فترة إمهال

يكون بين دعوة المظلوم وإجابتها فترة إمهال تقصر أو تطول، لأسباب منها اللطف بالظالم وإمهاله ليرجع لأن له أعمالًا صالحة تؤجل عقوبته.

الغيبة

كم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين وكم أحبطت من أجور العاملين وكم جلبت من سخط رب العالمين. 

الفوائد (72)- إذا جن الليل!

إذا جن الليل تغالب النوم والسهر، فالخوف والشوق في مقدم عسكر اليقظة، والكسل والتواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل العزم حمل على الميمنة وانهزمت جنود التفريط، فما يطلع الفجر إلا وقد قسمت السهمان وبردت الغنيمة لأهلها.

الإنسان بين العقل والشهوة

قال بعض السلف: خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم .

أيها الفقير إلى ربه

ربما ظن أحدنا أنه محتاج إلى لطف اللطيف- سبحانه - في النوازل والمدلهمات، وعند حلول البلاء فقط، مع أنه لو تدبر حاله وفقره، وعجزه وضعفه، وما يحيط به من فتن وأخطار، وحوادث ومشكلات في كل لحظة، لعلم أنه غير مستغن عن اللطيف - جل وعلا - طرفة عين.

فيأيها الفقير إلى ربه، المسيكين بين يدي مولاه، المحتاج إلى بره وعطائه وحفظه ولطفه:-

"اعلم أن من هو في البحر على لوحٍ، ليس هو بأحوج إلى الله تعالى وإلى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله.

فإن الأسباب التي ظهرت له بيد الله تعالى، كما أن أسباب نجاة هذا الغريق بيده.

فإذا حققت هذا في قلبك، فاعتمد على الله -عز وجل- اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاةٍ غير الله تعالى "

( الوصية لابن قدامة ص 65 )

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (85)- نابليون السفاح! (2)

هوى نابليون هوي العقاب على مهد اليقظة في الديار المصرية، هوى على الإسكندرية فجأة بجحافله وأساطيله مزودة بكل أداة للحرب جديدة مما تمخض عنه علم أوربة يومئذ، مصطحبًا معه عشرات من صغار المستشرقين وكبارهم، وطائفة من العلماء في كل علم وفن، معهم كل غريبة مما كشف عنه العلم المستحدث. فاستباح الإسكندرية ودمر ما دمر، ثم طوى الأرض طيًا مكتسحًا في طريقه شمال مصر، حتى دخل القاهرة في العاشر من صفر سنة 1213هـ. وذعر الخلق، فبدأ يداهن الناس، وحاول أن يستميل المشايخ في رجال الأزهر، كي يستجيبوا لمحاله ومخاتلته، فلما رأي امتناعهم على تطاول الأيام، عجل فأطلق جنوده الغزاة، ليطفئوا ما استقر في قلوبهم من نار الأحقاد المتوارثة على دار الإسلام. 

الفوائد (45)- تولد الطاعة ونموها وتزايدها

مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها، كمثل نواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت فأكلت ثمرها، وغرست نواها، فكلما أثمر منها شيء، جنيت ثمره، وغرست نواه. وكذلك تداعي المعاصي، فليتدبّر اللبيب هذا المثال، فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (37)- المستشرقين

ومن يومئذ نشأت هذه الطبقة من الأوربيين الذي عرفوا فيما بعد باسم (المستشرقين) وهم أهم وأعظم طبقة تمخضت عنها اليقظة الأوربية، لأنهم جند المسيحية الشمالية، الذين وهبوا أنفسهم للجهاد الأكبر، ورضوا لأنفسهم أن يظلوا مغمورين في حياة بدأت تموج بالحركة والغنى والصيت الذائع، وحبسوا أنفسهم بين الجدران المخفية وراء أكداس من الكتب، مكتوبة بلسان غير لسان أممهم التي ينتمون إليها، وفي قلوبهم كل اللهيب الممض الذي في قلب أوربة، والذي أحدثته فجيعة سقوط القسطنطينية في حوزة الإسلام، ولكن لا هم لهم ليلًا ولا نهارًا إلا حيازة كنوز علم دار الإسلام بكل سبيل، تتوهج أفئدتهم نارًا أعتى من كل ما في قلوب رهبان الكنيسة، ولكنهم كانوا يملكون من القدرة الخارقة أن يخالطوا أهل الإسلام في ديارهم، وعلى وجوههم سيمياء البراءة واللين والتواضه وسامة طوية البشر.

أسرار الصلاة (40)- وسرُّ الصلاة!

وسرُّ الصلاة وروحها ولبُّها، هو إقبال العبد على الله بكليّته فيها، فكما أنه لا ينبغي أن يصرف وجهه عن القبلة إلى غيرها فيها، فكذلك لا ينبغي له أن يصرف قلبه عن ربِّه إلى غيره فيها. بل يجعل الكعبة ـالتي هي بيت الله ـ قبلة وجهه وبدنه، ورب البيت تبارك وتعالى قبلة قلبه وروحه، وعلى حسب إقبال العبد على الله في صلاته، يكون إقبال الله عليه، وإذا أعرضَ أعرض الله عنه، كما تدين تُدان.

أسرار الصلاة (32)- بنيت الصلاة على خمس

ولما بنيت الصلاة على خمس: القراءة والقيام والركوع والسجود والذكر، سمّيت باسم كل واحد من هذه الخمس: فسمّيت قياماً لقوله: {قُمِ ٱلَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًۭا} [المزمل:2]، وقراءة لقوله: {وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًۭا} [الإسراء من الآية:78]، وسمّيت ركوعاً لقوله: {وَٱرْكَعُوا۟ مَعَ ٱلرَّ‌ ٰكِعِينَ} [البقرة من الآية:43]، وسجوداً لقوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} [الحجر من الآية:98]، وذكراً لقوله: {فَٱسْعَوْا۟ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ} [الجمعة من الآية:9]. وأشرف أففعالها السجود، وأشرف أذكارها القراءة.

أسرار الصلاة (33)- أسرار الجلوس بين السجدتين

ولما كان هذا الاعتدال محفوفاً بسجودين؛ سجود قبله، وسجود بعده، فينتقل من السجود إليه، ثم منه إلى السجود الآخر، كان له شأن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل الجلوس بين السجدتين بقدر السجود يتضرع إلى ربه فيه، ويدعوه ويستغفره، ويسأله رحمته، وهدايته ورزقه وعافيته، وله ذوق خاص، وحال للقلب غير ذوق السجود وحالهن؛ فالعبد في هذا القعود يتمثَّل جاثياً بين يدي ربه، مُلقياً نفسه بين يديه، مُعتَذراً إليه مما جَناَه، راغباً إليه أن يغفر له ويرحمه، مستَعدياً له على نفسه الأمَّارة بالسوء.

أسرار الصلاة (10)- كمل مراتب الطهارة

وشرع النبي صلى الله عليه وسلم للمتطهِّر أن يقول بعد فراغه من الوضوء أن يتشهد ثم يقول: «اللهم اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهرين»، فكمَّل له مراتب العبدية والطهارة، باطنًا وظاهرًا، فإنه بالشهادة يتطهر من الشرك، وبالتوبة يتطهر من الذنوب، وبالماء يتطهر من الأوساخ الظاهرة. فشرع له أكمل مراتب الطهارة قبل الدخول على الله عز وجل، والوقوف بين يديه، فلما طهر ظاهرًا وباطنًا، أذن له بالدخول عليه بالقيام بين يديه وبذلك يخلص من الإباق.

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
15 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً