: 🥀 ||~ ” ثباتُ الباطل “ تابعت مرّة سلسلة حلقات عن حياة بعض الفنّانين ومسيرتهم الفنيّة، ...
منذ 2019-01-31
:
🥀 ||~
” ثباتُ الباطل “
تابعت مرّة سلسلة حلقات عن حياة بعض الفنّانين ومسيرتهم الفنيّة، و كيف كان أحدهم يفشل المرّة تلو المرّة تلو المرّة تلو المرّة، وكيف كان يُذلّ ويُهان ويجوع ويسير مشيًا لمسافات كبيرة بسبب عدم وجود نقود معه لركوب وسيلة نقل، وكيف كان يتعرّض للاستهزاء والسخرية والتوبيخ والاحتقار، وكيف يتحمّل الضغط العصبي والنفسي، ويقرأ ويسمع ما تكيله له وسائل الإعلام من شتائم تطال في أحيان كثيرة عرضه، وكيف يأكل القلق والخوف عمره وصحّته، وكيف يضحّي بكثير من علاقاته الاجتماعيّة أو وظيفته التي يعتاش منها، وبعضهم لا يلقي بالًا لغضب والديه عليه، وكلّ ذلك وأكثر منه من أجل( فنّه) ووقوفه أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح، حتّى بلغ الأمر بأحدهم أن يوصي بأن يكون نعشه من خشب المسرح.
اللافت أيضًا أنّ كثيرًا ممن يفعلون ذلك يفشلون وقلّة من ينجحون، وحتّى من ينجح تنتهي حياة معظمهم بفشل ذريع، وإقصاء وتهميش من( جمهورهم) فيموتون معدمين مهمّشين مقهورين، متجرّعين مرارات وغصصًا لا تقوى عليها الجبال بعد أن كانوا ملء السمع والبصر، أمّا( الفنّانات) فحدّث ولا حرج عمّا يتعرضن له ويتنازلن عنه من أجل(الفنّ).
المفارقة هنا أنّ تلك الفئة تتحمّل المشاقّ كلّها، عدا عن العقاب الذي ينتظرها في الآخرة من أجل باطلها وفجورها ، بينما نجد من أهل الحق من يتململ ويضيق صدره لمجرّد أنّه لم يحصل على عدد يرضيه من الإعجابات على منشوره، ويهدّد بترك العالم الأزرق والأخضر والبنفسجي إذا لم يجد تفاعلًا، أو وجّه إليه أحدهم انتقادًا، ويظلّ يشكو ويتذمّر ويتأفف مع أنّه لم يبذل عُشير معشار ما بذله أهل الباطل في سبيل باطلهم.
لذلك: إن لم يكن لك في ثبات أهل الحق على حقّهم قدوة ، فلا أقل من أن تكون لك قدوة في ثبات أهل الباطل على باطلهم.
*عماد بن كتوت.
#منقول
🥀 ||~
” ثباتُ الباطل “
تابعت مرّة سلسلة حلقات عن حياة بعض الفنّانين ومسيرتهم الفنيّة، و كيف كان أحدهم يفشل المرّة تلو المرّة تلو المرّة تلو المرّة، وكيف كان يُذلّ ويُهان ويجوع ويسير مشيًا لمسافات كبيرة بسبب عدم وجود نقود معه لركوب وسيلة نقل، وكيف كان يتعرّض للاستهزاء والسخرية والتوبيخ والاحتقار، وكيف يتحمّل الضغط العصبي والنفسي، ويقرأ ويسمع ما تكيله له وسائل الإعلام من شتائم تطال في أحيان كثيرة عرضه، وكيف يأكل القلق والخوف عمره وصحّته، وكيف يضحّي بكثير من علاقاته الاجتماعيّة أو وظيفته التي يعتاش منها، وبعضهم لا يلقي بالًا لغضب والديه عليه، وكلّ ذلك وأكثر منه من أجل( فنّه) ووقوفه أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح، حتّى بلغ الأمر بأحدهم أن يوصي بأن يكون نعشه من خشب المسرح.
اللافت أيضًا أنّ كثيرًا ممن يفعلون ذلك يفشلون وقلّة من ينجحون، وحتّى من ينجح تنتهي حياة معظمهم بفشل ذريع، وإقصاء وتهميش من( جمهورهم) فيموتون معدمين مهمّشين مقهورين، متجرّعين مرارات وغصصًا لا تقوى عليها الجبال بعد أن كانوا ملء السمع والبصر، أمّا( الفنّانات) فحدّث ولا حرج عمّا يتعرضن له ويتنازلن عنه من أجل(الفنّ).
المفارقة هنا أنّ تلك الفئة تتحمّل المشاقّ كلّها، عدا عن العقاب الذي ينتظرها في الآخرة من أجل باطلها وفجورها ، بينما نجد من أهل الحق من يتململ ويضيق صدره لمجرّد أنّه لم يحصل على عدد يرضيه من الإعجابات على منشوره، ويهدّد بترك العالم الأزرق والأخضر والبنفسجي إذا لم يجد تفاعلًا، أو وجّه إليه أحدهم انتقادًا، ويظلّ يشكو ويتذمّر ويتأفف مع أنّه لم يبذل عُشير معشار ما بذله أهل الباطل في سبيل باطلهم.
لذلك: إن لم يكن لك في ثبات أهل الحق على حقّهم قدوة ، فلا أقل من أن تكون لك قدوة في ثبات أهل الباطل على باطلهم.
*عماد بن كتوت.
#منقول
