الفوائد (36)- دافع الخطرة

دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة، فان لم نفعل صارت شهوة. فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة، فإن لم تدافعها صارت فعلًا، فإن لم تتداركها بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.

الفوائد (30)- إضاعة الوقت

إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

الفوائد (14)- الفاتحة وما تضمنته (2)

فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور، وقد تضمنّتها سورة الفاتحة وانتظمتها أكمل انتظام. فإن قوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2-4]، يتضمّن الأصل الأول وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله. والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى، وهي اسم (الله والرب والرحمن). فاسم (الله) متضمّن لصفات الألوهيّة، واسم (الرب) متضمّن لصفات الربوبية، واسم (الرحمن) متضمن لصفات الإحسان والجود والبر. ومعاني أسمائه تدور على هذا. وقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]، يتضمّن معرفة الطريق الموصلة إليه، وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبّه ويرضاه، واستعانته على عبادته. 

الذي يعرف الحق

الذي يعرف الحق ولا يتبعه غاوٍ يشبه اليهود؛ والذي يعبد الله من غير علم وشرع هو ضال يشبه النصارى (مجموع الفتاوى [7/633]).

لا يكون

ما لا يكون بالله لا يكون، وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم (مجموع الفتاوى [8/329]).

الصلاة

الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه (العبودية ص [99]). 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (38)- الاستعمار والتبشير

وبفضل هؤلاء المتبتلين المنقطعين عن زخرف الحياة الجديدة، وبفضلهم وحدهم، وبفضل ملاحظاتهم التي جمعوها من السياحة في دار الإسلام ومن الكتب، وبذلوها لملوك المسيحية الشمالية، نشأت طبقة الساسة الذين يعدون ما استطاعوا من عدة لرد غائلة الإسلام ثم قهره في عقر دياره، ولتحقيق الأحلام والأشواق التي كانت تخامر قلب كل أوربي، أن يظفر بكنوز الدنيا المدفونة في دار الإسلام وما وراء دار الإسلام، وهم الذي عرفوا فيما بعد باسم رجال (الاستعمار)، وبفضلهم وحدهم، وبفضل ملاحظاتهم التي زودوا بها رهبان الكنيسة، ثارت حمية الرهبان، ونشات الطائفة التي نذرت نفسها للجهاد في سبيل المسيحية، وللدخول في قلب العالم الإسلامي لكي تحول من تستطيع تحويله عن دينه إلى المللة المسيحية، وأن ينتهي الأمر إلى قهر الإسلام في عقر داره، هكذا ظنوا يومئذ وهذه الطائفة هي التي عرفت فيما بعد باسم رجال (التبشير). 

أسرار الصلاة (34)- رب اغفر لي

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر الاستغفار في هذه الجلسة فيقول: "رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي"، ويكثر من الرغبة فيها إلى ربه. فشرع للعبد إذا رفع رأسه من السجود أن يجثو بين يدي الله تعالى مستعدياً على نفسه، معتذراً من ذنبه إلى ربه ومما كان منها، راغباً إليه أن يرحمه ويغفر له ويرحمه ويهديه ويرزقه ويعافيه.

وشرع له أن يعودَ ساجداً كما كان، ولا يكتفي منه بسجدة واحدة في الركعة كما اكتفى منه بركوع واحد؛ وذلك لفضل السجود وشرفه وقرب العبد من ربِّه وموقعه من الله عز وجل، حتى إنَّه أقرب ما يكون إلى ربه وهو ساجد، وهوأشهر في العبودية وأعرق فيها من غيره من أركان الصلاة؛ ولهذا جُعل خاتمة الركعة، وما قبله كالمقدمة بين يديه، فمحلّه من الصلاة محل طواف الزيارة.

أسرار الصلاة (32)- بنيت الصلاة على خمس

ولما بنيت الصلاة على خمس: القراءة والقيام والركوع والسجود والذكر، سمّيت باسم كل واحد من هذه الخمس: فسمّيت قياماً لقوله: {قُمِ ٱلَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًۭا} [المزمل:2]، وقراءة لقوله: {وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًۭا} [الإسراء من الآية:78]، وسمّيت ركوعاً لقوله: {وَٱرْكَعُوا۟ مَعَ ٱلرَّ‌ ٰكِعِينَ} [البقرة من الآية:43]، وسجوداً لقوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} [الحجر من الآية:98]، وذكراً لقوله: {فَٱسْعَوْا۟ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ} [الجمعة من الآية:9]. وأشرف أففعالها السجود، وأشرف أذكارها القراءة.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (28)- هم الترك!

بيد أن هذه الواقعة الباطشة على عنفها، وعلى سرعة ما تلاها من تدفق كتائب الإسلام منساحة في قلب أوربة، لم تفت في عضد المسيحية الشمالية، بل على العكس، زادها الإحساس بالخزي والعار حماسة وتصميمًا وتحرقًا وحقدًا خالط كل نفس من الخاصة والعامة، وصار هم الترك (أي المسلمين) همًا مؤرقًا للعالم والجاهل والصغير والكبير والذكر والأنثى، وهام الرهبان وغير الرهبان في جنبات أوربة غضابًا يحرضون رعاياهم على قتال الترك بكل لسان قادر على الإثارة والتبشيع. 

أسرار الصلاة (22)- مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ

ويعطي قوله {مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ[الفاتحة:4]؛ عبوديته من الذلِّ والانقياد، وقصد العدل والقيام بالقسط، وكفَّ العبد نفسه عن الظلم والمعاصي، وليتأمل ما تضمنته من إثبات المعاد وتفرَّد الربِّ في ذلك بالحكم بين خلقه، وأنه يومٌ يدين الله فيه الخلق بأعمالهم من الخير والشر، وذلك من تفاصيل حمده، وموجبه كما قال تعالى: {وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ[الزمر من الآية:75]، ويروى أن جميع الخلائق يحمدونه يومئذ أهل الجنة وأهل النار، عدلاً وفضلاً، ولما كان قوله {ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ}.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (17)- المأزق الضنك!

قارن بين إصرار مستميت على دفع هذا الخزي، وإماطة هذا الخوف والرعب، وإشعال نيران الغضب والحقد، بحمية تأنف من الاستكانة لذل وقهر أحدثه محمد الفاتح ورجاله من المسلمين الظافرين. ومن يومئذ بدأت أوربة تتغير، لتخرج من هذا المأزق الضنك، وبهمة لا تفتر ولا تعرف الكلل، بدأ الرهبان وتلاميذهم معركة آخرى أقسى معارك الحرب، معركة العلم والمعرفة الذي هيأ للمسلمين ما هيأ من أسباب الظفر والغلبة. لقد علموا الآن أن معركة السلاح لن تغني عنهم شيئًا، وهذه أمواج المسلمين تتدفق في قلب أوربة غربًا، ويدخل الإسلام سلمًا بلا إكراه جماهير غفيرة، كانوا بالأمس نصارى متحمسين في قتال المسلمين، الوثنين، كما أوهمهم الرهبان، فلم يغن هذا الإيمان عنهم شيًا.

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
9 ذو القعدة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً