خالد بن عثمان السبت
خالد بن عثمان السبت
اقتباس من محاضرة وصيتي لكل محزون 3
ينبغي أن ندرك طبيعة هذه الحياة، فهذه الحياة كما وصفها الله ﷻ بقوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} فالإنسان يكابد في هذه الحياة، يخرج إليها باكياً، ويتجرع فيها الغصص، والأحزان، ويصيبه ما يصيبه من الآلام، والهموم، يشقى بلقمة العيش يجمعها، وإذا طال عمره فإنه يتجرع أحزان أهله، ثم بعد ذلك يخرج من الدنيا مبكياً عليه. هذه طبيعة الدنيا، فينبغي على العبد أن يدرك ذلك، فمن ظن أنها محلٌ للراحة، والسعادة، والأنس فهو مخطئ، فالراحة إنما تكون في الجنة، وقد سئل الإمام أحمد - رحمه الله -: متى يجد المؤمن طعم الراحة؟، قال: حين يضع أول قدمٍ في الجنة. [ اقتباس من محاضرة وصيتي لكل محزون ]
خالد بن عثمان السبت
اقتباس من محاضرة وصيتي لكل محزون 2
ينبغي على العبد المصاب أن يشهد حق الله عليه في البلوى، وحق الله هو الصبر، فهو مأمورٌ بأداء حقه، والله يقول: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} . [ اقتباس من محاضرة وصيتي لكل محزون]
خالد بن عثمان السبت
اقتباس من محاضرة: وصيتي لكل محزون 1
العبودية الحقة تقتضي أن نرضى بما رضي الله ﷻ به لنا، فلا يكون للعبد اعتراضٌ على الله، وعلى أقدار الله، وإنما يكون راضياً بما رضي له به مولاه. [اقتباس من محاضرة: وصيتي لكل محزون]
خالد بن عثمان السبت
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } آل عمران:8 هذا يدل أيضاً على حال الافتقار، فالعبد بحاجة إلى تثبيت الله عز وجل له، فهو لا يركن إلى نفسه طرفة عين، لا يركن إلى علمه ولا إلى تربيته ولا إلى بيئته، وإنما يلجأ إلى الله عز وجل ويخرج من حوله وطوله وقوته وقدراته وإمكاناته، وكما ذكرنا في الليلة الماضية مع الابتعاد عن أسباب الفتنة سواء كانت فتنة الشهوات أو فتنة الشبهات، يبتعد ويسلُك طُرق الهداية، ويسأل ربه ويُظهر الافتقار إليه، فالعبد لا يستغني عن ربه بحال من الأحوال. المصدر مجالس التدبر سورة آل عمران المجلس الثاني عشر
خالد بن عثمان السبت
المصائب والألام محيطة بالإنسان من كل جانب
المصائب والآلام محيطة بالإنسان من كل جانب وهذه طبيعة هذه الحياة ومن ظنَّ أن هذه الحياة دار يستريح الإنسان فيها ويجد بقيته من السعادة والهناء فهو غالط لا محالة. بل أن جميع المطالب لا تنال إلا بالصبر. فإن المطالب العالية من تحقيق إنجازات علمية، أو من تحقيق تجارة أو ربح، أو من أجل أن ينجح الإنسان في عمله، أو من أجل أن يربي أبناءه، أو أن يعمر داراً أو غير ذلك كل هذا بحاجة إلى ترويض النفس على الصبر. فأن صعود القمم لا بد له من مصابرة ومن بذل جهود كبيرة جبارة. وعلى قدر ما عند المرء من الصبر، يصل بأذن الله عز وجل. ومن قلَّ صبره، قلَّ ارتقاءه إلا ما شاء الله. المصدر المجلس الأول من الصبر في أعمال القلوب
خالد بن عثمان السبت
المكابدة
يقول الله عز وجل {لقد خلقنا الإنسان في كبد} سورة البلد: 4 فهو يكابد يخرج من بطن أمه باكياً يعاني آلام الولادة ثم بعد ذلك يخرج إلى هذه الدار بحرها وبردها وآلام العلل والإمراض التي تعتري الإنسان فيها وما يلم به من جوع وفقر وحاجات ومصائب يتغلب فيها صباح مساء يكابد في كل شي, يكابد في طلب لقمة العيش يخرج من الصباح الباكر ويعاني في طلبه , ويكابد لإقامة طاعة الله عز وجل فهي بحاجة إلى مجاهده كبيرة يجاهد فيها دواعي النفس إلى الإخلاد والكسل ويجاهد في التخلص من شهواته وأهوائه فلا يعصي الله تبارك وتعالى , والإنسان أيضاً بحاجة إلى مكابدة وصبر عظيم فيما يقع له من المصائب والآلام التي تنزل بعامة الناس أو تنزل به على وجه الخصوص لربما خسر في تجارته أو أصاب أمه أو إياه أو أبنائه أو قريبة مرض يعجز الأطباء عن علاجه بل لربما سماع اسم المرض يكفي في بيان حجم المصيبة التي تنزل بأهل هذا البيت . المصدر المجلس الأول من درس الصبر في أعمال القلوب
خالد بن عثمان السبت
من قواعد وأصول التدبر
تتنوع مطالب المتدبرين من تدبرهم للقرآن الكريم فمنهم من يقرؤه ليُرَقِّق قلبه، ويقرؤه آخر للوقوف على مواعظه ومواطن العِبَر فيه، ويقرؤه ثالث ليتعرف على مَحَابِّ الله ومَسَاخِطِه، وأوصاف أوليائه، وسِمَات أعدائه، وربما قرأه لمعرفة ربه ومولاه بأسمائه وصفاته ودلائل قدرته وعظمته، أو يقرأ لاستخراج هداياته المتنوعة من الحِكَم والأحكام والآداب وغيرها، فإن ذلك لا يُتَوَصَّل إليه إلا بالتدبر، ولا يصح الفصل بين هذه المطالب وبين التدبر بحال. المصدر: القواعد والأصول وتطبيقات التدبر