المصدر: فريق عمل طريق الإسلام
- مصر
- ar.islamway.net
ابن قيم الجوزية
الفوائد (57)- أن تعرفه ثم لا تحبه!
من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه، ثم تتأخر عن الإجابة. وأن تعرف قدر الربح في معاملته، ثم تعامل غيره. وأن تعرف قدر غضبه، ثم تتعرّض له. وأن تذوق ألم الوحشة ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته. وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره، ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه. وأعجب من هذا علمك أن لا بد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض، وفيما يبعدك عنه راغب.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (56)- ولسان القدر يقول!
سبق العلم بنبوة موسى وإيمان آسية فسيق تابوته إلى بيتها، فجاء طفل منفرد عن أم، إلى امرأة خالية عن ولد، فلله كم من القصة من عبرة، كم ذبح فرعون في طلب موسى من ولد، ولسان القدر يقول: لا نربيه إلا في حجرك.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (55)- الأنس بالله (2)
ومن كان فتحه في الخلوة لم يكن مزيده إلا منها، ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وإرشادهم كان مزيده معهم، زمن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه، وفي أي شيء استعمله كان مزيده في خلوته ومع الناس، فأشرف الأحوال أن لا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك ويقيمك فيه، فكن مع مراده منك ولا تكن مع مرادك منه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (54)- الأنس بالله (1)
من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف، ومن وجده بين الناس ووجده في الخلوة فهو معلول، ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود، ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (53)- يا بائعاً نفسه!
يا بائعاً نفسه بهوى من حبه ضنى، ووصله أذى، وحسنه إلى فناء، لقد بعت أنفس الأشياء بثمن بخس، كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خسة الثمن، حتى إذا قدمت يوم التغابن تبيّن لك الغبن في عقد التبايع، لا إله إلا الله سلعة، الله مشتريها، وثمنها الجنّة، والدلال الرسول، ترضى ببيعها مجز يسير مما لا يساوي كله جناح بعوضة.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (52)- ما لا عين رأت!
أخرج بالعزم من هذا الفناء الضيّق المحشو بالآفات إلى ذلك الفناء الرحب الذي فيه «
»، فهناك لا يتعذّر مطلوب ولا يفقد محبوب.ابن قيم الجوزية
الفوائد (51)- سِنَة الغفلة
لا بد من سِنَة الغفلة ورقاد الهوى، ولكن كن خفيف النوم فحراس البلد يصيحون: "دنا الصباح".
ابن قيم الجوزية
الفوائد (50)- نظرة لا تحل!
إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حرب، فاستتر منها بحجاب: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ...} [النور:30]، فقد سلمت من الأثر: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال} [الأحزاب:25].
ابن قيم الجوزية
الفوائد (49)- الذنوب
الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل.
محمد محمد بدري
خواطر شهر الميلاد-1-
أخي الحبيب :-....................
أنا أعلم أنك تصوم منذ سنوات عديدة ، فهل تحاول معي أن نجعل من رمضان هذا العام رمضاننا الأول ؟!!
إنه علي الأبواب، يكاد يطرقها ـ فهل نحاول أن يكون مختلفاً هذه المرة ؟
هل نجرب أن نقاوم تقاليد الطعام الذي يملأ الأفواه ؟
هل نحاول أن نقاوم عيوننا التي تلح علينا أن تنظر إلي البرامج و المسلسلات ؟
هل نحاول أن نجلس مع أنفسنا جلسة مراجعة نُبْحر فيها في مجاهل تلك الأنفس لنخرجها من سراديبها المظلمة إلي نور الهداية الجميل ؟
هل نراجع ماضياً قد ملأناه بالمعاصي فامتلأ بالهموم والمتاعب ؟
هل نحاول تغيير ما بأنفسنا ؛ لنفكر في المستقبل بعين الأمل ؟
د/محمد محمد بدري
علي الطنطاوي
تصدقوا ولو بشق تمرة
(تصدقوا ولو بشق تمرة) أحب أن أقول لكم يا أيها السامعون ويا أيتها السامعات إن كل واحد يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه. إذا لم يكن عندك يا سيدتي ألاَّ خمسة أرغفة وصحن (مجدرة)[طعام من البرغل -وهو القمح المجروش- مع العدس] تستطيعين أن تعطي رغيفاً لمن ليس له شيء. والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو، يستطيع أن يعطي منها قليلاً لصاحبة الأرغفة والمجدرة. والذي ليس عنده إلا أربعة ثياب مرقعة يعطي ثوباً لمن ليس له شيء، والذي عنده بذلة صالحة لم تخرق ولم ترقع ولكنه مل منها، وعنده ثلاث جدد من دونها، يستطيع أن يعطيها لصاحب الثياب المرقعة، ورب ثوب هو في نظرك قديم وعتيق بال، لو أعطيته لغيرك لرآه ثوب العيد، ولاتخذه لباس الزينة وهو يفرح به مثل فرحك أنت لو أن صاحب الملايين ملّ من سيارته الشفروليه طراز سنة 1953 بعد ما اشترى كاديلاك طراز 1958 فأعطاك تلك السيارة.
علي الطنطاوي
من أبواب الصدقة
(من أبواب الصدقة) ما لا ينتبه له أكثر الناس مع أنه هين، من ذلك التساهل مع البياع الذي يدور على الأبواب، يبيع الحضر أو الفاكهة أو البصل، فتاتي المرأة تناقشه وتساومه على الفرنك وتظهره (شطارتها) كلها، مع أنها قد تكون من عائلة تملك مئة ألف، وهذا المسكين لا تساوي بضاعته التي يدور نهاره ليبيعها، لا تساوي كلها عشر ليرات، ولا يربح منها إلا ليرتين، فيا أيها النساء أسألكن بالله، تساهلن مع هؤلاء البياعين، وأعطوهم ما يطلبون، وإذا خسرت الواحدة منكن ليرة فلتحسبها صدقة، إنها أفضل من الصدقة التي تعطى (للشحاد).