وثالثُ عَشَرِها: شَحْذُ الهِمَّةِ في الطلَبِ، ومَدُّ بِساطِ العَزِيمَةِ فيهِ، والطالبُ أحْوجُ ما ...

منذ 2019-09-04
وثالثُ عَشَرِها:
شَحْذُ الهِمَّةِ في الطلَبِ، ومَدُّ بِساطِ العَزِيمَةِ فيهِ، والطالبُ أحْوجُ ما يكُونُ إلى ذلك، ومَنْ تأمَّلَ حالَ السلَفِ وكيفَ كانُوا في هذا تَصاغَرَتْ نَفْسُهُ بَينَ عَينَيه، كيفَ ومِنْهم مَن كانَ لا يدَعُ ذلكَ حتى بعدَ التمكُّنِ من العِلْم والشهْرَةِ فيه، ومِنْهُمْ من استَجازَ وقدْ بلغَ مِن الكِبَرِ عِتِيا!، معَ أنهُ كانَ يُرْحَلُ إليهِ في الطلب!، أفَتَراهُمْ أفْنَوْا أعمارَهُمْ فيما لا طائلَ مِن وَراءِهِ، وأحدُهُمْ كانَ أضنَّ على نَفِيسِ وَقْتِهِ مِن الأُمِّ بِوَلِيدِها؟!، فدَعْ عنْكَ قِصارَ الهِمَمْ؛ وحِجارَةَ الودْيانِ والقِيعان!، فإنما تطْلعُ الشمسُ علَى قِمَمِ الجِبالِ أولاً، فَشُدَّ حِبالَ العَزْمِ؛ واضْرِبْ في طُولِ البلاد وعَرْضِها عَساكَ تَدْرِكُ بعضَ شأْوِ مَنْ سَبق؛ وتُكُونُ مِمَّنْ أحيا سُنَّةَ مَنْ سلَف، فتَحْيا بذلكَ أمَّةُ الإسلامِ كُلُّها، وفِي التنْزِيلِ أنَّ مَنْ أحْيا نَفْساً فكأنما أحْيا الناسَ جَمِيعاً؛ فإذا كانَ هذا في إحياءِ الأبدانِ، فكيفَ بإحياءِ القلُوبِ بنُورِ العلمِ والإيمان؟!.
  • 0
  • 0
  • 8

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً