شهر صفر

منذ 2022-08-28

دخل علينا في هذه الأيام شهرٌ جديد ألا وهو شهر صفر، وشهر صفر هو أحد الشهور الهجرية، ولقد كان العرب في جاهليتهم وقبل الإسلام يتشاءمون من شهر صفر، ويعتقدون أنه شهرُ حلول المكاره ونزول المصائب، كذلك كان المشركون يتشاءمون من شهر صفر...

شهر صفر

أما بعد:

فعند كل حدث لنا كلام، ومع كل تأريخ لنا وقفة، ومع كل مقام لنا مقال، فلقد دخل علينا في هذه الأيام شهرٌ جديد ألا وهو شهر صفر، وشهر صفر هو أحد الشهور الهجرية: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة: 36]، وشهرُ صفر أحدها، وهو الشهر الذي بعد المحرَّم، وهو الشهر الذي وقعت فيه أحداثٌ عظامٌ وتواريخ جليلة، كغزوةُ الأبواء، وفتح خيبر، ولقد تعددت الاجتهادات في سبب تسميه هذا الشهر بصفر؟

 

فقيل: لأن الوقت الذي وُضعت فيه أسماء الشهور كان في فصل الخريف وأوراق الأشجار صفراء ذابلة، فسُمِّي صفرًا، وقيل: سُمي بذلك؛ لأن الحَرَم ومكة تخلوان فيه من الحجيج بعد انقضاء موسم الحج، فيصيران صِفرًا؛ أي: (خاليين)، وقيل: لإصفار مكة من أهلها إذا سافروا، وقيل: لأن ديار العرب كانت تَصْفُر؛ أي: تخلو من أهلها في هذا الشهر بسبب خروجهم للقتال بعد انقضاء الأشهر الحرم الثلاثة المتواليات، وروِي عن رؤبة أنه قال: سموا الشهر صفرًا؛ لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل، فيتركون من لقوا صفرًا مِن المتاع، ومهما تعدَّدت أسباب التسمية يبقى أن شهر صفر شهرٌ من أشهرِ الله، وزمانٌ من أزمنةِ الله، لا يَحصُل فيه إلا ما قضاه الله وقدَّره، والأزمنةُ لا دخلَ لها فيما يُقدِّرُهُ الله سبحانه تعالى.

 

ولقد كان العرب في جاهليتهم وقبل الإسلام يتشاءمون من شهر صفر، ويعتقدون أنه شهرُ حلول المكاره ونزول المصائب، كذلك كان المشركون يتشاءمون من شهر صفر؛ لأنهم يعودون فيه إلى السلب والنهب والغزو والقتل بعد الكف عنها في الأشهر الحرم، حتى إنه لا يتزوج من أراد الزواج في هذا الشهر لاعتقاده أنه لا يوفَّق، ومن أراد تجارة فإنه لا يمضي صفقته في شهر صفر خشية ألا يربح، بل إن التشاؤم والطِّيرة لم يكن حادثًا عند العرب في جاهليتهم فحسب، بل كان موجودًا في الأمم التي سبقتهم، فقوم صالحٍ عليه السلام تشاءموا منه، وقالوا: {اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} [النمل: 47].

 

وأصحاب القرية تشاءموا بالمرسلين: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يس: 18].

 

وآلُ فرعون تشاءموا بموسى ومن آمن معه؛ كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 131].

 

وإذا كان أهل الجاهلية يعتقدون في بعض الأشهر الاعتقادات الباطلة، فإن الناظر لحالهم يرى جهلهم وبعدهم عن الهدي الرباني السليم والواضح، فهم لا يعلمون، وهم لا يؤمنون، وهم لا يعقلون، وهم لا يفقهون، وهم صم بكمٌ عميٌ، فهم لا يرجعون، فما بالُ فئةٍ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أهل التوحيد والهدي الرباني النبوي، أبتْ أنفسهم إلا التشبه بأهلِ الجاهلية، والحذو حَذوهم في بعض بِدَعهم والتشاؤم بهذا الشهر، وهل يُعقل أن يوجد بيننا وفي القرن الحادي والعشرين وفي عصر التطور العلمي والتكنولوجي والشبكات العنكبوتية - مَن لا يزال يعتقد بهذه الخرافات والضلالات والبدع ويؤمن بها!

 

فمن البدع التي نراها ونجدها منتشرة عند حلول شهر صفر، ويعتقدها بعضٌ من الناس هداهم الله:

♦ التوقف عن إقامة حفلات الزواج وإقامة الأعراس في هذا الشهر تمسكًا بما عليه أهل الجاهلية من التشاؤم.

 

♦ ومن البدع الُمحدثة في هذا الزمان ما يراه البعض، وهو معتقد بذلك أن من يقرأ في آخر أربعاء قول الله تبارك وتعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].

 

من قرأها كذا مره وكذا مرة، فإنها تدفعُ الشر، وتُزيل المكاره التي تنزل آخر شهر صفر، وهذا من الأمور التي لم تثبت في ديننا، وليس لها أصل، وهذه من البدع المُحدثة التي لا أصل لها في الدين الحنيف، والتي لم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضوان الله عليهم منها شيء، ولا يوجد لها أصلٌ في الشرع لا من الكتاب ولا من السنة.

 

وقد روت أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ».

 

بل إن العجب العجاب أن هؤلاء لم يكتفوا بمخالفتهم الواضحة للهدي النبوي، وللدين الإلهي بل تراهم يستدلون على هذه البدع والخرافات بأحاديث مكذوبة، وموضوعة على النبي صلى الله عليه وسلم ومن تلك النصوص: حديث رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من بشَّرني بخروج صفر بشرته بالجنة))، وهذا الحديث باطلٌ لا أصل له، وهو كَذِب مَحض على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو القائل عليه الصلاة والسلام: «مَن كذب عليَّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار».

 

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم حارب هذا المعتقد، ونهى عنه، فقد ثبت عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا عَدوى، ولا طِيرة، ويعجبني الفأل»، فسُئِل: ما الفأل؟ فقال: الكلمة الحسنة.

 

فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية من الاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب، وتُضعف الظن الحسن بالله عز وجل.

 

فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث قضية التشاؤم في شهر صفر، وأنه ليس من الدين في شيء، وهو كبقية الأشهر، ويقع فيه ما قدره الله عز وجل من المقادير، ولا يحصل فيه إلا ما قضاه وقدره الله، ولم يختص سبحانه هذا الشهر بوقوع مكاره ولا بحصول مصائب، فهو شهر من أشهر الله، وأيامه من أيام الله تبارك وتعالى، وزمان من الأزمنة، والأزمنة لا دخل لها في التأثير ولا في ما يقدِّره الله سبحانه، وليس فيها ما يدَّعيه بعضُ الجهلة بالدين من الذين لبَّس الشيطان عليهم.

 

ولذلكم إخوتي الكرام، من تشاءَم من ساعات أو أيام أو شهور، أو أصوات أو طيور، أو حيوانات، أو رؤية أقوام أو أرقام، أو من نعيق البوم والغراب، أو رؤية الأعور والأعرج والعليل والمعتوه، ونحو ذلك - فقد انخرم توحيده، وهناك والعياذ بالله مَن يتشاءمون من دين الإسلام، ويزعمون أنه سببُ تأخر المسلمين، وسبب تخلُّفهم، فأولئك هم أتباع المشركين الأوائل، يجمعهم العَدَاءُ للتوحيد خاصة وللدين عامة.

 

ونداء اليوم لكل هؤلاء رجالًا ونساءً ممن لا يزال إلى لهذا اليوم يعتقد بمعتقدات الجاهلية، ويَحذون حَذوهم في التشاؤم من كل شيء من حولهم، والتشاؤم من شهر صفر، ورد الشقاء والخسران والفشل والإحباط والمشاكل والهموم إلى هذا الشهر - أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم، وأن يراجعوا أنفسهم، وعلاقتهم وإيمانهم بالله تبارك وتعالى، وأن يعلموا علمًا يقينيًّا حقيقة قول الله عز وجل: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22].

 

ويؤمنوا إيمانًا صادقًا بقول الله تبارك وتعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11].

إلى من يُسيء الظن ويعتقد ويؤمن بأباطيل وخرافات وأوهام أهل الجاهلية.

فيتشاءم ويتوقع أن ما يقع له فيه من المكروه والسوء والضرر، إنما حدث بشؤم شهر صفر، ويتطيَّر من هذا الشهر ويتردد على لسانه: صفر طفر، وصفر لا سفر، وصفر لا عمل، وصفر لا زواج فيه؛ لأن مصيره الفشل والطلاق، وصفر لا تجارات ولا صفقات؛ لأن مآلها الخسارة والإفلاس والكساد والبوار، وهذا كُلُّهُ من الطِّيَرَةِ المنهي عنها، وهو قادح في التوحيد وربما يوقع صاحبها في الشرك والعياذ بالله؛ قال صلى الله عليه وسلم: «الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ»، وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منَّا مَن تطيَّر أو تطير له»، وفي الحديث الذي أخرجه ابن داود والترمذي وصححه الحاكم، ووافَقه الذهبي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» ثلاثًا.

 

والعبد لا بد أن يعتقد أنه لا خالق إلا الله، ولا مدبر للكون سواه، وأن الرب الذي يرزق، ويشفي، ويحيي، ويميت بأسباب، وهو قادر على أن يرزق، ويشفي، ويحيي، ويميت من غير أسباب، والأخذ بالأسباب ركن من أركان التوكل على الله، فلا يضر التصرف في أسباب العيش، والتكسب في أسباب الرزق، والأخذ بأسباب الشفاء، والنجاة من الهلاك لمن صحَّ توكله، وهذا لا يقدح في مقامه ولا ينقص ذلك من حاله، فالموحد يعلم أن الله تعالى قد جعل في الأسباب منافع خلقه، ومفاتح رزقه، وخزائن حكمته، ويعلم أنه بهذا مقتد في ذلك بنبيه صلى الله عليه وسلم، ومتبعٌ لسنته.

 

ولذلكم إخوتي الكرام، اليوم مطلوب منك أن توضِّح هذا الكلام لأهل بيتك أن تبينه لأصدقائك، لمن حولك، لكل قريب لك لا يزال يردد مثل هذه الخرافات ويؤمن بها.

 

ومطلوب منك كذلك أن تقل للمتشائمين: إن الضار والنافع هو الله وحده لا شريك له، ولا أحد ولا شيء سواه يملك الضر ولا النفع؛ قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107]، وقل لهم: إن أقدار العباد كلها من عمر ورزق وأحداث وأحوال وخير وشر مكتوبة قبل خلق الأرض والسماء؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة» (مسلم).

 

وجَاءَ سُرَاقَةُ بنُ مَالِكِ بنِ جُعْشُمٍ قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأنَّا خُلِقْنَا الآنَ، فِيما العَمَلُ اليَومَ؟ أَفِيما جَفَّتْ به الأقْلَامُ، وَجَرَتْ به المَقَادِيرُ، أَمْ فِيما نَسْتَقْبِلُ؟ قالَ: لَا، «بَلْ فِيما جَفَّتْ به الأقْلَامُ وَجَرَتْ به المَقَادِيرُ» قالَ: فَفِيمَ العَمَلُ؟ قالَ زُهَيْرٌ: ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو الزُّبَيْرِ بشيءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَسَأَلْتُ: ما قالَ؟ فَقالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» .

 

فيا أيها المتشائم، قد كُتبت والله أقدارك فلن يغني عنك تشاؤم، ولن يدفع عنك ضرًّا مقدرًا، كما لن يمنع عنك شيئًا من رزقك.

 

وأخيرًا أيها الأحباب الكرام، إن أفضل وأروع وأجمل وأحسن ما يفعله المسلم والمؤمن المحب لدينه وعقيدته، هو دفع البدع والخرافات والضلالات عن حياه الناس، وأفضل ما سيعمله في شهر صفر أن يحول البدع التي سبق ذكرها إلى تفاؤل وفأل وتوقع للخير.

 

♦ فإذا طُلب لزواج في صفر زوَّج؛ لكي تختفي هذه الخرافات من بين أوساط الناس ومجتمعاتهم.

 

♦ وإذا دُعِيَ لمناقشه بحث تخرُّجه طلب بأن يكون مناقشته في صفر؛ لكي يضع درس لكل متشائم بهذا الشهر بأنه شهر الله كبقية شهور السنة، فلا تشاؤم فيه ولا طيرة.

 

♦ وإذا تاجر طلب أن تكون صفقة البيع والشراء وكتابة العقود في صفر.....إلخ.

 

كل هذا ليفوز بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر مَن عمِل بها إلى يوم القيامة».

 

والعكس بتحمل الأوزار والآثام: «مَن سنَّ سنة سيئة، فله وزرها ووزرُ مَن عمل بها إلى يوم القيامة..».

 

ولك أن تتخيل حجمُ أوزار وآثام ضلالات الناس وبدعهم وخرافاتهم التي تصلك إلى قبرك بسبب نشرك لها بينهم، وإيمانك بها وموافقتك لهم عليها، وسكوتك عن إزالتها وإنكارها.

 

تخيَّل ذنب الزوجة، وإثم الولد ووزر الوالد والأخ والأخت، والعم والعمة، والخال والخالة، والجد والجدة، ناهيك عن أوزار الأصدقاء والرفقاء والزملاء والجيران، وكل من حولك.

 

والآية واضحة كوضوح الشمس في تحمُّل أوزار مَن أضللتهم وأغويتهم: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل: 25].

 

والله يقول: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13].

  • 10
  • 0
  • 5,820

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً