هل يصح قول : (عسى خيراً؟، او عسى بخير؟، او عساك او عساكم بخير؟، ونحو ذلك) ؟. من العبارات الشائعة ...

منذ 2019-09-04
هل يصح قول : (عسى خيراً؟، او عسى بخير؟، او عساك او عساكم بخير؟، ونحو ذلك) ؟.

من العبارات الشائعة والتراكيب المشهورة الْيَوْم (!) قولُ بعضٍ : عسى خيراً؟ او بخير؟.....إلخ.
وفِي هذا الاستعمال نظران، احدهما من جهة المعنى ، والآخَرُ من جهة اللفظ .
اما الاول : فهو قصدهم بها -غالباً- الاستفهامَ والسؤال عن الحال !، فيقول : عسى بخير...؟ وينتظر منك الجوابَ بالنفي او الاثبات .
وعسى لاتدل على هذا المعنى ، وإنما معناها : الترجي والطمعُ في المحبوب ، والإشفاقُ في المكروه ، وقد اجتمع المعنيان في قوله تعالى: (وعسى ان تكرهوا شيئاً... وعسى ان تحبوا شيئاً...) فهي مثل لعلّ معنىً ، الا انها فعلٌ غالباً ، ولعلّ حرف دائماً...
وأما الثاني : فهو ان عسى تعمل عمل كان ، فترفع الاسم وتنصب الخبر عند جمهور النحاة ، ولا يكون خبرها الا فعلاً مضارعاً مسبوقاً بأن -غالباً- ، ولم يأتِ في القران كُلِّه الا مسبوقاً بها ، وقد ورد في تسعة عشر موضعاً ، وندر وقلَّ كونُه غيرَ مسبوق بأن ، كقول الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيتُ فيه # يكون وراءه فرج قريب #.
اما مجيءُ خبرها غيرَ مضارع فلم يسمع في الظرف، والمجرور، والجملة الاسمية، والفعلية غير المضارعية ، وإنما سمع في الاسم المفرد شذوذاً كقولهم في المثل: (عسى الغويرُ أبؤساً) .
ولخص هذا ابن مالك في الخلاصة بقوله :
ككان كاد وعسى ، لكن ندرْ #
غيرُ مضارع لهذين خبرْ، #
وكونه بدون ان بعد عسى #
نزرٌ ، وكاد الامر فيه عكسا #.
وقد تكون عسى حرفاً للطمع والإشفاق أيضاً ، اذا اتصل بها ضميرُ نصبٍ، كعساي وعساك وعساه... أي: مثل لعلّ معنى وعملاً .
وقيل : انها فعلٌ في كل حال.
وقيل : انها حرفٌ في جميع الأحوال .

والخلاصة : ان ذاك الاستعمال لايصح لفظاً ولا معنىً ، سواء كانت عسى فعلاً او حرفاً .
والصواب ان يقال اذا اريد الرجاءوالطمع في المحبوب : عسى ان تكونَ بِخَيْر... بالمضارع مقروناً بأن ، ويجوز بقلة : عساك بخير ، على انها حرفٌ بمعنى لعلّ ، فليست للاستفهام فيهما ، ومعنى العبارتين حينئذ : ارجو ان تكون بخير ، فلا تنتظر منه جواباً.

والله تعالى اعلم .
  • 9
  • 0
  • 35,208

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً