشستان)

683b4f9a9ea34

  • 1
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً