الصَفْقَة الرابحة • قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ ...

الصَفْقَة الرابحة

• قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة]

جعل سبحانه الجنَّة ثمنًا لنفوس المؤمنين وأموالهم، بحيث إذا بذلوها فيه استحقوا الثًّمن، وعَقَدَ معهم هذا العقدَ، وأكَّدهُ بأنواع من التأكيد:

▪ أحدها

إخبارُهُ سبحانه بصيغة الخبر المؤكَّد بأداة إنَّ

▪ الثاني

الإخبارُ بذلك بصيغة الفعل الماضي، الَّذي قد وقع وثبت واستقر

▪ الثالث

إضافة هذا العقد إلى نفسه سبحانه وأنَّه هو الَّذي اشترى هذا المبيع

▪ الرَّابع

أنَّه أخبر بأنَّه وعد بتسليم هذا الثمن وَعْدًا لا يُخْلِفُهُ ولا يتركه

▪ الخامس

أنَّه أتى بصيغة "على" التي للوجوب، إعلامًا لعباده، بأنَّ ذلك حقٌّ عليه، أحَقَّه هو على نفسه

▪ السادس

أنَّه أكَّد ذلك بكونه حقًّا عليه

▪ السابع

أنَّه أخبر عن محل هذا الوعد، وأنَّه في أفضل كتبه المنزلة من السماء، وهي: التوراة والإنجيل والقرآن

▪ الثامن

إعلامه لعباده بصيغة استفهام الإنكار، وأنَّه لا أحد أوفى بعهده منه سبحانه

▪ التاسع

أنَّه سبحانه أمرهم أنْ يَبْشروا بهذا العقد، ويُبشِّر به بعضهم بعضًا بشارة من قد تمَّ له العقد ولزم، بحيث لا يثبت فيه خيار، ولا يعرض له ما يفسخه.

▪ العاشر

أنَّه أخبرهم إخبارًا يؤكِّد بأنَّ ذلك البيع الَّذي بايعوا به هو الفوز العظيم، والبيع ها هنا: بمعنى المَبِيع الَّذي أخذوه بهذا الثمن، وهو الجنَّة

◾ وأفهمت الآية: خطر النفس الإنسانية وشرفها، وعظم مقدارها، فإنَّ السلعة إذا خفي عليك قدرها فانظر إلى المشتري لها من هو، وانظر إلى الثمن المبذول فيها ما هو؟ وانظر إلى من جرى على يده عقد التبايع، فالسِّلعة: النفس، واللَّهُ سبحانه: المشتري لها، والثمن: جنَّات النعيم، والسَّفِيْر في هذا العقد: خير خلقه من الملائكة وأكرمهم عليه، وخيرهم من البشرِ وأكرمهم عليه

[حادي الأرواح] لابن القيم -رحمه الله-


◽ المصدر: إنفوغرافيك صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ
...المزيد

صومال الهجرة والمدد • ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل ...

صومال الهجرة والمدد

• ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه، وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وانطلاق جهاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بقيادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته العدول.

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

وعند النظر في "التفسيرات المادية" التي يحشدها الصليبيون والمرتدون لتبرير صعود الدولة الإسلامية في صقع من الأرض، نجدها هي نفسها التي ينفونها ويعكسونها في صقع آخر تراجع فيه نشاط المجاهدين أو تقلص؛ قبل أن ينتقل إلى صقع آخر ويتصاعد مجددا، فكل ما زعموا إبطاله وإفشاله من قبل في ولايات أخرى للدولة الإسلامية، ها هم يقرون بنجاحه ومضائه في ولاية جديدة.

إن الجهاد شُرع لنصرة الإسلام وسيادته ونبذ الشرك وكسر شوكته، ولأجل ذلك فهذا الجهاد ليس مما يملك البشر قراره ومساره، بل هو مما يملكه المولى سبحانه الذي حفظ مسيرته وأمده بخيرة خلقه، يسيّرونه ويجدّدونه جيلا بعد جيل، في حفاظ على ديمومته وتحقيقا لنبوءة قائده الأول -عليه السلام- القائل: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ) [أخرجه مسلم]، لكن ما على العبد الاعتناء به حق العناية في زماننا، هو الحرص على موافقة جهاده جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخرج عن هديه وشريعته في غايته ووسائله.


ولعل من أبرز ما غصت به دراسات المراكز الصليبية حول الجهاد الصومالي، هو الحديث عن المقاتلين من خارج الصومال، ويعنون بذلك المهاجرين النُّزاع من القبائل الوافدين من شتى بقاع الأرض للمشاركة في هذه الفريضة الغائبة التي تقاصرت دونها همم كثير من الناس، بل وانقلب آخرون عليها وعلى غاياتها.

يحاول الصليبيون وهم يتحدثون في هذا الجانب؛ الفرار من التسليم والإقرار بفشل خططهم ومؤامراتهم الدولية في وقف فريضة الهجرة المصاحبة لفريضة الجهاد، رغم كل الجهود المضنية التي بذلوها خلال عقود، وكل الإجراءات والتعقيدات الأمنية التي فرضوها على المعابر والمنافذ، والحدود والسدود، إلا أنهم ما زالوا عاجزين عن منع المسلمين من أداء فريضة الهجرة والجهاد استجابة للأوامر والتكاليف الإلهية: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وطالما أن الجهاد تكليف سماوي، فإن الله يهيئ أسبابه ويذلّل عقباته، لمن صحت وصدقت نيته، ومن يصدق الله يصدقه، والنماذج على ذلك تغمر ميادين الجهاد.

المجاهدون النُّزاع من القبائل الذين فشلت جهود قوى الكفر في قطع مددهم عن أرض الحبشة، وصاروا خطرا يهدّد أمنهم؛ هم تتمة لمدد الجهاد وقافلة الهجرة التي حاولوا تعطيلها من قبل في العراق فداهمتهم في الشام فتحالفوا واستعانوا بالصحوات عليها، فباغتتهم في خراسان، فتمالؤوا عليها هناك، ففاجأتهم في الساحل وغرب إفريقية، واليوم يكتوون بنار أبطالها في شرق إفريقية بالقرب من خليج عدن الذي يتسابق طواغيت الإمارات وتركيا على موانئه عبر قرابين الحرب على الجهاد.

المهاجرون والأنصار الذين تكحلت عيون المسلمين برؤية بعضهم في "هجوم بونتلاند"، هم أيضا غراس دولة الإسلام التي حاربوها من قبل في ليبيا واليمن وتونس والمغرب وحتى الجزيرة العربية التي يظن اليهود والنصارى أنها خلت لهم، ومن لم يظفر من هؤلاء النزاع بهجرة إلى ميادين الخلافة، تشظى وانشطر جسده ودمه في عقر ديار الكافرين فانقلب السحر على الساحر!

وكان من المفارقات اللافتة، أن المراكز الصليبية المأزومة التي "احتوت" بعض "الجهاديين" وصيّرتهم طواغيت جدد؛ هي نفسها المراكز التي تدق نواقيس الخطر من تصاعد نشاط الدولة الاسلامية في الصومال، في مقارنة تغني عن كثير مقال لمن تدبر بعين بصيرته لا بصره، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

وعودا على ذي بدء، ليعلم الكافرون والمرتدون وحكوماتهم أن جذوة من نار الشمس أقرب إليهم من وقف رحى الجهاد الدائرة عبر تاريخ الإسلام الماضي والقريب، وإن جهاد الدولة الإسلامية هو مرحلة من مراحل هذا الجهاد العابر الممتد إلى قيام الساعة.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
صومال الهجرة والمدد
...المزيد

صومال الهجرة والمدد • لا يكاد ينقضي عام أو يبدأ عام آخر، حتى يفاجئ جنود الدولة الإسلامية العالم ...

صومال الهجرة والمدد

• لا يكاد ينقضي عام أو يبدأ عام آخر، حتى يفاجئ جنود الدولة الإسلامية العالم بتنفيذ ضربة نوعية جديدة ضد الحلف الصليبي أو أحد حلفائه المرتدين في صقع جديد من أصقاع الأرض التي يورثها من يشاء من عباده.

ضربة العام كانت من نصيب قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة في الصومال، حيث تعرضت لهجوم مركّب شنّه ثلةٌ من الانغماسيين المهاجرين وصلوا إلى ولاية الصومال من سبع دول مختلفة، ولكن جمعتهم غاية واحدة هي التوحيد، وسبيل واحد هو الجهاد، وانتظموا كالعقد معا في جيد الدولة الإسلامية، ولم يرضوا لأنفسهم أن تحيط برقابهم حدود قطرية وقومية كغيرهم، فجهادهم ودعوتهم عالمية كما كان جهاد ودعوة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.

والحقيقة أن أماكن وأوقات هذه الضربات السنوية المباركة، ليست من اختيارات المجاهدين بقدر ما هي توفيق وتسديد إلهي ممّن شرع الجهاد سبحانه، وبيده حفظه وإدامته وتهيئة مَن يذكي جذوته، ولو خذله أهل الأرض قاطبة ولو استعانوا بالشياطين على وقفه.

ولا تكاد تلتقي بمجاهد من جنود الخلافة أو تجري معه حديثا لبضع دقائق، إلا وتجد هذه الحسبة الإيمانية راسخة في ذهنه بادية على لسانه، فهم يتبرأون من حولهم وقوتهم وتدبيرهم إلى حول الله وقوته وتدبيره سبحانه، توكلا عليه واعتصاما بحبله تعالى، ولولا هذا التوكل والاعتصام ما صبروا على هذا الطريق الذي تصادمه وتحاربه الجاهلية بكل معسكراتها دون استثناء.

في الآونة الأخيرة تزاحمت تقارير مراكز الاستخبارات الصليبية المموهة، في التحذير من خطر تنامي نشاط الدولة الإسلامية في الصومال، وأنها توسعت وتمددت وعززت من قدراتها، وكالعادة فإنهم يعزون ذلك دوما -وفق نظرتهم الجاهلية- إلى الأسباب المادية البحتة والتي لا تخلو من: "زيادة الاضطرابات الإقليمية" و "وعورة التضاريس الجغرافية" و "تدفق الإيرادات المالية" إلى غيرها من التفسيرات الأرضية المادية، وينسون تماما الشطر الأهم من الرواية، وهو أن الجهاد قدر الله تعالى وفريضة من فرائضه وشريعة من شرائعه التي لم تُنسخ ولم تُستبدل، بل هي ماضية باقية ما بقي الصراع بين الإسلام والكفر.

ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه، وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وانطلاق جهاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بقيادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته العدول.

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

وعند النظر في "التفسيرات المادية" التي يحشدها الصليبيون والمرتدون لتبرير صعود الدولة الإسلامية في صقع من الأرض، نجدها هي نفسها التي ينفونها ويعكسونها في صقع آخر تراجع فيه نشاط المجاهدين أو تقلص؛ قبل أن ينتقل إلى صقع آخر ويتصاعد مجددا، فكل ما زعموا إبطاله وإفشاله من قبل في ولايات أخرى للدولة الإسلامية، ها هم يقرون بنجاحه ومضائه في ولاية جديدة.

إن الجهاد شُرع لنصرة الإسلام وسيادته ونبذ الشرك وكسر شوكته، ولأجل ذلك فهذا الجهاد ليس مما يملك البشر قراره ومساره، بل هو مما يملكه المولى سبحانه الذي حفظ مسيرته وأمده بخيرة خلقه، يسيّرونه ويجدّدونه جيلا بعد جيل، في حفاظ على ديمومته وتحقيقا لنبوءة قائده الأول -عليه السلام- القائل: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ) [أخرجه مسلم]، لكن ما على العبد الاعتناء به حق العناية في زماننا، هو الحرص على موافقة جهاده جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يخرج عن هديه وشريعته في غايته ووسائله.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 476
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
صومال الهجرة والمدد
...المزيد

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق ثانيا: على المسلمة التزامها بحجابها الشرعي الكامل، فتخرج من بيتها ...

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق

ثانيا: على المسلمة التزامها بحجابها الشرعي الكامل، فتخرج من بيتها متشحة بالسواد فلا يظهر منها شيء، وروى الترمذي وابن حبان من حديث قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان).

ثالثا: تخرج المرأة تَفِلَةً غير متطيبة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية) [رواه أبو داود والترمذي والنسائي].

ولقي أبو هريرة امرأة مُطَيِّبة، فقال لها: أين تريدين؟ فقالت: إلى المسجد، فقال لها: وله تَطَيَّبْتِ؟ فقالت: نعم، فقال لها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما امرأة تَطَيَّبَتْ وخرجت إلى المسجد لم تُقبَل لها صلاة حتى ترجع فتغسله عنها) [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد]. وإذا كان هذا النهي عن التطيب فيمن تخرج وهي تريد بيت الله، للصلاة والعبادة -علما بأن الأفضل والأعظم أجرا للمرأة صلاتها في بيتها- فكيف بمن تتطيب وتخرج تريد الأسواق مواطن الفتنة والإغواء والعياذ بالله؟!

قال الهيتمي في الزواجر: «خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو أذن لها زوجها».

رابعا: لا تخرج المرأة من بيتها وهي تنتعل ما يعرف اليوم بالكعب العالي، والله -عز وجل- يقول: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال الإمام الطبري رحمه الله: «أي لا تضرب المرأة برجلها إذا مشت لتُسمِع صوت خلخالها، فإسماع صوت الزينة كإبداء الزينة وأشد...».

والكعب العالي محرم لبسه أمام الرجال الأجانب لما فيه من التشبه بالكافرات، وتغيير الهيئة والمشية، إذ يجعل المرأة تبدو طويلة وتتمايل في مشيتها فتلفت نظر الرجال إليها، ولعل ذلك يجعلها من المائلات المميلات المذكورات في الحديث، علما بأن أول من ابتدع الكعب العالي نساء من بني إسرائيل.

خامسا: على المسلمة أن تلزم أطراف الطريق ولا تمشي في وسطه، حتى تتجنب محاذاة الرجال وملاصقتهم، فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول -وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به [رواه أبو داود والبيهقي والطبراني].

جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: «ألا تستحيون ألا تغارون؛ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج!» [رواه أحمد].

سادسا: على المسلمة إن هي جاءت السوق، أن تغض بصرها عن الرجال، قال الله عز وجل: {وَقُلْ لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال ابن كثير: «ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا».

ورضي الله عن فاطمة إذ تقول: «خير للمرأة أن لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال».

سابعا: على المسلمة أن تخفض من صوتها ولا تخضع بالقول، لقول الله عز وجل: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [سورة الأحزاب: 32]، وإن كان هذا الأمر بعدم الخضوع بالقول موجه لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن نساء الأمة تبع لهن في ذلك، فلا تحدث المسلمة رجلا غريبا عنها وترقق صوتها وتُلينُ له القول.

ثامنا: على المسلمة أن تتجنب الاختلاء بالبائع في المحل فهذا من الخلوة المحرمة شرعا، ومن نعم الله على النساء في دار الخلافة أن ألزم رجال الحسبة -جزاهم الله خيرا- أصحاب المحلات التي تُباع فيها ملابس ولوازم النساء بوجود امرأة من محارمهم لتبيع النساء فلا يكون البائع رجلا.

كما وقد منع رجال دولتنا الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر أصحاب المحلات من اتخاذ غرفة داخل محلاتهم تعرف «بغرفة القياس»، حيث كانت بعض المسلمات لا يتورعن عن نزع ملابسهن في المحلات التجارية حتى يجربن لباسا يردن شراءه، وقد رواه أحمد وغيره عن عائشة، قالت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أيما امرأة وضعت ثيابها، في غير بيتها، فقد هتكت ما بينها وبين الله عز وجل، أو ستر ما بينها وبين الله عز وجل).

أما اليوم وغيرةً من رجال الحسبة على أعراض المسلمات فقد مُنعت تلك الغرف، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

وأخيرا فعلى الأخت المسلمة أن تعجل بقضاء حاجتها من الأسواق ولا تضيع وقتها في التسكع بين المحلات، يستشرفها الشيطان وتلتهمها أعين الرجال.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
ضوابط خروج المسلمة إلى السوق
...المزيد

لقد كنا هناك! (2/2) لقد سعت أمريكا جاهدة لوضع حد للهجمات العابرة للقارات التي تهدد الدول ...

لقد كنا هناك!
(2/2)

لقد سعت أمريكا جاهدة لوضع حد للهجمات العابرة للقارات التي تهدد الدول الصليبية ورعاياها حول العالم، لكن دون جدوى، وبينما هي تحارب الدولة في بوادي العراق والشام وقمم خراسان وشعاب اليمن وأدغال إفريقية وغيرها؛ إذا بأنصارها يفجعون أمريكا وسط شوارعها وأشهر أحيائها، إنها معادلة عادلة جدا.

بات هذا النوع من الهجمات خطرا يهدد أمن الدول الصليبية بلا حلول في الأفق، إذْ ليس هناك قادة أو جنود أو معسكرات معينة تنصبّ عليها جهود التحالف الصليبي لمهاجمتها أو قصفها كما جرت العادة، إنهم يواجهون أشباحا يخرجون من العدم، حالة افتراضية تتحول إلى قنبلة أو بندقية أو شاحنة تدهس بلا رحمة أكوام أمة الصليب التي لوثت الفطر ووصل شرها إلى الفضاء.

لقد بقي أعداء دولة الإسلام ينعتونها بالافتراضية حتى أصبحت مصدر إلهام لحالة تهديد فريدة من نوعها، جنودها ينشطون وينظّمون ويجنّدون في الفضاء، لكنهم يضربون على الأرض، إنها حالة افتراضية "فرط واقعية".

طريقة الرجل الأربعيني في إظهار تأييده أو تبعيته للدولة الإسلامية عبر اقتحام الحشد الصليبي بعربة عليها راية عقاب مطوية؛ طريقة تقليدية اتّبعها الانغماسيون مطلع الألفية الثالثة، مثل وضع المهاجم ورقة مطوية في جيبه تحتوي وصيته، إنها طريقة سهلة لمن انقطعت به سبل التواصل والتوثيق، قصاصة ورقية تحتوي بيعة للدولة الإسلامية أو حتى راية عقاب بأبعاد "سينتيمترية" في جيبك الصغير أيها المجاهد ستكون كافية لإغاظة المحققين الصليبيين وتأكيد مخاوفهم! قصاصات البيعة أو رايات الجيب هذه ستكون بمثابة تذكار ثقيل للحكومات الصليبية في مسرح الموت المتسلسل!

على جبهة المناوئين للجهاد، تعالت أصوات المنافقين والمغرضين بالتشكيك في دوافع الرجل وطعنوا حتى في دينه وإسلامه ومنعوا حتى توبته! وعيّروه بماضيه! لماذا يتحول الإخوان والمرجئة إلى "خوارج" عندما يتعلق الأمر بالدولة الإسلامية؟!

في نهاية كل عام إفرنجي تتعرض حسابات الدولة الإسلامية إلى موجة حذف جنونية، ويهدف هذا الإجراء السنوي الذي تشارك به "اليوروبول" إلى التشويش على أي مراسلات لتنسيق وتخطيط الهجمات التي تستهدف الأعياد النصرانية، ومع ذلك وقع ما كانوا يحذرون.

لقد غيرت الدولة الإسلامية "روزنامة" الدول الصليبية فصارت مواسم الأعياد عندهم مرتبطة ارتباطا شرطيا بالتحذير والقلق والطعن والدهس والموت الزؤام، غير أن ذلك لم يبلغ ذروته بعد! ومع ذلك فهذا تنبيه وتذكير للمجاهدين المنفردين في عقر أوروبا وأمريكا بضرورة عدم الاكتفاء بمواسم الأعياد السنوية فأيامهم تمتلئ بمناسبات كثيرة يحتشدون فيها بالمئات بل الألوف، وليبحث كل مجاهد في الشبكة العنكبوتية عن موعد حفل موسيقي حاشد أو معرض للكتاب أو سوق تنزيلات أو تظاهرة أو مناسبة رياضية أو ثقافية... فكلها أهداف مشروعة ولا تدع أحدا من دعاة جهنم وفقهاء الأقليّات، يقطع الطريق عليك نحو قتال عدوك والثأر لدينك، فقد حافلتك وانغمس وأسمعهم صوت الارتطام وتكسير العظام.

ولتضع أيها المجاهد نصب عينيك هذه الآية: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}، خصوصا أنها تتعرض لمحاولات نسخٍ معاصرة! بعد قرون على انقطاع الوحي، والمعنى كما قال الإمام البغوي: "أي لا تدع جهاد العدو والانتصار للمستضعفين من المؤمنين ولو وحدك، فإن الله قد وعدك النصرة وعاتبهم على ترك القتال، والفاء في قوله: {فَقَاتِلْ} جواب عن قوله: {وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}؛ فقاتل {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} على القتال والجهاد ورغّبهم في الثواب". فتأمل حال الممتثل لهذه الآية اليوم هل يخرج عن تلك الحالتين المباركتين بنص الكتاب: {فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ}، ومآله في الحالتين الأجر العظيم كما أكّده الحقُّ سبحانه ونسبه إليه فقال: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وواقع الهجمات اليوم يتراوح بين هاتين الحسنيين، على أن ذلك لا يعني التهاون في الإعداد والاحتياط اللازم الذي يحصل به الإثخان والنكاية وشفاء الصدور، وفي الآية ربط لمقام القتال بمقام التحريض ولا ينفك هذا عن ذلك، فانتبه أيها المناصر.

وهذا نداء وتحريض لكل المجاهدين المفترضين في عقر أوروبا وأمريكا وخلف خطوطها، لا تشاوروا أحدا في جهادكم العابر للقارات، وارصدوا من الأهداف أدسمها واضربوا بلا هوادة، فإن دماء النصارى قاطبة لا تعدل قطرة دم واحدة من دماء المسلمين النازفة كل يوم، وإن هذه الهجمات بعض الثأر لا كله، فاجعلوها دائمة مستمرة لا مؤقتة بميقات أو ميعاد.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 477
السنة السادسة عشرة - الخميس 9 رجب 1446 هـ

المقال الافتتاحي:
لقد كنا هناك!
...المزيد

لقد كنا هناك! (2/1) ليست الدولة الإسلامية متلهفة لتبني كل ما يجري في العالم من هجمات كما يظن ...

لقد كنا هناك!
(2/1)

ليست الدولة الإسلامية متلهفة لتبني كل ما يجري في العالم من هجمات كما يظن البعض، وإن كانت على طريقتها ومنهاجها، بل حتى لو كانت ثمرة تحريضها أو أكثر من ذلك! وبريدها يمتلئ بالرسائل المتصلة بكثير من الهجمات حول العالم لكنها لم تجتز محدِّدات معيّنة لتبنيها وإنْ باركتها وشكرتها وأشادت بها وهي على كل حال مما تفردت به في زمن التهافت على توطيد العلاقات مع الصليبيين حكومات وأقليات!

لقد حبست أمريكا الصليبية أنفاسها وهي تراقب وتترقب بقلق إعلام الدولة الإسلامية خشية تبنيه رسميا الهجوم الدامي على أرضها، الذي نفذه رجل أمريكي متأثر بخطاب ودعاية الدولة الإسلامية التي أنفقت أمريكا وحلفها البائس ملايين الدولارات لحربها وحجبها عن الناس في شرق الأرض وغربها، فإذا بها ترتد عليها في عقر دارها.

بعض الهجمات المخططة بلغت كلفتها أزيد من مئة ألف دولار، بينما الكلفة التشغيلية لهذا النوع من الهجمات لا تكاد تذكر، مجاهد إعلامي متيقظ في هجعة الليل يبث خطابا تحريضيا باللغة العربية، يترجمه مناصر يجيد الإنجليزية ينشره ناشر، يتلقف الخطاب مسلم بقلب حي يترجمه ولكن إلى أفعال، وينقله إلى حيز الميدان، صراخ كبير ورعب أكبر، ما الذي يحدث؟ أمريكا تحت الهجوم في يوم زينتها! من الفاعل؟ إنه شبح الدولة الإسلامية الذي يطاردهم منذ نحو عقدين ولم يجد سحرة أمريكا أي "تعويذة" تخلصهم من هذا "الكابوس" الذي لا يضرب إلا في اليقظة.

الجديد في الأمر أن المهاجم استخدم هذه المرة تقنية حديثة في الرصد والتصوير، لكنه لسبب ما لم يفعّل خاصية البث المباشر لينقل مشاهد الفشل والموت الأمريكي عبر البث الحي! وعلى كلٍّ فالفشل الأمريكي والصليبي في حرب "الإرهاب" لم يعد بحاجة إلى بثٍّ يُثبته، ومع ذلك سيحرص المجاهدون في المرات القادمة على استقبال البث من "المرسل" لينتشر في أعماق العالم.

على الهامش كانت "نظارة ميتا" بمثابة طرد ملغوم وصل إلى "الرئيس التنفيذي" للشركة الصليبية المتورطة في حرب إعلام الخلافة، الهجوم برمته قام على حسن التوظيف والاستغلال الأمثل للموارد والتقنية الأمريكية في حرب أمريكا ذاتها، إنها حرفيا: "بضاعتكم ردت إليكم".

وبينما "بايدن" يحزم أمتعته للرحيل بعد فترة رئاسية بدأها وختمها بوعود القضاء على الجهاد، يصر "المتأثرون" بالدولة الإسلامية على تنغيص رحيله كما نغّصوا قدومه، ولن يختلف الحال كثيرا بقدوم "ترامب" فبانتظاره ميراث ثقيل من الفشل الأمني والاستنزاف والهجمات وراء الحدود.

لقد سعت أمريكا جاهدة لوضع حد للهجمات العابرة للقارات التي تهدد الدول الصليبية ورعاياها حول العالم، لكن دون جدوى، وبينما هي تحارب الدولة في بوادي العراق والشام وقمم خراسان وشعاب اليمن وأدغال إفريقية وغيرها؛ إذا بأنصارها يفجعون أمريكا وسط شوارعها وأشهر أحيائها، إنها معادلة عادلة جدا.

بات هذا النوع من الهجمات خطرا يهدد أمن الدول الصليبية بلا حلول في الأفق، إذْ ليس هناك قادة أو جنود أو معسكرات معينة تنصبّ عليها جهود التحالف الصليبي لمهاجمتها أو قصفها كما جرت العادة، إنهم يواجهون أشباحا يخرجون من العدم، حالة افتراضية تتحول إلى قنبلة أو بندقية أو شاحنة تدهس بلا رحمة أكوام أمة الصليب التي لوثت الفطر ووصل شرها إلى الفضاء.

لقد بقي أعداء دولة الإسلام ينعتونها بالافتراضية حتى أصبحت مصدر إلهام لحالة تهديد فريدة من نوعها، جنودها ينشطون وينظّمون ويجنّدون في الفضاء، لكنهم يضربون على الأرض، إنها حالة افتراضية "فرط واقعية".

طريقة الرجل الأربعيني في إظهار تأييده أو تبعيته للدولة الإسلامية عبر اقتحام الحشد الصليبي بعربة عليها راية عقاب مطوية؛ طريقة تقليدية اتّبعها الانغماسيون مطلع الألفية الثالثة، مثل وضع المهاجم ورقة مطوية في جيبه تحتوي وصيته، إنها طريقة سهلة لمن انقطعت به سبل التواصل والتوثيق، قصاصة ورقية تحتوي بيعة للدولة الإسلامية أو حتى راية عقاب بأبعاد "سينتيمترية" في جيبك الصغير أيها المجاهد ستكون كافية لإغاظة المحققين الصليبيين وتأكيد مخاوفهم! قصاصات البيعة أو رايات الجيب هذه ستكون بمثابة تذكار ثقيل للحكومات الصليبية في مسرح الموت المتسلسل!

على جبهة المناوئين للجهاد، تعالت أصوات المنافقين والمغرضين بالتشكيك في دوافع الرجل وطعنوا حتى في دينه وإسلامه ومنعوا حتى توبته! وعيّروه بماضيه! لماذا يتحول الإخوان والمرجئة إلى "خوارج" عندما يتعلق الأمر بالدولة الإسلامية؟!

في نهاية كل عام إفرنجي تتعرض حسابات الدولة الإسلامية إلى موجة حذف جنونية، ويهدف هذا الإجراء السنوي الذي تشارك به "اليوروبول" إلى التشويش على أي مراسلات لتنسيق وتخطيط الهجمات التي تستهدف الأعياد النصرانية، ومع ذلك وقع ما كانوا يحذرون.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 477
السنة السادسة عشرة - الخميس 9 رجب 1446 هـ

المقال الافتتاحي:
لقد كنا هناك!
...المزيد

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ...

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

من حكمة الله تعالى أن جعل الأصل في المرأة القرار في بيتها لقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [سورة الأحزاب: 33]، فلا يكون خروجها إلا لحاجة أو ضرورة، وفي امتثالها لهذا الأمر الخير كله لها وللمجتمع الذي تعيش فيه، وقد أباح الله -عز وجل- للنساء الخروج من بيوتهن لحاجة يقضينها أو ضرورة تجبرها على ذلك، ومن رحمته أنه لم يقيد ذاك الخروج بمَحْرَم يصاحبها كما هو الشأن عند السفر رفعا للحرج، ولكن ومع ذلك فقد جعل الشارع لخروج المرأة من بيتها وارتيادها الأسواق ضوابط، يجب على المسلمة مراعاتها والالتزام بها عند الخروج، هذا مع ضرورة التذكير بأنها إن وجدت من يكفيها ولوج الأسواق ويكفيها شرورها وفتنها فهذا خير لها وأكمل لدينها.

ومعلوم أن الأسواق من مراتع الشيطان التي ينشغل الناس فيها بالدنيا وزخرفها، وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)، فكان لزاما على من يدخل السوق رجلا كان أو امرأة، أن يتقي الله ما استطاع في نفسه وفي غيره من المسلمين.

ومن ضوابط خروج المرأة المسلمة إلى السوق:

أولا: استئذانها من زوجها، إذ لا يجوز لها الخروج من بيتها دون إذنه، وإن فعلت ذلك كانت عاصية آثمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إِذا استأذنت امرأةُ أحدِكم إلى المسجد فلا يمنعها) [رواه البخاري]، وفي هذا دليل على أن المرأة تستأذن زوجها للخروج إلى الصلاة، وعليه ومن باب أولى أن تستأذنه إذا أرادت الخروج لمكان آخر كالسوق وغيره.

ثانيا: على المسلمة التزامها بحجابها الشرعي الكامل، فتخرج من بيتها متشحة بالسواد فلا يظهر منها شيء، وروى الترمذي وابن حبان من حديث قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان).

ثالثا: تخرج المرأة تَفِلَةً غير متطيبة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية) [رواه أبو داود والترمذي والنسائي].

ولقي أبو هريرة امرأة مُطَيِّبة، فقال لها: أين تريدين؟ فقالت: إلى المسجد، فقال لها: وله تَطَيَّبْتِ؟ فقالت: نعم، فقال لها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما امرأة تَطَيَّبَتْ وخرجت إلى المسجد لم تُقبَل لها صلاة حتى ترجع فتغسله عنها) [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد]. وإذا كان هذا النهي عن التطيب فيمن تخرج وهي تريد بيت الله، للصلاة والعبادة -علما بأن الأفضل والأعظم أجرا للمرأة صلاتها في بيتها- فكيف بمن تتطيب وتخرج تريد الأسواق مواطن الفتنة والإغواء والعياذ بالله؟!

قال الهيتمي في الزواجر: «خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو أذن لها زوجها».

رابعا: لا تخرج المرأة من بيتها وهي تنتعل ما يعرف اليوم بالكعب العالي، والله -عز وجل- يقول: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال الإمام الطبري رحمه الله: «أي لا تضرب المرأة برجلها إذا مشت لتُسمِع صوت خلخالها، فإسماع صوت الزينة كإبداء الزينة وأشد...».

والكعب العالي محرم لبسه أمام الرجال الأجانب لما فيه من التشبه بالكافرات، وتغيير الهيئة والمشية، إذ يجعل المرأة تبدو طويلة وتتمايل في مشيتها فتلفت نظر الرجال إليها، ولعل ذلك يجعلها من المائلات المميلات المذكورات في الحديث، علما بأن أول من ابتدع الكعب العالي نساء من بني إسرائيل.

خامسا: على المسلمة أن تلزم أطراف الطريق ولا تمشي في وسطه، حتى تتجنب محاذاة الرجال وملاصقتهم، فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول -وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به [رواه أبو داود والبيهقي والطبراني].

جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: «ألا تستحيون ألا تغارون؛ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج!» [رواه أحمد].

سادسا: على المسلمة إن هي جاءت السوق، أن تغض بصرها عن الرجال، قال الله عز وجل: {وَقُلْ لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال ابن كثير: «ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا».

ورضي الله عن فاطمة إذ تقول: «خير للمرأة أن لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال».


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
ضوابط خروج المسلمة إلى السوق
...المزيد

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ...

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

من حكمة الله تعالى أن جعل الأصل في المرأة القرار في بيتها لقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [سورة الأحزاب: 33]، فلا يكون خروجها إلا لحاجة أو ضرورة، وفي امتثالها لهذا الأمر الخير كله لها وللمجتمع الذي تعيش فيه، وقد أباح الله -عز وجل- للنساء الخروج من بيوتهن لحاجة يقضينها أو ضرورة تجبرها على ذلك، ومن رحمته أنه لم يقيد ذاك الخروج بمَحْرَم يصاحبها كما هو الشأن عند السفر رفعا للحرج، ولكن ومع ذلك فقد جعل الشارع لخروج المرأة من بيتها وارتيادها الأسواق ضوابط، يجب على المسلمة مراعاتها والالتزام بها عند الخروج، هذا مع ضرورة التذكير بأنها إن وجدت من يكفيها ولوج الأسواق ويكفيها شرورها وفتنها فهذا خير لها وأكمل لدينها.

ومعلوم أن الأسواق من مراتع الشيطان التي ينشغل الناس فيها بالدنيا وزخرفها، وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)، فكان لزاما على من يدخل السوق رجلا كان أو امرأة، أن يتقي الله ما استطاع في نفسه وفي غيره من المسلمين.

ومن ضوابط خروج المرأة المسلمة إلى السوق:

أولا: استئذانها من زوجها، إذ لا يجوز لها الخروج من بيتها دون إذنه، وإن فعلت ذلك كانت عاصية آثمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إِذا استأذنت امرأةُ أحدِكم إلى المسجد فلا يمنعها) [رواه البخاري]، وفي هذا دليل على أن المرأة تستأذن زوجها للخروج إلى الصلاة، وعليه ومن باب أولى أن تستأذنه إذا أرادت الخروج لمكان آخر كالسوق وغيره.

ثانيا: على المسلمة التزامها بحجابها الشرعي الكامل، فتخرج من بيتها متشحة بالسواد فلا يظهر منها شيء، وروى الترمذي وابن حبان من حديث قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان).

ثالثا: تخرج المرأة تَفِلَةً غير متطيبة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية) [رواه أبو داود والترمذي والنسائي].

ولقي أبو هريرة امرأة مُطَيِّبة، فقال لها: أين تريدين؟ فقالت: إلى المسجد، فقال لها: وله تَطَيَّبْتِ؟ فقالت: نعم، فقال لها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما امرأة تَطَيَّبَتْ وخرجت إلى المسجد لم تُقبَل لها صلاة حتى ترجع فتغسله عنها) [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد]. وإذا كان هذا النهي عن التطيب فيمن تخرج وهي تريد بيت الله، للصلاة والعبادة -علما بأن الأفضل والأعظم أجرا للمرأة صلاتها في بيتها- فكيف بمن تتطيب وتخرج تريد الأسواق مواطن الفتنة والإغواء والعياذ بالله؟!

قال الهيتمي في الزواجر: «خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو أذن لها زوجها».

رابعا: لا تخرج المرأة من بيتها وهي تنتعل ما يعرف اليوم بالكعب العالي، والله -عز وجل- يقول: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال الإمام الطبري رحمه الله: «أي لا تضرب المرأة برجلها إذا مشت لتُسمِع صوت خلخالها، فإسماع صوت الزينة كإبداء الزينة وأشد...».

والكعب العالي محرم لبسه أمام الرجال الأجانب لما فيه من التشبه بالكافرات، وتغيير الهيئة والمشية، إذ يجعل المرأة تبدو طويلة وتتمايل في مشيتها فتلفت نظر الرجال إليها، ولعل ذلك يجعلها من المائلات المميلات المذكورات في الحديث، علما بأن أول من ابتدع الكعب العالي نساء من بني إسرائيل.

خامسا: على المسلمة أن تلزم أطراف الطريق ولا تمشي في وسطه، حتى تتجنب محاذاة الرجال وملاصقتهم، فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول -وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به [رواه أبو داود والبيهقي والطبراني].

جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: «ألا تستحيون ألا تغارون؛ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج!» [رواه أحمد].

سادسا: على المسلمة إن هي جاءت السوق، أن تغض بصرها عن الرجال، قال الله عز وجل: {وَقُلْ لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال ابن كثير: «ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا».

ورضي الله عن فاطمة إذ تقول: «خير للمرأة أن لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال».


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
ضوابط خروج المسلمة إلى السوق
...المزيد

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟! • ولأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلها أئمة ...

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟!

• ولأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلها أئمة المسلمين ولاية دينية (وظيفة رسمية من وظائف الدولة المسلمة) تحت مسمى (الحسبة)، وعينوا لها رجالا (محتسبين)، واجبهم الأساس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنحوهم سلطة عظيمة، ليتمكنوا من خلالها إلزام المخالف للشرع بالقوة.

لذا كان ديوان الحسبة من أول الدواوين التي أنشأتها الدولة الإسلامية، حفظها الله، ومن يوم إنشائه حمل رجاله على عاتقهم أمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تأخذهم في الله لومة لائم، يرغّبون الناس تارة ويرهّبونهم تارة، ويعاقبون من لم ينفع معه الترغيب ولا الترهيب، حتى صار بعض الرعية اليوم يهابون رجال الحسبة، فيستخفون منهم، ولا يستخفون من الله! فتراهم يعصون الله -جل جلاله- في السر لا في العلن، وهو سبحانه بحلمه يسترهم! فما خافوا الملك الجبار، ولكنهم خافوا عبادا لله ضعفاء! فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فيا عبد الله العاصي: لِم لا يكون تركك للمعصية خوفا من الله لا خشية من الحسبة؟!

يا عبد الله: من حرّم عليك الخبائث كالسجائر والخمر؟

من نهاك عن سماع المحرمات كالغناء والمعازف؟

من أمرك برفع إزارك وإطلاق اللحية والصلاة في وقتها؟

أليس ربك وإلهك؟

فما لك تخشى ممن يلزمك بما أمرك به ربك، ولا تخاف من الآمر نفسه جل وعلا؟!

ويا أمة الله: ما لك تلتفتين يمنة ويسرة ترقبين خائفة، فإذا رأيت محتسبا أصلحت خمارك! هلا جعلت حجابك خشية من ربك؟!

من الذي أمرك بستر وجهك عن الأجانب؟

ومن الذي نهاك عن الخلوة بغير محرم؟

الله أم الحسبة؟!

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت، ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ما يرى ... ولا أن ما تخفي عليه يغيب

واعلم -رحمك الله- أن الله أجزل لك الأجر العظيم إذا راقبته وخشيته، والتزمت شرعه طاعة له لا خوفا من بشر، قال الحق سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} [سورة النازعات: 40-41]، وقال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [سورة الرحمن: 46].

قال ابن القيم: «من راقب الله في سره، حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته، والمراقبة: هي التعبد باسمه الرقيب، الحفيظ، العليم، السميع، البصير، فمن عقل هذه الأسماء، وتعبد بمقتضاها، حصلت له المراقبة» [مدارج السالكين].

وقال ابن الجوزي: «يا أرباب المعاملة! بالله عليكم، لا تكدروا المشرب! قفوا على باب المراقبة وقوف الحراس! وادفعوا ما لا يصلح أن يلج فيفسد!».

وقال أيضا: «قلوب الجهال تستشعر البعد [عن الله]، ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر، لكفوا الأكف عن الخطايا، والمتيقظون علموا قربه، فحضرتهم المراقبة، وكفتهم عن الانبساط» [صيد الخاطر].

فتيقن -هداك الله- أن المحتسب بشر مثلك، فلا تكن خشيتك منه أعظم من خشيتك لربك الذي خلقك وهو الذي نهاك وأمرك.

وكن ذكيا فطنا! ثم تفكر! أنت في دولة الإسلام، التي فيها الكفر والبدع والمعاصي مقموعة لا محالة، وهيهات هيهات يرضى بها المجاهدون الذي ما بذلوا أرواحهم رخيصة إلا لإزالتها وتطبيق شرع الله، فاحسبها حسابا صحيحا، واترك المحرمات لله تعالى، ولك الأجر والثواب على ذلك، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فاترك المحرمات قبل أن تجبر على تركها، فليس لك حينئذ أجر، وعليك الوزر.

رزقنا الله وإياك مراقبته وخشيته، والحمد لله رب العالمين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟!
...المزيد

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟! الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ...

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟!

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن من أهم مراتب الإسلام مرتبة الإحسان، وهو كما عرّفه النبي، صلى الله عليه وسلم: (أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك) [رواه مسلم]، وهذا المقام هو الذي ينبغي أن يكون عليه العبد المسلم المؤمن دائما، والذي لن يصل إليه إلا إذا علِم عِلْم اليقين وآمن إيمانا قاطعا بأن الله تعالى رقيب عليه، يراه ويسمعه، وأن الملائكة تسجّل كل ما يصدر عنه من حسنات وسيئات.

فإذا تلا المسلم قوله تعالى: {الّذِي يراك حِين تقُومُ} [سورة الشعراء: 218]، وقوله: {وهُو معكُمْ أيْن ما كُنتُمْ} [سورة الحديد: 4] وقوله: {إِنّ اللّه لا يخْفىٰ عليْهِ شيْءٌ فِي الْأرْضِ ولا فِي السّماءِ} وقوله: {يعْلمُ خائِنة الْأعْيُنِ وما تُخْفِي الصُّدُورُ} [سورة آل عمران: 5] وقوله: {أمْ يحْسبُون أنّا لا نسْمعُ سِرّهُمْ ونجْواهُم بلىٰ ورُسُلُنا لديْهِمْ يكْتُبُون} [سورة الزخرف: 80] وقوله: {مّا يلْفِظُ مِن قوْلٍ إِلّا لديْهِ رقِيبٌ عتِيدٌ} [سورة ق: 18]؛ وأمثالها من الآيات العظيمة، إذا تلاها استشعر عظيم قدرة الله تعالى، وقربه من عباده.

إذاً، من عرف ذلك وآمن به، استبعدت منه المعاصي، ولكن لمّا كانت النفوس تميل بطبعها إلى الهوى، شُرِع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليردّ النفوس العاصية إلى الطاعة، قال تعالى: {ولْتكُن مِّنكُمْ أُمّةٌ يدْعُون إِلى الْخيْرِ ويأْمُرُون بِالْمعْرُوفِ وينْهوْن عنِ الْمُنكرِ وأُولٰئِك هُمُ الْمُفْلِحُون} [سورة آل عمران: 104]، فبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينجو الآمر والمأمور، قال تعالى: {وإِذْ قالتْ أُمّةٌ مِّنْهُمْ لِم تعِظُون قوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أوْ مُعذِّبُهُمْ عذابًا شدِيدًا قالُوا معْذِرةً إِلىٰ ربِّكُمْ ولعلّهُمْ يتّقُون * فلمّا نسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أنجيْنا الّذِين ينْهوْن عنِ السُّوءِ وأخذْنا الّذِين ظلمُوا بِعذابٍ بئِيسٍ بِما كانُوا يفْسُقُون} [سورة الأعراف: 164-165]، وبه تنال الأمة الخيرية التي قال عنها الله تعالى: {كُنتُمْ خيْر أُمّةٍ أُخْرِجتْ لِلنّاسِ تأْمُرُون بِالْمعْرُوفِ وتنْهوْن عنِ الْمُنكرِ} [سورة آل عمران: 110]، وبتركه هلاك ولعنة، قال تعالى: {لُعِن الّذِين كفرُوا مِن بنِي إِسْرائِيل علىٰ لِسانِ داوُود وعِيسى ابْنِ مرْيم ذٰلِك بِما عصوا وّكانُوا يعْتدُون * كانُوا لا يتناهوْن عن مُّنكرٍ فعلُوهُ لبِئْس ما كانُوا يفْعلُون} [سورة المائدة: 78-79]، وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن].

لهذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- كل مسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقال: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم].

ولأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلها أئمة المسلمين ولاية دينية (وظيفة رسمية من وظائف الدولة المسلمة) تحت مسمى (الحسبة)، وعينوا لها رجالا (محتسبين)، واجبهم الأساس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنحوهم سلطة عظيمة، ليتمكنوا من خلالها إلزام المخالف للشرع بالقوة.

لذا كان ديوان الحسبة من أول الدواوين التي أنشأتها الدولة الإسلامية، حفظها الله، ومن يوم إنشائه حمل رجاله على عاتقهم أمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تأخذهم في الله لومة لائم، يرغّبون الناس تارة ويرهّبونهم تارة، ويعاقبون من لم ينفع معه الترغيب ولا الترهيب، حتى صار بعض الرعية اليوم يهابون رجال الحسبة، فيستخفون منهم، ولا يستخفون من الله! فتراهم يعصون الله -جل جلاله- في السر لا في العلن، وهو سبحانه بحلمه يسترهم! فما خافوا الملك الجبار، ولكنهم خافوا عبادا لله ضعفاء! فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فيا عبد الله العاصي: لِم لا يكون تركك للمعصية خوفا من الله لا خشية من الحسبة؟!

يا عبد الله: من حرّم عليك الخبائث كالسجائر والخمر؟

من نهاك عن سماع المحرمات كالغناء والمعازف؟

من أمرك برفع إزارك وإطلاق اللحية والصلاة في وقتها؟

أليس ربك وإلهك؟

فما لك تخشى ممن يلزمك بما أمرك به ربك، ولا تخاف من الآمر نفسه جل وعلا؟!

ويا أمة الله: ما لك تلتفتين يمنة ويسرة ترقبين خائفة، فإذا رأيت محتسبا أصلحت خمارك! هلا جعلت حجابك خشية من ربك؟!

من الذي أمرك بستر وجهك عن الأجانب؟

ومن الذي نهاك عن الخلوة بغير محرم؟

الله أم الحسبة؟!

◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟!
...المزيد

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً • بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ...

أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً

• بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، انتقل الشيخ إلى ساحات القتال، وكان أول ما بدأه في هذا الطريق مساعدته للشيخ آدم حاشي عيرو -تقبله الله- في إنشاء «معسكر الهدى» في مسقط رأسه (قرية جدودي)، حيث عمل فيه أيضا داعيا إلى الله ومعلما للمتدربين.

انتقل بعدها إلى معسكر كامبوني متدربا، ليستزيد هناك من المعارف العسكرية والخبرات الجهادية، فتم تعيينه أميرا ومسؤولا شرعيا لإحدى القرى في منطقة كامبوني وهي قرية بوركابو.

ومع انطلاق الصحوات في مقديشو تحت مسمى «تحالف مكافحة الإرهاب» أرسله المجاهدون إلى مسقط رأسه ليعيد افتتاح «معسكر الهدى» الذي تحول إلى مورد هام لإمداد المجاهدين في مقديشو، ثم شارك مع حركة «اتحاد المحاكم الإسلامية» في فتح مدينة كسمايو، وبقي عاملا في صف «المحاكم» إلى حين دخول الجيش الأثيوبي الصليبي إلى الصومال، حيث شارك في معركة إيدالي الشهيرة وأصيب خلالها.

في العام 1427 هـ مع عودة زخم القتال ضد الجيش الأثيوبي، عاد -رحمه الله- للمشاركة في المعارك، حيث ألقى الصليبيون القبض عليه بعد مشاركته في بعض العمليات، وتم نقله إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ليودع في أحد سجونها لسنتين، بعد اعتقاله في أحد سجون مقديشو لمدة ستة أشهر.

مع خروجه من السجن، كانت حركة الشباب قد تأسست وبدأت قتالها لقوات «التحالف الأفريقي» وعملائها المرتدين، ليشارك في القتال في صفوف الحركة، ويتم تعيينه من قبلها واليا على جوبا السفلى، وفي ذلك الوقت لم يكن غافلا عن قضايا المسلمين خارج الصومال، حيث كان الشيخ مؤيدا للدولة الإسلامية، داعيا إلى نصرتها والذب عنها.

بعد الإعلان عن عودة الخلافة، كان من أوائل المؤيدين لها والساعين إلى الانضمام إليها، وهو ما قام به في النهاية في محرم 1437 هـ، ولم يجعل بيعته لأمير المؤمنين سريّة بل أعلنها بعزيمة عمريّة، متحديا قيادة حركة الشباب المجرمة التي تهدّد كل من يترك فصيلهم وينضم إلى جماعة المسلمين وإمامهم.


ولم يكن أولئك المجرمون المبايعون لعميل المخابرات الباكستانية أختر منصور المتعصبون لفصائلهم التي فرّقت المسلمين، ليتركوا الشيخ وشأنه، وهم يعلمون مكانته في الصومال عموما وعند مقاتلي حركة الشباب خصوصا، وهو العالم المجاهد المرابط، أحد مؤسسي الجهاد في الصومال، المربي لأجيال من المجاهدين، فخططوا لاغتياله، وكان يشعر بنيتهم ولم يبالِ بل مضى يدعو الجنود للالتحاق بجماعة المسلمين.

خططوا لاغتياله ولم يشفع له عندهم إسلامه، ولا سنوات جهاده الطويلة، ولا حسن بلاء في معاركه ضد أعداء الدين، ولا صبر على ابتلاء في سبيل الله، فصاروا لا يرون فيه إلا ما رأى اليهود في عبد الله بن سلام، رضي الله عنه، فقتلوه ولم يخفوا ذلك، بل خرجوا يتبجحون بذلك، ويعلنونه في الملأ، ليزرعوا في نفوس جنودهم الخوف من قيادة الحركة، ويبينوا لهم أنهم لا يرعوون عن سفك دم حرام، حينما يتعلق الأمر بمصالحهم الضيقة.

وقد كانت قصة اغتياله -تقبله الله- نموذجا حيا للغدر بجنود الدولة الإسلامية الذي بات مفخرة تنظيم القاعدة وحلفائه من الصحوات.

فبعد إعلان بيعته لأمير المؤمنين ودعوته الناس للحاق بركب الخلافة المبارك، أرسلت قيادة حركة الشباب مجموعة من جواسيسها ممن كانوا على معرفة شخصية بالشيخ للقائه، على أنهم يريدون البيعة لأمير المؤمنين، فقبل الشيخ لقاءهم، وأرسل في طلبهم، ودفع أجرة نقلهم إليه، ثم استقبلهم أحسن استقبال، وألقى فيهم موعظة يذكرهم فيها بالله ويحضّهم على بيعة إمام المسلمين، وذبح شاةً ليُطعمهم لكرم ضيافته، فأكلوا من زاده، وأمّنهم على نفسه ورفاقه بأن ترك أسلحتهم معهم، فكان جزاؤه منهم الغدر والغيلة، بعد المكر والخديعة.

ذهب الشيخ أبو نعمان ليرتاح مع اثنين من إخوانه، وكلف ثلاثة آخرين بخدمة ضيوفه، ليتسلل الغادرون إلى مضجعه فيقتلوه ورفيقيه، ويقتلوا الإخوة الذين كانوا في خدمتهم، ولم ينج منهم إلا واحد كان قد نزل إلى بئر ليجلب لهم الماء، ويهرب الجناة إلى سادتهم، يزفون إليهم نبأ قتلهم للشيخ الشهيد، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

قُتل الشيخ أبو نعمان -تقبله الله- ولم تمت شجرة الخلافة في أرض الهجرتين كما تمنّى يهود الجهاد، بل نمت -بفضل الله- واستوت على سوقها، ولا زال إخوان الشيخ وجنوده وتلاميذه يتوافدون منضمين إلى ركب الخلافة، وسيثمر اجتماعهم وجهادهم بإذن الله عزا وتمكينا.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً
...المزيد

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً • كان الصحابي الجليل عبد الله بن ...

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً

• كان الصحابي الجليل عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- من ذوي الشأن بين أصحابه فلما أسلم قال للنبي، عليه الصلاة والسلام: (يا رسول الله إن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أي رجل عَبْدُ اللهِ فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيّدنا وابن سيّدنا، قال: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ فقالوا: أعاذه الله من ذلك! فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله! فقالوا شرّنا وابن شرّنا! وانتقصوه، قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله) [رواه البخاري]، فهذا طبع اليهود في كل مكان، وبه يتطبع من يأخذ بمنهجهم الباطل في التكبر عن اتباع الحق، والكيد لأهله، حسدا من عند أنفسهم أن يروا الحق في سواهم.

الشيخ أبو النعمان ينتاري -تقبله الله- كان من تلك الفئة النادرة في الناس التي تنقّب عن الحق، وتتقصى طريق الهداية، فلما وجده لم يبالِ بمكانته بين قومه، ولا بما يتوقعه منهم من كيد وبهتان، بل انطلق مؤمنا به، عاملا بما يقتضيه، داعيا الناس إليه، صابرا على الأذى فيه.

كان له يد خير في تأسيس الجهاد في الصومال، بل كان من قاداته المبرزين، وفرسانه المشهورين، قاتل المرتدين والصليبيين، وأصيب عدّة مرات، وأوذي في سبيل الله، سجنا وجوعا وتشريدا، لتكون نهاية مسيرته الظافرة أن يقتل غدرا بيد من كانوا يعدونه بالأمس خيرهم وابن خيرهم، ليتحول بمجرد تركه لهم ملتحقا بركب الخلافة إلى هدف لهم، ينتقصون من شأنه، وينالون من عرضه، وفي الختام يطعنونه في ظهره بعدما أمنهم وآواهم ونصرهم.

ولد الشيخ بشير آدم فيلي المشهور بأبي نعمان ينتاري عام 1390 هـ، في قرية جدودي من منطقة ساكوا، ويعود نسبه إلى قبيلة ينتار من قبائل الرحاويين.

خرج من قريته وهو صغير السن لطلب العلم، فدرس القرآن في قرية حكركا من إقليم باي، ثم انتقل إلى مدينة بيدوا ليلتحق بدار الحديث، ثم التحق بمعهد شرعي في منطقة لوق التي تلقى فيها دورة عسكرية في معسكرات «الاتحاد الإسلامي» في فترة حكم الميليشيات للصومال، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة ساكوا ليعمل هناك داعيا ومدرسا للعلوم الشرعية، وقد أدى به ذلك إلى الاصطدام مع المسيطرين على تلك المدينة من مشركي الصوفية وزعماء الميليشيات القبلية، فنجاه الله منهم بعد أن حاولوا اغتياله بإطلاق النار عليه أثناء إلقائه لمحاضرة في أحد شوارع المدينة.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، انتقل الشيخ إلى ساحات القتال، وكان أول ما بدأه في هذا الطريق مساعدته للشيخ آدم حاشي عيرو -تقبله الله- في إنشاء «معسكر الهدى» في مسقط رأسه (قرية جدودي)، حيث عمل فيه أيضا داعيا إلى الله ومعلما للمتدربين.

انتقل بعدها إلى معسكر كامبوني متدربا، ليستزيد هناك من المعارف العسكرية والخبرات الجهادية، فتم تعيينه أميرا ومسؤولا شرعيا لإحدى القرى في منطقة كامبوني وهي قرية بوركابو.

ومع انطلاق الصحوات في مقديشو تحت مسمى «تحالف مكافحة الإرهاب» أرسله المجاهدون إلى مسقط رأسه ليعيد افتتاح «معسكر الهدى» الذي تحول إلى مورد هام لإمداد المجاهدين في مقديشو، ثم شارك مع حركة «اتحاد المحاكم الإسلامية» في فتح مدينة كسمايو، وبقي عاملا في صف «المحاكم» إلى حين دخول الجيش الأثيوبي الصليبي إلى الصومال، حيث شارك في معركة إيدالي الشهيرة وأصيب خلالها.

في العام 1427 هـ مع عودة زخم القتال ضد الجيش الأثيوبي، عاد -رحمه الله- للمشاركة في المعارك، حيث ألقى الصليبيون القبض عليه بعد مشاركته في بعض العمليات، وتم نقله إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ليودع في أحد سجونها لسنتين، بعد اعتقاله في أحد سجون مقديشو لمدة ستة أشهر.

مع خروجه من السجن، كانت حركة الشباب قد تأسست وبدأت قتالها لقوات «التحالف الأفريقي» وعملائها المرتدين، ليشارك في القتال في صفوف الحركة، ويتم تعيينه من قبلها واليا على جوبا السفلى، وفي ذلك الوقت لم يكن غافلا عن قضايا المسلمين خارج الصومال، حيث كان الشيخ مؤيدا للدولة الإسلامية، داعيا إلى نصرتها والذب عنها.

بعد الإعلان عن عودة الخلافة، كان من أوائل المؤيدين لها والساعين إلى الانضمام إليها، وهو ما قام به في النهاية في محرم 1437 هـ، ولم يجعل بيعته لأمير المؤمنين سريّة بل أعلنها بعزيمة عمريّة، متحديا قيادة حركة الشباب المجرمة التي تهدّد كل من يترك فصيلهم وينضم إلى جماعة المسلمين وإمامهم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
25 شعبان 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً