الفوائد (26)- في تفسير سورة التكاثر (1)
منذ 2015-01-09
أخلصت هذه السورة للوعد والوعيد والتهديد، وكفى بها موعظة لمن عقلها. فقوله تعالى:{أَلْهَاكُمُ} [التكاثر من الآية:1] أي شغلكم على وجه لا تعذرون فيه فإن الإلهاء عن الشيء هو الاشتغال عنه، فإن كان بقصد فهو محل التكليف، وإن كان بغير قصد كقوله صلى الله عليه وسلّم في الخميصة: « » (البخاري في الصلاة [1\575])، كان صاحبه معذورًا وهو نوع من النسيان. واللهو للقلب واللعب للجوارح، ولهذا يجمع بينهما، ولهذا كان قوله:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر:1] أبلغ في الذم من شغلكم، فإن العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه غير لاه به، فاللهو هو ذهول وإعراض.
- التصنيف:
- المصدر: