📜【جهادنا دعوة】1️⃣3️⃣3️⃣ وقف ربعي بن عامر رضي الله عنه أمام رستم قائد جيش الفرس إحدى أعظم ممالك ...

منذ يوم
📜【جهادنا دعوة】1️⃣3️⃣3️⃣

وقف ربعي بن عامر رضي الله عنه أمام رستم قائد جيش الفرس إحدى أعظم ممالك ذلك التاريخ، ليعلن للناس الهدف والغاية من جهاد المسلمين، فقال لرستم بعدما استهزأ بمُلكه وجبروته: "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله.".

تلك هي المهمة التي أمرنا الله بها وفرض علينا الجهاد من أجلها، أن يخضع الناس لشرع رب العالمين، لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن دخلوا في دين الله عز وجل وأسلموا لله طائعين فهم إخواننا لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وإن أبوا فالجزية يدفعونها صاغرين، وإلَّا فالقتال حتى يحكم الله بيننا وبينهم.

وهذا هو هدي السلف، السيف والسنان مع الدعوة بالحجة والبرهان، وعندما يخضع الناس لحكم الله ينشط الدعاة بالدعوة إلى الله عز وجل، ويبينون للناس، فيدخل الناس بإذن الله في دين الله أفواجا، ويقبلون على تعلِّم هذا الدين وأحكامه.

وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة وغيرها من البلدان، وكذا فعل الصحابة رضي الله عنهم بعد فتح بلاد الشام والعراق وفارس ومصر والمغرب الإسلامي، وسار على نهجهم في هذا الأمر من بعدهم، فما هي إلا سنوات قلائل حتى دان دافعو الجزية بالإسلام وصاروا إخوانا لنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا، بل ونبغ منهم العلماء والدعاة إلى الله عز وجل، ونبغوا في شتى صنوف العلم، بل كان منهم الفاتحون مثل طارق بن زياد فاتح بلاد الأندلس.

واليوم تعلن الدولة الإسلامية أن جهادها وقتالها لأمم الصليب والكفار أجمعين هو لإقامة الدين وتحكيم شريعة رب العالمين، وإخضاع الناس لها، وأنها مع كلِّ هذا لا تغفل جانب الدعوة إلى الله بل شعارها كتاب يهدي وسيف ينصر، ولما دخلت المدن والقرى بحد السيف، انتشر دعاتها وبلَّغوا الناس كلام ربهم وبيَّنوا لهم ما زيَّفه وأضلهم به علماء الطواغيت، فبيَّنت لهم كفر الديمقراطية، وخطورة التحاكم إلى الطاغوت، وردة الطواغيت وجنودهم وشرطتهم، فرجع كثير من الناس عما كانوا عليه، وأقبلوا على كتاب الله يتدبرونه، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمونها.

ومن ثمرات جهاد هذه الدولة المباركة أن وصل صوتها لأنحاء العالم يدعوهم إلى الدين الحق، وينذرهم الشرك، ويبيِّن لهم ما فرض الله عليهم في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

فيا أيها المسلم الحريص على الدعوة إلى الله، إياك وتضييع طريق الجهاد، فهو طريق نبيِّك صلى الله عليه وسلم، وطريق أصحابه، قال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 123].

كما روى ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) [رواه البخاري]، فجهادنا دعوة إلى الله عز وجل، وهو قبل ذلك امتثال لأمر الله عز وجل بالقتال، حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الكافرين.


الخميس 8 رمضان 1439 ه‍ـ

68df8ef5e6c9e

  • 0
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً