رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (78)- يقظتنا ويقظتهم (5)

وببديهة العقل، لم يكن للمسيحية الشمالية يومئذ خيار، طريق واحد لا غير، هو العمل السريع المحكم، واهتبال الغفلة المحيطة بهذه اليقظة الوليدة، كما حدثتك آنفًا، ومعاجلتها في مهدها قبل أن يتم تمامها ويستفحل أمرها، وتصبح قوة قادرة على الصراع والحركة والانتشار، فأن تم ذلك، فما هو إلا أن تعود الحرب بين الشمال والجنوب جذعة، وعندئذ لا يضمن أحد مغبة الصراع المشتعل بين سلاحين متكافئين، وثقافتين متكاملتين. لا يضمن أحد لأي الفئتين تكون الدولة والغلبة والسيادة ومرة أخرى أقول لك: لا تنظر الآن إلى الفرق الهائل الكائن اليوم بين الشمال المسيحي والجنوب الإسلامي. ولعلم الاستشراق يومئذ بهذه الحقيقة، كان فزعهم الأكبر. لا تنس هذا أبدًا، وكن على حذر من الضلال، ومن التضليل والتغرير الذي تعج به اليوم حياتنا هذه الأدبية الفاسدة، وألسنتها الثرثارة المتشدقة بأوهام (الأصالة والمعاصرة) و (القديم والجديد) و (الثقافة العالمية)، وبالقضية الهزلية: قضية موقفنا من الغرب! ياله من عار فاضح! وياله من عبث رزين متعاقل!

الفوائد (34)- الأُنس به

المخلوق إذا خِفْتَه استوحشت منه وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.

الفوائد (30)- إضاعة الوقت

إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

الفوائد (20)- العبودية

ومتى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء، لم يخفهم بعد ذلك، ولم يرجهم، ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين، المتصرف فيهم سواهم والمدبر لهم غيرهم، فمن شهد نفسه بهذا المشهد، صار فقره وضرورته إلى ربه وصفًا لازمًا له، ومتى شهد الناس كذلك لم يفتقر إليهم، ولم يعلق أمله ورجاءه بهم، فاستقام توحيده، وتوكله وعبوديته. ولهذا قال هود لقومه {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود:56].

الفوائد (11)- صفات أربع للمتقين

ثم أخبر عن تقريب الجنة من المتقين، وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع، إحداها: أن يكون أوابًا، أي رجّاعًا إلى الله من معصيته إلى طاعته، ومن الغفلة عنه إلى ذكره، سعيد بن المسيّب: "هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب". الثانية: أن يكون حفيظًا، قال قتادة: "حافظ لما استودعه الله من حقّه ونعمته". الثالثة: قوله {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْب} [ق:33]، يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد، ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه، ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه، فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله. الرابعة: قوله {وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق:33]، وحقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه. ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله {ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُود ِلَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق:34-35]. 

لطف الله للعبد

من لطف الله بالمؤمنين أن جعل في قلوبهم احتساب الأجر؛ فخفَّت مصائبهم، وهان ما يلقون من المشاق في حصول مرضاته . [ المواهب الربانية صـ ٧٤ ]

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (54)- نشأة المستشرق (2)

كيف يجوز في عقل عاقل أن تكون بعض سنوات قلائل كافية لطالب غريب عن اللغة، وهذه حاله، أن يصبح محيطًا بأسرار اللغة وأساليبها الظاهر والباطنة، وبعجائب تصاريفها التي تجمعت وتداخلت على مر القرون البعيدة في آدابها، وأن يصبح بين عشية وضحاها مؤهلًا للنزول في ميدان المنهج وما قبل المنهج، كيف؟ من أن هذا الشرط صعب عسير على الكثرة الكاثرة من أبناء هذه للغة أنفسهم! كيف يجوز لعقل عاقل؟ هذا، مع أنه أيضًا تعلمها تلقيًا من أعجمي مثله، ولم يخالط أهلها مخالطة طويلة متمادية تتيح له التلقي عنهم تلقيًا يبصره ببعض هذه الأسرار! غاية ما يمكن أن يحوزه المستشرق في 20 أو 30 سنة، وهو مقيم بين أهل لسانه، أن يكون عارفًا معرفة ما بهذه اللغة، وأحسن أحواله عندئذ أن يكون في منزلة طالب عربي في الـ14 من عمره! أي هو في طبقة العوام الذين لا يعتد بأقوالهم أحد في ميدان المنهج و ما قبل المنهج. هذا على أن اللغة نفسها هي وعاء الثقافة، فهما متداخلان، فمحال أن يكون محيطًا بأسرارها، دون أن يكون محيطًا بثقافتها إحاطة تؤهله للتمكن من اللغة، فمن أين يكون المستشرق مؤهلًا لنزول هذا الميدان؟! 

الذي يعرف الحق

الذي يعرف الحق ولا يتبعه غاوٍ يشبه اليهود؛ والذي يعبد الله من غير علم وشرع هو ضال يشبه النصارى (مجموع الفتاوى [7/633]).

الأدعية الشرعية والأذكار

في الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية: غاية المطالب الصحية، ونهاية المقاصد العلميّة، ولا يعدل عنها إلا غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعدٍ (مجموع الفتاوى [22/511]). 

اقتباس من محاضرة وصيتي لكل محزون 3

ينبغي أن ندرك طبيعة هذه الحياة، فهذه الحياة كما وصفها الله  بقوله:  {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} فالإنسان يكابد في هذه الحياة، يخرج إليها باكياً، ويتجرع فيها الغصص، والأحزان، ويصيبه ما يصيبه من الآلام، والهموم، يشقى بلقمة العيش يجمعها، وإذا طال عمره فإنه يتجرع أحزان أهله، ثم بعد ذلك يخرج من الدنيا مبكياً عليه. هذه طبيعة الدنيا، فينبغي على العبد أن يدرك ذلك، فمن ظن أنها محلٌ للراحة، والسعادة، والأنس فهو مخطئ، فالراحة إنما تكون في الجنة، وقد سئل الإمام أحمد - رحمه الله -: متى يجد المؤمن طعم الراحة؟، قال: حين يضع أول قدمٍ في الجنة. [ اقتباس من محاضرة وصيتي لكل محزون ]

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (46)- بصفتين لابد منهما

والمستشرقون المتبتلون، بلا شك عندهم، هم أهل خبرة بكل ما في دار الإسلام قديمًا، وما هو كائن فيها حديثًا، من دقيق العلوم عند خاصة المسلمين، إلى خفي أحوال المسلمين من عاداتهم ومعايشهم وطرائق أفكارهم وخصائص حياتهم، إلى علم وثيق شأن دولهم وأقاليمهم وبلدانهم التي تغطي أكبر رقعة من الأرض. فكل دارس منهم مأمون عند كل أوربي، مأمون على ما يقوله، مصدق فيما يقوله، في أمور لا سبيل لأحد منهم إلى معرفتها، لأنها تتعلق بأقوام لسانهم غير لسانهم، ولا يقوم بها إلا دارس صابر ذو معرفة بهذا اللسان الغريب، متصف بصفتين لابد منهما حتى يكون مصدقًا: الصفة الأولى: أن في قلبه كل الحمية التى أثارها الصراع ين المسيحية المحصورة في الشمال، وبين دار الإسلام الممتنعة على الاختراق على مدى عشرة قرون على الأقل، الصفة الثانية: أن في صميم قلبه كل ما تحمله قلوب خاصة الأوربين وعامتهم، وملوكهم وسوقتهم، من الأحلام البهيجة والأشواق الملتهبة إلى حيازة كل ما في دار الإسلام من كنوز العلم والثروة والرفاهية والحضارة. 

محاسبة النفس

 من أحب أن ينظر حالته بعد الموت في القبر والبرزخ والمحشر، فلينظر إلى عمله : أقبلَ أو أدبرَ.. "مجموع المعلمي" ٢٢/ ١١١

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
3 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً