وسم: محمد الفاتح
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (27)- وانساحت كتائب الإسلام!
وبغتة وقعت الواقعة في يوم الثلاثاء 20 جمادي الآخرة سنة 857 هـ، ودخل محمد الفاتح حصن المسيحية الشمالية المنيع الشامخ، مدينة القسطنطينية، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان. ودنت صلاة العصر، وقام أحد العلماء فأذن للصلاة، وصلى المسلمون في كنيسة أيا صوفيا ومن يومئذ حولت فصارت مسجدًا. انتشر الخبر كالبرق في أرجاء أوربة، ومادت الدنيا بالخبر، واهتزت دنيا المسيحية الأوربية هزة لم تعرف مثلها قط، ولم يبق عليها راهب ولا ملك ولا أمير ولا صعلوك إلا انتفض انتفاضة الغضب لدينه. وما هو إلا قليل حتى انطلق محمد الفاتح، وانساحت كتائب الإسلام في قلب أوربة، يا لها من فجيعة!! وكان ما كان..
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (17)- المأزق الضنك!
قارن بين إصرار مستميت على دفع هذا الخزي، وإماطة هذا الخوف والرعب، وإشعال نيران الغضب والحقد، بحمية تأنف من الاستكانة لذل وقهر أحدثه محمد الفاتح ورجاله من المسلمين الظافرين. ومن يومئذ بدأت أوربة تتغير، لتخرج من هذا المأزق الضنك، وبهمة لا تفتر ولا تعرف الكلل، بدأ الرهبان وتلاميذهم معركة آخرى أقسى معارك الحرب، معركة العلم والمعرفة الذي هيأ للمسلمين ما هيأ من أسباب الظفر والغلبة. لقد علموا الآن أن معركة السلاح لن تغني عنهم شيئًا، وهذه أمواج المسلمين تتدفق في قلب أوربة غربًا، ويدخل الإسلام سلمًا بلا إكراه جماهير غفيرة، كانوا بالأمس نصارى متحمسين في قتال المسلمين، الوثنين، كما أوهمهم الرهبان، فلم يغن هذا الإيمان عنهم شيًا.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (16)- واهتز العالم الأوربي
بطل عمل السلاح بالإخفاق واليأس، وخمدت الحروب تقريبًا بين الإسلام والصليبية نحو قرن ونصف قرن، ثم وقعت الواقعة! اكتسحت الأرض المسيحية في آسية في شمال الشام، ودخلت برمتها في حوزة الإسلام. وفي يوم الثلاثاء 20 من جمادي الأولى سنة 857هـ سقطت القسطنطينية عاصمة المسيحية، ودخلها محمد الفاتح بالتكبير والتهليل، وارتفع الآذان في طرف أوربة الشرقي. إذن، فقد وقعت الواقعة!! واهتز العالم الأوربي كله هزة عنيفة ممزوجة بالخزي والخوف والرعب والغضب والحقد.