بسم الله الرحمن الرحيم ما أهم أسباب ذل المسلمين اليوم، وما العلاج؟ الخطبة الأولى: الحمد لله معز ...

بسم الله الرحمن الرحيم
ما أهم أسباب ذل المسلمين اليوم، وما العلاج؟
الخطبة الأولى:
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه ومذل من خالف أمره وعصاه، مجيب دعوة الداعي إذا دعاه وهادي من توجه إليه واستهداه، محقق رجاء من صدق في معاملته ورجاه، من أقبل إليه صادقا تلقاه ومن ترك لأجله أعطاه فوق ما تمناه، ومن لاذ بحماه وقاه وحماه، ومن توكل عليه كفاه سبحانه من إله عظيم تفرد بكماله وبقائه، وعم بإحسانه وآلائه، أحمده سبحانه حمدا يملأ أرضه وسماه، وأشكره على سوابغ نعماه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه شهادة أدخرها ليوم لا ينفع فيه والد ولده ولا ولد أباه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي اصطفاه وأسرى به إلى سماه وأراه من عظيم الملكوت ما أراه وقربه وأدناه من القرب والإكرام ما لم ينله سواه، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن نصره وآواه واقتفى أثره واتبع هداه.
أما بعد، فيا أيها الأحباب الكرام في الله، في غزوة القادسية أرسل رستم قائد الروم إلى سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين أن ابعث إلينا رجلاً نكلمه ويكلمنا، فأرسل سعد ربعي بن عامر إليهم، فدخل ربعي عليهم وقد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي المبثوثة وأظهر اليواقيت والوسائد المنسوجة بالذهب والزينة العظيمة وغير ذلك من الأمتعة الثمينة.. وعليه تاج من الذهب ويجلس على سرير من الذهب، فدخل عليه ربعي بثياب صفيقة ومعه سلاحه وسيفه الذي وضعه في خرقة وترس وفرس قصيرة.. ولم يزل راكبًا الفرس حتى داس بها على البساط.. ثم نزل وربط حبل فرسه بوسادتين شقهما، فلما اقترب من رستم قال له الجنود: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم ولكني أتيتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل ربعي وهو يمشي ويمزق الوسائد والنمارق التي في طريقه فلم يدع لهم وسادة ولا نمرقًا إلا أفسدها وهتكها، فلما أقبل عند رستم قال له: ما جاء بكم؟ فقال ربعي كلمات سطرها التاريخ، كلمات حُقَّ لها أن تكتب بمداد من ذهب، قال: (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام...).
هذه هي عزة المؤمن الواثق بربه، فما أسباب الذلة والمهانة لدى المسلمين اليوم؟!
فمن هذه الأسباب، حب الدنيا وكراهية الموت، قال صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها. قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا، بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)).رواه أحمد وأبو داود
فقدت العزة اليوم بسبب كثرة الذنوب والمعاصي، قال تعالى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [ يونس:26-27]
أذلنا الله عز وجل بسبب تخاذلنا عن نصرة المظلوم، قال- عليه الصلاة والسلام-: (( ما من امرئٍ يخذل امرءًا مسلمـًا عند موطن تُنتهَك فيه حُرمتُه ، ويُنتَقَص فيه من عِرضه ، إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نُصرته ، وما من امرئٍ ينصر امرءًا مسلمـًا في موطن ينتقص فيه من عرضه ، ويُنتهك فيه من حرمته إلاَّ نصره الله في موطن يحب فيه نصرته))(رواه أحمد وحسنه الألباني) .
أذل الله المسلمين بسبب مخالفتهم لأمر الله وأمر رسوله، قال تعالى: {إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين}
[ المجادلة: 20] .
أصيب المسلمون بالذل، والعار؛ بسبب تذللهم وخضوعهم، وركوعهم لغير الله، قال تعالى: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [ القلم: 42-43]
انتكاسة المسلمين اليوم بسبب تركهم الجهاد في سبيل الله، وعدم الدفاع عن دين الله، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ الإِخْبَارُ لِجَعْفَرٍ وَهَذَا لَفْظُهُ. صححه الألباني
تآمر الأعداء علينا، وتكالبوا؛ بسبب فرقتنا، وتمزقنا، وعداوتنا لبعضنا البعض، قال تعالى: { وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:46].
يقول ابن باز رحمه الله تعالى: "لا أعلم سببًا لهذه الذلة وهذا التَّفرق إلا عدم استقامتهم على دين الله، وعدم تحقيقهم لشريعة الله، وعدم اعتصامهم بحبل الله جميعًا، فإنَّ الله جلَّ وعلا وعد عباده المؤمنين المُستقيمين بالنصر والتأييد، قال جلَّ وعلا: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ۝ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج:40- 41]، وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ...} الآية [النور:55]، فالله وعدهم بالنصر والاستخلاف إذا آمنوا وعملوا الصَّالحات، إذا نصروا دين الله، إذا أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، السر في تأخُّر المسلمين وذلّهم، هو عدم اعتصامهم بحبل الله، وعدم التعاون على البر والتقوى، وعدم قيامهم بالواجب من الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، ونصر دين الله."
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أيها الأحبة الكرام في الله:
إن المسلم إذا اعتز بدينه وشعر بهذه العزة وشعر بهذه القوة ـ والله ـ لو تمكن منه أعداء الإسلام كلهم فلن يستطيعوا أن يحصلوا منه على شيء؛ لأن هذه العزة موجودة في قلبه، ومهما فُعل به فالوصول إلى قلبه أمر مستحيل، وإن تمكنوا من جسده، ولو قطعوه إربًا إربًا، أما دينه وعقيدته وعزته فهي في قلبه، لا يخاف أحدًا إلا الله عز وجل.
ما السبيل لرجوع العزة والكرامة للأمة من جديد أو من أين تُستمد عزتها وكرامتها ؟
الاعتقاد الجازم والإيمان اليقينيُّ بأنَّ الله تعالى هو العزيز الذي لا يَغْلِبه شيء، وأنَّه هو مصدر العِزَّة وواهبها، قال تعالى:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26]، فلا نصر إلَّا به، ولا استئناس إلَّا معه، ولا نجاح إلَّا بتوفيقه.
وكما أنَّ الطَّاعة تكسو الإنسان ثوب العِزَّة، وتَخْلَع عليه ثياب الكرامة، فإنَّ المعصية تكسوه ثياب الذُّلِّ، وتَخْلَع عليه المهَانة والانكسار، "والمعاصي تَسْلُب صاحبها أسماء المدح والشَّرَف والعِزَّة، وتكسوه أسماء الذُّل والذَّمِّ والصَّغار، وشتَّان ما بين الأمرين: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18]" (موسوعة فقه القلوب: للتويجري)
ننال العزة بصدق الانتماء لهذا الدِّين، والشُّعور بالفَخْر للانتساب له، والاعْتِزَاز به، حتى ولو كان ذلك في زمن الاستضعاف، واستقواء أعداء المسلمين، يقول تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]، ويقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله الله هذا الدِّين، بعِزِّ عزيزٍ، أو بذُلِّ ذليلٍ، عزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر)). رواه أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي
نستحق العزة باليقين بأنَّ دين الله قد كُتِب له العُلُوُّ والتَّمكين في الأرض، وأنَّ دولة الكافرين وعزَّتهم سائرة إلى زوال؛ لأنَّها بُنيت على باطل وسراب، فبهذا الاعتقاد يتولَّد عند المؤمن شعور بالعِزَّة، وإحساس بالشَّرَف والعُلُوِّ.
أصحاب العزة هم الذين ابتعدوا كل البعد عن الفرقة والتنازع والتشتت حتي في بيوتهم وبين بعضهم، أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين.
أيها الاحبة الكرام :
خلاصة القول:
لن تستعيد الأمة حقوقها ولن تنتصر على أعدائها إلا حين تبتغي العزة، والعزة لن تكون عند الكافرين، العزة تطلب من رب العزة وحده لا شريك له، {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر:10],,. {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [المنافقون:8].
ونصر الله قادم قادم لا محالة بإذن الله، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُواْ فِى الْحياةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الاْشْهَادُ} [غافر:51].،
وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [ النور:55]
عباد الله، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.......
...المزيد

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ...

حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

(دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم). [متفق عليه]

من أقوال علماء الملة

• قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-:
"رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب؛ إلا أن يمزج بالرقائق، والنظر في سير السلف الصالحين.
فأما مجرد العلم بالحلال والحرام، فليس له كبير عمل في رقة القلب؛ وإنما ترق القلوب بذكر رقائق الأحاديث، وأخبار السلف الصالحين؛ لأنهم تناولوا مقصود النقل، وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها".
[صيد الخاطر]


▫ المصدر: صحيفة النبأ - مِن أقوال علماء الملّة
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 469
الخميس 12 جمادى الأولى 1446 هـ
...المزيد

إذَا سَألتَ فاسأل الله ◾ قال ابن رجب -رحمه الله-: "اعلم أن سؤال الله تعالى دون خلقه هو المتعين ...

إذَا سَألتَ فاسأل الله

◾ قال ابن رجب -رحمه الله-:
"اعلم أن سؤال الله تعالى دون خلقه هو المتعين عقلاً وشرعاً، وذلك من وجوه متعددة

▪ منها: أن السؤال فيه بذل ماء الوجه وذلَّة للسائل، وذلك لا يصلح إلا لله وحده، فلا يصلح الذلّ إلا له بالعبادة والمسألة، وذلك من علامات المحبة الصادقة

▪ ومنها: أن في سؤال الله عبوديةً عظيمةً لأنها إظهار للافتقار إليه، واعتراف بقدرته على قضاء الحوائج، وفي سؤال المخلوق ظلم لأن المخلوق عاجز عن جلب النفع لنفسه ودفع الضرِّ عنها فكيف يقدر على ذلك لغيره؟ وسؤاله إقامة له مقام مَن يقدر وليس هو بقادر

▪ ومنها: أن الله يُحب أن يُسأل، ويغضب على مَن لا يسأله فإنه يُريد من عباده أن يرغبوا إليه ويسألوه ويدعوه ويفتقروا إليه، ويُحب المُلحِّين في الدعاء، والمخلوق غالباً يكره أن يُسأل لفقره وعجزه

▪ ومنها: أن الله تعالى يستدعي من عباده سؤاله، وينادي كل ليلة: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داٍع فأستجيب له؟

[نور الاقتباس]


▫المصدر: إنفوغرافيك النبأ - إذَا سَألتَ فاسأل الله
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 469
الخميس 12 جمادى الأولى 1446 هـ
...المزيد

إذَا سَألتَ فاسأل الله ◾ قال ابن رجب -رحمه الله-: "اعلم أن سؤال الله تعالى دون خلقه هو المتعين ...

إذَا سَألتَ فاسأل الله

◾ قال ابن رجب -رحمه الله-:
"اعلم أن سؤال الله تعالى دون خلقه هو المتعين عقلاً وشرعاً، وذلك من وجوه متعددة

• منها: أن السؤال فيه بذل ماء الوجه وذلَّة للسائل، وذلك لا يصلح إلا لله وحده، فلا يصلح الذلّ إلا له بالعبادة والمسألة، وذلك من علامات المحبة الصادقة

• ومنها: أن في سؤال الله عبوديةً عظيمةً لأنها إظهار للافتقار إليه، واعتراف بقدرته على قضاء الحوائج، وفي سؤال المخلوق ظلم لأن المخلوق عاجز عن جلب النفع لنفسه ودفع الضرِّ عنها فكيف يقدر على ذلك لغيره؟ وسؤاله إقامة له مقام مَن يقدر وليس هو بقادر

• ومنها: أن الله يُحب أن يُسأل، ويغضب على مَن لا يسأله فإنه يُريد من عباده أن يرغبوا إليه ويسألوه ويدعوه ويفتقروا إليه، ويُحب المُلحِّين في الدعاء، والمخلوق غالباً يكره أن يُسأل لفقره وعجزه

• ومنها: أن الله تعالى يستدعي من عباده سؤاله، وينادي كل ليلة: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داٍع فأستجيب له؟

[نور الاقتباس]


▫المصدر: إنفوغرافيك النبأ - إذَا سَألتَ فاسأل الله
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 469
الخميس 12 جمادى الأولى 1446 هـ
...المزيد

ويكأنه لا يفلح الكافرون • وإن المتأمل في النسخ الغابرة من ترامب كقارون مثلا الذي جمع من الكنوز ...

ويكأنه لا يفلح الكافرون

• وإن المتأمل في النسخ الغابرة من ترامب كقارون مثلا الذي جمع من الكنوز ما تنوء بحمل مفاتيحها العصبة القوية من الرجال، ومع ذلك لمّا طغى وتكبر، كانت عاقبته: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ}، فما أغنى عنه ملكه ولا حكمه، ولم يقدر أنْ ينصر نفسه، ولا أنْ ينصره غيرُه.

إن المسلمين اليوم بحاجة ماسة إلى التمعن والتدبر في قصص الغابرين ممن شابهوا أو فاقوا ترامب في الكفر والأشر والبطر والغرور، ليدركوا أن عاقبة الكفر والتجبر ثابتة، كما أن عاقبة الإيمان والخضوع لله تعالى ثابتة.

كما ينبغي للمسلم أن يزيد يقينه بهزيمة الكافرين وزوال ملكهم وسقوط عروشهم، وقد أمر الله تعالى نبيه أن يقول لليهود بعد بدر لما تفاخروا بقوتهم: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} وهذا هو موقف المسلم من الكفر وأربابه في كل زمان، فقولوا لترامب وإدارته ستغلبون وتحشرون إلى جهنم، قولوا لنتنياهو وجيشه ستغلبون وتحشرون إلى جهنم، قولوا للخميني وقطعانه وبوتين وفيالقه ستغلبون وتحشرون إلى جهنم، هذا أمر الله تعالى وحكمه ووعده، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

بهذه النفسية الإيمانية ينبغي للمؤمن أن يحيا، هكذا يستعلي المؤمن بإيمانه على أمم الكفر والباطل، والواجب على دعاة التوحيد وطلابه أن يغرسوا هذه المعاني في نفوس العامة وأن يقرعوها في مسامعهم ويقدّموا بين أيديهم آي القرآن ونصوصه البينة القاطعة، فلقد أهمل الناس القرآن تدبُّرا ويقينا، كما عطلوه حُكما وتشريعا.

على الصعيد السياسي، تردَّد كثيرا أن تولّي ترامب للحكم، سيعرّي الديمقراطية الأمريكية!! وهل بقي فيها شيء مستور ليتعرى؟! بل متى كانت مستورة أصلا؟! ثم إن الديمقراطية الأمريكية أو اليهودية، الغربية أو الشرقية، سواء، حكما ووصفا، والتفريق بينها استحسان لبعضها، وهي شر مطلق، وهل كل شرور الدنيا إلا بسبب هذه الديمقراطية ومفرزاتها من المناهج الكفرية الأرضية؟!

من زاوية أخرى، يُلاحظ أنّ كثيرا من السياسيين شخصنوا القضية مع ترامب، حتى صوروا للناس أن المشكلة في شخصية ترامب "المزاجية" وعقليته "التجارية" وليست في الإدارة الأمريكية الصليبية وعداوتها للإسلام، ولذلك رهنت بعض "حركات التحرُّر الوطني" موقفها من ترامب بموقفه من قضيتها! ونسيت أنّ "صفقة القرن" التي كانت "خطة" في عهد ترامب صارت "واقعا" في عهد بايدن، وجهلت أن تغيُّر الرؤساء والإدارات الأمريكية "جمهورية أو ديمقراطية"، "يمينية أو يسارية" لا يغيّر من "ثوابتها" بشأن الحرب على الإسلام.

في رصد حركة الشعوب، فإنّ انتخاب ترامب مجددا، رئيسا لأمريكا رغم سوء سمعته وسابقته؛ يعكس بالضرورة حقيقة الشعب الأمريكي الصليبي وشعوب النصارى التي تؤيد الحرب على الإسلام وتصوّت بقوة لمن يوغل في ذلك أكثر.

أما موقف الدولة الإسلامية من الانتخابات الأمريكية، فهو الموقف ذاته في كل مرة، لأنه أيا يكن "الفائز" فيها فهو لا شك كافر "صليبي" أو "صليبي يهودي" لن يتوانى في حرب الإسلام، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالدولة الإسلامية، فما فعله ترامب إبان فترة حكمه الأولى، استمر خلفه بايدن في فعله، فحربهم ضد المجاهدين لم تتوقف يوما، ولذلك لن يختلف الأمر بالنسبة لمجاهد في خندقه أو مرابط على ثغره، فالعدو هو العدو والحرب هي الحرب، والجهاد هو الجهاد، والله الناصر والمعين.

بقي أنْ نذكِّر ترامب أنه أنهى رئاسته الأولى بزعم القضاء على الدولة الإسلامية، ثم ها هو يعود مجددا محمّلا بإرث من الفشل والكذب معا، فشل في إيقاف جهاد الدولة الإسلامية، وكذب في مزاعم القضاء عليها حتى إنه "أعلن عن هزيمتها نحو 16 مرة خلال 99 يوما فقط!" وها قد عاد لفترة رئاسية ثانية وما زالت بلاده وقواته منهمكة في الحرب ضد الدولة الإسلامية وطائرات بلاده وأجهزة مخابراته تطير ذهابا وإيابا بين العراق والشام وغيرها خشية المجاهدين، وإدارته عاجزة عن وقف خطرهم في خراسان رغم تفاني "الإمارة"، وحلفاؤه وخصومه على حد سواء غارقين في أدغال الولايات الإفريقية، وما زال للحرب بقية وفصول، فليتهيأ المجاهدون لها كما ينبغي {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

▫ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 469
الخميس 12 جمادى الأولى 1446 هـ
...المزيد

ويكأنه لا يفلح الكافرون • أسرفَ السياسيون في الحديث عن التغيُّرات المرتقبة بعد تولي الطاغوت ...

ويكأنه لا يفلح الكافرون

• أسرفَ السياسيون في الحديث عن التغيُّرات المرتقبة بعد تولي الطاغوت ترامب للحكم، بنبرةٍ توحي وكأنَّ العالم يخضع لسيطرته وتصرُّفه المطلق، إنهم يتحدثون عنه بنزعة هوسٍ جنونية كما لو أنَّه المدبِّر المسيِّر لشؤون الخلق!، هذه ليست مبالغة في الوصف، إنها فقط توصيف للواقع بدون تحفُّظات.

لقد سادت حالة من "التهافت المحموم" على عتبات الانتخابات الأمريكية من جميع الشرائح والفئات، كلٌّ يتهيأ ويستعد ويعدّل مساراته ويطوّع سياسته ارتهانا لسياسة الطاغوت القادم، بدءا بحكومة قطر التي سبقت نظيراتها "الخليجية المطبِّعة" في تجديد قرابين الطاعة استرضاء لترامب، مرورا بربيبتها "طالبان" التي عبّرت عن أملها في "فتح فصل جديد من العلاقات" مع إدارته، وليس انتهاء بمواقف حكومات وطواغيت تركيا ومصر والسعودية والإمارات والأردن وغيرهم من الحلفاء والشركاء والفرقاء.

إنّ الخشية والرهبة والرغبة التي أبداها الكثيرون تجاه الطاغوت ترامب بعد فوزه بالحكم، وكأنه الملِك المتصرِّف بالكون؛ تعكس عمق الجاهلية التي يعيشها العالم، ولو قدر هؤلاء اللَّهَ -تعالى- حقّ قدره؛ لما غرّهم فوز ترامب ولا أبهرهم ولا أرهبهم، لكن لمّا خلت قلوبهم من محبة الله تعالى وخشيته ورهبته وتعظيمه، امتلأت بخشية ورهبة وتعظيم غيره من الأنداد.

لقد غاب عن هؤلاء أن الطاغوت الأمريكي كغيره مخلوق لا يملك أن يقوم من مقامه أو يحرّك عضوا من أعضائه إلا بإذن الله، ولو شاء سبحانه لألحقه بسلفه الغابر من طواغيت الكفر كالنمرود وقارون وفرعون وغيرهم ممن طغوا وبغوا، ولكنها حكمة الله تعالى في إمهال هؤلاء واستدراجهم، قال تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ}، يعني تصرّفهم في الأرض وعلوّهم وزهوهم فيها، فإنما هو إمهال واستدراج من الله لهم، وقد بيّن الإمام الطبري الحكمة من هذا "الإمهال" رغم شركهم وطغيانهم فقال: "حتى يبلغ الكتاب أجله، ولتحق عليهم كلمة العذاب، وليبلغوا بمعصيتهم ربهم المقدار الذي كتبه لهم من العقاب، ولتتكامل حجج الله عليهم".

وإن المتأمل في النسخ الغابرة من ترامب كقارون مثلا الذي جمع من الكنوز ما تنوء بحمل مفاتيحها العصبة القوية من الرجال، ومع ذلك لمّا طغى وتكبر، كانت عاقبته: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ}، فما أغنى عنه ملكه ولا حكمه، ولم يقدر أنْ ينصر نفسه، ولا أنْ ينصره غيرُه.

إن المسلمين اليوم بحاجة ماسة إلى التمعن والتدبر في قصص الغابرين ممن شابهوا أو فاقوا ترامب في الكفر والأشر والبطر والغرور، ليدركوا أن عاقبة الكفر والتجبر ثابتة، كما أن عاقبة الإيمان والخضوع لله تعالى ثابتة.

كما ينبغي للمسلم أن يزيد يقينه بهزيمة الكافرين وزوال ملكهم وسقوط عروشهم، وقد أمر الله تعالى نبيه أن يقول لليهود بعد بدر لما تفاخروا بقوتهم: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} وهذا هو موقف المسلم من الكفر وأربابه في كل زمان، فقولوا لترامب وإدارته ستغلبون وتحشرون إلى جهنم، قولوا لنتنياهو وجيشه ستغلبون وتحشرون إلى جهنم، قولوا للخميني وقطعانه وبوتين وفيالقه ستغلبون وتحشرون إلى جهنم، هذا أمر الله تعالى وحكمه ووعده، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

بهذه النفسية الإيمانية ينبغي للمؤمن أن يحيا، هكذا يستعلي المؤمن بإيمانه على أمم الكفر والباطل، والواجب على دعاة التوحيد وطلابه أن يغرسوا هذه المعاني في نفوس العامة وأن يقرعوها في مسامعهم ويقدّموا بين أيديهم آي القرآن ونصوصه البينة القاطعة، فلقد أهمل الناس القرآن تدبُّرا ويقينا، كما عطلوه حُكما وتشريعا.

على الصعيد السياسي، تردَّد كثيرا أن تولّي ترامب للحكم، سيعرّي الديمقراطية الأمريكية!! وهل بقي فيها شيء مستور ليتعرى؟! بل متى كانت مستورة أصلا؟! ثم إن الديمقراطية الأمريكية أو اليهودية، الغربية أو الشرقية، سواء، حكما ووصفا، والتفريق بينها استحسان لبعضها، وهي شر مطلق، وهل كل شرور الدنيا إلا بسبب هذه الديمقراطية ومفرزاتها من المناهج الكفرية الأرضية؟!

من زاوية أخرى، يُلاحظ أنّ كثيرا من السياسيين شخصنوا القضية مع ترامب، حتى صوروا للناس أن المشكلة في شخصية ترامب "المزاجية" وعقليته "التجارية" وليست في الإدارة الأمريكية الصليبية وعداوتها للإسلام، ولذلك رهنت بعض "حركات التحرُّر الوطني" موقفها من ترامب بموقفه من قضيتها! ونسيت أنّ "صفقة القرن" التي كانت "خطة" في عهد ترامب صارت "واقعا" في عهد بايدن، وجهلت أن تغيُّر الرؤساء والإدارات الأمريكية "جمهورية أو ديمقراطية"، "يمينية أو يسارية" لا يغيّر من "ثوابتها" بشأن الحرب على الإسلام.

▫ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 469
الخميس 12 جمادى الأولى 1446 هـ
...المزيد

الهمة العالية • إن الهمة العالية لتغلي في قلوب أصحابها غليان الماء في القدر، وإنها لتستحث صاحبها ...

الهمة العالية

• إن الهمة العالية لتغلي في قلوب أصحابها غليان الماء في القدر، وإنها لتستحث صاحبها على عظائم الأمور صباح مساء، حتى يكون كما قال الشافعي - رحمه الله -: "الراحة للرجال غفلة".

من كلمة صوتية بعنوان: "وصايا هامة للمجاهدين، والرد على المخذلين" للشيخ أبي مصعب الزرقاوي (رحمه الله تعالى) ...المزيد

القتل في سبيل الله مقصدٌ شرعي • يعيب المنافقون والكافرون على المجاهدين إن قتل منهم أو أصيب ...

القتل في سبيل الله مقصدٌ شرعي

• يعيب المنافقون والكافرون على المجاهدين إن قتل منهم أو أصيب بعضهم، ويظنون أن القتل في سبيل الله مما يُفر منه ويُخشى، والحقيقة أن القتل في سبيل الله مطلوب شرعي رتب عليه الثواب العظيم كما قال تعالى: ﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، فهذا صريح بأن الأجر العظيم لمن يقتلُ أو يغلب وهو يقاتل في سبيل الله، فهما الحسنيان اللتان ذكرهما الله في قوله: ﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ﴾. قال مجاهد: القتل في سبيل الله، والظهور على أعدائه.

وقد تمنى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل مرارا كما قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل».
أخرجه البخاري وبوب عليه (باب تمني الشهادة)

ومن خير الناس الرجل يطلب القتل في سبيل الله ويقصد مواطنه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانه...». الحديث متفق عليه

ولا ينافي هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف». متفق عليه

لأن المؤمن لا يتمنى البلاء بل يسأل الله العافية، ولكنه إذا دعا داعي الجهاد سارع إليه طالبا إحدى الحسنيين عالما بأن الجنة تحت ظلال السيوف: فإما أن يظفر بعدوّه، وإما ينال الشهادة في سبيل الله، وكلاهما فوز عظيم، فإن قُدِّر له الشهادة فقد ربح، وإن قُدِّر له الغلبة فقد غنم، فأي فضل كهذا لو كانوا يعلمون!
فالمجاهد يتقلب في الخير كيفما كان، حيا أو مقتولا.

كل الناس يموتون إلا من قتل في سبيل الله فإنهم يستشهدون، وهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهذه فضيلة لن يدركها الماديون الذين ينظرون إلى الجهاد بنظر مادي بحت!
...المزيد

بايعنا على المنشط والمكره • إن البيعة لأمير المؤمنين - نصره الله - على السمع والطاعة في غير ...

بايعنا على المنشط والمكره

• إن البيعة لأمير المؤمنين - نصره الله - على السمع والطاعة في غير معصية الله، وفي المنشط والمكره، والعسر واليسر، وفق ما جاءت به نصوص الشريعة؛ فإنه يلزم الأنصار بذلك طاعته وطاعة من ولاهم بعض الأمور الإعلامية، ما لم تكن معصية.

وأمير المؤمنين - نصره الله - من أئمة العدل والدين كما نحسبه، فوجب طاعته فيما يأمر به هو أو من يمثله في ديوان الإعلام أو غيره.

ومن ذلك ما يتعلق بالنشر الإعلامي، وإعداد ما يُطلب من مواضيع أو عبارات أو تصاميم أو غير ذلك، حتى لو كان فيه بعض المشقة على الأنصار لأن البيعة الشرعية تكون في المنشط، أي: ما ينشط الإنسان فيه لكونه يحبه، أو المكره، أي: ما يكره الإنسان ويشق عليه لكونه قد لا يحبه، وفي العسر والضيق، وفي اليسر والراحة؛ وهذا من الواجبات الشرعية على المسلم، فليتنبه لذلك الأنصار، وفقهم الله لطاعته.

وما يُطلب من الأنصار هو نوع من الجهاد في سبيل الله بالكلمة، لهم فيه الأجر، وفي تخلفهم الوزر فإن الإمام إذا عيّن أشخاصا للجهاد البدني، وجب عليهم، وحرُم عليهم التخلف بدون عذر، مع أن الجهاد بالنفس قد يحصل فيه القتل أو الإصابة، فكيف بجهاد الكلمة إذا عيّن الخليفة أو من فوضه أشخاصًا ببعض الأعمال؟! فيجب عليهم وتتعين عليهم.

وليعلم الأنصار أن لهم في ذلك من الأجور العظيمة الكبيرة؛ لكونها داخلة في مفهوم الجهاد الشرعي، يقول الإمام ابن القيم - يرحمه الله تعالى -: "ولهذا كان الجهاد نوعين: جهاد باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثير، وجهاد بالحجة والبيان: وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهاد الأئمة" ا.هـ (مفتاح دار السعادة).

فالحرص الحرص، والمبادرة المبادرة في التعاون مع إعلام الدولة الإسلامية؛ فإن ذلك مع ما فيه من أجر عطيم. إلا أنه يغيظ أعداء الله ويجرح قلوبهم.
...المزيد

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله • اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة... الثامن: ...

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

• اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة...
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ‌﴾

(الدرر السنية 10/92، الطبعة الخامسة، مجموعة التوحيد ص 23، الطبعة الرابعة)
...المزيد

نحن الحماة لدين الله ما طلعت شمسٌ وما غربت رَجلًا وفرسانا نحن القليل وفي القرآن مُشتهرٌ ...

نحن الحماة لدين الله ما طلعت
شمسٌ وما غربت رَجلًا وفرسانا
نحن القليل وفي القرآن مُشتهرٌ
مدح القليل فسل إن كنت حيرانا
فاغضب لربك إن الله يُغضبه
ظُلم الظلون فكن لله غضبانا
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
23 جمادى الأولى 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً