كناشة الفوائد (7): شهاب الدين أبو العباس

في البداية والنهاية [18/359]: "في ترجمة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبدالوهاب البكري، نسبة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كان لطيف المعاني، ناسخًا مطبقًا، يكتب في اليوم ثلاث كراريس، وكتب (البخاري) ثماني مرات، ويقابله، ويجلده، ويبيع النسخة من ذلك بألف ونحوه".

كناشة الفوائد (6): تفاوت الأفهام بين الأئمة

سئل الإمام يحيى القطان عن حديثٍ خالف فيه أربعةٌ سفيانَ الثوري، والأربعة هم: (زائدة، وأبو الأحوص، وإسرائيل، وشريك) فقيل للقطان في ذلك؟ قال: لو كان أربعة آلاف مثل هؤلاء كان الثوري أثبت منهم!

فلما سئل ابن مهدي نفس السؤال قال: هؤلاء اجتمعوا، وسفيان أثبت منهم، والإنصاف لا بأس به (كأنه رجح رواية الأربعة) (ينظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: [1/79]).

 

قلتُ: وهذا دليل على تفاوت الأفهام بين الأئمة، وأن على الباحث أن يجمع الأقوال، ولا يكتفي بقول ناقدٍ قد يكون من عادته التشدد، أو يكون تشدد في تلك الكلمة فحسب.

كناشة الفوائد (5): عسى أن يهيأ له خير

نقل ابن وهب عن الإمام مالك قوله: "ينبغي للعالم أن يألف -فيما أشكل عليه- قول: لا أدري فإنه عسى أن يهيأ له خير".

قلتُ: تأمل في كلمته في تعليل وصيته: "فإنه عسى أن يهيأ له خير"!

ثم قال ابن وهب: "وكنت أسمعه كثيرًا ما يقول: لا أدري، ولو كتبنا عن مالك: لا أدري لملأنا الألواح"! (ينظر: جامع بيان العلم وفضله: [2/839]).

أوتاد الثبات

أضر شيء على العالِم نقص العبادة، وأضر شيء على العابد نقص العلم، فالعلم والعبادة أوتاد الثبات.

العقل والعاطفة والعلم

من ساقت عاطفتُه عقَله وضَعَ آراءه في غير موضعها؛ فإذا زالت العاطفة تغيَّر، وظنَّ أنه زاد علماً؛ والحق أنه نَقُصَ عاطفةً، وعِلمُهُ لم يتغير.

نعمة العلم

نعمة العلم: هي حقيقة التفاضُل بين البشر {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ} [النمل:15].

الفوائد (35)- العلم والعمل والإخلاص

لو نفع العلم بلا عمل، لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص، لما ذم المنافقين.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (23)- إصلاح الخلل

ومضى نحو قرن ونصف من الحملات الصليبية، وأصبح الأمر أشد حرجًا، وصار بينا أن الحرب الصليبية توشك أن تؤوب بالإخفاق مرة أخرى. فانبعث منهم رجال يطلبون العلم والمعرفة في أرض الإسلام ما استطاعوا، في المشرق وفي الأندلس، وظهر رجال من طبقة "روجر بيكن" الإنجليزي، ممن شاموا العرب والعربية، وجاهدوا في التعلم جهاد المستميت بصبر ودأب، ليزيحوا عن أنفسهم وأهليهم غوائل الجهل. وهب رجال من الرهبان ذوي الحمية أحسوا بالخلل الواقع في الحياة المسيحية التي لم تحم رعاياهم من التساقط السهل في الإسلام على طول قرون، هبوا   لإصلاح هذا الخلل. فكان من أكبرهم رجل ذكي متوقد، جاهد جهادًا عظيمًا في سبيل دينه، أراد أن يزيل جهالة الرهبان والملوك، ويمكن لهم حجة مقنعة تحول بينهم وبين هذا الانبهار بالإسلام وثقافته وحضارته. ذلك الرجل هو "توما الإكويني" الإيطالي الكاثوليكي، وبذكائه وحميته وإخلاصه، استطاع أن يفهمه ويظفر به من كتاب الإسلام وعلمائه وفلاسفته ومتكلميه، كابن رشد وابن سينا وغيرهم، مريدًا بكل ذلك إصلاح الخلل الواقع في الحياة المسيحية. 

السعادة

السعادة هي أن يكون العلم المطلوب؛ هو العلم بالله وما يقرب إليه (النبوات ص [122]). 

العلم

العلم ما قام عليه الدليل، والنافع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم (تفسير سورة النور [ص 174]).

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (32)- سلاح العقل والعلم

وهذه الترك، وهم المسلمون، طلائع عالم إسلامي زاخر هائل مخيف غير معروف لهم ما في جوفه، مسيطر على رقعة متراحبة ممتدة من الأندلس إلى أطراف تحيط بأرض روسيا إلى جوف قارة آسية إلى جوف قارة أفريقية. وهم يعلمون الآن علمًا ليس بالظن أن السلاح، في هذه المرحلة الرابعة، ليس يغني غناءً حاسمًا، فقد وعظتهم المراحل الثلاث الأول، فنحوا أمره جانبًا إلى أن يحين حينه ويصبح قادرًا وحاسمًا. لم يهم، إذا إلا سلاح العقل والعلم والتفوق واليقظة والفهم وحسن التدبير، ثم المكر والدهاء واللين والمداهنة وترك الاستثارة، استثارة عالم ضخم مجهول ما في جوفه، ولا قبل لهم بتدفق أمواجه الزاخرة، والتي كان الترك الظافرون طلائعها الظاهرة لهم عيانًا في قلب أوربة. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (22)- علم الدنيا وعلم الآخرة

وانتبه بعض الرهبان والملوك وعقلاء الرجال، وبحثوا عن مخرج قبل أن يتفاقم الأمر. فكان بينا لعقلائهم أن سر قوة الحضارة الإسلامية هو العلم، علم الدنيا وعلم الآخرة. فعلم الآخرة، وهو الدين؛ مقنع لجماهير البشر، فهم يدخلونه طوعًا واختيارًا، وعلم الدنيا؛ كما رأوا هو الذي مكن لهذه الحضارة الإسلامية أن تمتلك هذه القوة الهائلة المتماسكة التي شعروا أنها مستعصية على الاختراق، وهذه الأبهة الهائلة التي تعيش فيها دار الإسلام. 

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً