من شهد قبل أن يستشهد

وقعت لي مسألة أهمتني، وذلك أنه كان عندي شهادة لصاحب لي فيما بينه وبين مقاول، وأنكره المقاول، وأنا لدي شهادة تفصل بينهما، ولم يطلب مني صاحبي أداء هذه الشهادة، فأردت أن أؤدي الشهادة قبل أن يطلبها مني، فنهاني بعض المشايخ، وقال: لا تفعل؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذم الذين يشهدون قبل أن يستشهدوا، وقال لي شيخ آخر: بل افعل، وأدها قبل طلبها، فقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على من يؤدي الشهادة قبل أن تطلب منه. فأيهما المصيب، وهل ما ذكرا من الأحاديث صحيح؟
كل من الشيخين اللذين تحدثت معهما على جانب من الصواب، وهذه المسألة ذكرها العلماء، وفصلوا القول فيها: بأنه إذا كان صاحب الحق يعلم بما لديك من الشهادة، فلا تشهد بها حتى يطلبها صاحب الحق، فإن أديتها قبل طلبه، وهو عالم بها، فأنت متهم. واستدلوا لذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم قرني، ثم الذين ... أكمل القراءة

إقامة المدعي شاهداً واحداً ولم يحلف معه

إقامة المدعي شاهداً واحداً ولم يحلف معه
إذا ادعى شخص على آخر بدعوى، فأنكره، وأقام بذلك شاهداً واحداً فقبل القاضي شهادته، وقال له: احلف مع شاهدك؛ لتستحق الحكم عليه فقال: لا أحلف، ولكني أرضى بيمين المدعى عليه. فإن حلف المدعى عليه على نفي دعواه، وحكم الحاكم سقطت بذلك الدعوى. فلو عاد المدعي بعد هذا وقال: أنا أحلف مع شاهدي، لم يمكن من ... أكمل القراءة

من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت

الأثر الوارد في الأكل، وهو قولهم: "من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت"، هل هو حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن رواه وما معناه؟
نعم، هذا حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رواه ابن ماجه وغيره عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت" (1)، غير أن فيه ضعفاً، ذكره ابن مفلح في (الآداب). وفي معناه ما ورد عن جابر في (الموطأ) (2) قال: رأى عمر بن الخطاب لحماً معلقاً بيدي، فقال: ما هذا يا جابر؟ ... أكمل القراءة

ما ورد بشأن الإفتاء والمفتين

ما ورد بشأن الإفتاء والمفتين
وصل كتابك الأول، المتضمن ثلاث مسائل، وقد نشر الجواب على السؤال الأول، ثم وصل كتابك الثاني والثالث الذي تلومنا فيه على تأخير الجواب، وتذكر أن هذه المسائل خفيفة لا تستوجب التأخير، وأطلت سامحك الله بالعتاب، ومع أنك طالب علم، وربما أنك قد سمعت بعض ما ورد في شأن الإفتاء والتسرع فيه، إلا أني أزيدك فائدة ... أكمل القراءة

عدالة الشهود وجَرحهم

هل الأصل في الشهود العدالة حتى يأتي من يجرحهم أم العكس، وهل طلب تزكيتهم حق للخصم أم يطلبها القاضي، ولو لم يطلبها الخصم، وأيهما المقدم: بينة الجرح أم بينة التعديل؟
لابد في البينة من العدالة، كما قال سبحانه وتعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ} (1)، وقوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ} (2) الآية. ومنه يتضح أن شهادة الفاسق لا تقبل على مثله، ولا غيره، وأن العدالة في الدين معتبرة كما تقدم، وليس ... أكمل القراءة

هل يصح الوفاء بالنذر في غير مكان انعقاده؟

سائل يسأل عن نذر نذره شخص وهو في بلد ما، فهل يجوز أن يفي بنذره وهو في بلد آخر؟
عقد النذر مكروه ومنهي عنه، والوفاء به واجب ومأمور به. وهذا من غرائب مسائل العلم؛ حيث كان ابتداء عقده منهياً عنه، والوفاء به واجب مأمور به، مع أن القاعدة: إن الوسائل لها أحكام المقاصد. فأما ما ورد من النهي عنه: فمثل حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر، وقال: "إن النذر لا يأتي بخير، وإنما ... أكمل القراءة

كفارة الأيمان

وقع بيني وبين أخي نزاع، وحلفت بالله تعالى عدة أيمان: أني ما أكلمه، فقاطعته سنتين، ولم أدخل بيته، وهو في كل مناسبة يحاول الاتصال بي، ويوسط لي واسطة خير؛ ليصلحوا بيننا، فأكرر لهم الأيمان الكثيرة بأني لا أكلمه، والآن ندمت، وأحب أصالحه، وأكلمه، ولكن مشكلتي هذه الأيمان الكثيرة التي لا أحصيها، وكفاراتها، فهل أجد عندكم حلا لمشكلتي؟
مشكلتك من ناحية الأيمان بسيطة، وحلها متيسر من فضل الله: {قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَالله مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (1). ولكن الأهم من ذلك مقاطعتك لأخيك طيلة هذه المدة، فهذا حرام عليك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، ... أكمل القراءة

نذر إذا نجح في الامتحان فسوف يحفظ بعض القرآن

سائل يسأل عن نذر نذره بقوله: لله عليّ نذر إذا نجحت في الامتحان فسوف أحفظ من القرآن الكريم أجزاء، عيَّنها في نذره وعين المدة التي سيحفظ فيها ولكنه لم يوف بنذره؛ لظروف تعلل بها، الله أعلم بها. فما حكم هذا النذر؟
لقد أثنى الله على الموفين بنذورهم فقال تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} (1)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" (2)، وهو في الصحيح. والنذر الصحيح ستة أقسام: - الأول: النذر المطلق، كقوله: لله علي ... أكمل القراءة

لا يجوز القسم برب القرآن

رجل يقول هل يجوز القسم برب القرآن؟ وذكر أنه سمع حواراً بين طلبة العلم، قال أحدهم: اللهم يا رب القرآن نجحني في الاختبار. فقال الآخر: لا يجوز السؤال برب القرآن، ولا القسم به؛ لأن القرآن صفة من صفات الله، فليس مربوباً، ولا مخلوقاً. فما حكم مثل هذا القسم وإذا قلتم بعدم جوازه فما الدليل عليه من كلام أهل العلم؟
لا يجوز أن يقسم الإنسان برب القرآن. فلا يقول: "ورب القرآن"، ولا يجوز أن يدعو فيقول: "اللهم يا رب القرآن اغفر لي ولوالدي". ووجه المنع: أن القرآن صفة من صفات الله تعالى، فلا يكون مربوباً، فالله تعالى هو رب العالمين، والقرآن صفة من صفاته، فهو كلام الله حقيقة منزّل غير مخلوق. منه بدأ، وإليه يعود. ومن ... أكمل القراءة

الحلف بالطلاق

سائل يسأل عن حكم كثرة الحلف بالطلاق والتحريم، وما حكم من حنث وهو قد حلف بالطلاق، أو التحريم؟
قد نهى الله عن كثرة الحلف وأمر بحفظ الأيمان. فقال تعالى: {وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ} [سورة المائدة: الآية 89]، ولا يجوز الحلف بغير الله، ومن حلف بطلاق، أو تحريم فحنث، فإن كان حالفاً بالطلاق وقع الطلاق الذي حلف عليه، على المشهور من المذهب، وإن كان حلفه للتحريم فالصواب أن كفارته كفارة يمين: عتق ... أكمل القراءة

من حرمت على نفسها لباساً خاصاً

امرأة حرمت على نفسها أن تلبس الشوال الضيق، وبعد مدة عادت إلى لبسه، وتسأل ما عليها في ذلك؟
عليها كفارة يمين؛ لقوله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (1) الآية. قال العلماء: كل من حرم حلالا عليه من طعام، أو لباس، أو غيرهما، سوى زوجته، ففي تحريمها ... أكمل القراءة

بيان قوله تعالى: {واتركِ البحرً رَهْواً}

سائل يسأل عن معنى قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ} [سورة الدخان: 24]، ما معنى: {رهوا

أصل (الرهو): السكون والانفراج، وهو هنا منصوب على الحال من البحر؛ أي: اتركه ساكناً منفرجاً كحالته حين قطعتَه وعبرتَه، ولا تأمره أن يرجع إلى ما كان؛ لأنه عليه السلام خشي من فرعون وقومه أن يعبروه؛ فيلحقوا بهم، فَهَمَّ أن يضربه بعصاه ليلتئم، فأمره الله أن يتركه {رهوا}، أي: ساكناً منفرجاً، وبشره بأنهم ... أكمل القراءة

معلومات

هو:

الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل بن عبدالله بن عبدالكريم آل عقيل.



مولده:



ولــد الشيـــخ عبــدالله في مــدينة عــنيزة عــام 1335 هـ.



تعلمه وشيوخه:



نشأ في كنف والده ...

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً