الغيرة على الأعراض
منذ 2005-12-04
الغيرة على الأعراض من الأمور الجبلّية الفطرية، وانعدامها دليل على انتكاس في الفطرة، وهو يفضي إلى انتشار الفواحش، ولا أدلَّ على ذلك من قصة يوسف عليه السلام، فإن أهل التفسير رحمهم الله بينوا أنَّ قول العزيز ليوسف عليه السلام: أعرض عن هذا .. واكتفاءه به دليل على قلة غيرته، فكان أنْ أعادت امرأته محاولاتها لتحظى بما تريده من يوسف عليه السلام، فقد قال الله تعالى عن النسوة في سورة يوسف : { وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ } [يوسف:30]. فجاء التعبير بالمضارع الدال على استمرارية سعيها، وقالت بعد ذلك لما طلبت اجتماعهن: { وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ } [يوسف:32]. ولو أنَّ زوجها عُرِف بغيرته لما حدث شيء من ذلك؛ لأن الغيور من الرجال تحذر امرأته من فعل ما يهيِّج غيرته، ولو أدى ذلك إلى أنْ تترك بعض ما لا إثم فيه.