كثرة سماع الباطل تؤثر على القناعة بالحق، فقد حذّر الله نبيّه المعصوم صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال:

{ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ } [المائدة من الآية:49].

كثيراً ما يظن الإنسان أنه انعتق من تقديس الأشخاص ويقع في تقديس هواه، بقي عبداً وإنما اختلف السيد.

الظلم ينتشر زمن الغنى أكثر من زمن الفقر، ففي الفقر يتراحمون وفي الغنى يتنافسون {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ} [الشورى من الآية:27].

العافية بعد المصيبة فتنة، يختبر الله الشاكر من الكافر{فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} [الزمر من الآية:49]. 

إذا أحَبّ الإنسانُ أو كَرِه شقّ عليه العدل والإنصاف مع من يُحب ومن يكره، فتهون في عينيه أخطاء من يُحب وتعظُم أخطاء من يكره.

من خاف من غير الله فقد حُرم كفاية الله {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر:36].

الهوى كالخمر للعقول يُعميها عن الحق فتتردى في ظلام الآراء والأفكار { فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْ‌دَىٰ} [طه:16].

لا يُقدّر الله شراً للمؤمن، إذا حرمه ما يُحب أو أنزل به ما يكره فلأنهما يؤولان به إلى خيرٍ، ولكن الإنسان يُسيء الظن بربه فيَحرمه حُسن العاقبة.

الحق صراط مستقيم، لا تحِد عنه طلبًا للمدح لتغنم، ولا خوفًا من الذم لتسلم، فالمدح والذم بلا معنى صوت والأصوات تسوق البهائم والمعاني تسوق العقول.