طوبى لكم أيها الغرباء ◾️الغربة الموحشة قال ابن القيم - رحمه الله -: "فأهل الإسلام في النّاس ...

طوبى لكم أيها الغرباء

◾️الغربة الموحشة

قال ابن القيم - رحمه الله -: "فأهل الإسلام في النّاس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السّنّة الّذين يميّزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء، والدّاعون إليها الصّابرون على أذى المخالفين هم أشدّ هؤلاء غربة، ولكنّ هؤلاء هم أهل اللّه حقّا، فلا غربة عليهم، وإنّما غربتهم بين الأكثرين، الّذين قال اللّه عزّ وجلّ فيهم: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام]، فأولئك هم الغرباء من اللّه ورسوله ودينه، وغربتهم هي الغربة الموحشة". [مدارج السالكين]

◾️ هم أهل الله حقا!

وقال أيضا: "غربة أهل اللّه وأهل سنّة رسوله بين هذا الخلق، وهي الغربة الّتي مدح الرسول - ﷺ - أهلها، وأخبر عن الدّين الّذي جاء به: أنّه بدأ غريبا وأنّه سيعود غريبا كما بدأ وأنّ أهله يصيرون غرباء. وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان، ووقت دون وقت، وبين قوم دون قوم، ولكنّ أهل هذه الغربة هم أهل اللّه حقّا، فإنّهم لم يأووا إلى غير اللّه، ولم ينتسبوا إلى غير رسوله - ﷺ -، ولم يدعوا إلى غير ما جاء به، وهم الّذين فارقوا النّاس أحوج ما كانوا إليهم.

ومن هؤلاء الغرباء: من ذكرهم أنس في حديثه عن النّبيّ - ﷺ -: (ربّ أشعث أغبر، ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على اللّه لأبرّه)، وفي حديث أبي إدريس الخولانيّ، عن معاذ بن جبل، عن النّبيّ - ﷺ - قال: (ألا أخبركم عن ملوك أهل الجنّة؟) قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: (كلّ ضعيف أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على اللّه لأبرّه)، وقال الحسن: المؤمن في الدّنيا كالغريب لا يجزع من ذلّها، ولا ينافس في عزلها، للنّاس حال وله حال، النّاس منه في راحة وهو من نفسه في تعب". [مدارج السالكين]

◾️ غربة بعض شرائع الإسلام

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وقد تكون الغربة في بعض شرائعه وقد يكون ذلك في بعض الأمكنة، ففي كثير من الأمكنة يخفى عليهم من شرائعه ما يصير به غريبا بينهم لا يعرفه منهم إلّا الواحد بعد الواحد، ومع هذا فطوبى لمن تمسّك بتلك الشّريعة كما أمر اللّه ورسوله" [مجموع الفتاوى]

وصدق - رحمه الله -، فهذه شريعة الجهاد التي شوهت في زماننا، وصار أهلها أشد الناس غربة، فقد تكالب عليهم العدو بكل ملله ونحله وحوربوا حربا شعواء تواطأ فيها المنافقون والمرتدون ممن ينتسبون للإسلام زورا، حتى أضحت هذه العبادة جريمة لا فريضة!، ووصم أهلها بأبشع الألفاظ والأوصاف تحذيرا وتنفيرا، فالمجاهدون اليوم هم أشد الناس غربة، فطوبى لكم أيها المجاهدون!.

◾️ لماذا عزَّ مقام الغرباء؟

قال ابن القيم - رحمه الله -: "وهذا الأجر العظيم إنّما هو لغربته بين النّاس، والتّمسّك بالسّنّة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم. فهو غريب في دينه لفساد أديانهم، غريب في تمسّكه بالسّنّة لتمسّكهم بالبدع، غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم، غريب في صلاته لسوء صلاتهم، غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم، غريب في نسبته لمخالفة نسبهم، غريب في معاشرته لهم؛ لأنّه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم.

وبالجملة: فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامّة مساعدا ولا معينا فهو عالم بين جهّال، صاحب سنّة بين أهل بدع، داع إلى اللّه ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع، آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف". [مدارج السالكين]

◾️ وصية نبوية عند الغربة

ونختم مقالنا بهذه الوصية النبوية الجامعة المانعة فعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: "صلى بنا رسول الله - ﷺ - الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فأوصنا، فقال: (أوصيكم بتقوى اللّه، والسّمع والطّاعة، وإن كان عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين، تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة)" [أبو داود].


• مقتطف من مقال صحيفة النبأ العدد "455" الخميس 4 صفر 1446 هـ
...المزيد

طوبى لكم أيها الغرباء • إن القابض على دينه في زمان تشتد فيه غربة الإسلام كالقابض على الجمر، كما ...

طوبى لكم أيها الغرباء

• إن القابض على دينه في زمان تشتد فيه غربة الإسلام كالقابض على الجمر، كما جاء في الحديث النبوي الشريف، وهؤلاء القابضون على دينهم اليوم يعيشون الغربة كما عاشها المسلمون الأوائل، وكيف لا يعيشون الغربة وهم يعيشون زمانا ابتعد أهله عن نور الوحيين، واستطالت فيه أعناق أهل الباطل وانقلبت الموازين وظهرت فيه السنوات الخدّاعات التي أخبرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة) [أحمد].

وفي الحديث عن الغربة في الدّين سلوى وبلسم وتثبيت لأهلها، الذين يواجهون أشد البلاء، فلعل حديثنا اليوم في هذا المقال يكون مؤنسا لهم ومذكرا، وقد قال ربنا سبحانه: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات].

◾️ من الغرباء وما صفتهم؟

وردت أوصاف هؤلاء الغرباء في عدة أحاديث عن رسول الله - ﷺ -، فعن أبي هريرة عنه - ﷺ - أنه قال: (بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء) [مسلم]، وفي رواية أخرى قيل: "يا رسول الله، من الغرباء؟" قال: (الذين يصلحون إذا فسد الناس)، وفي لفظ آخر: (يصلحون ما أفسد الناس من سنتي)، وفي لفظ آخر: (هم النزّاع من القبائل)، وفي لفظ: (هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير).

قال ابن القيم - رحمه الله -: "ومن صفات هؤلاء الغرباء الّذين غبطهم النّبيّ - ﷺ - التّمسّك بالسّنّة، إذا رغب عنها النّاس، وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم وتجريد التّوحيد، وإن أنكر ذلك أكثر النّاس، وترك الانتساب إلى أحد غير اللّه ورسوله، لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة، بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى اللّه بالعبوديّة له وحده، وإلى رسوله بالاتّباع لما جاء به وحده، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقّا، وأكثر النّاس بل كلّهم لائم لهم، فلغربتهم بين هذا الخلق: يعدّونهم أهل شذوذ وبدعة، ومفارقة للسّواد الأعظمِ". [مدارج السالكين]

◾️ غربة الإسلام أول نشأته

قال ابن رجب - رحمه الله -: "فلما بعث النبي - ﷺ - ودعا إلى الإسلام لم يستجب له في أول الأمر إلا الواحد بعد الواحد من كل قبيلة، وكان المستجيب له خائفًا من عشيرته وقبيلته، يؤذى غاية الأذى، وينال منه وهو صابر على ذلك في الله عز وجل، وكان المسلمون إذ ذاك مستضعفين يشردون كل مشرد ويهربون بدينهم إلى البلاد النائية كما هاجروا إلى الحبشة مرتين ثم هاجروا إلى المدينة، وكان منهم من يعذب في الله ومنهم من يقتل، فكان الداخلون في الإسلام حينئذ غرباء، ثم ظهر الإسلام بعد الهجرة إلى المدينة وعز وصار أهله ظاهرين كل الظهور، ودخل الناس بعد ذلك في دين الله أفواجا، وأكمل الله لهم الدين وأتم عليهم النعمة. وتوفي رسول الله - ﷺ - والأمر على ذلك، وأهل الإسلام على غاية من الاستقامة في دينهم، وهم متعاضدون متناصرون، وكانوا على ذلك في زمن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -" [كشف الكربة في وصف أهل الغربة].

■ الإسلام اليوم أشد غربة!

قال ابن القيم - رحمه الله -: "الإسلام الحقّ الّذي كان عليه رسول اللّه - ﷺ - وأصحابه هو اليوم أشدّ غربة منه في أوّل ظهوره، وإن كانت أعلامه ورسومه الظّاهرة مشهورة معروفة، فالإسلام الحقيقيّ غريب جدّا، وأهله غرباء أشدّ الغربة بين النّاس" [مدارج السالكين].

وقال ابن عقيل الحنبلي - رحمه الله - واصفاً حال أهل زمانه: "من عجيب ما نقدت أحوال الناس كثرة ما ناحوا على خراب الديار وموت الأقارب والأسلاف والتحسر على الأرزاق بذم الزمان وأهله، وذكر نكد العيش فيه، وقد رأوا من انهدام الإسلام، وتشعث الأديان، وموت السنن، وظهور البدع، وارتكاب المعاصي، وتقضي العمر في الفارغ الذي لا يجدي، فلا أحد منهم ناح على دينه ولا بكى على فارط عمره ولا تأسى على فائت دهره، ولا أرى لذلك سببا إلا قلة مبالاتهم بالأديان وعظم الدنيا في عيونهم ضد ما كان عليه السلف الصالح يرضون بالبلاغ وينوحون على الدين" [الآداب الشرعية].

فهذا حال أهل زمانهم وقد مضت قرون على مقالهم هذا، فكيف لو رأوا حال أهل زماننا؟! ماذا عساهم أن يقولوا؟! فالله المستعان.


• مقتطف من مقال صحيفة النبأ العدد "455" الخميس 4 صفر 1446 هـ
...المزيد

وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ • فخليق بالمُستقي أن يقصد هذا المنهل العذب الفياض بالعبر، ...

وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ

• فخليق بالمُستقي أن يقصد هذا المنهل العذب الفياض بالعبر، فكما تقدم، فإن الاختبار والابتلاء متحقق لا محالة، وما اللاحقون بمنأى عما طال سابقيهم، فلذلك كان الصبر والثبات عند الخطب، أساس كل تقدُّم للأمام، والجاهزية على البناء ثم تنظيم الجماعة وتجميع ما بين الأيدي وترك السعي خلف ما سقط، ففي الموجود شغل عما فات، ثم إذا استتب الأمر أو بدت بوادره، يبدأ طلب ما تهاوى، بما كان أصلح للحال بعيدا عن اختلافات الناس، فقد يركن البعض للواقع ويتراجعوا عن التكرار خوفا من العواقب إذ قد دارت بهم الدائرة، وهنا فلعزم الأمير وروح القائد الدور في التعايش مع ما حل وتوطين النفوس بالتبشير والتحفيز بهمة دافعها: لا تيأسوا من روح الله.

وهو ما رأيناه في حال الدولة الإسلامية بعدما عتت عليها بوائق الدهر، واشتدت عليها الحملة الصليبية الرافضية في العراق، وانقلبت فصائل الصحوات من قتال العدو إلى القتال معه، حتى اضطر المجاهدون للانحياز من أغلب المناطق وخلت منهم المدن، لكن لم تخلُ قلوبهم من اليقين بالله، فقد احتووه واحتواهم قبل الصحاري والقفار، ولم ييأسوا من روح الله، وما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما هي إلا سنوات حتى أعادوا ترتيب صفوفهم ولملموا شتاتهم، وأعادوا الكرة على عدوهم فكانت أمضى وأشد من ذي قبل، حتى أثمرت هذه المحنة دولة إسلامية سرعان ما غدت دولة خلافة على منهاج النبوة قامت وعلى التوحيد استقامت، بعد سنوات من التمحيص والأذى وتكالب الأعداء.

وإلى زماننا هذا الذي نعيش فيه كل يوم وقائع السيرة النبوية محنة ومنحة، ونحيا فصولها على الأرض في الولايات والساحات، وما زالت عجلة الجهاد تدور، وما زالت حرب الاستنزاف ضد قوى الكفر العالمي مستمرة لا تتوقف، حتى إذا ما حانت الفرصة وتهيأت أسبابها، وجد الكفار أمامهم ما كانوا يحذرون، فالأصل ثابت والحمد لله، والبناء والارتقاء متواصل وإن تأثر أو تعثر أو تأخر أحيانا، والمحن تصقل النفس وتزيد البأس، وتنمي الخبرة والمراس، والصفوف تصفو والقلوب تزداد تعلُّقا بخالقها سبحانه، والجند لا تيأس من روح الله؛ فرَجه ورحمته { إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }.


• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد "455" الخميس 4 صفر 1446 هـ
...المزيد

وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ • لا بد للعبد من فتنة يعقبها الفرج من الله، أو يُقبض عليها ...

وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ

• لا بد للعبد من فتنة يعقبها الفرج من الله، أو يُقبض عليها صابرا محتسبا فيرفعه بها مولاه، وهذه هي حقيقة الدنيا دار امتحان واختبار، قبل الرحيل والمقر في دار القرار، ولم يكن لأحد أن يُرفع دون أن يُفتن، ولا أن يُمكَّن قبل أن يُبتلى، سنة الله في الأولين والآخرين.

وما عُرف صدق العزم يوما باللسان، بل هو بالجوارح ليُثبت ما قيل ووقر في الجَنان، أما مجرد القول بغير عمل؛ فمذموم منقوص بل هو من علامات النفاق كما قال الله تعالى: { مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ }، وقال: { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ }، ومن الناس من يعمل ويمتثل حال الرخاء والدعة، ووقت الشدة يرجع القهقرى قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }، أو إذا لاقى أذية في سبيل الله تراجع وفر حتى إذا جاء النصر عاد يُذكِّر بما خلا ومضى من حاله الأول، قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ }.

وأما طريق الصالحين فلا بد فيه من فتنة ثم تمكين قال تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }، وما كل ذلك إلا { لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ }، { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ }، { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ }.

إذن، قد تصاب خيل المسير بكبوة في ميادين الجهاد والدعوة، وقد ينال صرحَ المؤمنين ما يناله، في مدار الفتنة والتمحيص قبيل التمكين، لكن سرعان ما تكمل الخيل مسيرها، ويكتمل الصرح ويشمخ البنيان، ولنا في سيرة النبي وصحابته الأسوة والقدوة، ولنا في الهجرة خير مثال، فخروج الرسول - ﷺ - من مكة إلى المدينة مع صاحبه الصديق متخفيا متسترا، وفكره يجول في مكة يسأل عن أحوالها ومن بقي فيها من أصحابه، تلاحقهم وتلاحقه الركاب والعيون، حتى لحقه أغلب الأصحاب، زادهم ما وقر في القلوب من الإيمان والتقوى؛ وهما العدة والزاد الأنفع، فكان في هجرته - ﷺ - وصحابته الصبر على الأذى والتعذيب وفراق الأهل وفقدان البيت والمال وغيرها من صنوف العذاب، ومع ذلك لم ييأس الصحابة مما أصابهم وما ضعفوا وما استكانوا، بل شيَّدوا بقيادة النبي - ﷺ - أعظم دولة عرفها التاريخ، بنوها على جماجمهم وسقوها دماءهم بعد أن أقاموا أصولها وقواعدها على التوحيد الخالص.

وفي سيرته - ﷺ - القبسُ للمتأسي، إذ كان منارا لعلو الهمة لا يفتر ويقول: (لوددت أنّي أغزو في سبيل اللّه، فأقتل، ثمّ أغزو، فأقتل، ثمّ أغزو، فأقتل)، صادق العزيمة إذ قال: (لأقاتلنّهم على أمري هذا حتّى تنفرد سالفتي)، متوكلا على الله لم ييأس من رَوحه، يُطمئن من حوله بقوله: (واللّه ليتمّنّ هذا الأمر)، ثم ما لبث أن أعطى للتاريخ نوره الأسطع وعبيره الأزكى، في أكمل السير وأنفع الأثر على الإطلاق.

ولم تقف وثبات الإسلام بعد النوازل عند ما سبق، فلا شك أن أشد مصاب حل بأمة الإسلام هو وفاة الرسول - ﷺ -، النبي المرسل والقائد المسدد؛ حيث اهتزت دولة الإسلام بعد وفاته واضطربت صفوف المسلمين وارتد أكثر العرب، مصيبة دهماء ونازلة كبرى ثبت لها أبو بكر رضي الله عنه، وثبّت من حوله وبث فيهم روح القتال وهيأهم للقادم موقنا بنصر الله وفرجه غير يائس من روح الله، ثم مضى بمعية الله ثم عزمات مَن سمعوا له وأطاعوا، ليفتح صفحة من الفتوح والأمجاد، كانت سببا في حفظ الإسلام وبقاء رايته خفاقة إلى يومنا.

• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد "455" الخميس 4 صفر 1446 هـ
...المزيد

ليست مجرد كلمات! • عندما اشتد التعب بفاطمة - رضي الله عنها - واشتكت لأبيها تعبها وحاجتها لخادم ...

ليست مجرد كلمات!

• عندما اشتد التعب بفاطمة - رضي الله عنها - واشتكت لأبيها تعبها وحاجتها لخادم علّمها كلمات، وعندما اشتكى رجل للنبي - ﷺ - وطأة دَينه وفاقته علّمه كلمات، واشتد غضب الله على النصارى لكلمات قالوها بأفواههم، حتى إنّ السماوات كادت أنْ تنفطر، وتنشقّ الأرض، وتخرّ الجبال هدّاً من قولهم القبيح الذي قالوه، حيث إنهم ادّعوا أنّ الله اتخذ ولداً، تعالى الله عما يشركون وعندما خاف الناس من تحزّب الأحزاب، أثنى الله على ثبات المؤمنين قولهم حسبنا الله: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: ١٧٣]. فلم تكن كلماتهم مجرد كلمات، وإنْ كانت كذلك في ميزان البشر المادي.

وعندما تتحزّب الأحزاب لقتال الدولة الإسلامية، ويهول الناظرَ عظيمُ ترسانتهم، وشديد فتك أسلحتهم، ويُسأل رجال الدولة الإسلامية: بماذا ستقاتلون هؤلاء؟ فيقولون: بالكتاب والسنة، فيظن الظانّ أنّ ما بين دفتيهما مجرد كلمات، لكنها ليست كذلك، ليست مجرد كلمات، لأن كلام الله هو كلام الجبار وحبله المتين، من تمسك به انتصر وفاز وظفر.

وانظر إلى قوله تعالى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: ١٧٣].

انظر إلى هذه الآية الكريمة، فالمؤمنون لم يقولوا هذا فقط، بل فقد استعدوا لما تتطلبه المعركة استعدادا ماديا وعسكريا، لكن هذا القول ذكره الله لأهميته في حسم المعركة لصالح المسلمين، إذن فالكلمات التي نقولها في ميزان الشرع ليست مجرد كلمات، وليس الدعاء مجرد كلمات، بل هو سبب لقرع أبواب السماء، لقد دعا يوماً نوح فأمطرت السماء حتى أغرقت الأرض بالماء، ولم تترك من الكافرين ديّاراً.

ولو تنظر في القرآن الكريم مليّاً، فسوف تجد كثيرا ما تتكرر كلمة: (قال)، لأهمية القول.

فبعد كل هذا إذا ما جاءت أنباء تحزب الأحزاب على الدولة الإسلامية فقل: حسبنا الله ونعم الوكيل ولا تظنّنّ - أيها الحبيب - أنها مجرد كلمات لعل الله يمنّ علينا كما منّ على الصحابة، فتكون عاقبة أمرنا كما كانت عاقبة أمرهم، إذ قال تعالى: { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } [آل عمران: ١٧٤].

بل كانت وصية الله للمؤمنين إذا لقوا الكافرين بأن يذكروا الله كثيرا، حيث قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال: ٤٥]، فقد أوصاهم بذكره، ووعدهم بالفلاح، فذكر الله سبب النصر، ألا وهو الذكر وليس الذكر مجرد كلمات.

فعندما يسلّ الناس أسيافهم من أغمادها علينا أنْ نسبقهم بأنْ نخرج قلوبنا من غفلتها، وأنْ نطلق ألسنتنا بدعاء الله وذكره، ولله درّ ذلك القائد المسلم الذي تفقد خيم الجند في الليل، فسمع الجند يذكرون الله، فقال: من هنا يأتي النصر! نعم من هنا يأتي النصر! فلتكن ليالينا كلياليهم، نحييها بذكر الله، والصلوات والمناجاة، وتكثر فيها السجدات، فوالله لسبابة تتحرك بدعوة الله لهي أشد على الأعداء من كل أنواع السلاح، ولتكبيرات الانغماسيين في الاقتحامات لهي أكثر فتكا ورعبا في قلوب الكافرين.

فيا أيها الحبيب... إننا اليوم بحاجة لك، فلا تقصّر مع المسلمين فيما تملكه بين جوانحك، فلا تجعل لسانك يفتر عن الدعاء، ولا تستكثر على المسلمين من رفع الغطاء عنك في ليلة الشتاء البارد، لتعزم على قرع أبواب السماء في الأسحار، ولتكن بيوتنا سببا للنصر والفتح بكثرة الذكر، ذلك ما أوصيك به ونفسي، لعل الله ينفع بك وبي، ويجعلنا سببا لنصر المسلمين، هذا والحمد لله رب العالمين.

▫️ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...المزيد

ب7 ............. صورة لذي نون مصري صغير يحن كلبا سرير ۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ -2-234-المطوعي نا ...

ب7
.............
صورة لذي نون مصري
صغير يحن كلبا سرير

۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔

-2-234-المطوعي نا أبو محمد (5) بنان بن عبد الله المصري بمصر قال سمعت أبا الفيض ذا النون بن إبراهيم المصري يقول سألني جعفر المتوكل أمير المؤمنين أن أكتب له دعاء يدعو به وأمر يحيى بن أكثم أن يكتبه له فقلت له اكتب رب أقمني في أهل ولايتك مقام رجاء الزيادة من محبتك واجعلني ولها بذكرك في ذكرك إلى ذكرك وفي روح بحابح أسمائك لا سمك وهب لي قدما أعادل بها بفضلك أقدام من لم يزل عن طاعتك وأحقق بها ارتياحا في القرب منك وأحف بها (6) جولا في الشغل بك ما حييت وما بقيت رب العالمين إنك رؤوف رحيم اللهم بك أعوذ وألوذ وأؤمل البلغة إلى طاعتك والمثوى الصالح من مرضاتك وأنت ولي قدير قال ذو النون فقال لي يحيى بن أكثم هذا بس (7) يا أبا الفيض فقلت له هذا لهذا كثير إن أراد الله به خيرا قال ثم خرجت وودعته ...المزيد

🔴 مباشر الآن •┈┈┈••✦🕋✦••┈┈┈• ⏳ المجلس ( ٦٦ ) 📖 ( شرح كتـــ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام ...

🔴 مباشر الآن

•┈┈┈••✦🕋✦••┈┈┈•

⏳ المجلس ( ٦٦ )

📖 ( شرح كتـــ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام ــاب )
لابن دقيق العيد رحمه الله.

🎙لفضيلة الشيخ
أ.د.حسن بن عبدالحميد بخاري

🕋 بالمسجد الحرام

•┈┈┈••✦🔹✦••┈┈┈•

🔗 مرئي:
https://youtube.com/live/EtuS7OhTet0

🔗 صوت:
‏http://mixlr.com/twjehdm1

════ ❁✿❁ ════

📖 متن الكتاب :
‏https://bit.ly/36yTk52
...المزيد

2 3 4 5 6 ...

2 3 4 5 6

https://l.top4top.io/p_3211ql7d56.png

https://f.top4top.io/p_3211uu17h9.png


https://j.top4top.io/p_32115h3ho3.png

بئس المسار وبئس المصير • لقد كفى الله المؤمنين شرور طغمة كبيرة من قادة الرافضة الكفرة الفجرة ...

بئس المسار وبئس المصير

• لقد كفى الله المؤمنين شرور طغمة كبيرة من قادة الرافضة الكفرة الفجرة القتلة، بتسليط اليهود عليهم في جولة من جولات الصراع والتدافع داخل المعسكر الجاهلي الشيطاني على طريق جهنم، ولا شك أن في هذا مصلحة لعدوهما المشترك -المسلمين-، ولم يخالف في ذلك إلا مطايا الرافضة من الإخوان المرتدين الذين عطلوا الشرائع وخالفوا السنن وأماتوا الولاء والبراء فارتموا في أحضان إيران كملاذ أخير، وأكدوا قلبا وقالبا على "وحدة المسار والمصير".

ولقد علمنا من شريعة ربنا سبحانه أن التدافع سُنة إلهية كما تقع بين معسكري الحق والباطل؛ فإنها كذلك تقع بين مكونات معسكر الباطل نفسه، لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}، أي: "نسلّط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم"، فما من ظالم إلا سيُبلى بأظلم، وهو كذلك من تدبير الله تعالى ومكره لعباده المؤمنين، ومكره سبحانه بالكافرين {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، وهذا من بدهيات الشريعة.

ولذلك لا يختلف مسلمان عاقلان في أن اشتعال الصراع بين الرافضة واليهود يصب قطعا في مصلحة المسلمين تماما كأي صراع جاهلي بين الكافرين، ولذلك سيسعى الطرفان الكافران إلى لملمته وتقنينه وتأطيره داخل حدود معينة، لئلا يستفيد منه المسلمون، بل إن في زوال وتراجع المحور الرافضي خيرا ومصلحة كبيرة للمسلمين، لأن المحور الرافضي بات فتنة لكثير من الفئات المنتسبة للسنة، كالإخوان المرتدين مثلا، فهؤلاء أكثر قوم فُتنوا بالثورة الخمينية ومحورها الرافضي حتى صاروا يدافعون ويدفعون عنها، بل لقد كفوا الرافضة كثيرا من فصول الحرب وصاروا بيادق وأذرعا مسلحة للرافضة في المنطقة يحترقون لأجلهم، ويتلقون "المصائد" بدلا عنهم.

ولقد كثر الحديث مؤخرا حول فرح أهل الشام بمقتلة الرافضة على أيدي اليهود، فانبرى أتباع الإخوان المرتدين يهمزون ويلمزون مسلمي الشام ويخوّنونهم، ويلمّحون إلى وقوعهم في ناقض موالاة اليهود! في تكفير بالجملة لعامة المسلمين!، ولسان حال هؤلاء المكفّرة بالهوى: إن أنت فرحت بمقتل الرافضة فأنت أقرب إلى صف اليهود وموالاتهم! أما أن تقف في خندق المحور الرافضي الكفري وتتولاه وتواليه وتؤكد على "وحدة مسارك ومصيرك" معه، وتحذر من "فك الارتباط" به، فأنت هكذا تمارس حنكة وحكمة سياسية تؤجر عليها مرتين!!

هذه هي وسطية الإخوان المرتدين، يخيّرون الناس بين "كافر أصلي" كفّروه سياسيا ووطنيا لا تديُّنا، وكافر آخر امتنعوا هم عن تكفيره تبريرا وترقيعا لكتائبهم وحركاتهم، إذ لو أقروا بالأولى؛ للزمهم الإقرار بالثانية؛ وهو ما يهربون منه بأسلمة الرافضة ومحورهم، إنها وسطية بين الباطل والباطل، بين الكفر والكفر، بين الرافضة واليهود، بين قتلة الأنبياء وقاذفي أعراضهم، هذا مذهب الإخوان المرتدين، أما مذهب أهل السنة فهو الكفر بالفريقين والبراءة منهما ومحاربتهما بكل وسيلة، فالرافضة واليهود كفار وكلاهما على طريق جهنم، وجهادهما واجب على المسلمين كل بحسب استطاعته؛ فمن كان أقرب للوصول إلى اليهود فليقاتلهم، ومن كان أقرب للوصول إلى الرافضة فليقاتلهم، ومن جمع الله له شرف قتال الفريقين فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

في العمق، فإن استماتة الإخوان المرتدين في الدفاع عن موقف كتائبهم الكربلائية وفصائلهم الإيرانية عائد لسببين، الأول: أن شرائح واسعة من الناس سرّها مقتلة الرافضة المجرمين، وهذا أمر لا تخطئه العين وليس في الشام وحدها، وهو ما جعل أنصار الإخوان المرتدين يشعرون بعزلة تاريخية لم يعيشوها من قبل، إذ انحازوا إلى صف أبتر شاذ مخالف لـ "جمهور الأمة" كما دأبوا على تسميته، والسبب الثاني أنهم ينظرون للمحور الرافضي كآخر جبهة يتسترون فيها خلف شعارات "المقاومة والثورة"، وهي في نظرهم آخر حليف لأفرعهم المتساقطة تباعا من مصر إلى تركيا، فلم يبق إلا فرعهم الغزي الذي ختم مساره بالذوبان في المعسكر الرافضي! وأعلن رسميا وحدة مساره ومصيره مع الرافضة وليس العكس، ولذلك فإيران بالنسبة إليهم هي الحصن والحضن والملاذ الأخير لهم قبل أن يخلعوا مسوك الضأن ويتحالفوا علنا مع الشيطان بصورته السافرة بغير مسوك ولا شعارات.

إن الإخوان المرتدين على مرّ التاريخ كانوا خونة أهل السنة، وفي صف عدوهم، وقد استحقوا هذا الهوان وضربت عليهم الذلة بما اقترفوه من طوام مزمنة بحق العقيدة في مسار جاهلي أوله انحراف، وأوسطه انحراف، وآخره انحراف!، فلقد نقضوا التوحيد من كل باب، وحاربوه في كل ساحة، فمُسخوا أذلاء وعبيدا لا يعز لهم جناب ولا يصح لهم مسار، وصاروا مسبّة العمر ومعرة الدهر! والجماعات بقدر قربهم من مسار الإخوان بقدر ضرب الذلة والمهانة والتيه عليهم.

• المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 462
الخميس 23 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

الصراع اليهودي الرافضي • لقد كفى الله المؤمنين شرور طغمة كبيرة من قادة الرافضة الكفرة الفجرة ...

الصراع اليهودي الرافضي

• لقد كفى الله المؤمنين شرور طغمة كبيرة من قادة الرافضة الكفرة الفجرة القتلة، بتسليط اليهود عليهم في جولة من جولات الصراع والتدافع داخل المعسكر الجاهلي الشيطاني على طريق جهنم ولا شك أن في هذا مصلحة لعدوهما المشترك المسلمين، ولم يخالف في ذلك إلا مطايا الرافضة من الإخوان المرتدين الذين عطلوا الشرائع وخالفوا السنن وأماتوا الولاء والبراء فارتموا في أحضان إيران كملاذ أخير، وأكدوا قلبا وقالبا على "وحدة المسار والمصير". ولقد علمنا من شريعة ربنا سبحانه أن التدافع سنة إلهية كما تقع بين معسكري الحق والباطل؛ فإنها كذلك تقع بين مكونات معسكر الباطل نفسه، لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}، أي: "نسلّط بعضهم على بعض ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض جزاء على ظلمهم وبغيهم"، فما من ظالم إلا سيبلى بأظلم، كذلك من تدبير الله تعالى ومكره لعباده المؤمنين ومكره سبحانه بالكافرين {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، وهذا من بدهيات الشريعة.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد (462)
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
14 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً