"ألهاكم التكاثر"! العلم الواجب الذي لا يعذر أحد بجهالته قليلٌ، ويستطيع كل مكلف مهما كان مستواه ...

منذ 2019-09-04
"ألهاكم التكاثر"!

العلم الواجب الذي لا يعذر أحد بجهالته قليلٌ، ويستطيع كل مكلف مهما كان مستواه أن يتقنه ويضبطه.
وإنما حصل الجهل به من جهة عدم الاهتمام، والظن بأنه لا حاجة إلى مذاكرته ومدارسته وتعليمه للناس.

والمشتغلون بتحصيل العلم يميلون إلى تعلم الجديد من المسائل، ويحرصون على التوسع في فنون العلم، ومع مرور الزمان وطول العهد يكتشفون بأن "العلم الواجب" كاد أن يُنسى - إن لم يكن قد نسي - ، ويعلمون أنه قد ألهاهم التكاثر بدقائق العلم وجزئياته عن أصوله ومهماته.!!

ومن راجع معلوماته، وصارح نفسه، وحاول استرجاع معلوماته القديمة التي تتعلق بمهمات العقيدة، وأصول العبادات؛ فسوف يصاب بصدمة لم يكن يتوقعها، ويتفاجأ بأنه لا قد لا يستطيع معرفة تفاصيل كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" من جهة معناها، وأركانها، وشروطها، ومقتضاها.

وقد يصعب عليه أن يعدد أركان الصلاة وواجباتها وشروطها كاملة.

والغالب أنه قد نسي أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة، وأنصبتها، والقدر الذي يجب إخراجه منها.

وهكذا في بقية أركان الإسلام، وأركان الإيمان.

وإذا أردت - أيها القارئ الكريم - معرفة مصداق ما ذكرته، فقف الآن، وعدد مع نفسك شروط "لا إله إلا الله" السبعة أو الثمانية، ومراتب الإيمان بالقدر الأربعة، وشروط الصلاة، وأركان الوضوء.

ما مدى تذكرك لهذه المعلومات الأولية التي لا يعذر أحد بجهالتها؟

وأختم هذا التنبيه بتذكير الدعاة وطلبة العلم بأهمية تعليم الناس "الدروس المهمة لعامة الأمة" و "ما لا يسع المسلم جهله"، وتكرار ذلك بدون ملل، مع تنويع الأساليب واستغلال كل الوسائل الممكنة.

وأكثر طلبة العلم ضبطا لهذه المسائل هم الذين وفقهم الله لتعليم الناس بشتى الوسائل.
  • 0
  • 0
  • 61

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً