الأحدث إضافة

صحيفة النبأ العدد 38 مجاهدون.. في كل أرض وتحت كل سماء إن من يراقب أفعال أعداء الدولة ...

صحيفة النبأ العدد 38
مجاهدون.. في كل أرض وتحت كل سماء


إن من يراقب أفعال أعداء الدولة الإسلامية اليوم، ليعجب من عظيم مكر الله بهم، ويسخر من خفة عقولهم، ويفرح كثيرا بتأييد الله ونصره لأوليائه.

ففي كل يوم يخرج قادتهم مستعرضين بالخرائط الملونة عدد الأمتار التي استطاعوا انتزاعها من يد المجاهدين، دون أن يكلّفوا أنفسهم عناء المقارنة بين التكاليف التي دفعتها الدولة الإسلامية لأخذ هذه الأرض، والتكاليف التي تكبّدوها هم لاستعادة السيطرة عليها مرّة أخرى.

وفي كل يوم يقيمون احتفالا بنصر مزعوم هنا أو هناك، وتثملهم نشوة هذه الانتصارات فترة من الزمن، فينامون سكارى وهم يحلمون بأن يستفيقوا على إعلان لانتصار حقيقي على الدولة الإسلامية، فيخيّب الله ظنونهم، حين توقظهم من سكرتهم أنباء فتوحات جديدة لجنود التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها، حتى باتوا يتخوفون من أن يجعل الله في أي خطوة يخطونها وأي انتصار موهوم يحققونه نعمة لعباده المجاهدين ويسرا عليهم، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

ولنا اليوم في احتفالاتهم باستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة صورة حيّة؛ فالمدينة التي سيطر عليها جنود الدولة الإسلامية وحققوا منها أهدافهم بأن أقاموا فيها الدين كاملا ما دامت تحت سلطانهم، وجعلها الله على أيديهم شوكة في حلوق الرافضة لثلاثين شهرا أو يزيد، وخسروا على أسوارها عشرات الألوف من القتلى والجرحى، وما لا يحصى من السلاح والعتاد والأموال، لم يتمكن المرتدون من استعادتها إلا بعد أن حشدوا أكثر من ثلاثين ألفا من المقاتلين، وأسرابا من الطائرات الحربية الصليبية، ولم يدخلوها إلا وهم يتشحطون بدمائهم، فلم يجدوا فيها من جثث جنود الخلافة ما يرقصون فوقها، ولا من سلاحهم وعتادهم ما يفرحون باغتنامه، فصبّوا جام غضبهم على الجدران والأحجار يحرقونها لينفسوا ما في داخلهم من غيض، ويدمرونها ليزيلوا ذكريات مريرة تعصف بأذهانهم وهم يحصون التكلفة الباهظة التي دفعوها لتحقيق هذا الهدف الذي يعلمون هم أكثر من غيرهم أن قيمته بالنسبة إليهم دعائية لا أكثر، فيما قيمة ما حققه جنود الخلافة كبيرة جدا وعلى كل الأصعدة، والحمد لله وحده.

فقد ثبّت الله المسلمين في الفلوجة تحت حصار خانق محكم لمدة تسعة أشهر، صابرين على الجوع وقلة السلاح والعتاد، دون أن يملؤوا الدنيا بكاء وعويلا، بل ولم يوقفوا غاراتهم على المشركين، مطلقين الحملة تلو الحملة، محققين فيهم النكاية العظيمة، فلما احتشدت عليهم الأحزاب وأحاطت بهم غرسوا أقدامهم في الأرض، ولم يسلموا منها شبرا إلا وقد أجروا بقربه نهرا من دماء المرتدين، واستمرّوا على حالهم مدافعين لعدوهم حتى أعذرهم الله بأن استقر كل ما في أيديهم من ذخيرة في صدور الروافض المشركين، واستحال كل ما في أيديهم من متفجرات نارا أحرق الله بها أجساد المرتدين، فخرجوا من ساحة المعركة مكلّلين بالفخار، متحرفين لقتال ومتحيّزين إلى فئة، بعد أن عرّفوا الكفار قيمة الثمن الذي عليهم الاستعداد لدفعه إن أغرتهم نفوسهم بالمسير للقاء عساكر التوحيد وجنود الخلافة، وبيّنوا للمسلمين حقيقة الرافضة وحجم حقدهم على أهل الإسلام، وما سينال المسلمين إذا ما تمكّنوا منهم.

خرج المجاهدون من الفلوجة وهم -بفضل الله- أضعاف ما كانوا عليه حين دخولها، أصلب عودا، وأشد حنكة في الحرب، وأشد شوقا لسفك دماء المشركين في كل أرض، سهاما في كنانة أمير المؤمنين -تقبله الله- يلقيها في صدور أعداء الإسلام، ومددا لإخوانهم في كل الجبهات يجبرون كسرهم، ويسدون ثغرهم، ويشاركونهم فتحهم ونصرهم.

خرجوا من الفلوجة وهم -بإذن الله- لا ينتابهم أدنى شك أنهم أقاموا فيها بما يرضي ربهم، فأقاموا الدين كاملا غير منقوص، وأزالوا الشرك وأهله، وحكّموا الشريعة، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وجاهدوا في سبيل الله، وبذلوا كل ما في وسعهم ليحفظوا ذلك كله، وهم عازمون اليوم وكل يوم على إعادة تلك الأرض وكل أرض إلى حمى الإسلام، وإخضاعها لأحكام الشريعة.

خرجوا وهم الكُرّار المتحفّزون للعودة إلى تلك الأرض، ليذوق أعداء الله على أيديهم أضعاف ما ذاقوه في الجولات الماضية، وليسوقوا الروافض سوقا أمامهم، لا إلى بغداد، ولكن إلى حيث ميعاد ثأرنا من المشركين، في النجف الأشرك، وكربلاء المدنّسة، بإذن الله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء، وهو العزيز الرحيم.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 38
الثلاثاء 7 شوال 1437 ه‍ـ
...المزيد

ونقول لليهود والصليبيين وأذنابهم وأحزابهم، لأمريكا وأوروبا وروسيا وحلفائهم وعملائهم، للرو↦افض ...

ونقول لليهود والصليبيين وأذنابهم وأحزابهم، لأمريكا وأوروبا وروسيا وحلفائهم وعملائهم، للرو↦افض والمرتدين بأصنافهم وأجناسهم: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ)، وإن ربنا - عز وجل - العليم الحكيم قال لنا: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ)، وإن ربنا - عز وجل - العزيز العليم قال لنا: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)، فتربصوا أيها الكفار والمرتدون، إنا معكم متربصون، وإن ربنا - عز وجل - الجبار القهار قال لنا: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ)، وإن ربنا العظيم القدير - سبحانه - قال لنا: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)، فقد وعدنا ربنا - سبحانه - إحدى الحسنيين ووعدنا بالنصر والغلبة ووعدكم أيها الكفار بالخزي والعذاب من عنده أو بأيدينا، ووعدكم بالخذلان والهزيمة، ولا يخلف الله الميعاد سبحانه، وإنا نعدكم - بإذن الله - أن كل من يشارك في الحرب على الدولة الإسلامية، ليدفعن الثمن غاليا بإذن الله، وليندمن، فتربصي أمريكا، تربصي أوروبا، تربصي روسيا، تربصوا أيها الروافض، تربصوا أيها المرتدون، تربصوا يا يهود، إنا معكم متربصون.

اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وانصرنا عليهم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...المزيد

ويا جنود الدولة الإسلامية اصبروا إنكم على الحق، اصبروا إن الله معكم، هو مولاكم وهو ناصركم فنعم ...

ويا جنود الدولة الإسلامية اصبروا إنكم على الحق، اصبروا إن الله معكم، هو مولاكم وهو ناصركم فنعم المولى ونعم النصير، اصبروا فإنما هي معركة أحزاب جديدة، وعما قريب - بإذن الله - تقلع خيامهم وتنكفئ قدورهم ويهزمهم الله - سبحانه -، وبعدها نغزوهم - بإذن الله - ولا يغزوننا، فاثبتوا وكونوا على يقين من نصر الله، وإن هذا الاجتماع عليكم وهذه الزلزلة لهو وعد الله للمؤمنين، فقد وعد الله عباده المتقين بالنصر بعد البأساء والضراء والزلزلة، قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)، فقد استبشر المؤمنون يوم الأحزاب بقرب النصر، لما رأوا مَثَل الذين خلوا من قبلهم من الشدة والابتلاء، فلا بد أن يشتد البلاء وتعظم المحن، حتى ينجم النفاق ويرسخ الإيمان، لينزل النصر، ولقد نصرنا الله - تبارك وتعالى - منذ عشر سنين، يوم أعلنا قيام دولة الإسلام، ثم نزلت بنا المحن، وماجت الفتن، وعظم الابتلاء، حتى انحسرت الدولة الإس،لامية عن كثير من المناطق التي فتحتها وسيطرت عليها، وضاقت علينا الأرض بما رحبت، حتى ظن أعداء الدولة الإس،لامية أنهم قضوا عليها، وحتى قال المنافقون والذين في قلوبهم مرض: (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)، وحتى قال المج،اهدون الصابرون المؤمنون: (مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ)، فلما ثبتوا وصبروا وعلم الله المنافقين وعلم المؤمنين نزل نصر الله، أقرب وأسرع مما ظن المؤمنون، وعادت الدولة - بفضل الله - أقوى مما كانت بأضعاف، فاثبتوا أيها المج،اهدون، وما أمامكم إلا إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة، ولا خير في عيشنا إن لم نعش تحت حكم الله وفي ظل شرعه، وما أعذب الموت في نصرة دين الله والذود عن شرعه وحكمه، فاثبتوا فإما حياة عزيزة كريمة وإما قتلة سعيدة وشهادة مشرِّفة، فازهدوا في الدنيا وأقبلوا على الله، فالدنيا فانية، وما عند الله خير وأبقى، وأقلعوا عن المعاصي، واجتنبوا الظلم، وأطيعوا أمراءكم، فلا تنازعوا، وأكثروا من قراءة القرآن، وأكثروا من التوبة والاستغفار، (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، وإذا لقيتم أعداء الله فاستعينوا بالله واثبتوا ورددوا قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، واصبروا ينصركم الله ويثبت أقدامكم، ويفتح عليكم من حيث لم تحتسبوا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

وإن وصيتي لكم إخراج أسرى المسلمين في كل مكان وخصوصا طلبة العلم في غياهب سجون الطواغيت، فاصبروا يا أسرانا ولا تظنوا أن يطيب لنا عيش ولمّا نخرجكم جميعا بحول الله وقوته

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...المزيد

أيها المسلمون، عليكم أن تدركوا أن الدولة الإسلا،مية منذ نشأتها قبل عشر سنين وإلى اليوم هي رأس ...

أيها المسلمون، عليكم أن تدركوا أن الدولة الإسلا،مية منذ نشأتها قبل عشر سنين وإلى اليوم هي رأس الحربة في الصراع بين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، بل هي عمود هذا الفسطاط وأركانُه وأساسُه، ولأن أعداء الله يدركون هذا جيدا، اجتمعت جميع قوى الكفار والمرتدين في العالم بأسره، واتفقت قاطبة على حرب الدول،ة الإس،لا،مية، والسعي ليل نهار لإضعافها والقضاء عليها بكافة الوسائل وشتى السبل، وإن اجتماعهم هذا دليل على أن الدولة الإسلا،مية عمود فسطاط الإيمان ورأس حربة خندقه، دليل أوضح من الشمس في رابعة النهار، لم يعد يخفى حتى على العجائز والصبيان، ولا ينكره إلا مشاقق للحق معاند.

أيها المسلمون، إن خوض هذه الحرب واجب على كل مسلم، ولا يعذر فيها أحد، وإنا نستنفركم جميعا في كل مكان، ونخص أبناء بلاد الحرمين، فانفروا خفافا وثقالا، شيبا وشبابا، قوموا يا أحفاد المهاجرين والأنصار، قوموا على آل سلول الطغاة المرتدين، وانصروا أهلكم وإخوانكم في الشام والعراق واليمن، وأفغانستان والقوقاز ومصر وليبيا والصومال والفلبين وإفريقيا وإندونيسيا وتركستان وبنغلادش وكل مكان، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقال سبحانه: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...المزيد

أيها المسلمون، ارجعوا إلى كتاب ربكم - عز وجل - وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لتعلموا حقيقة هذه ...

أيها المسلمون، ارجعوا إلى كتاب ربكم - عز وجل - وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لتعلموا حقيقة هذه الحرب، وحقيقة هذا التحالف اليهودي الصليبي الصفوي، بقيادة أمريكا وتخطيط اليهود، ولتعلموا حقيقة من يقف في صفه وخندقه وفسطاطه، فلقد قال لكم ربكم عز وجل: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، وقال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وقال سبحانه: (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وقال تعالى: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)، وقال سبحانه: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال سبحانه: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، وقال سبحانه: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ)، ثم بعد كل هذا، ما زال من المسلمين من يشك أنها ليست حربا على الإسلام والمسلمين، ما زال من المسلمين من يظن أن اجتماع دول الكفار وملله على حرب الدولة الإسلامية، ليس حربا على شرع الله وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فأي ضلال بلغ من يعتقد هذا؟ وعلى أي دين أصبح من يقف في خندق هذا التحالف ضد الدولة الإس،لامية؟ وعلى أي دين بات من يحرض على الدولة الإسلامية ليل نهار ويدعو لقتالها، بل لأولوية قتالها، وهي تقف هذا الموقف تقارع وحدها جيوش الكفر قاطبة؟

• مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...المزيد

أيها المسلمون، لا تتعجبوا من اجتماع أمم الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال الطائفة ...

أيها المسلمون، لا تتعجبوا من اجتماع أمم الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال الطائفة المنصورة في كل زمان، وسيستمر هذا الاجتماع وتشتد الفتن والمحن حتى يكتمل الفسطاطان، فلا يبقى في هذا منافق، ولا يبقى في ذاك مؤمن، ثم كونوا على يقين أن الله سينصر عباده المؤمنين، وأبشروا واطمئنوا فإن دولتكم لا زالت بخير، وكلما ازداد تكالب الأمم عليها كلما ازدادت يقينا بنصر الله، وأنها على الصراط المستقيم، وكلما اشتدت بها المحن كلما لفظت الأدعياء والمنافقين، وازداد صفها نقاء وازدادت صلابة وثباتا.

أيها المسلمون، إن المعــركة اليوم لم تعد مجرد حملة صليبية، وإنما هي حرب أمم الكفر جميعا ضد أمة الإسلام، ولم يسبق في تاريخ أمتنا أن اجتمع عليها العالم بأسره في معــركة واحدة كما هو حاصل اليوم، إنها معركة الكفار جميعا ضد المسلمين جميعا، وإن كل مسلم معني بهذه الحرب، معني بامتثال أمر الله له، بتأدية فريضة الجهاد في سبيل الله، فإن امتثل فله الحسنى، والنجاة والفوز والقرب من الله ونيل رضاه، وإن عصى فله السوء والهلاك والخسران، والبوء بغضب الله وسخطه، وإن كل مسلم معني بهذه الحـرب، بالدفاع عن دين الله وشرعه، ونصـرة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فهذه الحرب حرب كل مسلم، وعليه خوضها للدفاع عن دينه ونفسه وماله وعرضه وكرامته، فشمروا لحـربكم أيها المسلمون في كل مكان، شمروا وأنتم واثقون من نصر الله، شمروا ولا تهنوا ولا تحزنوا، ولقد قال لكم ربكم - عز وجل - عن الكفار: (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)، وصدق الله عز وجل، وها هم النصـارى الصلـيبيون وأمم الكـفر وملله معهم ومن ورائهم اليهود، لا يجرؤون على المجيء برا لقتال ثلة قليلة من المجاهدين، وكل يدفع صاحبه ليورطه، لا يجرؤون على المجيء لامتلاء قلوبهم رعبا من المجا،هدين، ولأنهم بفضل الله تأدبوا في أفغانستان والعراق، وعلموا أنه لا طاقة لهم بالمجاهـدين، لا يجرؤون على المجيء لأنهم يعلمون يقينا ما ينتظرهم من الأهوال والويلات، في الشام والعراق وليبيا وأفغانستان وسيناء وأفريقيا واليمن والصومال، يعلمون ما ينتظرهم في دابق والغوطة من الهزيمة والهلاك والدمار، يعلمون أنها الحرب الأخيرة، وبعدها - بإذن الله - نغزوهم ولا يغزوننا، ويسود الإسلام العالم من جديد، وإلى قيام الساعة، ولذا يؤخرون المجيء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ويعملون جاهدين لحشد المزيد من أذنــابهم وعملائهم، من الصحوات والمرتدين وملحدي الأكراد، وقطعان الروافض البهائم، وما زالت أمريكا وحلفاؤها يحلمون بالقضاء على الخلافـة عبر وكلائهم وأذنابهم.

وكلما فشل لهم حلف أو قُطع ذنب، سارعوا لإنشاء آخر، حتى أعلنوا مؤخرا عن التحالف السلــولي المسمى زورا بالإسلامي، وقد أعلن أن هدفه محــاربة الخلافة، ولو كان تحالفا إسلاميا لأعلن نصرته ونجدته لأهل الشام المستضعفين المنكوبين، وأعلن حــربه على النصيرية وأسيادهم الروس، ولو كان إسلاميا لأعلن العداوة والحـرب على الروافض المشركين والأكراد الملحدين في العراق، الذين استباحوا أهل السنة قتلا وتشريدا وعاثوا في ديارهم فسادا، ولو كان تحالفا إسلاميا لما أيدته الصين الملحدة وطالبت الدخول فيه، ولو كان تحالفا إسلاميا لأعلن براءته من أسياده اليـهود والصلـيبيين، ولجعل هدفه قتل اليهود وتحرير فلسطين، نعم فلسطين، التي ظن اليهود أننا نسيناها وظنوا أنهم أشغلونا عنها، كلا يا يهـود، ما نسينا فلسطين لحظة، وبإذن الله لن ننساها وقريبا قريبا بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين، وتحاصركم طلائعهم، في يوم ترونه بعيدا ونراه قريبا، وها نحن نقترب منكم يوما بعد يوم، وإن حسابكم لعسير عسير، لن تهنؤوا في فلسطين أبدا يا يــهود، ولن تكون داركم وأرضكم، لن تكون فلسطين إلا مقبــرة لكم، وما جمعكم الله فيها إلا ليقـتلكم المسلمون، حتى تختبئوا خلف الشجر والحجر، ولقد علمتم ذلك جيدا، فتربصوا إنا معكم متربصون.

• مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله- بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...المزيد

أمير المؤمنين (تقبله الله) لليهود والصليبيين والمرتدين (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون) • وجه ...

أمير المؤمنين (تقبله الله) لليهود والصليبيين والمرتدين (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)

• وجه خليفة المسلمين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - كلمة خاطب بها الأمة الإسلامية والمجاهــدين حراس العقيدة..

وتضمنت الكلمة كذلك رسائل عدة وجهها أمير المؤمنين إلى أعداء الدولة الإسلامية من يهود وصليبيين ونصيرية ورافضة ومرتدين..

وتنشر (النبأ) النص الكامل لكلمة خليفة المسلمين الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله، أما بعد:

قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ).

أيها المسلمون، إننا نقاتل طاعة لله وقربة له، نقاتل لأنه - سبحانه - أمرنا بالقتال ورغبنا فيه، وجعله أفضل وسيلة إليه، ونحمد الله - سبحانه - أن أمرنا بالقتال ووعدنا إحدى الحسنيين، فلم يكلفنا بالنصر، قال تعالى: (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، فإنما علينا القتال والصبر، وعلى الله النصر، فلذا لا يهولنّنا اجتماع أمم الكفر علينا أو يخيفنا أو يفت من عزمنا، لأننا الفائزون على كل حال، بحول الله وقوته، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وقال سبحانه: (وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) فإن صمدنا في وجه العالم وقارعنا جيوشه جميعا بقدراتها وانتصرنا، فلا عجب وهو وعد الله لنا، (وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ).

وإن أصابنا القـتل وكثرت الجراح وعصفت بنا النوائب وعظمت المصائب فلا عجب أيضا، وهو وعد الله لنا، بل إن الابتلاء قدر محتوم، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، وعن خباب - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسدٌ بردةً في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا، فقال: (قد كان مَن قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيُجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله ليَتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...المزيد

{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } • إن الفطرة ...

{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }

• إن الفطرة السليمة خلقة قديمة في الإنسان منذ أن كان في عالم الذر، ذلك العالم الذي أخذ الله فيه الميثاق على بني آدم بتوحـيده وربوبيته وأشهدهم على ذلك، كما جاء في قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} وهذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، يولدون على الحنيفية، يميلون للفضيلة ويأنسون بها ويندفعون نحوها، ويكرهون الرذيلة وتشمئز نفوسهم منها.

إلا أن هذه الفطرة تتعرض للتخريب والتشويه والإفساد من قبل الشياطين التي تجتال الناس عنها وتفسدها عليهم، بتزيين الشرك، وتحريم الحلال، وتحليل الحرام، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وإنّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلُّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْـ⥜ـرِكُوا بي ما لَمْ أَنْزل به سُلطانا..) [مسلم].

افتتاحية النبأ "الحرب على الفطرة" 445
...المزيد

انتكاس الفطرة وعلم الغيب • ومن إفرازات انتكاس الفطرة أن كثيرا من الناس لمّا لم يجدوا في صدورهم ...

انتكاس الفطرة وعلم الغيب

• ومن إفرازات انتكاس الفطرة أن كثيرا من الناس لمّا لم يجدوا في صدورهم الإيمان الذي تركن إليه أنفسهم، وتشبع منه أفئدتهم، وتملأ عليهم الفراغ الرهيب الذي يعيشون أرجعوا كل شيء إلى عالم الشهادة دون علم الغيب، فآمنوا بالمادة وكفروا بالله تعالى، بل أنكر كثير منهم وجود الخالق أصلا! ومن ثَمّ أوكلوا كل شيء إلى أنفسهم القاصرة، فانكبّوا عليها يدرسونها ويتفحصون، ويحللون وينظرون، حتى ينتهي المطاف بكثير منهم إلى مصحّات "العلاج النفسي والإدمان على حبوب الطمأنينة الموهومة وعقاقير الراحة المفقودة، وهكذا ينتهي المطاف بكل من اتبعهم في هذا التيه الكبير، الذي يصادم الفـطرة البشرية التي تتشوّف للإيمان بالله خالقا ومدبّرا، وربّا عظيما مهيمنا.

افتتاحية النبأ "الحرب على الفطرة" ٤٤٥
...المزيد

الاستهزاء بالدين.. حكمه وبعض صوره نعود لظاهرة الاستهزاء والسبّ المتفشية في دور الكفر المعاصرة، ...

الاستهزاء بالدين.. حكمه وبعض صوره


نعود لظاهرة الاستهزاء والسبّ المتفشية في دور الكفر المعاصرة، ونعرّج على بعض صور وأساليب وأشكال السبّ والاستهزاء المنتشرة فيها، لكثرتها وتعددها وتنوع أساليبها، أخرس الله ألسنة السابين والمستهزئين وشل أركانهم.

فمن هذه الصور وأشهرها: سب الله وسب الدين باللسان بألفاظ معروفة نتعفف عن نقلها، ولا نخال أحدا لم يسمعها والله المستعان!

ومنها: سب الملائكة، كما زعمت الباطنية أن جبريل -عليه السلام- خان الأمانة وكان يُفترض به أن ينزل بالوحي لعلي، رضي الله عنه، لذا فإن من طقوس الباطنية أنهم يسبون جبريل عقب كل صلاة ثلاث مرات.

ومنها: الاستهزاء برسل الله وأنبيائه، كما هي عادة اليهود معهم، بل وصل بهم الحال بأن حرفوا التوراة وتنقصوا فيها من قدرهم، عليهم الصلاة والسلام.

ومنها: النظريات الإلحادية المنتشرة في الكتب والتي تُدرَّس في الكليات، كنظرية أن أصل الإنسان قرد! أو نظرية تناسخ الأرواح وأن الله يحل في أجساد حيوانية! أو نظرية أن الدين أفيون الشعوب... وغيرها كثير من زبالة الأفكار وما تقيأه الفلاسفة الملاحدة على مر العصور.

ومنها: ما يلقيه الكثير من الشعراء ويكتبونه وينشرونه من الاستهزاء بالله ورسله بدعوى «الأدب»، أخزاهم الله.

ومن السب والاستهزاء المعاصر: الرسوم الساخرة (الكاريكاتيرية) الطاعنة في الشريعة والنبي -صلى الله عليه وسلم- والمنتشرة في الصحف والمجلات، العربية والأجنبية، والأمثلة عليها كثيرة.

ومنها: ما يفعله الممثلون والفنانون من حركات فيها استهزاء بالدين وأهله في مسرحياتهم ومسلسلاتهم وأفلامهم «الكوميدية»، وهي معروفة ولا تحتاج إلى مثال.

ومنها: ما في الكثير من الأغاني من سب واستهزاء، كاستهزاء أحد المغنين الهالكين بالقدر بقوله: «قَدَرٌ أحمق الخطا».

ومنها ما هو موجود في الرسوم المتحركة (أفلام الكارتون) من استهزاء، كتصوير الشاب الملتحي بالشرير، ونحو ذلك...

ومنها ما يقوله الزنادقة في محاضراتهم وخطبهم ومؤتمراتهم ومجالسهم وكتبهم وبحوثهم، كوصفهم لتحكيم شرع الله بالرجعية، وتطبيق الحدود بالوحشية، والحجاب بالظلم، واللحية بالوساخة، وتعدد الزوجات بالزنى، والجهاد بالتطرف، ووصفهم للموحدين المجاهدين بالمتشددين التكفريين أصحاب القرون الظلامية...

وهذا غيض من فيض من أمثلة السب والاستهزاء الـمقنَّن، الـمحمي من قبل الطواغيت، ولو كان المقام يسمح لذكرنا لك -أخي القارئ- ما تقشعر له الأبدان وتمتلئ منه غيضا القلوب.

وما يهمنا هو أن تعلم -رحمك الله- أن كل من كتب أو تكلم بكلمة من هذه الكلمات أو ما في معناها أو أتى فعلا فيه استهزاء، فهو كافر كفرا أكبر.

وهذا الحكم من الأحكام الراسخة في الشريعة الإسلامية، بل من الـمجمع عليه بين أهل العلم.

قال شيخ الإسلام: «الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر، يكفر به صاحبه بعد إيمانه»، وقال أيضا: «الاستهزاء بالقلب والانتقاص ينافي الإيمان الذي في القلب منافاة الضد ضده، والاستهزاء باللسان ينافي الإيمان الظاهر باللسان كذلك» [مجموع الفتاوى]، وقال إسحاق بن راهويه: «أجمع المسلمون على أن من سب الله، أو سب رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل، أو قتل نبيا من أنبياء الله، أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله»، وقال الخطابي: «لا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله» [الصارم المسلول].

وقال القاضي عياض: «قال محمد بن سحنون: أجمع العلماء أن شاتم النبي -صلى الله عليه وسلم- المتنقص له كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر» [الشفا].

وقال ابن حجر الهيتمي: «ومنها -أي الـمكفرات- لو حضر جماعة وجلس أحدهم على مكان رفيع، تشبيها بالمذكرين، فسألوا المسائل، وهم يضحكون، ثم يضربونه بالمجراف، أو تشبه بالمعلمين، فأخذ خشبة، وجلس القوم حوله كالصبيان، فضحكوا واستهزؤوا، أو قال: قطعة من ثريد خير من العلم، كفر» [الإعلام بقواطع الإسلام].

وعقد الإمام محمد بن عبد الوهاب باباً في «كتاب التوحيد» عَنْوَنَهُ بقوله: «باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول»، ثم قال عقب سرد الأدلة: «فيه مسائل: الأولى: وهي العظيمة، أن من هزل بهذا إنه كافر».

وعلق الشيخ عبد الرحمن بن حسن على ذلك بقوله: «ومن هذا الباب: الاستهزاء بالعلم وأهله، وعدم احترامهم، أو الوقيعة فيهم لأجله» [قرة عيون الموحدين].

وقال الشيخ حمد بن عتيق: «اعلم أن العلماء قد أجمعوا على أن من استهزأ بالله، أو رسوله، أو كتابه، أو دينه، فهو كافر، وكذا إذا أتى بقول أو فعل صريح في الاستهزاء» [الدرر السنية].

وقد يكون القول أو الفعل صريحا في الاستهزاء، وقد يكون غير ذلك، فالاستهزاء الصريح الواضح البيِّن كُفْر، يحكم فيه بكفر من قاله أو فعله، أما القول أو الفعل غير الصريح الذي يحتمل أكثر من معنى، فيستوقف صاحبه على قصده ومراده، فإن كان قصده من قوله أو فعله -المحتمل- المعنى الكفري فهو كافر، وإن كان قصده غير ذلك، فلا.

وعندما عدّ الإمام محمد بن عبد الوهاب الاستهزاء ناقضا صريحا من نواقض الإسلام العشرة، فقال: «الناقض السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو ثوابه أو عقابه كفر»، قال في آخر رسالة النواقض: «ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره».

كما لا فرق في الحكم بكفر الساب والمستهزئ بين قاصد الكفر وعدم قاصده، فقد يتذرع بعض من يسب أو يستهزئ بأنه لم يقصد السب والاستهزاء.

والدليل أن الله تعالى كفّر من استهزأ بالصحابة -رضوان الله عليهم- في غزوة تبوك ولم يقبل منهم ادعاءهم أنهم لم يقصدوا الكفر بما قالوا.

قال شيخ الإسلام: «وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كُفْر، كَفَر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرا، إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله» [الصارم المسلول].

وقال الشيخ سليمان آل الشيخ: «الذين قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، يعنون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه القراء، لم يقولوها من حيث لم يقصدوا الكفر، ولم يختاروه، وإنما قالوه على وجه المزح واللعب، فرفع ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد ارتحل وركب ناقته، فقالوا: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق، فقال: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون» [الدرر السنية].

وقال في شرحه لكتاب التوحيد -مبينا مراد المؤلف بباب (من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول): «أجمع العلماء على كفر من فعل شيئا من ذلك، فمن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه كفر ولو هازلا لم يقصد حقيقة الاستهزاء، إجماعا» [تيسير العزيز الحميد].

إذاً ما دام أمر السب والاستهزاء خطيرٌ خطير! فماالذي يجب على المسلم حيال السابين المستهزئين في دار الكفر؟

يجب عليه أولا أن يغضب لمحارم الله وينكر فعلهم ويمنعهم منه ويكفّرهم ويتبرّأ منهم، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم].
ومن الإنكار الواجب قتل المستهزئ أو الساب إن لم يتب من ردته، بالأخص إن كان كفره مما لا تقبل توبته في أحكام الدنيا، كساب الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه) [رواه البخاري]، وقتل هؤلاء من الجهاد في سبيل الله.

فإن لم يستطع ذلك، وجب عليه المفارقة فورا، امتثالا لقول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنعام: 68].

فإن لم ينكر، ولم يغير، ولم يفارق، فحكمه حكم المستهزئين السابين سواء بسواء، بنص قول الله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [سورة النساء: 140].

قال ابن كثير في تفسيره: «أي إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله وينتقص بها، وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه»، إلى أن قال: «وقوله {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} أي: كما اشتركوا في الكفر، كذلك شارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم».

هذا، وإن كان ثمة كلمة أخيرة، فنوجهها لمن وقعوا في شيء من هذا السب والاستهزاء، فنقول لهم:
توبوا إلى الله من ردتكم، وجددوا إسلامكم، وعظموا شعائر الله، ولا تستهينوا بحرماته، ذلكم خير لكم في الدنيا والآخرة.

واعلموا أن الضحك والمزاح والهزل والمرح -الذي هو أكبر سبب يدفعكم للاستهزاء- لن ينفعكم في شيء سوى إرضاء الشيطان والهوى وجلساء السوء، فإذا كان النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (ويل للذي يحدث القوم ثم يكذب ليضحكهم، ويل له، ويل له) [حديث حسن، رواه أحمد وغيره]، وهذا في الكذب الذي هو معصية، فكيف بالاستهزاء الذي هو كفر؟!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


◾ المصدر: صحيفة النبأ العدد 36
...المزيد

الاستهزاء بالدين.. حكمه وبعض صوره [2/2] وقد يكون القول أو الفعل صريحا في الاستهزاء، وقد يكون ...

الاستهزاء بالدين.. حكمه وبعض صوره

[2/2]

وقد يكون القول أو الفعل صريحا في الاستهزاء، وقد يكون غير ذلك، فالاستهزاء الصريح الواضح البيِّن كُفْر، يحكم فيه بكفر من قاله أو فعله، أما القول أو الفعل غير الصريح الذي يحتمل أكثر من معنى، فيستوقف صاحبه على قصده ومراده، فإن كان قصده من قوله أو فعله -المحتمل- المعنى الكفري فهو كافر، وإن كان قصده غير ذلك، فلا.

وعندما عدّ الإمام محمد بن عبد الوهاب الاستهزاء ناقضا صريحا من نواقض الإسلام العشرة، فقال: «الناقض السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو ثوابه أو عقابه كفر»، قال في آخر رسالة النواقض: «ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره».

كما لا فرق في الحكم بكفر الساب والمستهزئ بين قاصد الكفر وعدم قاصده، فقد يتذرع بعض من يسب أو يستهزئ بأنه لم يقصد السب والاستهزاء.

والدليل أن الله تعالى كفّر من استهزأ بالصحابة -رضوان الله عليهم- في غزوة تبوك ولم يقبل منهم ادعاءهم أنهم لم يقصدوا الكفر بما قالوا.

قال شيخ الإسلام: «وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كُفْر، كَفَر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرا، إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله» [الصارم المسلول].

وقال الشيخ سليمان آل الشيخ: «الذين قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، يعنون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه القراء، لم يقولوها من حيث لم يقصدوا الكفر، ولم يختاروه، وإنما قالوه على وجه المزح واللعب، فرفع ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد ارتحل وركب ناقته، فقالوا: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق، فقال: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون» [الدرر السنية].

وقال في شرحه لكتاب التوحيد -مبينا مراد المؤلف بباب (من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول): «أجمع العلماء على كفر من فعل شيئا من ذلك، فمن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه كفر ولو هازلا لم يقصد حقيقة الاستهزاء، إجماعا» [تيسير العزيز الحميد].

إذاً ما دام أمر السب والاستهزاء خطيرٌ خطير! فماالذي يجب على المسلم حيال السابين المستهزئين في دار الكفر؟

يجب عليه أولا أن يغضب لمحارم الله وينكر فعلهم ويمنعهم منه ويكفّرهم ويتبرّأ منهم، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم].
ومن الإنكار الواجب قتل المستهزئ أو الساب إن لم يتب من ردته، بالأخص إن كان كفره مما لا تقبل توبته في أحكام الدنيا، كساب الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه) [رواه البخاري]، وقتل هؤلاء من الجهاد في سبيل الله.

فإن لم يستطع ذلك، وجب عليه المفارقة فورا، امتثالا لقول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنعام: 68].

فإن لم ينكر، ولم يغير، ولم يفارق، فحكمه حكم المستهزئين السابين سواء بسواء، بنص قول الله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [سورة النساء: 140].

قال ابن كثير في تفسيره: «أي إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله وينتقص بها، وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه»، إلى أن قال: «وقوله {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} أي: كما اشتركوا في الكفر، كذلك شارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم».

هذا، وإن كان ثمة كلمة أخيرة، فنوجهها لمن وقعوا في شيء من هذا السب والاستهزاء، فنقول لهم:
توبوا إلى الله من ردتكم، وجددوا إسلامكم، وعظموا شعائر الله، ولا تستهينوا بحرماته، ذلكم خير لكم في الدنيا والآخرة.

واعلموا أن الضحك والمزاح والهزل والمرح -الذي هو أكبر سبب يدفعكم للاستهزاء- لن ينفعكم في شيء سوى إرضاء الشيطان والهوى وجلساء السوء، فإذا كان النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (ويل للذي يحدث القوم ثم يكذب ليضحكهم، ويل له، ويل له) [حديث حسن، رواه أحمد وغيره]، وهذا في الكذب الذي هو معصية، فكيف بالاستهزاء الذي هو كفر؟!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


◾ المصدر: صحيفة النبأ العدد 36
...المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً