عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (5): عسى أن يهيأ له خير
نقل ابن وهب عن الإمام مالك قوله: "ينبغي للعالم أن يألف -فيما أشكل عليه- قول: لا أدري فإنه عسى أن يهيأ له خير".
قلتُ: تأمل في كلمته في تعليل وصيته: "فإنه عسى أن يهيأ له خير"!
ثم قال ابن وهب: "وكنت أسمعه كثيرًا ما يقول: لا أدري، ولو كتبنا عن مالك: لا أدري لملأنا الألواح"! (ينظر: جامع بيان العلم وفضله: [2/839]).
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (1) في قصة ومعنى (كناشة النوادر)
قال الأستاذ عبدالسلام هارون (ت: 1408هـ) في كتابه (كناشة النوادر) ص: [5]:
"تراثنا العربي زاخر بأنواع شتي من المعارف، بها جلاء لكثير من غوامض العلم، كما أنه مشحون بالطرائف وغذاء الذهن والروح واللسان أيضًا.
وكثيرًا ما يقرأ الإنسان شيئًا فيعجبه، ويظن أنه قد علق بذاكرته، فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم وضاع معه مفتاحه فأنتهي إلى حيرة في استعادته واسترجاعه.
والباحثون -ولاسيما في أيامنا هذه- يقيدون هذه المعارف في جذاذات، يرجعون إليها عند الحاجة، ولكني سلكت طريقًا أوثق من طريق الجذاذات، هو دفتر الفهرس وهو الذي سميته (كناشة النوادر) أقيد فيها رؤوس المسائل، مرتبة علي حروف الهجاء مقرونة بمراجعها، وقد وجدت أن هذه التسمية -مع ما فيها من التوليد أو التعريب- أقرب في الدلالة وأدق في التعبير؛ ففي القاموس: كناشات بالضم والشد: الأصول التي تتشعب منها الفروع.
وعلق صاحب تاج العروس بقوله: نقله الصاغاني عن ابن عباد.
إذن فهنا أصل عربي يولد منه كناشة الأوراق.
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
الفكر الليبرالي
كل عقيدة ورأي جاءت به الأمم السابقة وعارضه الأنبياء وجاهدوهم عليه، يجب أن يكون مشروعًا لأصحابه في الفكر الليبرالي، ومواجهته تزمت وغلو وتطرف.
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
النفاق الأكبر
من النفاق الأكبر؛ كراهة الاحتجاج بالقرآن {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} [الحج:72]
ابن قيم الجوزية
أسرار الصلاة (43)- فقيل له مسلم!
ولما كان العبد بين أمرين من ربه عز وجل:
أحدهما: حكم الرب عليه في أحواله كلها ظاهراً وباطناً، واقتضاؤه من القيام بعبودية حكمه، فإن لكلّ حكم عبودية تخصه، أعني الحكم الكوني القدري، والثاني: فعل، يفعله العبد عبودية لربه، وهو موجب حكمه الديني الأمري.
وكلا الأمرين يوجبان بتسليم النفس إلى الله سبحانه، ولهذا اشتق له اسم الإسلام من التسليم، فإنه لما سلّم لحكم ربه الديني الأمري، ولحكمه الكوني القدري، بقيامه بعبودية ربه فيه لا باسترساله معه في الهوى، والشهوات، والمعاصي، ويقول: قدَّر عليّ استحق اسم الإسلام فقيل له: مسلم.
ابن قيم الجوزية
أسرار الصلاة (7)- وإذا يبس القلب..
وإذا يبس القلب تعطلت الأغصان من أعمال البِّر؛ لأن مادة القلب وحياته قد انقطعت منه فلم تنتشر في الجوارح، فتحمل كل جارحة ثمرها من العبودية، ولله في كل جارحة من جوارح العبد عبودية تخُصُّه، وطاعة مطلوبة منها، خلقت لأجلها وهيئت لها.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (38)- جرى على العبد مقدور يكرهه
إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد:
الأوّل: مشهد التوحيد، وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
الثاني: مشهد العدل، وأنه ماض فيه حكمه، عدل فيه قضاؤه.
الثالث: مشهد الرحمة، وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه، ورحمته حشوه أي ظاهره بلاء وباطنه رحمة.
الرابع: مشهد الحكمة، وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك، لم يقدّره سدى ولا قضاه عبثًا.
الخامس: مشهد الحمد، وأن له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه.
السادس: مشهد العبوديّة، وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده، فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة، فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه.
رفاعي سرور
مصلحة الدعوة
الذين يفسرون مصلحة الدعوة بالحرص على حياة الدعاة فحسب هم أصحاب التصور الناقص الذي لا يعدو أن يكون فلسفة للجبن أو للارتداد عن سبيل الله. والذين يندفعون إلى الموت برغبتهم النفسية دون اعتبار لمصلحة الدعوة إنما يبددون بذلك الاندفاع والتهور طاقة الدعوة وإمكانياتها.
أبو الفرج ابن الجوزي
البلايا على مقادير الرجال
البلايا على مقادير الرجال. فكثير من الناس تراهم ساكتين، راضين بما عندهم من دين ودنيا، وأولئك قوم لم يُرادوا لمقامات الصبر الرفيعة، أو علم ضعفهم عن مقاومة البلاء فلطف بهم.
الرضا عن النفس
قال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله: "أصل كل معصية وغفلة وشهوة.. الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة.. عدم الرضا منك عنها. ولأن تصحب جاهلًا لا يرضى عن نفسه، خير لك من أن تصحب عالمًا يرضى عن نفسه".
ابن قيم الجوزية
الفوائد (76)- المعاصي
المعاصي سد في باب الكسب، و«إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» (صحيح ابن ماجة [4022]).
الفجر 00:00 | الظهر 00:00 | العصر 00:00 | المغرب 00:00 | العشاء 00:00 |