أيام الله
قد شهدنا انفراجة عظيمة، ويوما من أيام الله - وسبحان من يحيي موات القلوب برواء الفرح والنصر والفرج - أيضا تصحبنا آيات القرآن التي تبصرنا بالله وسنته وأفعاله ورحمته بعباده المستضعفين...
قال تعالى: {وَلَقَد أَرسَلنَا مُوسَى بِايَتِنَا أَن أَخرِج قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكَّرهُم بِأَيْمِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَايَت لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور} [إبراهيم: ٥].
كان القرآن العظيم ولا يزال يزود قلوبنا بقوت الصبر والشكر، يصحبنا في السراء والضراء، يبصرنا بالسنن ويزرع في أنفسنا أملًا يحرم علينا أن نفقده يوما ما، بل وفي أحلك الظروف!
مرت بنا آلام وجراحات تصبرنا فيها بآياته، واتخذنا من بين حروفه دواء وشفاء لهذه الآلام حتى لا نفقد رشدنا من كثرة المصائب والقهر الذي توالت أحداثه تترى وبشدة كعقد انفرط حتى انفطرت القلوب من شدة الألم، وذبلت العيون من شدة الحزن والبكاء !
والآن وقد شهدنا انفراجة عظيمة، ويوما من أيام الله - وسبحان من يحيي موات القلوب برواء الفرح والنصر والفرج - أيضا تصحبنا آيات القرآن التي تبصرنا بالله وسنته وأفعاله ورحمته بعباده المستضعفين ... آيات كنا نضرع إلى الله أن يُرينا تأويلها، نقرؤها ونعلم أنها حق اليقين ولكن بشريتنا الضعيفة تغلبنا!
والآن .. وقد رأيناها عين اليقين، نستحضرها بقلوبنا كي نتزود بها بزاد الشكر ... فتكون آيات الحق بحق هي آيات لكل صبار شكور ...
نتشارك معا بعضا من هذا الزاد لعل الله يجعلنا من القليل الشكور:
تتوالى الآيات وكأنها الآن تتنزل غضةً طرية ...
- تأتينا سورة الفاتحة والتي بدأت بالثناء على رب العالمين الرحمن الرحيم وحمده، ونعلم أن حمد الله يكون في السراء والضراء فهو الزاد الأول للصبر والشكر، ففي كل تقديراته رحمة يستحق الحمد عليها.
_ ثم تأتي سورة البقرة والتي فيها التأكيد على ذكر النعمة والتحدث بها وأعظمها نعمة النجاة من القهر والظلم قال تعالى: {وَإِذْ نَجَينَكُم مِّن ءَالِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُم سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُم وَيَستَحْيُونَ نِسَاءَكُم وَفِي ذَلِكُم بَلَاء مِّن رَّبِّكُم عَظِيم} وهذا ما رأيناه يتكرر مع فرعون آخر ولله الحمد، وتبشر الصابرين برحمة الله وفرجه {وبشر الصابرين} فياللبشرى العظيمة التي رأيناها تتحقق للذين مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى قالوا متى نصر الله؟ وهم في هذه الحالة متوكلون على ربهم تمام التوكل حتى كان شعارهم المعروف "مالنا غيرك يا الله" ورأينا عين اليقين تبرؤ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ولو بشكل جزئي في الدنيا ورأينا أن القوة الله جميعا..
و تمر بنا آيات سورة البقرة فترينا بعين القلب أولئك الذين جاهدوا مع طالوت وصبروا حتى نصرهم الله على الجبابرة بعد أن كانوا لا يتصورون ذلك ولكن {فهزموهم بإذن الله} هذا هو السر " بإذن الله" ، وتختم السورة بإعلان ولاية الله للمؤمنين والدعاء بالنصر على الكافرين، فالله دائما وأبدا يتولى المؤمنين - ولكن من آمن منهم حقاً! - ، وهذا ما حدث وما يحدث وما سيحدث مع أي فئة مؤمنة توكلت على الله حق توكله في النصر على أعدائه.
وتأتي سورة آل عمران بزاد للشكر أيضا في تلك الآيات العظيمة التي رأيناها عين اليقين {قل اللهم مالكَ المُلكِ تُوتي المُلكَ مَن تشَاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تشَاءُ بِيدك الخيرُ إِنَّكَ عَلى كل شيء قدير}، ويتقرير وتبشير من الملك {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}، ثم بشرى لمن توكل الله ولم ينظر لقوة البشر {الذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمَانا وَقَالُوا حَسبُنَا الله ونعم الوكيل - فَأَنقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضل لم يمسسهم سُوءٍ وَاتَّبَعُوا رِضْوَنَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضلٍ عَظِيمٍ}، وأيضا {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُم وَإِن يخذلكُم فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ}، وهذا ما حدث لإخواننا حتى رأينا القوى العظيمة تتهاوى أمامهم ....
- وتأتي سورة المائدة فتؤكد لنا مرة أخرى عظم أثر التوكل على الله بقول المؤمنين { {قال رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِما أدخُلُوا عَليهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلَتُمُوهُ فَإِنَّكُم غلِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
وهذا ما حدث في الطوفان، وسيحدث على مر الزمان ...
وتأتي سورة الأنعام بالآية العظيمة التي فيها نعمة من أعظم النعم التي تستحق الشكر {فَقُطِعَ دَابِرُ القومِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}.
- ثم تأتي سورة الأعراف لتخبرنا أن النعمة بلاء كما الضراء في قول موسى عليه السلام قال {عَسَى رَبُّكُم أَن يُهْلِكَ عَدُوِّكُم وَيستَخلِفكُم فِي الأَرضِ فينظر كيف تعملون}، فكيف سنشكر وقد أهلك عدوا من ألد أعداء الإسلام وأهله ؟!
- وتأتي سورة الأنفال لتخبرنا بأن هذه هي إرادة الله وحكمته من هذا التدافع {وَيُرِيدُ الله أن يُحق الحقِّ بِكَلِمَتِهِ وَيَقطَعَ دَابِرَ الكَفِرِينَ (۷) لِيُحِقَّ الحَقِّ وَيُبْطِلَ البَنطِلَ وَلَو كَرَة المُجرِمُونَ (۸)} وقد رأيناه ورأينا كره المجرمين والمنافقين له، ورأينا كيف أنه بتوحيد القلوب والصفوف تم النصر بإذن الله {وَأَلْفَ بَيْنَ قُلُوبِهِم لَو أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرضِ جَمِيعًا مَّا أَلفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَلَكِنَّ اللهَ أَلفَ بَيْنَهُم إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٍ (٦٣)} ورأينا القوة التي ظنناها قوة تتهاوى فذكرنا قوله تعالى: {وَلَا يَحسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُم لَا يُعْجِزُونَ}.
- وجاءت سورة التوبة لتذكرنا بالنعمة التي نسبها المسلمون في ظل المصائب والاستضعاف {لقد نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَة}، وجاء مشهد الأخوة في غزة ورأيناهم يتعايدون بحلوى النصر على الرغم من البلاء الشديد الذي هم فيه فنذكر قوله تعالى: {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعض}.
- ثم تأتي سورة يونس لتعلمنا بعضا من فقه الشكر على النصر بهاتين الآيتين: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، {قال قد أُجِيبَت دَعوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانٌ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ينصرنا الله ليرى كيف تشكر ، ثم يخبرنا في آية أخرى أن الشكر في الاستقامة ... وكيف أنه سبحانه لا يصلح عمل المفسدين مهما طال الزمان،{إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَل المُفْسِدِينَ}، وفي نهاية السورة {ثُمَّ نُنَجِّى رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ}، {وَإِن يَمسَسكَ اللهُ بِضُرَ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدِكَ بِخَيرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وهذا ما حدث عين اليقين فسبحان الله وبحمده.
- وتأتي سورة هود بالبشريات {فلما جاء أمرنا نجينا...} لما جاء أمر الله نجى عباده الذين لم يتخيلوا يوما أنهم سيفرج عنهم بمثل تلك الأقدار ! وتأتي يوسف لتكمل البشريات بقصة من أحسن قصص البشارة، يذكرنا الله فيها أنه إذا أراد شيئا كان {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وختمت بقوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُم قَد كَذِبُوا جَاءَهُم نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَومِ المُجْرِمِينَ}،
- وتأتي سورة إبراهيم لتذكرنا بتذكر أيام إهلاك الظالمين وأنها خير زاد للصبر والشكر {وَلَقَد أَرسَلنَا مُوسَى بِايَتِنَا أَن أَخرج قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيَّام الله إِنَّ فِي ذَلِكَ لَايَنت لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور}، فمن صبر وتألم حقا هو الذي فرح وشكر ، فلا يكون شكورًا إلا من كان صبارًا.
ويخبرنا بأهمية الشكر {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شكرتُم لَأَزِيدَنَّكُم لَئِن كَفَرْتُم إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد}، وتختم بالتوعد للظالمين وأنه سبحانه ليس غافلا عما يعملون وأنه يمكر لعباده المؤمنين، وقد صدق وعده سبحانه ورأينا بعضا من هذا في الدنيا ونسأله أن نراهم يوم يأتيهم العذاب سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار.
- وتأتي سورة النحل يبلسم الجراحات وزاد للصابرين الشاكرين بوعد عظيم من عظيم {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)}، وقد حدث والله يا ربي ... حدث بالصبر والتوكل ... فاللهم لك الحمد كله! وتأتي سورة الأنبياء بذكر نجاة الله لنبيه إبراهيم ولوط إلى الأرض المباركة (الشام) وقد رأينا جزءا من بركتها بهؤلاء الرجال المخلصين - ولا نزكيهم على الله.
- وتأتي سورة الحج فتخبرنا بقدرة الله على نصر المستضعفين في آيات ويكأنها تتنزل الآن {أذِنَ لِلَّذِينَ يُقْتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلى نَصرِهِم لَقَدِيرُ (۳۹) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دیگرهم بغير حَقٌّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَولا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَهُدمَت صَوْامِعُ وبيع وَصَلَوَت وَمَسَاجِدُ يُذكَرُ فِيهَا أسمُ الله كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إن مكناهُم فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلوةَ وَآتَوُا الزَّكوة وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١)}
- وتأتي سورة النور بوعد أولئك الذين إن مكنهم الله في الأرض أقاموا الصلاة ... إلخ وكذلك بهوان قوة الكافرين وإن عظمت بقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُم وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفتهم في الأرض كما استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم وَلَيُمَكَنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي أَرتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنهُم مِّن بَعدِ خَوفِهِم أَمنا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بي شيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الفسقون (٥٥) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٥٧)}، وقد رأينا القوة الثلاثية الروسية والشيعية والأسدية تتهاوي بعد أن ظنوا وظننا أن لن يقدر عليهم أحدا.
- وسورة الشعراء التي تكرر فيها اسم الله العزيز الذي لا يغالبه أحد مهما عظمت قوته! الرحيم بعبادة المؤمنين مهما بلغ استضعافهم، في نبرة قوية تجعلك وأنت تختم السورة بـ {وَسَيَعلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَي مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ}، يمتلئ قلبك قوة بعزته ورحمته وحسن الظن به..
- وتأتي سورة القصص لتخبرنا بإرادة الله {ونُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ أَسْتَضِعِفُوا فِي الأرض وتجعَلَهُم أَية وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ}، وقد رأينا بعضه يا ربنا يتحقق الآن فلك الحمد، فتعوذ بك من السلب بعد العطاء! وتختم بطمأنة قوية أن العاقبة للمتقين {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، وقد ذهب بعضا منهم فلله الحمد والمنة..
- وتأتي سورة الروم ممتلئة بمعاني اليقين في الله وفي نصره للمؤمنين فتقرر أن {لِلَّهِ الأمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَومَيذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعدَ اللهِ لا يُخلِفُ اللهُ وَعدَهُ وَلَكِنَّ أَكثرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
- وتأتي سورة الأحزاب العظيمة تسرد لنا العبر في نصر الله للمؤمنين على الأحزاب بأهون الأسباب، وهذا ما شاهدناه حتى لا يكاد يصدق عدو ولا صديق بالذي حدث!! وشهدنا رأي العين قول الله: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}.
- وتأتي سورة غافر بالحقيقة التي شكك فيها من ينتمي للإسلام قبل غيره {إِنَّا لننصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنْيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} فيالكثير من شككوا وقالوا أين هذا النصر ؟ - ومع أنه يكفينا من معاني النصر الثبات على الدين إلا أننا رأينا نصرا بأم أعيننا لا يرتاب فيه أحد ، فلله الحمد من رب رحيم.
- وسورة فاطر التي تخبرنا بهذه الحقيقة اليقينية {ما يفتح اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحمَة فَلَا مُمسك لَهَا وَمَا يُمسك فَلا مُرسلَ لَهُ مِن بَعدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحكيم}.
-ونترككم مع آيات سورة الفتح والحشر والصف والنصر ... اقرؤوها بقلوبكم حتى تستقر عقيدة لا يرتاب فيها بعد الليلة.
{وَلَو قَتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوْا الأَدبَرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًا وَلَا نَصِيرًا (٢٢) سُنَّةَ اللَّهِ التي قد خلت من قبل وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبدِيلا (۲۳)} [سورة الفتح: ٢٢-٢٣].
{ما ظننتُم أن يخرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّا نِعَتُهُم حُصُوتُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتْنَهُمُ اللَّهُ مِن حَيثُ لَم يحتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُحْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِم وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [سورة الحشر: ٢]
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [سورة الصف: ٨-١٤]
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتحُ (۱) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفَوَاجًا (٢) فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (۳)} [سورة النصر: ١-٣]
كل هذه الآيات لا يعتبر بها إلا من اتقى الله وخشيه حق خشيته واتعظ فعلم وعمل {إن في ذلك لعِيرَة لمن يخشى (٢٦)}
فالحمد لله الذي أنزل على عبده هذا الكتاب الذي نأنس به في غربة الحياة حتى تلقى الأحبة محمدا وصحيه
والحمد لله الذي صدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده..
_______________________________________________
المصدر: قناة إنه القرآن
- التصنيف:
Bahri SAMI
منذ