مسلسل "ما وراء الطبيعة" وخطره على العقيدة

منذ 2020-12-03

ينبغي الحذر، وعدم مشاهدة هذه الأفلام والمسلسلات التي تحكي الشرك والفلسفة، وذلك أن سماع هذه الأفلام والمسلسلات فيه خطر على المسلم، ثم إن شركة نتفليكس، وهي المصدرة لمسلسل "ما وراء الطبيعة" تهتم كثيرا بتقديم المشاهد الإباحية، وتشجع على المثلية والجنس بين الأطفال مما سبب لها خسائر فادحة بالمليارات بسبب دعوات المقاطعة للشركة.

مسلسل "ما وراء الطبيعة" وخطره على العقيدة

منشأ مصطلح "ما وراء الطبيعة" أو "الميتافيزيقيا":

يعتبر الفلاسفة اليونانييون أول من جاء بمصطلح "ما وراء الطبيعة"، وبالتالي، فإن منشأ هذا المصطلح أشخاص وثنيون ما عرفوا هدايات الرسالة، ولا أشرقت في قلوبهم أنوار الوحي. 

 

ويظهر من اسم هذا المسلسل الذي نحن بصدد الحديث عنه أنه يروج لأفكار اليونانيين الفلاسفة فيما يتعلق بأمور الغيب، ومعلوم عندنا نحن المسلمين أن أمور الغيب مما اختص الله تعالى بها نفسه عز وجل، قال الله تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [سورة النمل: 65]، وقال سبحانه: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سورة الأنعام: 59]، وقال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [سورة لقمان: 34]، ولا طريق إلى معرفة أي أمر غيبي من غير طريق الوحي كما هو معلوم شرعًا وعقلًا، ولا مجال للبشر، مهما بلغت علومهم ومعارفهم، في الوصول إلى معرفة أي من أمور الغيب من غير طريق الشرع.

 

وبناء عليه، "فينبغي الحذر، وعدم مشاهدة هذه الأفلام والمسلسلات التي تحكي الشرك والفلسفة وأفكارهما، وذلك أن رؤية وسماع هذه الأفلام والمسلسلات فيه خطر عظيم على قلب المسلم.

 

وقد تعلق بقلوب بعض المشاهدين شبهات تُفسد إيمانهم وتُزلزل عقيدتهم، بل ربما يعتقد بعضهم اعتقادات باطلة، وتتسلل إلى نفوسهم سموم خبيثة من جرّاء مشاهدة مثل هذه الأفلام والمسلسلات.

 

هذا بالإضافة إلى ما يكون في كثير من تلك الأفلام من المحرمات كصور النساء، والموسيقى ونحو ذلك.

 

فليتق المسلمون ربهم وليجتنبوا مشاهدة هذه الأفلام والمسلسلات الكفرية، وليذكروا قول ربنا عز وجل: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [سورة الإسراء: 36]، وإذا أراد المسلم أو المسلمة التسلية والاستمتاع، فليكن بما يحلّ شرعا.

 

ثم إن شركة نتفليكس، وهي المصدرة لمسلسل "ما وراء الطبيعة" تهتم كثيرا بتقديم المشاهد الإباحية، وتشجع على المثلية والجنس بين الأطفال مما سبب لها خسائر فادحة بالمليارات بسبب دعوات المقاطعة للشركة، والتي بدأت في الغرب. ولعل هذا هو سبب تصدير الشركة لمسلسل "ما وراء الطبيعة" باللغة العربية في الوقت الحالي، رغبة من الشركة في تعويض خسائرها الكبيرة.

 

إخوتي الكرام، إذا كان الغرب قد ضاق ذرعا بشركة نتفليكس التي تجاوزت جميع الخطوط الحمراء، فما بالنا نحن المسلمون أصحاب الدين الحق والمنهج القويم نتقبل زبالات الغرب، وما لم تحتمله مبادئهم وأخلاقهم!

 

قاطعوا إخوتي هذه الشركة البغيضة، واعلموا أن ذلك من نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن مقاطعة المنتجات الفرنسية من نصرته عليه الصلاة والسلام، بل إن مقاطعة كل معصية، والالتزام بكل طاعة وسنة يعد من أعظم النصرة لخير البشر صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.

 

وتذكروا قول ربنا عز وجل الله: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: 40].

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وثبتنا على الحق حتى نلقاك يا رب العالمين.

 

والله تعالى أعلم.

__________________________________________

الكاتب: خالد بن حسن بن أحمد المالكي

  • 86
  • 14
  • 14,528
  • عبد الرحمن بن محمود

      منذ
    الحكم على شيء فرع عن تصوره و لذا لا يجوز الحكم على المسلسل بناءا فقط علي اسمه كما ذكر في المقال و انه يروج للافكار اليونانية عن الغيب و ما إلى ذلك ، و انا لم ار المسلسل ايضا مثل ظني بالمفتي هنا لكن قرأت سلسلة الروايات الأصلية المبني عليها المسلسل و هي للكاتب احمد خالد توفيق و التي ذكر فيها صراحة أن أي غيب او قصة تتعارض مع الثوابت الإسلامية فهي اسطورة و خرافة و يستحيل يثبت صدقها اصلا ، وهذا مما يحمد للمؤلف الأصلي رحمه الله، و أخيرا لو اقتصر المفتي في تحريمه للمسلسل بسبب الموسيقى و النساء فهذا لا اعتراض عليه طبعا و هذا يعم كل المسلسلات و الافلام التي بها نساء و موسيقى ، اما التركيز علي اسمه في البداية فهذا لا صحة له في نظري
  • خالد بن حسن بن أحمد المالكي

      منذ
    https://cp.alukah.net/sharia/0/143546/ للكاتب مقال حول نفس الموضوع، وهو مفيد جدا في هذا الموضوع.
  • خالد بن حسن بن أحمد المالكي

      منذ
    للكاتب مقال آخر حول نفس الموضوع. هذا رابطه: https://cp.alukah.net/sharia/0/143546/

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً