المصدر: فريق عمل طريق الإسلام

الجاهلية المنظمة لا يهزمها سوى إسلام منظم. 

وإن وعد الله لقائم لكل السالكين في الطريق، وإنه ما من أحد يؤذى في سبيل الله، فيصبر ويستيقن إلا نصره الله في وجه الطغيان في النهاية، وتولى عنه المعركة حين يبذل ما في وسعه، ويخلي عاتقه، ويؤدي واجبه.

وليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.

وفي ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء، ولا للفلتة العارضة: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}، وكل أمر لحكمة. ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تتكشف للنظرة الإنسانية القصيرة.

عندما نعيش لذواتنا، تبدو الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث نعى، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود. أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة، عميقة. تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض، إننا تربح أضغاف عمرنا الفردي في هذه الحالة نربحها حقيقة لا وهماً.

تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية، لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها، فهذا عرض للمرض وليس هو المرض، ولكن بسبب إفلاسها في عالم "القيم".

لا يعرف الإنسان قصر الحياة إلا قرب نهايتها.

تتبع كبيرة الحاكم وسترها، وتتبع صغيرة العالم وفضحها لا يجتمعان إلا في صاحب هوى .. الحق ميزانٌ لإنصاف الخلق، والخلق ليسوا بميزان لإنصاف الحق.

أعظم مقتول في زمن النبوة حمزة بن عبد المطلب قُتل ومُثِّل بجثته، رآه النبي صلى الله عليه وسلم فبكى وقال: «لن أُصاب بمثلك أبداً»، ولم يتخذ يوم مقتله حزناً ولا مأتماً.

معرفة وعورة الطريق قبل سلوكه مهمة للحذر والتصبر.

لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، أول كلمة سمعها النبي من ورقة بن نوفل حينما علم أنه نبي.
 

العقل الملحد يذم أي تصرف عبثي بلا هدف ويتجاهل أنه يؤمن أن وجوده كله عبث، فلماذا ينتقد عبث تصرفاته ووجوده كله عبث {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا}.