رمضان.. مضى نصف الزمن منذ حوالي ساعة (مضى نصف الزمن) عبارةٌ عادةً ما يقولها المراقبون لامتحانات ...

رمضان.. مضى نصف الزمن
منذ حوالي ساعة
(مضى نصف الزمن) عبارةٌ عادةً ما يقولها المراقبون لامتحانات الطلاب؛ يقولونها في حزم تنبيهاً لهم حتى لا تدركهم الغفلة، عبارة تُقال أيضاً لتدلل على أن الفرصة ما زالت سانحة لتعويض ما فات من وقت دون استثمار أمثل، وجبر التقصير الذي حصل في النصف الأول؛ فالأعمال بالخواتيم، والعبرة بالنهايات.

رمضان.. مضى نصف الزمن
بالأمس القريب كنا نعد العدة لاستقبال شهر رمضان المبارك ونحن نردد: (أهلاً رمضان)، وها هو شطر رمضان قد انصرم في لمح البصر ليتركنا نردد: (مهلاً رمضان!).



إن انقضاء هذه الأيام الفاضلة دون أن يشعر بها أحد يذكرنا بقول الله جل وعلا {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184]، الذي يذكِّر فيه المسلمين بأن هذه الأيام التي سيحرمون فيها أنفسهم من الطعام والشراب والجماع إنما هي أيام قليلة، و"كل ما يُعَدُّ يُدرَك" كما يقولون، وأيضاً في قول الله جل وعلا {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184] دليل على أنها أيام سرعان ما تنقضي، ليُهَنَّأ المغتنمون والمستثمرون لها، ويُعزَّى المفرطون والمضيعون لها.



(مضى نصف الزمن) عبارةٌ عادةً ما يقولها المراقبون لامتحانات الطلاب؛ يقولونها في حزم تنبيهاً لهم حتى لا تدركهم الغفلة؛ فيمضي الزمن كله لتجمع أوراق امتحاناتهم دون أن يجيبوا عن الأسئلة، أو على الأقل دون أن يحرزوا من الدرجات ما يضمن لهم النجاح. وهنا يتبين وجه الشبه؛ إذ إن شهر رمضان هو امتحان واختبار، يتبين فيه المتفوقون من الراسبين، والفائزون من الخاسرين، والمجتهدون من المهملين، ويحصل فيه البعض على الجوائز والمنح والعطايا القيمة، بينما يحصل البعض الآخر على رصيد وافر من الذنوب والسيئات؛ لذا قال النبي عليه الصلاة والسلام منبهاً المسلمين، ومحذراً من تضييع الفرصة الثمينة: «وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ» [1].



(مضى نصف الزمن) عبارة تُقال أيضاً لتدلل على أن الفرصة ما زالت سانحة لتعويض ما فات من وقت دون استثمار أمثل، وجبر التقصير الذي حصل في النصف الأول؛ فالأعمال بالخواتيم، والعبرة بالنهايات. قال ابن تيمية رحمه الله: (العبرة بكمال النهايات، لا بنقص البدايات)، وقال الحسن البصري رحمه الله: (أحسن فيما بقي؛ يُغفر لك ما مضى)، وقال بعضهم: (إذا لم تحسن الاستقبال، لعلك تحسن الوداع).



وقد رُوي أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه اجْتَهَدَ قَبْلَ مَوْتِهِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمْسَكْتَ أَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ بَعْضَ الرِّفْقِ؟ فَقَالَ: (إِنَّ الْخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ فَقَارَبَتْ رَأْسَ مُجْرَاهَا، أَخْرَجَتْ جَمِيعَ مَا عِنْدَهَا، وَالَّذِي بَقِيَ مِنْ أَجْلِي أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ)، قَالَ الراوي: فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ)[2].



إنَّ كلَّ أيام رمضان أيام مباركة تُهيأ فيها الأجواء للخير، بفتح أبواب الجنان، حتى لا يُوصد منها باب، وإغلاق أبواب النيران، حتى لا يُفتح منها باب، وتصفيد مردة الشياطين، كما في الحديث: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ»[3]، ولكنّ النصف الثاني من رمضان هو بلا شك أهم وأغلى من النصف الأول؛ إذ فُضِّل عليه بليلة القدر التي تُعد العبادة فيها خيراً من عبادة ألف شهر (83 سنة و4 أشهر)، والمحروم هو من حُرم خيرها، كما أخبر بذلك النبي عيه الصلاة والسلام.



ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في النصف المتبقي من رمضان، ولا سيما العشر الأواخر منه؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام (إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله)[4]، وهذا دليل على كمال الاستعداد النفسي والروحي والبدني لمقبل الأيام الفاضلة؛ أعاننا الله جميعاً على اغتنامها، وتقبلها منا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.



وصلى الله وسلم وباركَ وأنعم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



[1] رواه الترمذي (3545)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

[2] سير أعلام النبلاء (2 /393).

[3] رواه الترمذي (682)، صحيح الجامع (759).

[4] متفق عليه
أي رمضان رمضانك؟!
محمد بن إبراهيم السبر
أهلا بشهر رمضان
اغتنم فرصتك في رمضان
...المزيد

📘 ✍🏻 جاءت آيات القرآن تؤكد على حق الجار وتوصي به *فقال سبحانه* وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا ...

📘
✍🏻
جاءت آيات القرآن تؤكد على حق الجار وتوصي به

*فقال سبحانه*
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ
ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ
السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ
كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا } (النساء
36

*يقول
ابن كثير في تفسير هذه الآية وما المراد بالجار*

يقول الجار ذي القربى

يعني الذي بينك وبينه قرابة
والجار الجنب
الذي ليس بينك وبينه قرابة

وينقل قولاً لبعض العلماء مفاده أن
الجار ذي القربى
يعني الجار المسلم

والجار الجنب
يعني غير المسلم
وكلا القولين يوصي بالجار
([2])

*وقد
نقلت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم*

أحاديث عديدة تشدّد الوصاية
بالجار
لمكانة هذا الجار وما له من حقوق يجب أن يهتمّ بها

حتى إن الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم
ظنّ من كثرة ما يوصيه جبريل عليه السلام
*بالجار
أنه سيورّثه*

ويجعله كأنه فرد من أبناء الأسرة، فعن عبد الله بن عمر

*قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم*

ما زال جبريل يوصيني بالجار
حتى ظننت
أنه سيورّثه

الراوي عبدالله بن عمر المحدث البخاري المصدر صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 6015
خلاصة حكم المحدث صحيح


✋🏻👇🏻👇🏻👇🏻
https://www.rqiim.com/video/5f35c4be4fc9c3001dbff384
🍏 🍏


...المزيد

خطبة قضاء رمضان الشيخ صالح بن محمد باكرمان الحمدلله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه . ...

خطبة قضاء رمضان الشيخ صالح بن محمد باكرمان

الحمدلله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه . وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، الداعي إلى رضوانه ، صلى الله عليه ، وعلى آله ، وأصحابه ، وإخوانه .

أما بعد : أيها المسلمون - عباد الله - اتقوا الله حق تقواه .

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]

عباد الله ، إنَّ صوم رمضان فرض على كل مسلم ، عاقل بالغ ، مُطيقٍ للصوم ، فمن تمَّت فيه هذه الشروط الأربعة ، وجب عليه صوم رمضان أداء ، أو قضاء ، حالاً أو مآلاً .

وثَمَّةَ شروط ثلاثة أخرى ، إذا تمَّت وجب على المسلم الصوم أداء ، وحالاً ، وهذه الشروط الثلاثة هي :

• أن يكون صحيحاً غير مريض .

• وأن يكون حاضراً غير مسافر .

• وأن تكون المرأة طاهرة ليست بحائض ولا نفساء .

ومن نقص عليه شرط من هذه الشروط الثلاثة ، وجب عليه قضاء رمضان ، وجب عليه قضاء ما عليه من الصوم.

وحديثنا اليوم عن قضاء الصوم ، وعن مسائل في قضاء الصوم .

المسألة الأولى : يجب على كل مسلم ، لم يُؤَدِّ صوم رمضان ، أو لم يُؤَدِّ بعض صوم رمضان بعذر ، أو بغير عذر ، يجب عليه أن يقضي رمضان ، أو ما بقي عليه من أيام رمضان .

قال الله - سبحانه وتعالى - في كتابه العزيز :﴿... فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ... ﴾ [البقرة: ١٨٤]

والمعنى فمن كان منكم مريضاً ، أو على سفر ، فأفطر فواجبه أو عليه عدة من أيام أخر ، وهذا هو القضاء .

فأوجب الله - عزوجل - القضاء على المريض ، إذا أفطر في رمضان ، و أوجب الله - عزوجل - القضاء على المسافر ، إذا أفطر في رمضان .

وفي معنى المريض المغمى عليه ، عند الشافعية وغيرهم .

وفي معنى المريض المرأة الحامل ، إذا أفطرت خوفاً على نفسها .

وفي معنى المريض المرأة المرضع ، إذا أفطرت خوفاً على رضيعها .

ومسائل أخرى تلحق بذلك .

وأما الحائض والنفساء ، فقد جاء في الحديث أنَّ مُعَاذَةَ سألت عائشة - رضي الله عنها - ، فقالت لها : " مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ ؟ فَقَالَتْ : أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟ قُلْتُ : لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ. قَالَتْ : كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ. رواه البخاري ، ومسلم ، واللفظ لمسلم .

فالمريض إذا أفطر ، والمسافر إذا أفطر، والحائض والنفساء ، ومن لحق بهم ممن أفطر بعذر ، وجب عليهم القضاء . هذا في أصحاب الأعذار .

وأما من أفطر بغير عذر، أفطر متعمداً ، منتهكاً لحرمة الشهر ، فاجراً ، فاسقاً ، فالذي عليه جمهور العلماء ، أنَّه يجب عليه القضاء ؛ لأنَّه قد وجب عليه الصوم ، ولم يُؤَدِّ الصوم ، فلم تزل نفسه مشغولة بالصوم ، ولم تبرأ نفسه ، وذمته من الصوم ؛ و لأنَّه أولى بالقضاء من المعذور ، على هذا جمهور العلماء من السَّلف والخلف .

وذهب بعض العلماء إلى أنَّ الذي يفطر متعمداً ، لا يُقبل منه قضاء ؛ لأنَّه أفجر ، وأقبح ، وأبعد عن الله - عزوجل - مِن أنْ يكفر عنه ذنبه ، فذنبه أعظم من أن يكفر عنه بالقضاء ونحوه .

والراجح أنَّه يجب عليه القضاء ، وإن كان آثماً ، فاجراً ، فاسقاً .



المسألة الثانية : الفورية والتراخي في القضاء .

القضاء :

• قد يكون واجباً على الفور .

• و قد يكون واجباً على التراخي والسعة .

فأما من أفطر بغير عذر ، فإنَّه يجب عليه القضاء فوراً ، ولا يجوز له أن يتأخر عن القضاء ؛ لأنَّه ترك الصوم عمداً ، آثماً بتركه ، فيجب عليه أن يقضي ما أفطره بعد عيد الفطر مباشرة ، عليه أنْ يعجِّل بالصوم ، وأنْ يعجِّل بالقضاء ، وأن يتابع القضاء .

وأما من ترك الصوم بعذر من الأعذار ، فإنًّ القضاء في حقه على التراخي والسعة ، وليس على الفور .

ووقت القضاء في حق من ترك الصوم بعذر ، يبدأ من بعد عيد الفطر إلى آخر يوم من شعبان ، قبل رمضان الآخر .

فهذا كله وقت للقضاء ، يقضي بعد العيد مباشرة ، أو في وسط السَّنة ، أو في آخر السَّنة قبل رمضان .

وقد جاء عن عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أنَّها قالت : " كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. " رواه البخاري ، ومسلم.

أي لانشغالها بحقوق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهذا هو ظاهر النص ، فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - قال : ( ﴿... فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ ... ﴾ ولم يحدد هذه العدة ، ولم يقيدها بقيد .

المسألة الثالثة : لا يجب التتابع في قضاء الصوم ، في حق من أفطر بعذر ، فيجوز له أنْ يُجزِّئ القضاء ، يجوز له أن يقضي :

• بعض الأيام بعد العيد مباشرة .

• وبعضها في وسط السَّنة .

• وبعضها في آخر السَّنة .

فلا حرج عليه في ذلك .

المسألة الرابعة : يجب تبييت النية في صوم القضاء ، كما يجب تبييت النية في صوم رمضان .

كل صوم مفروض على المسلم ، لا يجوز ، ولا يُقبل ، ولا يصح إلا بنية مبيَّتة من الليل قبل الفجر ؛ لأنَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ ". رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه .

من لم يُجْمِعِ النية من الليل فلا صوم له ،من لم يُجْمِعِ أي لم يعزم على النية من الليل ، وهذا في صوم الفرض ، ومنه صوم القضاء .

فإذا أراد المسلم أن يقضي شيئاً عليه ، فعليه أن يبيِّت النية من الليل ، ولا يصح منه القضاء بنية من الفجر ( من بعد الفجر ) ، أو من وسط النهار ، ولو لم يأكل ، ولم يشرب ، ولم يقترف شيئاً من المفطرات .

المسألة الخامسة : من ترك القضاء حتى جاء رمضان الآخر .

هو في سعة من أمره ، ولكنَّه لم يقضِ في هذه السعة ، بل ترك القضاء حتى جاء رمضان الآخر ، ولم يقضِ بَعدُ ، فإنَّه يجب عليه القضاء بعدَ رمضان ، وبعدَ العيد .

وهل يجب عليه مع القضاء شيء آخر ؟

فيه تفصيل : إن ترك المسلم أو المسلمة القضاء ، ولم يستطع أن يقضي في سَنته بعذر ، حتى جاء رمضان الآخر ، فليس عليه شيء ، ليس عليه حرج ، ولا إثم ، وليس عليه شيء بعد القضاء ، بل يجب عليه أن يقضي ما عليه بعد رمضان ، وبعد العيد الحاضر ؛ لأنَّه معذور :

كالمرأة تكون مرضعة ، أو المرأة تكون حاملاً ، ولا تستطيع أن تقضي ، وكالرجل يكون مريضاً ضعيفاً ، أو المرأة تكون مريضة ضعيفة ، فيكون عنده عذر من أعذار الفطر ، ويستمر معه العذر إلى أن يأتي رمضان الآخر ، فهذا ترك القضاء بعذر آخر ، فليس عليه حرج ، ولا إثم ، وعليه أن يقضي بعد رمضان الحاضر وبعد العيد .

وأما إنْ ترك المسلم أو المسلمة القضاء خلال سَنته حتى جاء رمضان الآخر ، وليس عنده عذر في هذا التأخير ، فإنَّه يأثم بذلك ، يأثم بهذا الفعل وبهذا الإهمال ؛ لأنَّه ترك الفرض والقضاء حتى خرج وقته .

وهل يلزمه شيء مع القضاء ، بعد أن يقضي بعد رمضان الحاضر ؟

ذهب جمهور العلماء ومنهم الشافعية إلى أنَّه يجب عليه أن يقضي ، ويجب عليه مع قضاء كل يوم ، أنْ يُطعم مسكيناً مُدّاً من طعام ، أو بُرّ ، أو ذرة ، أو رز ونحو ذلك .

يجب عليه مع القضاء الفدية ؛ لأنَّه أخر القضاء بغير عذر ، وهذا هو قول جمهور العلماء ؛ لأنَّ ذلك قد ورد عن ستة من الصحابة ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - وابن عمر ، وأنس ، وأبي هريرة وغيرهم ، أنَّهم ألزموا من ترك القضاء بغير عذر بالقضاء والفدية ، ولا مخالِف لهم من الصحابة ، فلْننتبه لذلك عباد الله .

أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم .



الخطبة الثانية



الحمدلله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد :

أيها المسلمون - عباد الله - اتقوا الله حق تقواه .

عباد الله ،

والمسألة السادسة من مسائل القضاء : أنَّ القضاء لا يجب إلا بشرط التمكُّن .

القضاء على المسلم أو المسلمة ، لايلزم إلا بشرط التمكن من القضاء ؛ لأنَّ الله - سبحانه وتعالى - قال : ﴿... فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ ... ﴾ [البقرة: ١٨٤]

أي فمن كان منكم مريضاً ، أو على سفر ، فأفطر فواجبه عدة من أيام أخر ، ﴿...فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ ... ﴾ وهذا شرط في القضاء ، أن توجد عدة من أيام أخر ، يستطيع فيها المسلم أن يقضي ، وأما إذا لم تأتِ عدة من أيام أخر ، يستطيع فيها المسلم أن يقضي ، فإنَّه لا يلزم القضاء ، بمعنى أنَّ المسلم إذا مَرِض ، فترك الصوم في مرضه ، واستمر معه المرض حتى مات ، فإنَّه لا يلزمه قضاء ؛ لأنَّها لم تأتِ عدة من أيام أخر ، يتمكن فيها من القضاء .

وكذلك المسافر ، إذا سافر فأفطر ترخصاً بالسفر ، واستمرَّ في السفر ، و لم يرجع ( مات ) في سفره ، أو مات بعد سفره مباشرة ، ولم يجد عدة من أيام أخر ، يتمكن من القضاء فيها ، فإنَّه لا يلزمه الصوم .

وينبغي أن نعلم أنَّه إذا تمكن من بعض الأيام ، وجبت عليه ، فمن كان مريضاً فأفطر ، كأن يكون أفطر عشرة أيام ، واستمر معه المرض ، ثم شفاه الله - سبحانه وتعالى - شفاء تاماً ، ومكث خمسة أيام ، ثم مات .

أفطر عشرة أيام ، وتمكن من قضاء خمسة أيام ، ولم يقضِ ، لزمه خمسة أيام ، ولم تلزمه الخمسة الأخرى ، لأنَّه لم يتمكن .

فما تمكن من القضاء فيه لزمه ، وما لم يتمكن من القضاء فيه لم يلزمه ، وهذا يفيدنا في المسألة التي بعد هذه ، وهي المسألة السابعة .

المسألة السابعة : من مات وعليه قضاء ، صام عنه وليُّه .

كما جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنَّه قال : " مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ ". رواه البخاري ، ومسلم .

فإذا مات المسلم وعليه صوم ، لم يقدر على قضائه ، فإنَّنا نُلزم الولي بأحد اثنين :

• إما أن يصوم عنه .

• وإما أن يخرج الفدية .

فالولي مخير بين اثنين - ( الأولياء الأقرباء من أب ، وابن ، وزوجة ، وأم ،وبنت ، وأخت ، هؤلاء الأولياء يصومون عن أقربائهم ، الذين ماتوا وعليهم صوم ) - الولي مخير بين اثنين : أن يصوم عن قريبه الميت ما عليه من أيام ، أو أن يفدي و أن يطعم عنه عن كل يوم مسكينا ، مُداً من طعام (ستمائة جرام ) ، وبالشرط الماضي .

إذا سأل الأولياء عن الصوم عن قريبهم الذي مات ، نقول لهم : قريبكم هذا الذي كان مريضاً ، هل شفاه الله - عزوجل - بعد مرضه ، وتمكن من أن يصوم ولم يصم ؟

فإن قالوا: نعم ،قلنا: عليكم أن تصوموا عنه ، أو تُفدوا .

وأما إن كان قريبكم مَرِض، واستمر به المرض إلى الموت ، فإنَّه لم يتمكن من الصوم ، وليس عليه صوم ، فلا يلزمكم عليه شيء ، لا صوم ولا فدية .

ويجوز للأولياء أن يقسموا الأيام بينهم ، يجوز إذا كانت على قريبهم خمسة أيام ، أن يوزعوها على خمسة ، ويجوز لهم أن يصوموا هذه الخمسة في يوم واحد ، كلُّ ذلك فيه سعة .



المسألة الثامنة : هل يجوز القضاء ، والصوم بعد انتصاف شعبان ؟

جاء في الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلَا تَصُومُوا "رواه أبو داود ، وغيره من أصحاب السنن .

" إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلَا تَصُومُوا " وقد اختلف العلماء في هذا الحديث بين مصحِّح له ، ومضعِّف .

فصححه الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - وقال به ، وقال : إنَّه إذا انتصف شعبان ، فلا يحل للمسلم الصوم بشروط :

• إذا كان لم يصم في أول الشهر ؛ لأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصوم شعبان أو أكثره ، فكان يصوم في آخره قطعاً ، فيُحمل الحديث على من يريد الصوم بعد الانتصاف ، وأما إذا صام قبلُ ، ومضى في صومه ، فله أن يصوم في النصف الآخر من شعبان .

وأما إذا أراد المسلم أن يصوم في شعبان ، وانتظر حتى انتصافه ، ثم بعد أن انتصف أراد أن يصوم ، يقول الإمام الشافعي - عليه رحمة الله - : يحرم عليه الصوم .

وعللوا ذلك بأنَّ الصوم يُضعفه عن رمضان ، ونحو ذلك من التعليلات .

• والشرط الثاني : ألا يكون الصوم من الصوم المستحب ، المندوب بأحاديث أخرى ، كصوم يوم الاثنين، والخميس، والبيض فهذه من كانت له عادة فيها ، فإنَّه يصومها ولو بعد انتصاف شهر شعبان .

وذهب الإمام أحمد - عليه رحمة الله - إلى ضعف الحديث ، والحكم عليه بالنكارة ؛ لأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال - في حديث آخر في البخاري ومسلم - : " لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ "

ومفهومه يجوز أن تقدموا رمضان بصوم ثلاثةٍ ، وأربعة ، وخمسة ، فيدل مفهومه على جواز الصوم في النصف الثاني من شعبان .

وهذا الحديث المتفق على صحته ، مقدَّم على ذاك ، فيدل على نكارته .

وهذه المسائل فيها سعة للناس ، ولكنَّ القضاء مما يُستثنى ، حتى عند الإمام الشافعي - عليه رحمة الله - " إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلَا تَصُومُوا " أي تنفُّلاً ، وتطوعاً .

وأما من أراد أن يقضي في النصف الثاني من شعبان ، فله ذلك ولو في آخر يوم من شعبان ، فالقضاء يستمر وقته إلى آخر يوم من شعبان .

والمسألة التاسعة والأخيرة : هل يجوز القضاء في يوم الشك ؟

ويوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان ، إذا تحدث الناس أنَّه من رمضان ، ليس كل يوم ثلاثين من شعبان يوم شك ، وإنَّما إذا وقعت فيه دلائل ، وعلائم ، و قرائن ، ولم تقبل عند القضاة ، فإنَّه يكون يوم شك .

وقد جاء في الحديث ، عن عمار - رضي الله عنه - أنَّه قال : " مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. " رواه أحمد ، والنسائي.

فهذا حديث صحيح صريح ، في أنَّه يحرم على المسلم ، أنْ يصوم في يوم الشك .

وأما القضاء في يوم الشك فأمره آخر ، يجوز القضاء حتى في يوم الشك ، إذا بقي على المسلم يوم من رمضان ، ولم يجد أن يصومه ، أو يقضيه إلا في يوم الشك ، أو نسيه وتذكره ليلة الشك ، فعليه أن ينوي ، وأن يصوم ولو في يوم الشك .

أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يمُنَّ علي وعليكم بالعلم ، والعمل ، والفقه في الدين ، والاتباع للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأن يبلغنا رمضان !

اللهم إنا نسألك أن تبلغنا رمضان ، وأن تجعلنا من أهل الصيام ، والقيام ، والدعاء فيه !

اللهم اغفر لنا ، و لآبائنا ، وأمهاتنا ، وأزواجنا ، وذرياتنا، ومشايخنا ، ومعلمينا ، ومن له حق علينا !

اللهم اغفر للمسلمين ، والمسلمات، والمؤمنين ، والمؤمنات الأحياء منهم ، والأموات !

اللهم ارحمنا برحمتك - يا أرحم الراحمين - ! اللهم رحماك بالمستضعفين من المسلمين في كل مكان !

اللهم آتِ نفوسنا تقواها ، زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليُّها ومولاها !

اللهم إنا نسألك الهدى ، والتقى ، والعفاف ، والغنى ! اللهم أصلح ذرياتنا - يا أرحم الراحمين - !

اللهم أصلح بلادنا ، وسائر بلاد المسلمين !اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشدا ، يعز فيه أهل طاعتك ، ويذل فيه أهل معصيتك ، ويؤمر فيه بالمعروف ، وينهى فيه عن المنكر !

اللهم غزِّر أمطارنا ، ورخِّص أسعارنا ، ولِّ علينا خيارنا ، اصرف عنا أشرارنا - يا أرحم الراحمين - !

اللهم أصلح أمرنا ! اللهم أصلح شأننا - يا أرحم الراحمين - ! اللهم خذ بأيدينا إلى كل خير ! اللهم خذ بأيدينا إلى كل خير - يا أرحم الراحمين - !

عبادالله ، وصلوا وسلموا على من أمركم الله - عزوجل - بالصلاة والسلام عليه ، فقال : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦]

اللهم صلِّ على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنَّك حميد مجيد ! اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنَّك حميد مجيد !

عبادَ الله ، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ﴾ [النحل: ٩٠]

فاذكروا الله ؛ يذكركم واشكروه ؛ يزدكم ، ولذكر الله أكبر ، والله أعلم بما تصنعون .
...المزيد

ايام التشريق ايام عظيمه هي ايام مباركه فاكثروا فيها من التكبير والتحميد والتهليل واستغلوها بالعباده.

ايام التشريق ايام عظيمه هي ايام مباركه فاكثروا فيها من التكبير والتحميد والتهليل واستغلوها بالعباده.

كانَ رسُول الله يُحب الفألَ الحسن ويُكثر من قول: أبْشِر! صلُّوا عليهِ وأبشِروا ❤

كانَ رسُول الله يُحب الفألَ الحسن ويُكثر من قول: أبْشِر!

صلُّوا عليهِ وأبشِروا ❤

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته انا فتاة ابلغ من العمر 24 سنة عازبة من الجزائر اعاني من مرض ...

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته انا فتاة ابلغ من العمر 24 سنة عازبة من الجزائر اعاني من مرض التكيس في الرحم واعاني اضطراب في الدورة الشهرية ومن كثرت اطلاعي على احكام تعرفت على المني والمذي والودي وعرفت اسبابهم ومن ذلك الوقت تاتيني افكار ووساوس حول اسباب نزول المني الموجب للغسل ومنها الاحتلام الذي ارهقني الخوف منه فصرت لا انام خوفا من الاحتلام ونزول شئ لانني مهما قرأت عن المني فلم استطيع التمييز بينه وبين باقي الافرازات اكرمكم الله فكلما اسيقظ من النوم افتش نفسي وثيابي واغتسل يوميا واحيانا في اليوم اغتسل اكثر من مرة خوفا من اقوم للصلاة وانا غير طاهرة وكذلك اجد صعوبة في الاغتسال فتاتيني افكار بأنه غير صحيح فابذر فيه الكثير من الماء ابقى في الحمام تقريبا ساعة وانا اغسل ولما انهي غسلي اشك انه نزل مني شئ فاعيد الاغتسال واي شى ينزل اعتبره مني واغتسل وتاتيني افكار اني نمت في النهار وانه نزل مني شى فاغتسل مع العلم اني لا انام من الصبح الى اخر الليل خوفا من الاحتلام فهذه المشكلة ارهقتني فصرت لا اكل ولا اتعامل مع اهلي كثيرا وابكي دائما خوفا من الذنوب فكلما اقول اترك عني الوساوس اتذكر ان المذهب المالكي يوجب الغسل في حالة الشك فاصبحت لا اصلي جيدا ولا اقرا كثيرا في المصحف خوفا من الجنابة ودائما اتاخر عن الصلاة فبعد الاغتسال تاتيني وساوس في الوضوء فاتوضا اكثر من 3 مرات وبعدها الصلاة اعيد الصلاة اكثر من مرة فصرت مهملة جدا لصلاتي والقران فارجو افادتي بما ينفعني في ديني و دنياي فهل عندما اصلي مع هذه الوساوس باني على جنابة بعد الاحتلام صلاتي صحيحة ؟؟؟؟؟؟؟ والان صارت تاتيني افكار في النهار واشك هل اتتني الشهوة اوحدث لي اي شي ينزل عني المني واي حركة بجمسي اعتبرها تابعة الشهوة فلقد تعبت من هذه الوساوس وهاذ الوضع وهل اغتسل كلما اتتني افكار ؟؟؟ من فضلكم اريد ردا في اقرب وقت لاني على هاذ الحال اكثر من عام وفقكم الله في خدمة الدين وشكرا ...المزيد

إذا أراد الله خيرًا بعبده هداه إلى اليسر في ظلمة العسر دائمًا 《قل الحمد لله وسلام على عباده ...

إذا أراد الله خيرًا بعبده هداه إلى اليسر في ظلمة العسر
دائمًا 《قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى》😊
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
9 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً