الفوائد (21)- في عرش الرحمن وقلب عبده

منذ 2015-01-07

وخلق الله القلوب وجعلها محلًا لمعرفته ومحبّته وإرادته، فهي عرش المثل الأعلى الذي هو معرفته ومحبّته وإرادته، فهذا من المثل الأعلى، وهو مستوٍ على قلب المؤمن فهو عرشه، وإن لم يكن أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها وأبعدها من كل دنس وخبث؛ لم يصلح لاستواء المثل الأعلى عليه معرفة ومحبة وإرادة، فاستوى عليه مثل الدنيا الأسفل ومحبتها وإرادتها والتعلق بها، فضاق وأظلم وبعد من كمال هو فلاحه حتى تعود القلوب على قلبين: قلب هو عرش الرحمن ففيه النور والحياة والفرح والسرور، وقلب هو عرش الشيطان، فهناك الضيق والظلمة، فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال. وقد روى الترمذي وغيره عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إذا دخل النور القلب، انفسح وانشرح»، قالوا: "فما علامة ذلك يا رسول الله؟"، قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتجاني عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله». 

  • 5
  • 0
  • 15,681

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً