الإعجاز اللغوي في القران الكريم ... بماذا كان القران معجزا قبل الإكتشافات العلمية ؟ مقدمة ...

منذ 2019-09-22
الإعجاز اللغوي في القران الكريم ...
بماذا كان القران معجزا قبل الإكتشافات العلمية ؟

مقدمة

الحمدلله ولصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وبعد :
كان زعماء الكفار يدركون أثر القرآن في النفوس، ويخافون إيمان الناس به إذا استمعوا له ، وفتحوا قلوبهم لأنواره ولهذا كانوا يوصون أتباعهم بعدم الاستماع له وعدم الجلوس مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويوصون القادمين إلى مكة في موسم الحج بعدم السماع من الرسول صلى الله عليه وسلم ويخوفونهم منه ويزعمون لهم أنه ساحر يفرق بين المرء وزوجه وقصة الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه خير شاهد على ذلك ولم يكن في داك الزمن إكتشافت علمية تصدق ما يدعيه النبي صلى الله عليه وسلم وهدا ماب عن وعي كثير من المسلمين وهجر عنه الباحثون عن الإعجاز القراني حتى ظن بعض الطاعنين في القران الكريم ان لفظ الإعجاز ولفظ العلم متلازمان وان الإعجاز الدي تحدى به الله المخلوق هو ما يصدقه العلم وهنا كانت الكارثة وفي هدا المقال نحاول العلاج !!.

القرآن الكريم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم .
تعريف القران والإعجاز .

الإعجاز مأخوذ من (عجز) يقال: عجز عن الأمر، وأعجزت فلانا ألقيته عاجزا، وأعجزه الشيء فاته، والإعجاز الفوت والسبق وجاء في القرآن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ}. أي: ظانين أنهم يعجزوننا، {وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ}. أي: بقادرين على معاندة أمر الله.

وقال الزمخشري: أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه، والمعجزة أمر خارق للعادة مقترن بالتحدي، وقال القاضي عبد الجبار بأنه يتعذر على المتقدمين في الفصاحة فعل مثله في القدر الذي اختص به..

وإعجاز القرآن يعني قدرة القرآن على أن يكون في أعلى درجات التميز والتفوق في الفصاحة والبيان والأحكام بحيث يعجز البشر عن الإتيان بمثله، وقد تحدى العرب به، لأنهم كانوا يعتزون بفصاحتهم وبيانهم، فتحداهم أن يأتوا بمثل القرآن، فإن عجزوا عن ذلك فلا مناص من تسليمهم بأنه كتاب الله المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}. [الإسراء: 88].

وهذه الآية جاءت بعد آيات سابقة تحدى الله بها أفصح الفصحاء في العربية بأن يأتوا بحديث مثله، ثم تحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله، ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله.
ولو كان بإمكان العرب أن يأتوا بمثله لما قبلوا هذا التحدي ولما استسلموا له، ولما رضخوا لحكم الله، فلما عجزوا عن كل ذلك أدركوا أن القرآن كلام الله.

الإعجاز اللغوي في القران
الإعجاز اللغوي للقرآن هو الإعجاز الرئيسي للقرآن وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت الميزة الرئيسية لأهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان. فجاء القرآن يتحدى العرب ـ وهم في هذه القمة من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله ....]

ينبغي الكفّ عن التعامل مع القرآن كمادة علمية، والتفكير به ككتاب مقدس قدَّمَ إضافة لغوية معجزة إلى ذلك العربي الذي كان يتنفس بلاغةً، ويفيض بيانًا، "ويعبدُ ما يسيلُ من القوافي كالنُّجومِ على عباءِته، ويعبدُ ما يقولُ"،

وهناك أنواع للإعجاز اللغوي في القران الكريم ومن أعظم أنواع الإعجاز اللغوي في القران .
الإعجاز البياني في القران الكريم .

الإعجاز هو الضعف وعدم القدرة على القيام بالشيء، والبيان هو الإفصاح والإبلاغ عن معنى عميق دون استطراد وتوسّع أو إطناب، والإعجاز البياني في القرآن الكريم هو الدّقّة في اختيار كلمات القرآن وترتيبها بصورٍ بديعة، وببلاغة متناهية، وهو تأدية المعنى المطلوب بأبلغ الطرق، التي يعجز البشر عن الإتيان بمثلها، وهذه الصور تُظهر بلاغة الكلام وفصاحته، دون غموض وإبهام، بل بشكل واضح للناس، حيث يفهمها القارئ، ويتدبر أحكامها، فهو واضح، معجزٌ في وقت واحد؛ لأنّه كتاب الله -سبحانه وتعالى- الذي تحدّى به العرب، أصحاب البلاغة والبيان، وكان التحدّي الإلهي على مراحل متفرقة، فقد وردتْ في كتاب الله -عزّ وجلّ- آيات تحدّى بها الله المشركين على أن يستطيعوا كتابة مثل هذا الكتاب، قال سبحانه وتعالى: "قلْ لئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على أنْ يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ لا يأتونَ بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا" [وقد عظُمَ تحدِّي الله للمشركين فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، قال تعالى في محكم التنزيل: "وإنْ كنتم في ريبٍ مما نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثلهِ وادعوا شهداءكم من دونِ الله إن كنتمْ صادقين" ، وما زال هذا التحدي الإلهي قائما ما دامت البشرية، فالقرآن معجزة باقية حتى قيام الساعة.

أمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم
إنَّ من بلاغة هذا القرآن العظيم وإعجازه الخالد أن كل كلمة فيه وكل حرف وضع في موضعه المناسب من السياق، ليعبر عن معنى أو معان لا يطَّلع عليها إلا من له اطلاع واسع على لغة العرب، أو من رزقه الله -تعالى- تدبُّـرَ كتابه، ونوَّر قلبه، وألهمه دقيقَ المعاني، فكلُّ جملة أو كلمة أو حرف في كتاب الله -تعالى- وضع في موضعٍ يناسبه مناسبةً عجيبة، ومنْ الأمثلة على ذلك: في بداية سورة الحديد وحدها جاء قول الله تعالى: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" ، وفي غيرها من المسبحات جاء قوله تعالى: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" ؛ وذلك لأنّ سورة الحديد تضمنت الاستدلال على عظمة الله تعالى وصفاته وانفراده بخلق السماوات والأرض فكان دليل ذلك هو مجموع ما احتوت عليه السماوات والأرض من أصناف الموجودات فجمع ذلك كله في اسم واحد هو "ما" الموصولة التي صلتها قوله تعالى: "في السماوات والأرض". أما سورة الحشر أو الصف، أو الجمعة، أو التغابن فقد سِيقتْ لنعمة الله -تعالى- ومنَّتهِ على المسلمين، في حوادث أرضية مختلفة؛ فناسب أن يذكر أهل الأرض باسم موصول خاصٍّ بهم وهو "ما" الموصولة الثانية التي صلتها "في الأرض"، وجيء بفعل التسبيح في فواتح سور الحديد والحشر والصف بصيغة الماضي للدلالة على أن التسبيح قد استقر في قديم الزمان، وجيء به في سورة الجمعة والتغابن بصيغة المضارع للدلالة على تجدده ودوامه، فاكتمل المعنى بهذا الإعجاز البياني في فواتح هذه السور، وإنّما هذا يدلّ على عظمة الله سبحانه، وعظمة كتابه الخالد، وعظمة هذا الدين. قال الدكتور فاضل السامرائي في كتابه "لمسات بيانية": هناك قاعدة في القرآن الكريم، سواء في أهل الجنّة أم في أهل النَّار، إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام الإحسان في الثواب، أو الشدة في العقاب يذكر كلمة (أبدًا)، وإذا كان في مقام الإيجاز لا يذكرها، والمثال على هذا ما ورد في كتابه العزيز: "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا" [وهذه الآية فيها تفصيل للجزاء فذكر فيها (أبدًا)، أما في قوله تعالى: "تلك حدودُ الله ومنْ يُطعِ الله ورسولَهُ يدخلْهُ جناتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها وذلكَ الفوزُ العظيم" ، أما هذه الآية فليس فيها تفصيل، فلم يذكر (أبدًا)، فالتفصيل زيادة في الجزاء، ويتسع في قوله (أبدًا) فيُضيف إكرامًا إلى ما هم فيه من إكرام، وكذلك في العذاب، وقد وردت في القرآن الكريم جملة: "خالدين فيها أبدًا" في أهل الجنة، 8 مرات، ووردت في أهل النار 3 مرات، وهذا من رحمة الله -سبحانه وتعالى-، لأنّ رحمته سبقت كل شيء عزَّ وجلَّ.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
الشيخ شرماركي محمد عيسى ( بخاري )
الأمين العام لأكاديمية زيلع للبحوث والإستشارات
  • 30
  • 1
  • 74,210

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً