رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (41)- أهداف ووسائل

وكان ما كان.. فمع اليقظة ازدادت الأهداف وضوحًا وجلاءً، وازدادت الوسائل دقة وتحديدًا وشمولًا؛ الأهداف معروف لك الآن، أكبرها شأنًا هي اختراق دار الإسلام، ثم تمزيقها من قلبها، ثم الظفر بالكنوز الغالية التي كانت، ولم تزل، تراود كل قلب ينبض في أوربة بأحلام شرهة مسعورة إلى الغنى والثروة والمتاع، غرست بذورها في أعماق النفوس أحاديث العائدين من حملات الحروب الصليبية القديمة. أما الوسائل، فقد وضعت قواعد راسخة تجنبهم أخطاء المراحل الثلال السابقة التي منيت بالإخفاق. كان على هذه القواعد: تنحية السلاح جانبًا، بعد أن ثبت لهم إخفاقة في اختراق دار الإسلام، لأنه يستثير ما لا يعلمون مغبته من سوء العواقب. 

أسرار الصلاة (39)- لمن سمع الآذان

ما شرع لمن سمع الآذان: أن يقول كما يقول المؤذن، وأن يقول رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وأن يسأل الله لرسوله الوسيلة والفضيلة، وأن يبعثه المقام المحمود، ثم ليصل عليه، ثم يسأل حاجته، فهذه خمس سنن في إجابة المؤذن لا ينبغي الغفلة عنها.

بركةٌ متبادلة

يُرزق الآباء بسبب الأبناء، ويُرزق الأبناء بسبب الآباء، بركةٌ متبادلة {نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الأنعام من الآية:151]  {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء من الآية:31].​

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (30)- القرون الحديثة

وبغتة، كما كان اقتحام المسلمين قلب أوربة بغتة، تهاوت الحواجز التي كانت تمنع حرجة اليقطة والتنبيه في أعقاب الحروب الصليبية لأني تؤتي ثمارها، وخرجت أوربة من أصفاد القرون الوسطى، ودخلت بعد جهاد طويل مرير في القرون الحديثة كما يسمونها. ومع تقوض هذه الحواجز ظهرت براعيم الثمار الشهية، وبظهورها غضة ناضرة، زادت الحماسة وتعالت الهمم، ومهد الطريق الوعر، ودبت النشوة في جماهير المجاهدين، وتحددت الأهداف والوسائل وتبين الطريق. ومن يومئذ بدأ الميزان يشول، فارتفعت أحدى الكفتين شيئًا ما، وانخفضت الأخرى شيئًا ما. ارتفعت كفة أوربة بهذه اليقظة الهائلة الشاملة التي أحدثتها الهزائم القديمة والحديثة، وانخفضت كفة المسلمين بهذه الغفلة الهائلة الشاملة التي أحدثها الغرور بالنصر القديم وبالنصر الحديث وفتح القسطنطينية. وكذلك شال الميزان، وكانت فرحة محسوسة في جانب، وكانت غفلة لا تحس في جانب. تاريخ طويل مضى وغاب، وتريخ طويل سوف يأتي، ثم لا يعلم إلا الله متى يكون غيابه. 

أسرار الصلاة (30)- أسرار السجود

ثم شرع له أن يكبر ويدنو ويخرَّ ساجداً، ويُعطي في سجوده كل عضو من أعضائه حظَّه من العبودية، فيضع ناصيته بالأرض بين يدي ربه، مسندة راغماً له أنفه، خاضعاً له قلبه، ويضع أشرف ما فيه ـ وهووجهه ـ بالأرض ولاسيما وجه قلبه مع وجهه الظاهر ساجداً على الأرض معفِّراً له وجهه وأشرف ما فيه بين يدي سيِّده، راغماً أنفه، خاضعاً له قلبه وجوارحه، متذلِّلاً لعظمة ربه، خاضعاً لعزَّته، منيباً إليه، مستكيناً ذلاً وخضوعاً وانكساراً، قد صارت أعاليه ملويةً لأسافله.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (6)- طبيعة الميدان!

فهذا كما ترى، ميدان لا يطيق النزول في أرضه وبحقه، إلا ما أوتي حظًا وافرًا من البصر النافذ، والإخلاص المتجرد لطلب الحق وإدراكه. وبطبيعة هذه الميدان، تدخل نفس النازل في أرضه عاملًا حاسمًا في شطري ما قبل المنهج، تدخل أولًا عن طريق معرفة اللغة التي نشأ فيها صغيرًا، وتدخل ثانيًا من طريق الثقافة التي ارتضع لبانها يافعًا، وتدخل ثالثًا من طريق أهوائه ومنازعه التي يملك ضبطها أو لا يملكها بعد أن استوى رجلًا مبينًا عن نفسه. فهذا الثاث هو موضع المخافة، الذي يستوجب الحذر، ويقتضيك حسن التحري.

للعِلم شهوة وهوى

للعِلم شهوة وهوى؛ وهو أن يتعلّم الطالب منه ما يهوى لا ما يحتاجه الناس، فالله أرسل الرسل للناس بما يحتاجونه لا على ما يشتهونه. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (2)- المنهج الأدبي

ولكي لا تقع في الوهم والضلال، وكي لا يغرر بك أحد من المتشدقين من أهل زماننا هذا بالثرثرة، فاعلم أن حديثي هنا هو عن الذي يسمى "المنهج الأدبي" على وجه التحديد؛ أي: عن المنهج الذي يتناول الشعر والأدب بجميع أنواعه، والتاريخ، وعلم الدين بفروعه المخلتفة، والفلسلفة بمذاهبها المتضاربة، وكل ما هو صادر عن الإنسان إبانة عن نفسه وعن جماعته؛ أي يتناول ثقافتها المتكاملة المتحدرة إليه في تيار القرون المتطاولة والأجيال المتعاقبة. ووعاء ذلك كله ومستقره هو اللغة العربية واللسان لا غير.

يمحو النهار ظلمات الليل

إن كنت قد أسأت في ليلتك فأصلح في نهارك، فكما يمحو النهار ظلمات الليل..
كذلك يمحو الاستغفار وأعمال البر ظلمات الذنب.

الإلتفات زيغ!

الإلتفات زيغ، والتطلع إلي ما أمام المنظور: طغيان ومجاوزة. فكمال إقبال الناظر على المنظور ألا يصرف بصره عنه يمنة ولا يسره ولا يتجاوزه (مدارج [2/361]).

العدل والظلم

لا يُعلم العدل والظلم إلا بالعلم، فصار الدين كله: العلم والعدل وضد ذلك الظلم والجهل، قال الله تعالى {وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَـٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًۭا جَهُولًۭا} [الأحزاب من الآية:72] (المستدرك [5/125]).

إن الله لا يهدى كيد الخائنين

الخونة قد يستطيعون الإساءة إلى غيرهم فترة من الزمن وقد يتطاولون وسط الناس ويحسبون أن الجو قد خلا لهم، و هذه جهالة بالسنن والسير، فإن الله لا يهدى كيد الخائنين ولا يُصلح عمل المفسدين، تأكد أن الوثاق سيستمكن من أعناقهم يوماً طال الأجل أم قصر فإن ربك لبالمرصاد.

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
24 ذو الحجة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً