العلم وثقله

العلم ثقيلٌ في طرفيه تلقِّيًا وتبليغًا، وشاهده في التَّنزيل: ﴿ إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ﴾، ومن ثقل أمره عليه، وابتغى ادِّعاءً النِّسبةَ إليه؛ حملته دعواه على سلوك الطُّرق العوجاء، فعاجله الله بما يستحقُّ من الجزاء.

الأمنيات

تتعلَّق نفوسنا بأُمنيات، ويجري فينا ما قدَّره ربُّنا؛ فلا غنى لنا عن دعائه وسؤاله والتَّضرع إليه، فإذا تاقت نفوسكم لأُمنياتكم فردُّوها إلى ربِّكم، ثمَّ لا تعجلوا، وارضوا بما كتب لكم.

والمتعة في العلم أمتع

" ولا بد أن اقتنع بما وصلت إليه فإذا اقتنعت به كتبته وفرق شاسع بين أن تكتب مما قرأت وأن تكتب مما وجدت، وتحصيل العلم شاق جدًا ومشقته متعة والكشف عن غائبه أشق والمتعة فيه أمتع ."  المصدر كتاب: آل حم الجاثية - الأحقاف دراسة في أسرار البيان  صفحة 319

الترحيب بالهم

«في الغالب: كلُّ شيءٍ تُرَحِّبُ به يقيم عندك، حتى الهم، والغم.»  المصدر: استدعاء السعادة من كتاب الشذرات

السعادة قريبة التناول

«السعادة لا تكمن في نجاح كبير، أو تحقق أمنية عظيمة؛ فذلك قد يطول انتظاره، وقد لا يتحقق؛ السعادة قريبة التناول، وقد تتحقق بنجاحات صغيرة، وقد تلتمس من كلمات، أو مواقف يسيرة.»  المصدر: استدعاء السعادة من كتاب الشذرات

العقل الراجح والمشاعر

«السيطرة على المشاعر حال الغضب والرضا يحتاج إلى عقل راجح، وتدبر للعواقب، ولا يُحْكِم هذا الأمر إلا عاقل مُجَرِّب موفق كأنه ينظر إلى الغيب من ستر رقيق.»  المصدر: استدعاء السعادة من كتاب الشذرات

الصبر عند الصدمة الأولى

«المصائب كالسياط يشتد أَلَمُها أولَ وقوعِها، ثم لا يلبث أن يضعف شيئاً فشيئاً؛ لذا فإن الصبر الحقيقي إنما يكون عند الصدمة الأولى. »  المصدر: استدعاء السعادة من كتاب الشذرات

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (78)- يقظتنا ويقظتهم (5)

وببديهة العقل، لم يكن للمسيحية الشمالية يومئذ خيار، طريق واحد لا غير، هو العمل السريع المحكم، واهتبال الغفلة المحيطة بهذه اليقظة الوليدة، كما حدثتك آنفًا، ومعاجلتها في مهدها قبل أن يتم تمامها ويستفحل أمرها، وتصبح قوة قادرة على الصراع والحركة والانتشار، فأن تم ذلك، فما هو إلا أن تعود الحرب بين الشمال والجنوب جذعة، وعندئذ لا يضمن أحد مغبة الصراع المشتعل بين سلاحين متكافئين، وثقافتين متكاملتين. لا يضمن أحد لأي الفئتين تكون الدولة والغلبة والسيادة ومرة أخرى أقول لك: لا تنظر الآن إلى الفرق الهائل الكائن اليوم بين الشمال المسيحي والجنوب الإسلامي. ولعلم الاستشراق يومئذ بهذه الحقيقة، كان فزعهم الأكبر. لا تنس هذا أبدًا، وكن على حذر من الضلال، ومن التضليل والتغرير الذي تعج به اليوم حياتنا هذه الأدبية الفاسدة، وألسنتها الثرثارة المتشدقة بأوهام (الأصالة والمعاصرة) و (القديم والجديد) و (الثقافة العالمية)، وبالقضية الهزلية: قضية موقفنا من الغرب! ياله من عار فاضح! وياله من عبث رزين متعاقل!

الفوائد (14)- الفاتحة وما تضمنته (2)

فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور، وقد تضمنّتها سورة الفاتحة وانتظمتها أكمل انتظام. فإن قوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2-4]، يتضمّن الأصل الأول وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله. والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى، وهي اسم (الله والرب والرحمن). فاسم (الله) متضمّن لصفات الألوهيّة، واسم (الرب) متضمّن لصفات الربوبية، واسم (الرحمن) متضمن لصفات الإحسان والجود والبر. ومعاني أسمائه تدور على هذا. وقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]، يتضمّن معرفة الطريق الموصلة إليه، وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبّه ويرضاه، واستعانته على عبادته. 

الفوائد (11)- صفات أربع للمتقين

ثم أخبر عن تقريب الجنة من المتقين، وأن أهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع، إحداها: أن يكون أوابًا، أي رجّاعًا إلى الله من معصيته إلى طاعته، ومن الغفلة عنه إلى ذكره، سعيد بن المسيّب: "هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب". الثانية: أن يكون حفيظًا، قال قتادة: "حافظ لما استودعه الله من حقّه ونعمته". الثالثة: قوله {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْب} [ق:33]، يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد، ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه، ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه، فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله. الرابعة: قوله {وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق:33]، وحقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه. ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله {ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُود ِلَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق:34-35]. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (29)- منزلة الدين الراسخ!

وكذلك رسخت في العظام الحية، لا في النفوس وحدها ولا في العقول، بغضاء سارية مشتعلة للفظ الترك (أي المسلمين)، لا تزداد على الأيام إلا توهجًا وانتشارًا، ونزلت من النفوس منزلة الدين الراسخ في أعماق الفطرة. وهذه البغضاء المشتعلة  النافذة في غور العظام هي التي دفعت أوربة دفعًا إلى طلب المخرج من المأزق الضنك، وهي التي أيقظت الهمم، يقظة لا تعرف الإغماض. وباليقظة المتوهجة دار الصراع في جنبات أوربة بين جميع القوى التي كانت تحكم الجماهير الهمج الهامج. ومن قلب هذا الصراع خرجت طبقة إصلاح خلل المسيحية الشمالية مرة أخرى، وخرج أيضًا صراع اللغات واللهجات المتبانية، طلبًا لاستقرار لغة موحدة لكل إقليم، وإخراج سيطرة اللاتينية العتيقة من طريق الرهبان والعلماء والكتاب، لكي يمكن نشر التعليم على أوسع نطاق بين جماهير الهمج الهامج من رعايا الكنيسة، وتاريخ طويل حافل متنوع وجهاد مرير قاس، في سبيل اليقظة العامة، والتنبه والتجمع لإعداد أمة مسيحية قادرة على دفع رعب الترك عن أرض أوربة المقدسة. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (27)- وانساحت كتائب الإسلام!

وبغتة وقعت الواقعة في يوم الثلاثاء 20 جمادي الآخرة سنة 857 هـ، ودخل محمد الفاتح حصن المسيحية الشمالية المنيع الشامخ، مدينة القسطنطينية، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان. ودنت صلاة العصر، وقام أحد العلماء فأذن للصلاة، وصلى المسلمون في كنيسة أيا صوفيا ومن يومئذ حولت فصارت مسجدًا. انتشر الخبر كالبرق في أرجاء أوربة، ومادت الدنيا بالخبر، واهتزت دنيا المسيحية الأوربية هزة لم تعرف مثلها قط، ولم يبق عليها راهب ولا ملك ولا أمير ولا صعلوك إلا انتفض انتفاضة الغضب لدينه. وما هو إلا قليل حتى انطلق محمد الفاتح، وانساحت كتائب الإسلام في قلب أوربة، يا لها من فجيعة!! وكان ما كان.. 

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
20 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً