محمد عبد المقصود عبد الواحد

محمد عبد المقصود عبد الواحد 

المشاهدات: 13,858
  • هو الشيخ القرآني محمد بن عبد المقصود عبد الواحد إمام مسجد عباد الرحمن بكفر الشيخ
    ولد في 25 / 8 / 1954 م
    حصل على بكالوريوس زراعة – جامعة كفر الشيخ
    درس بمعهد القراءات الأزهري بكفر الشيخ، وحصل على إجازة في التجويد، والمرحلة العالية، ومرحلة التخصص، وقد اجتاز اختباراتها جميعا.
    كان – رحمه الله – حافظًا متقنًا لحفظه، متقنًا لحروف القرآن الكريم، وثيق الصلة به حفظًا وتلاوة وتعلمًا وتعليمًا، حتى أنه في مرضه الذي توفي فيه كان يقرأ القرآن وهو في غير وعيه كما كان يقرأ في وعيه. رحمه لله ورضي عنه.
    كان – رحمه الله – لا يتخلف عن مجلسه بمسجد عباد الرحمن بكفر الشيخ قط، وقد جلس قرابة الأربعين عامًا يعلم الناس كتاب الله عز وجل، وقد ختم على يديه خلق كثيرون رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وكان مجازًا بها – رحمه الله – ومن طلابه:
    د. محمد السباعي (أحد أبرز الأئمة وطلاب العلم بكفر الشيخ).
    أ. محمد عبد المتعال (مدرس القرآن وتجويده بالأزهر الشريف).
    أ. كمال سيد اليماني (معلم القرآن وتجويده والعلوم الشرعية بالمملكة العربية السعودية).
    أ. أحمد عبد العزيز السكندري (مقرئ القراءات العشر الصغرى والكبرى بالبحرين).
    وغيرهم كثير .
    وما رأيت مذ وعيت على القرآن رجلا نذر نفسه لتعليم القرآن دون كلل أو انقطاع مثله.. وقد كان - رحمه الله - مبتكرا في تصحيح الخطأ لدى الطلاب..
    كان - رحمه الله - عادﻻ جدا بين طلابه. . ﻻ يقدم أحدا على أحد مجاملة أو ما شابه.. وكان يضع ورقة ليكتب الطلاب أسماءهم فيها لمعرفة السابق في الحضور..
    شرفني الله بمجالس كثيرة وطويلة معه.. عامة وخاصة.. فوالله ما ذكر أحدا بسوء قط.. فقد كان قرآني السليقة والطبع واﻷخلاق.
    علمني المعني الحقيقي لــ (إنه ينبغي للمعلم ألا يغضب إن ذهب طالبه ليتعلم على يد غيره) .. حدثته مرة أنني ختمت معه مرتين، وعندي بعض الأمور أريد ضبطها على الشيخ (كمال زلط - أحد المهرة الأفذاذ) فاعتدل من جلسته مبتسما، ومال علي وقال بصوته الهادئ: اذهب ثم دعا لي وللشيخ كثيرا.. فقرأت في نفس المسجد بعد صلاة الفجر على يد الشيخ كمال .. من الفاتحة لآخر المائدة .. في الركن المقابل لركن الشيخ – رحمه الله -، ثم نخرج سويا بعد الشروق نتمشى للبيت ولم يتغير قيد أنملة.
    كان يحب مشايخه ويجلهم، وقد رافقته إلى بعضهم، وقد رأيت كيف يكون التواضع لطلب العلم، وكنا نحفظ على أحد شيوخه من (متبول) الشيخ محمود حافظ، (متني التحفة والجزرية).
    كان له تقديره الخاص عند أهل الدعوة بكفر الشيخ، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ المحدِّث أبو إسحاق الحويني – حفظه الله – وكان يراه من أهل القرآن.
    وقد بلغنا من ولديه – عمار وعثمان – أن الشيخ – رحمه الله – قد ختم القرآن ألف ختمة من حفظه، فضلا عن قراءته من المصحف.
    وكذلك ختم مائة ختمة في إمامته لصلاتي الفجر والعشاء فقط، فضلا عن التراويح والتهجد طيلة إمامته للناس بمسجد عباد الرحمن.
    وقد حدثني ابنه عمار قائلا:
    دخلت مرة على أبي – رحمه الله – وهو يصلي ركعتين بعد صلاة الظهر مباشرة فوجدته قائمًا يصلي، فخرجت من الغرفة التي بها الشيخ ثم دخلت مرة أخرى بعد زمن فوجدته على نفس حاله يصلي، ولم يزل على حالته تلك يصلي إلى أن أذن العصر، فلما انتهى سألته: ما هذه الصلاة يا أبي ؟! قال: كنت أصلي ركعتين بربع القرآن.
    وكان يفعل ذلك كثيرًا – رحمه الله -.
    كان يدخل المسجد يوم الجمعة مبكرا، وإذا بدأ في الصلاة لم ينته من الركعتين وﻻ يتمهما إﻻ واﻹمام على المنبر.. فكنت تراه منتصبا خاشعا ولم أره يترك هذه العبادة قط !!
    وكان إذا رفع الأذان لا يرد على أحد من البيت ناداه.
    وكان في رمضان لا يتكلم مع أحد بين المغرب والعشاء، وكان يقول: "القرآن الآن أعلى رأسي، وأخشى أن أتكلم فيرتفع عليه غيره".
    وفي مرضه الذي توفي فيه – رحمه الله – كان إذا أفاق من غيبوبته يطلب أن يذهب للصلاة في المسجد، بالرغم من أنه لا يتحرك، ولكن هكذا كان قلبه معلقًا بالمسجد.
    وكان يبكي إذا أفاق من غيبوبته ويقول: "أخشى أن ينسيني المرضُ القرآنَ".
    وكان أول ما قرأ في غيبوبته قوله تعالى:" أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. "
    وكان كثيرًا ما يكرر: "  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ".
    وآخر ما قرأ – رحمه الله – " كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ".
    كانت وصيته الدائمة لأبنائه – والتي كانت مكتوبة كذلك ولا تفارق وسادته - :"الصلاة والقرآن".
    وكان من حسن خاتمته أن تغير لون البشرة إلى بياض واضح وبسمة عريضة يراها بكل وضوح من يراه، وكأنه ينظر إلى شيء، أو أن أحدًا ما يخبره بشيء، واختفت التجاعيد، وزاد لون سمار الرمش كأنه تكحل، وكان يقول عند خروج الروح : "الحمد لله عل كل حال" وكان آخر ما قاله "لا إله إلا الله".
    توفي – رحمه الله ورضي عنه – يوم الثلاثاء الموافق 14 / 4 / 2015 م.
    عن عمر يناهز الستين عامًا، وكانت جنازته مهيبة.
    رحمه الله وتقبله في أوليائه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

    وكتبها تلميذ الشيخ كمال اليماني.

  • مصر

معلومات

هو الشيخ القرآني محمد بن عبد المقصود عبد الواحد إمام مسجد عباد الرحمن بكفر الشيخ
ولد في 25 / 8 / 1954 م
حصل على بكالوريوس زراعة – جامعة كفر الشيخ
درس بمعهد القراءات ...

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً