فضل الله العظيم والأجر العظيم
إنَ شهر رمضان شهر التجارة الرابحة، والمسلم يحرص كل الحرص على استثمار هذه المواسم العظيمة، فيسعي لكي يزيد من حسناته ويمحو سيئاته ويكرس أوقاته في الدنيا في الأعمال الصالحة، ليجني ثمارها في الدنيا وفي الآخرة، وشهر رمضان من مواسم الخير التي تتضاعف فيها الأجور وتكثر فيها الخيرات وتحل فيها البركة من الله تعالى، وينابيع الخير في شهر رمضان كثيرة منها قراءة القرآن الكريم، كثرة ذكر الله تعالى، التصدق على الفقراء، إهداء المصاحف للمساجد وللمسلمين، تفريج الكروب ومعاونة المحتاجين، تفطير الصائمين، وصلة الرحم بشتى أنواع الطرق واستثمار شهر رمضان في إزالة الخلافات وتوطيد صلة الرحم العظيمة التي خصها الله تعالى بالأجر العظيم.
شهر رمضان هو شهر القرآن، وعلى المسلم أن يحرص على ملازمة قراءة القرآن الكريم في رمضان، ويستثمر فرصة مضاعفة الأجر في هذا الشهر العظيم؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « » (الترمذي وصححه الألباني)، ومن باب نيل أجر قراءة القرآن الكريم إهداء المصاحف للمساجد وللمسلمين فالدال على الخير كفاعله وهذا العمل العظيم من أبواب الحسنات الجارية كما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تستمر بعد الموت بفضل الله تعالى.
ومن الأعمال العظيمة ذات الأجر العظيم التبكير يوم الجمعة في الذهاب للمسجد؛ فعلى المسلم أن يتدبر حق التدبر في فضلها، فيحرص عليها ويثابرعلى التعهد بفعلها؛ فعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله تعالى عنه أنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « » (رواه الترمذي وصححه الألباني)؛ فبفضل الله تعالى من امتثل لشروط الحديث النبوي من الاغتسال والتبكير والدنو من الإمام والاستماع والإنصات نال الأجر العظيم؛ والأجر يضاعف بفضل الله تعالى في شهر رمضان، فعلينا أن نعي وندرك هذه الفرصة العظيمة، ونرجو من الله تعالى أن يمن علينا بمضاعفة هذا الأجر العظيم في شهر رمضان ونبذل كل السبل لتعريف المسلمين بهذا الفضل الكبير.