💚أعيذك يا قلب..💚 أُعيذك بربِّ الناس والفلق والإخلاص من أن تمرَّ على الذكر الحكيم دون قلبٍ ...
منذ 2019-08-19
💚أعيذك يا قلب..💚
أُعيذك بربِّ الناس والفلق والإخلاص من أن تمرَّ على الذكر الحكيم دون قلبٍ نابض وعقل واعٍ، وفكر حاضرٍ، وفؤاد متدبِّر.
أعيذك من أن يتمزَّق شغاف قلبك من ضربة قهرٍ وطول سفرٍ وقِصَر نظرٍ، وطول سهرٍ، وأنت تقرأ: ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص: 2]، ثم لا تصمد إليه، ولا تنطرح بين يديه، ولا تتَّكل عليه، ولا ترفع حاجتك إليه، ولا تشكو وتتململ بين يديه، تستعد لتشكو حاجتك ساعاتٍ بأكملها لمخلوق مثلك، وتتباطأ من أن تُظهر له في لحظات السحر مسغبتك التي حطَّمت فِقار ظهرك، وأنينك المنطوي في خلجات صدرك، وما يَخفى مِن عظيمِ أمرك.
الصمد يا صاحبي هو مَن يقضي الحاجات ويجمع الشتات، ويمحو السيئات، ويرفع الدرجات، ويُبهج النفوس المطمئنات، ويشفي غليل النفوس العليلات، ويرسل غيث رحمته صيِّبًا نافعًا على المشاعر الراضيات، ويكحل بنعيم الشوق وبرد القرب العيونَ الساهرات.
أعيذك من أن تقرأ كتب التاريخ وتنسى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]، تَنبهر بالمعمار، وتثني على العظماء وتمدح الكبار، وتنسى سطرين تعادل ثلث القرآن.
تقرأ الكتب الكبار والمطولات، والجرائد والمجلات، والأسفار والمجلدات، وتسهر على النقاط بين ثنايا السطور، وتقرأ للقصاص، وتُعرض عن الدر المنثور في سورة الإخلاص.
تطالع عجائب الدنيا وتُهرَع إلى كلِّ خبر جديد، وتُعلق على كل حدث نزل، وبين يديك ما هو أغلى وأحلى وأجمل من صفائح الذهب المسبوك، وتيجان الدر المحبوك، ألا وهي صفات ملك الملوك.
كن وحيدَ دهرك، واصنَع من نفسك أمةً، ولا تركن إلى المخاليق، فكلهم إما حاسد لا يبوح بما في صدره، أو شامت حروفه نفاثات من شره، ولربما تجد أخًا صادقًا وخِلًّا وفيًّا، وهو أندر مما تتخيل.
أزحِ العُقَد التي تقف في طريقك، فإنها ستُعرقل مسيرك وتقف سدًّا منيعًا دون الوصول.
أُعيذك من أن تعيش حالة الهروب من روضة الأنس العامرة التي انفلق صباحها بالرضا والمسرة، وأن تطلب القرب من شرِّ الخلق، وتتدثر بالغاسق المظلم، فتهرب حينها من جحيم إلى جحيم.
أعيذك من أن تستعيذ: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 5]، ثم يطول نظرك ويمرض قلبُك، وتشتعل نارُ الحسد في جوفك إن رأيتَ سيارة فارهة أو قصرًا جميلًا، أو تجارة نامية مباركة.
الحسد حسَكٌ مَن تعلَّق به هلك، ونار من لمسها أحرقتْه، يموت الحاسد في اليوم ألف مرة، لا يدري أن صاحب التجارة ربما حُرِم لذائذَ العيش بسبب أمراض القلب والكبد والكُلى والطحال، وأن صاحب القصر حرِم نعمة الأمن بظلمهِ للرجال، وأن صاحب السيارة حرِم نعمة الولد وضحكات الأطفال.
ربك حكيم يوزِّع الأرزاق، ومن الأرزاق ما تجده من السعادة الغامرة التي حُرِمها فئامٌ من البشر، ومنها ذِكرُك لربك وقُربك منه، ومناجاتك له في السحر، ومنها نعمة الدين والسكينة والطمأنينة، والرضا والأنس، وهي نعمٌ لا تُعادلها نعمُ الأموال والقصور والمراكب، حتى وإن أوصلتْهم لُججَ البحار وسطح القمر.
ملك الناس يا صاحبي هو الذي يملك المالكين وما ملَكوا، مَن هم أحياء ومن هلكوا، وهو الذي يصرِّف الحياة، ويقدِّر الأقدار، ويُسيِّر سفينة الكون، ويُحيطك برعايته وحفظه وكلئِه منذ أن كنتَ بين الأحشاء، وإلى أن صرتَ تدب بين الأحياء، مالك زمام أمرك المطلع على جهرك وسرِّك.
و﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾ [الناس: 2]: هو مالك الملك وصاحب الملكوت الأعظم، ملكه لا يُحَدُّ وصفاته فوق العد، له ما في السموات وما في الأرض، وما بينهما، وما تحت الثرى من الفرش إلى العرش، ومن التراب إلى السحاب، ومن الحبة إلى القبة، ومن الذرَّة إلى المجرَّة، أفتبكي وتذرف الدمع الغزير على وسادتك، وتبخل أن تذرف دمعةً واحدة على سجادتك؛ إنك إذًا لبخيلٌ!
عليم بنبض قلبك وآمال درْبك وشوقك وحبِّك، بُثَّه شكواك وبكاك ونجواك؛ لأنه ربك وخالقك، وسيدك ومولاك.
أعيذك من أن تتعوذ: ﴿ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴾ [الناس: 4]، الذي يوسوس في الصدور، ثم تفتح له صدرك وتجري مع وساوسه، وتنسى أنك واقفٌ بين يدي ربِّك، تطلب اللجأ إلى رحابه هاربًا من الشيطان وحِرابه، مستعيذًا من شرِّه.
أعيذك من أن تقرأ: ﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾، بقلب مكلوم وفؤاد موجوعٍ مِن طول غربةٍ ونكدٍ وشتات، وتنسى أن تطلبَ مِن فضله وهو ملك الملوك.
أعيذك من شر ﴿ الجِنَّةِ ﴾ الذين يجرون منك مَجرى الدم، ويتسلطون عليك لضَعفك وبُعدك عن خالقك، ومن أصدقاء السوء الذين يهجمون عليك وجهًا لوجه، فيُزينون لك الشر، فيجعلونه بحُسن وصفهم خيرًا، يهدونك السمَّ في العسل، يمدون لك شراعًا يُغرقك، وحبلًا يلتوي على رقبتك، كالحية ملمسُها ناعم وفي فمها السمُّ الزعاف، يصنعون لك فلكًا لتمخر به العباب، فإذا به مِن ورقٍ يُحرِّقه عودُ الثقاب!
فتِّش في قلبك المجروح، وقل له: كيف جُرِحتَ؟
داوِه بلُطف قبل أن يهترئ، وأمسِك عليه بكفيك، واتلُ عليه أوراد الحياة؛ ليُحلق عاليًا نحو العرش.
قلبك، قلبك، إن مَرِضَ، فعوِّذه قبل أن يتمزَّق.
*عامر الخميسي*
أُعيذك بربِّ الناس والفلق والإخلاص من أن تمرَّ على الذكر الحكيم دون قلبٍ نابض وعقل واعٍ، وفكر حاضرٍ، وفؤاد متدبِّر.
أعيذك من أن يتمزَّق شغاف قلبك من ضربة قهرٍ وطول سفرٍ وقِصَر نظرٍ، وطول سهرٍ، وأنت تقرأ: ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص: 2]، ثم لا تصمد إليه، ولا تنطرح بين يديه، ولا تتَّكل عليه، ولا ترفع حاجتك إليه، ولا تشكو وتتململ بين يديه، تستعد لتشكو حاجتك ساعاتٍ بأكملها لمخلوق مثلك، وتتباطأ من أن تُظهر له في لحظات السحر مسغبتك التي حطَّمت فِقار ظهرك، وأنينك المنطوي في خلجات صدرك، وما يَخفى مِن عظيمِ أمرك.
الصمد يا صاحبي هو مَن يقضي الحاجات ويجمع الشتات، ويمحو السيئات، ويرفع الدرجات، ويُبهج النفوس المطمئنات، ويشفي غليل النفوس العليلات، ويرسل غيث رحمته صيِّبًا نافعًا على المشاعر الراضيات، ويكحل بنعيم الشوق وبرد القرب العيونَ الساهرات.
أعيذك من أن تقرأ كتب التاريخ وتنسى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]، تَنبهر بالمعمار، وتثني على العظماء وتمدح الكبار، وتنسى سطرين تعادل ثلث القرآن.
تقرأ الكتب الكبار والمطولات، والجرائد والمجلات، والأسفار والمجلدات، وتسهر على النقاط بين ثنايا السطور، وتقرأ للقصاص، وتُعرض عن الدر المنثور في سورة الإخلاص.
تطالع عجائب الدنيا وتُهرَع إلى كلِّ خبر جديد، وتُعلق على كل حدث نزل، وبين يديك ما هو أغلى وأحلى وأجمل من صفائح الذهب المسبوك، وتيجان الدر المحبوك، ألا وهي صفات ملك الملوك.
كن وحيدَ دهرك، واصنَع من نفسك أمةً، ولا تركن إلى المخاليق، فكلهم إما حاسد لا يبوح بما في صدره، أو شامت حروفه نفاثات من شره، ولربما تجد أخًا صادقًا وخِلًّا وفيًّا، وهو أندر مما تتخيل.
أزحِ العُقَد التي تقف في طريقك، فإنها ستُعرقل مسيرك وتقف سدًّا منيعًا دون الوصول.
أُعيذك من أن تعيش حالة الهروب من روضة الأنس العامرة التي انفلق صباحها بالرضا والمسرة، وأن تطلب القرب من شرِّ الخلق، وتتدثر بالغاسق المظلم، فتهرب حينها من جحيم إلى جحيم.
أعيذك من أن تستعيذ: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 5]، ثم يطول نظرك ويمرض قلبُك، وتشتعل نارُ الحسد في جوفك إن رأيتَ سيارة فارهة أو قصرًا جميلًا، أو تجارة نامية مباركة.
الحسد حسَكٌ مَن تعلَّق به هلك، ونار من لمسها أحرقتْه، يموت الحاسد في اليوم ألف مرة، لا يدري أن صاحب التجارة ربما حُرِم لذائذَ العيش بسبب أمراض القلب والكبد والكُلى والطحال، وأن صاحب القصر حرِم نعمة الأمن بظلمهِ للرجال، وأن صاحب السيارة حرِم نعمة الولد وضحكات الأطفال.
ربك حكيم يوزِّع الأرزاق، ومن الأرزاق ما تجده من السعادة الغامرة التي حُرِمها فئامٌ من البشر، ومنها ذِكرُك لربك وقُربك منه، ومناجاتك له في السحر، ومنها نعمة الدين والسكينة والطمأنينة، والرضا والأنس، وهي نعمٌ لا تُعادلها نعمُ الأموال والقصور والمراكب، حتى وإن أوصلتْهم لُججَ البحار وسطح القمر.
ملك الناس يا صاحبي هو الذي يملك المالكين وما ملَكوا، مَن هم أحياء ومن هلكوا، وهو الذي يصرِّف الحياة، ويقدِّر الأقدار، ويُسيِّر سفينة الكون، ويُحيطك برعايته وحفظه وكلئِه منذ أن كنتَ بين الأحشاء، وإلى أن صرتَ تدب بين الأحياء، مالك زمام أمرك المطلع على جهرك وسرِّك.
و﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾ [الناس: 2]: هو مالك الملك وصاحب الملكوت الأعظم، ملكه لا يُحَدُّ وصفاته فوق العد، له ما في السموات وما في الأرض، وما بينهما، وما تحت الثرى من الفرش إلى العرش، ومن التراب إلى السحاب، ومن الحبة إلى القبة، ومن الذرَّة إلى المجرَّة، أفتبكي وتذرف الدمع الغزير على وسادتك، وتبخل أن تذرف دمعةً واحدة على سجادتك؛ إنك إذًا لبخيلٌ!
عليم بنبض قلبك وآمال درْبك وشوقك وحبِّك، بُثَّه شكواك وبكاك ونجواك؛ لأنه ربك وخالقك، وسيدك ومولاك.
أعيذك من أن تتعوذ: ﴿ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴾ [الناس: 4]، الذي يوسوس في الصدور، ثم تفتح له صدرك وتجري مع وساوسه، وتنسى أنك واقفٌ بين يدي ربِّك، تطلب اللجأ إلى رحابه هاربًا من الشيطان وحِرابه، مستعيذًا من شرِّه.
أعيذك من أن تقرأ: ﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾، بقلب مكلوم وفؤاد موجوعٍ مِن طول غربةٍ ونكدٍ وشتات، وتنسى أن تطلبَ مِن فضله وهو ملك الملوك.
أعيذك من شر ﴿ الجِنَّةِ ﴾ الذين يجرون منك مَجرى الدم، ويتسلطون عليك لضَعفك وبُعدك عن خالقك، ومن أصدقاء السوء الذين يهجمون عليك وجهًا لوجه، فيُزينون لك الشر، فيجعلونه بحُسن وصفهم خيرًا، يهدونك السمَّ في العسل، يمدون لك شراعًا يُغرقك، وحبلًا يلتوي على رقبتك، كالحية ملمسُها ناعم وفي فمها السمُّ الزعاف، يصنعون لك فلكًا لتمخر به العباب، فإذا به مِن ورقٍ يُحرِّقه عودُ الثقاب!
فتِّش في قلبك المجروح، وقل له: كيف جُرِحتَ؟
داوِه بلُطف قبل أن يهترئ، وأمسِك عليه بكفيك، واتلُ عليه أوراد الحياة؛ ليُحلق عاليًا نحو العرش.
قلبك، قلبك، إن مَرِضَ، فعوِّذه قبل أن يتمزَّق.
*عامر الخميسي*