فكره شيطانية خبيثة تنتشر بين المجتمع
هي تغطية الحرام بالحلال
وايضا ربط الحرام مع الحلال لينتج لنا شيء اعظم خبثا
الاولى
وهي تزيين الحرام بالحلال وتحليل الحرام بالنصوص الدينية
مثلا اليوم معروف ان
الأغاني حرام لحديث الرسول (ﷺ) : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف.
لكن يظهر شيخ او شخص يقول ان هذه الحديث ضعيف
او ان يقول ان المعازف تسعدني وهي سبب حياتي لهذه اعيش افلا يريد الدين ان اعيش سعيدا
ومثل قول ان الشيخ الفلاني حلل الاغاني لعدم وجود سبب لتحريمها
وهذه كلها من تلبيس ابليس لعامة البشر فيفرح بها العبد ويدافع عن هواه بهذه الحجج الواهية التي لو فكر بها قليلا لوجدها ركيكة
فأما الاولى فاجمعت الامة على تحريم المعازف والاغاني وإن شذ عالم اضعف الحديث فلا يعني ان الحديث ضعيف بل ينظر في تضعيفه وترى حجته فأن كانت سديدة ناخذ بها وان لم يوفق فقد اخطاء ولا نحكم عليه بكفر او ضلال وغيرها فمن لا يخطأ
ما دام لم يقصر بالبحث او التبس عليه الامر
ثانيا ان الاغاني ما كانت سببا للسعادة قط بل هي ضياع وضلال
وان الشيطان يزين الحرام للناس فلا يشعرو بسوءه قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الحجر: 39]؛
فكم من يقول انا بلا التخدين لا اعيش وانت تعرف كم التدخين مؤذي او كمن يكول انا لا استطيع العيش بلا مخدرات فما فرقك بينهم فأنت في نفس حجتهم كلهم يسعدون بحرامهم ولا يستطيعون تركهه وان علمو بانه سيء لهم سيكون قد فات الاوان لانه تشبث به وبظنه سينضر اذ تركه لكن هذه ايضا من تلبيس الشيطان بل ان الانسان يقدر على كل شيء ويمكنه ترك كل الشيء وليحاول الانسان وان فشل الف مرة وسيبدل الله سيئاته حسنات ما دام لا يرضى بهذه السيئة ويحاربها لذا حارب هذه المعازف هي سعادة حاليا لكن والله ستكون هم ونقمة في حياتك وضر وستكون سبب لفقدانك الاحساس اذ لا تشعر بالمشاعر الا مع الاغاني وستصبح كمدمن المخدرات اذ لا يفرح الا عند تعاطيه
ثالثا يوجد اسباب للتحريم مثلا انها من لهو الحديث الذي ذكره الله : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ {لقمان: 6}
وايضا هي باب من ابواب الشيطان لفساد القلب وقسوته قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]،
اذ ما ندر ان تجد شخصا يستمع للأغاني ويبكي عند قراءة القرأن يكاد مستحيل ان تجد هكذا لان الاغاني تقسي القلب وتبعده عن الخشوع وتسهل طريق الحرام وحب الحرام فلا يجتمع في قلب مؤمن حب القرأن وحب الغنى لا يمكن فكيف يجتمع بقلب أنسان حب ابيه ومؤذي ابيه كيف لا يمكن الا لمجنون او جاهل والاول مرفوع عنه القلم اما الثاني فمصيبته مصيبة
هذه والله اعلم
هذه بالنسبة لتلبيس الشيطان للناس ليظنوا ان الحرام حلال وانا
وأن اطلت الحديث بلأغاني لكن الموضوع لا يقتصر بلأغاني انما الاغاني والموسيقى مثال شائع ولكن الموضوع في كل شيء فلا تحللو ما حرم الله فقط لهواكم بس صارعوا وحاربوا هواكم فانتم لم تخلقوا لتتنعموا بل لتختبروا لذا لا تقودكم نفسكم او شيطانكم للحرام وجاهدوا فوالله لكم ما رغبتم في الجنة واكثر فهي خيرٌ " وابقى "
اما الثانية والتي لا تختلف كثيرا عن الاولى لكنها اشد واسوء
فهي واحدة من اساب تفرق الامة وهي سبب للفتنة
وهي جعل الحرام حلال ينصح فيه بل وله اجر من الله عليه (مستحب)
مثلا انا راودتني فكرة
صباح اليوم ان الشيطان يحب رؤية المؤمن حزينا
وان الانسان يجب ان يجتهد ليحارب الحزن
وانا حزين لرؤية اخوتي المستضعفين المظلومين في فلسطين
لذا يجب ان لا احزن ،
تمعنوا بخبث الفكرة وكيف الشيطان يدخل للأنسان لمداخل لا يتوقعها وكيف يلبس عليه الحرام بطرق مخيفة
هذه الكلام لو القي لشخص تعب من الحزن على اخوته وايضا ليس له علم كثير
فسيفرح سيقول اذا انا احارب الشيطان اذا لم احزن فهكذا يذهب عنه تأنيب ضميره وسيكمل حياته وكأن ليس له اخوه
وهذه مثال واحد بسيط فقط
وهنالك ما هو اعظم منه
ومنه
اليس الله يذكر عباده المتفكرين
والدين يأمر بالتفكر ويوجب على الناس التفكر
اذن يجب ان نحكم العقل فالعقل سلاح المرء ولولاه لما كان الانسان اصلا مسلما فمن هذه اتت فكره حكم العقل على النقل
فانظر كيف كانت هذه التلبيسة الشيطانية سببا لضلال الكثير الكثير
ولم يعلموا هؤلاء ان الكفار كان لهم من العقل الكثير خصوصا قريش اذ كان فيهم التاجر والشاعر والمخطط العسكري والقائد لكنهم كانو يعبدون اله من قش وطوب لا يضرون ولا ينفعون
فالهداية ليست بالعقل الهداية من الله فلا معنى لعقلك بلا هداية ستكون ضالا ما دام الله لم يكتب لك الهداية وهذه لا يعني بأنك مهما سعيت لن تجد بل ان بحثت ستجد الطريق حقا ولا يعني بأن الامور حسمت لا والله بس انت مخير وان الذي لم يهتدي هو لم يرد ان يتعب نفسه بالبحث ليس وكأن الله امر بانه لن تكون له هدايه والله قادر على ذالك لكن الأنسان مخير وليس مسير والله يعلم ما سيختاره عبده لذالك كتب الله عليه ذالك لكن ذالك الكتاب الانسان من قرر بأنه سيكتب هكذا والله لا يظلم اي نفس شيئا
ونصيحتي لكم اخوتي ان تفكروا وان ترجعوا لأهل العلم الموثوقين وان لا تقرر شيء من نفسك فالنفس امارة بالسوء فما اكثر من فكر بفكرة ظن انها قارب والنجاة وكانت هي سبب غرقه فلا تصنعوا في الدين ما ليس به فقارب الدين مكتمل لا يحتاج لمسمار لتدعيمه فقد يكون هذه المسمار سبب لهدم القارب واغراق صاحبه لذا انتبهوا وانتبهوا وانتبهوا ولا تفعلو ما تحدثكم به نفسكم وارجعوا دائما وابدا لأهل العلم
والله اعلم وادرى
ادعو الله التوفيق لي ولكم ...المزيد
