من جميل ما قرأت من الشعر. تأمل ولا تعجل بما أنت باغيا ... وكن لازماً للعدل لا تك باغيا وجاز الذي ...

منذ 2019-03-27
من جميل ما قرأت من الشعر.
تأمل ولا تعجل بما أنت باغيا ... وكن لازماً للعدل لا تك باغيا
وجاز الذي أسدى الجميل بمثله ... وسيئه فاجز مسيئاً وعاتيا
ولن جانباً للخل وارع وداده ... ووف بمكيال الذي كان وافيا
ورغ عند رواغ وزغ عند زائغ ... ومع مستقيم العدل كن متساويا
تحل بحسن الخلق للخلق كلهم ... وكن سهلا صعبا فوراً مواتياً
ودار جميع الناس ما دمت بينهم ... وكن تابعاً حقاً نبيلاً مداريا
تحمل لجور الجار وارع جواره ... وواصل ذوي الأرحام واجف المجافيا
وكن بإله الناس ظنك محسناً ... وبالناس سوء الظن دوماً مراعيا
لتعلم أن الناس لا خير فيهم ... ولا بد منهم فالتبسهم مزاويا
وان تبد يوماً بالنصيحة لامرئ ... بتهمته اياك كان مجازيا
وان تتحلى بالسماحة والسخا ... يقال سفيه أخرق ليس واعيا
فإن أمسكت كفاك حال ضرورة ... يقال شحيح ممسك لا مواسيا
وان كنت مقداماً لكل ملمة ... يقال عجول طائش العقل ولاهيا
وان تتغاض باعتزالك عنهم ... يخالوك من كبر وتيه مجافيا
وان تتدان منهم لتألف ... يظنوك خداعاً كذوباً مرائيا
ترى الظلم منهم كامناً في نفوسهم ... كذا غدرهم في طبعهم متواريا
وفي قوة الإنسان يظهر ظلمه ... وفي عجزه يبقى كما كان خافيا
وهيهات تنجو من غوائل فعلهم ... وأقوالهم مهما تكن متحاشيا
فمن رام إرضاء الأنام بقوله ... وفعل غدا للمستحيل معانيا
ومن ذا الذي أرضى الخلائق كلهم ... رسولاً نبياً أو ولياً وقاضيا
وأعظم من ذا خالق الخلق هل ترى ... جميع الورى في قسمة منه راضيا
إذا كان رب الخلق لم يرض خلقه ... فكيف بمخلوق رضاهم مراجيا؟
فلازم رضى رب العباد إذن ولا ... تبال بمخلوق إذا كنت زاكيا
وسدد وقارب ما استطعت فإنما ... يكلف عبد فعل ما كان قاويا

5af138b59234d

  • 1
  • 0
  • 258

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً