لا خير فيما دون الصدق من الحديث

‏قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لا خير فيما دون الصدق من الحديث، من يكذب يفجر، ومن يفجر يهلك، قد أفلح من حفظ من ثلاث: الطمع، والهوى، والغضب "  الصمت لابن أبي الدنيا (495)

ما كذبت منذ علمت أن الكذب يشين صاحبه

‏كلَّم عمر بن عبد العزيز رحمه الله الوليد في شيء، فقال له: كذبت. فقال له عمر: «ما كذبت منذ علمت أن الكذب يشين صاحبه» 
الصمت لابن أبي الدنيا(525)

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (84)- نابليون السفاح!

وقيض الله لفرنسا قائدًا أوربيًا محنكًا مظفرًا شديد البأس، خواضًا لغمرات الموت، ضرسته الحروب في أوربة حتى صار اسمه مثيرًا للرعب في القلوب بأنه قائد لا يقهر، هو الصليبي المكيافلي المغامر المفتون الفاجر: نابليون، فلما فرغ من حروبه في أوربة منصورًا نصرًا مؤزرًا، أصاخ سمعه لنذير الاستشراق، ولنصحه وإرشاده، فقدر أن الحين قد حان ليكون أول قائد أوربي استطاع بقوته التي لا تقهر، أن يخترق قلب دار الإسلام من الشمال، وأن يداهم اليقظة التي أرقت منام الاستشراق، وأن يبطش بها في عقر دارها بطشة جبار عات لا يبقى على شيء، وفوق ذلك كله: أن يرد لفرنسا هيبتها التي ضاعت يوم طردتها برطنيا طردًا مخزيًا من دار الإسلام في الهند القصية البعيدة، وبذلك تتفرد فرنسا وحدها بالمجد السني الكله! وتكللها المسيحية الشمالية عندئذ بأكاليل الغار. 

الفوائد (37)- التقوى

التقوى ثلاث مراتب:

إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيد صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.

الفوائد (24)- تفريغ القلب مما يضاد الإيمان (2)

فكذلك القلب المشغول بمحبّة غير الله وإرادته، والشوق إليه والأنس به، لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه إلا بتفريغه من تعلّقه بغيره، ولا حركة اللسان بذكره، والجوارح بخدمته إلا إذا فرغها من ذكر غيره وخدمته، فإذا امتلأ القلب بالشغل بالمخلوق، والعلوم التي لا تنفع، لم يبق فيها موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه.

الفوائد (16)- الفاتحة وما تضمنته (4)

قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7]، يتضمّن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم، وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد، والانحراف إلى الطرف الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل.

الفوائد (5)- عين اليقين

عين اليقين نوعان: نوع في الدنيا، ونوع في الآخرة، فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب كنسبة الشاهد إلى العين. وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار، وفي الدنيا بالبصائر، فهو عين يقين في المرتبتين.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (54)- نشأة المستشرق (2)

كيف يجوز في عقل عاقل أن تكون بعض سنوات قلائل كافية لطالب غريب عن اللغة، وهذه حاله، أن يصبح محيطًا بأسرار اللغة وأساليبها الظاهر والباطنة، وبعجائب تصاريفها التي تجمعت وتداخلت على مر القرون البعيدة في آدابها، وأن يصبح بين عشية وضحاها مؤهلًا للنزول في ميدان المنهج وما قبل المنهج، كيف؟ من أن هذا الشرط صعب عسير على الكثرة الكاثرة من أبناء هذه للغة أنفسهم! كيف يجوز لعقل عاقل؟ هذا، مع أنه أيضًا تعلمها تلقيًا من أعجمي مثله، ولم يخالط أهلها مخالطة طويلة متمادية تتيح له التلقي عنهم تلقيًا يبصره ببعض هذه الأسرار! غاية ما يمكن أن يحوزه المستشرق في 20 أو 30 سنة، وهو مقيم بين أهل لسانه، أن يكون عارفًا معرفة ما بهذه اللغة، وأحسن أحواله عندئذ أن يكون في منزلة طالب عربي في الـ14 من عمره! أي هو في طبقة العوام الذين لا يعتد بأقوالهم أحد في ميدان المنهج و ما قبل المنهج. هذا على أن اللغة نفسها هي وعاء الثقافة، فهما متداخلان، فمحال أن يكون محيطًا بأسرارها، دون أن يكون محيطًا بثقافتها إحاطة تؤهله للتمكن من اللغة، فمن أين يكون المستشرق مؤهلًا لنزول هذا الميدان؟! 

الفوائد (2)- {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}

قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37]، وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفًا على مؤثر مقتض، ومحل قابل، وشرط لحصول الأثر، وانتقاء المانع الذي يمنع منه، تضمّنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه، فقوله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} إشارة إلى ما تقدّم من أول السورة وهذا هو المؤثّر، قوله {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} المراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله، وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} أي وجّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام. وقوله {وَهُوَ شَهِيدٌ} أي شاهد القلب حاضر غير غائب، وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير. فإذا حصل المؤثر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء، وانتقى المانع وهو اشتغال القلب، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر.

الفوائد (3)- {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} (1)

إذا كان التأثير إنما يتم بمجموع هذه، فما وجه دخول أداة (أو) في قوله {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} والموضع موضع واو الجمع لا موضع (أو) التي هي لأحد الشيئين. خرج الكلام بـ (أو) باعتبار حال المخاطب المدعو فإن من الناس من يكون حي القلب واعيه، تام الفطرة، فإذا فكّر بقلبه، وجال بفكره، دلّه قلبه وعقله على صحة القرآن، وأنه الحق، وشهد قلبه بما أخبر به القرآن، فكان ورود القرآن على قلبه نورًا على نور الفطرة، وهذا وصف الذين قيل فيهم {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور من الآية:35]، فهذا نور الفطرة على نور الوحي، وهذا حال صاحب القلب الحيّ الواعي، فصاحب القلب يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن، فيجدها كأنها قد كتبت فيه، فهو يقرأها عن ظهر قلب. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (53)- نشأة المستشرق! (1)

والمستشرق فتى أعجمي، ناشئ في لسان أمته وتعليم بلاده، مغروس في آدابها وثقافتها، حتى استوى رجلًا في العشرين من عمره أو 25، فهو قادر أو مفترض أنه قادر تمام القدرة على التفكير والنظر، ومؤهل أو مفترض أيضًا أنه مؤهل أن ينزل في ثقافته ميدان المنهج وما قبل المنهج بقدم ثابتة. نعم، هذا ممكن أن يكون كذلك؛ ولكن هذا الفتى يتحول فجأة عن سلوك هذه الطريق ليبدأ في تعليم لغة أخرى، (هي العربية هنا)، مفارقة كل المفارقة للسان الذي نشأ فيه صغيرًا، ولثقافته التى ارتضع لبانها يافعًا، يدخل قسم اللغات الشرقية في جامعة من جامعات الأعاجم، فيبتديء تعلم ألف باء تاء، ويتلقى العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وشعرها وسائر آدابها وتواريخها عن أعجمي مثه! وبلسان غير عربي، ثم يستمع إلى محاضر في آداب العرب أو أشعارها أو تاريخها أو دينها أو سياستها بلسان غير عربي، ويقضي في ذلك بعض سنوات قلائل، ثم يخرج لنا مستشرقًا يفتي في اللسان العربي، والتاريخ العربي، والدين العربي! عجب وفوق العجب!!

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (36)- السياحة في أرض الإسلام

فكان من الأهداف والوسائل بعثة أعداد كبيرة ممن تعلموا العربية وأجادوها إجادة ما، تخرج لتسيح في أرض الإسلام، وتجمع الكتب شراءً أو سرقة، وتلاقي العلماء، وتخالط العامة من المثقفين والدهماء، وتدون في العقول وفي القراطيس ما عسى أن ينفعهم في فهم هذا العالم الذي استعصى على المسيحية واستعلى قرونًأ طوالًا. يخرجون أفواجًا تتكاثر على الأيام، ويجوبون أرجاء هذا العالم، ويعودون لإتمام عملين عظيمين: إمداد علماء اليقظة بهذه الكنوز النفيسة من الكتب التي حازوها أو سطوا عليها، وإطلاعهم على ما وقفوا عليه فيها، باذلين كل جهد ومعونة في ترجمتها لهم، وفي تفسير رموزها بقدر ما استفادوا من العلم بها، وأيضًا إطلاع رهبان الكنيسة وملوكها على كل ما علموا من أحوال دار الإسلام، وما رأوه عيانًا فيها، وما لاحظوه استبصارًا.

 

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
12 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً