سوريا المستقبل! إنها ثورة جاهلية تسعى إلى "ترسيخ مفهوم الدولة"، وقطعا يقصدون بها "الدولة ...

سوريا المستقبل!

إنها ثورة جاهلية تسعى إلى "ترسيخ مفهوم الدولة"، وقطعا يقصدون بها "الدولة المدنية" التي حاربوا لأجلها الدولة الإسلامية، إنها ثورة وليست جهادا في سبيل الله، ثورة تحررية من "نظام قمعي" يستأثر بالسلطة، بغية الوصول إلى نظام آخر "ديمقراطي" يتقاسم السلطة، هذه هي مفاهيم وأبجديات الثورات، وهذه هي شكل "سوريا الحرة!" بعد حقبة "سوريا الأسد!" تتلخص في إسقاط تمثال قبيح وبناء آخر على أنقاضه بوجه حسن!

افتتاحية النبأ للعدد 472 "سوريا الحرة وسوريا الأسد"
...المزيد

الانهيار المالي للحكومة الرافضية.. الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية - ماذا يعني عجز الميزانية ...

الانهيار المالي للحكومة الرافضية..
الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية

- ماذا يعني عجز الميزانية للحكومة الرافضية؟

• إن عجز الميزانية في المفهوم الاقتصادي يتمثّل في الفرق بين واردات الحكومة من الأموال المختلفة، وبين نفقاتها على احتياجاتها المختلفة، وكلما زادت قيمة الفرق زاد عجز الحكومة عن تأمين نفقاتها من خلال وارداتها الخاصة، ولتقليل العجز لا بد أنْ تلجأ الحكومة لزيادة الواردات عن طريق الضرائب والرسوم، أو عائدات الاستثمار، أو حتى عن طريق الاستدانة من الداخل والخارج، أو طباعة كميات جديدة من العملة لتغطية نفقاتها وبالتالي انخفاض قيمتها، أو عن طريق تقليل النفقات من خلال خفض الرواتب والأجور، وخفض النفقات الاستهلاكية والاستثمارية وما شابه.

وعلى هذا سارت الحكومة الرافضية، فمع عجزها عن زيادة الواردات، بسبب التراجع المستمر في أسعار النفط الذي تشكل عائدات بيعه حوالي 95% من واردات الحكومة، وكذلك فشلها في الحصول على قروض من الخارج رغم الفائدة الربوية الكبيرة المعروضة (12% تقريبا)، لجأت حكومة (العبادي) إلى تخفيض النفقات بنسبة 40%، من خلال إلغاء وتأجيل المشاريع الخدمية والاستثمارية (حيث تم إلغاء وتأجيل ما يقارب 2500 مشروع بقيمة 39 مليار دولار)، وكذلك فرض خصم على رواتب الموظفين والمتقاعدين قدره 3%، والتخفيض التدريجي لقيمة العملة المحلية.

بل وتعدّى الأمر إلى الإعلان عن إمكانية التوقف عن سداد رواتب الموظفين عن طريق منحهم إجازات إجبارية دون راتب، وذلك لكون الرواتب تشكل الكم الأكبر من نفقات الحكومة الرافضية، حيث تبلغ أكثر من (50 ترليون دينار عراقي) أي حوالي (42 مليار دولار) سنويا، في حين أنّ صافي العائدات السنوية من بيع النفط لا يتعدى (40 ترليون دينار عراقي)، أي أنّ رواتب الموظفين والمتقاعدين فقط تفوق كل واردات الحكومة الرافضية، ما يعني تزايد الضغوطات الشعبية الناتجة عن قطع الرواتب وإيقاف الدعم للمشاريع الخدمية، ولكن هذه الضغوط أهون عليها -وبلا شك- من ظهور عجزها عن دفع التكاليف الهائلة للعمليات العسكرية ضد الدولة الإسلامية.

- نفقات عسكرية هائلة وخسائر متواصلة:

بلغت نفقات الحكومة الرافضية -بحسب مصادرها- خلال العام الماضي أكثر من (3.6 مليار دولار) شهريا، أي بمعدل (300 مليون دولار) شهريا، أكثر من ثلثها رواتب لمقاتلي الميليشيات الرافضية المنضوية تحت إطار ما يسمى "الحشد الشعبي"، فيما توزّعت النفقات الأخرى على التسليح والعتاد والنفقات الإدارية و"اللوجستيات"، فإذا أضفنا إليها خسائرها المالية في العمليات العسكرية المتمثلة، بما يجري تدميره أو اغتنامه من قبل جنود الدولة الإسلامية من الأسلحة والذخائر والآليات والمعدات، بالإضافة إلى تكاليف علاج الجرحى، والتعويضات لعوائل القتلى، فإن الرقم سيبلغ أضعاف الرقم المعلن وبلا شك.

والأهم من ذلك هو الخسائر الاستراتيجية الكبيرة للحكومة العراقية والتي تسببت فيها الدولة الإسلامية، المتمثّلة في تدمير قسم كبير من مصادر دخلها، بخسارتها للقسم الأكبر من عائدات نفط الشمال (كركوك) عن طريق الاستيلاء على حقول نفط كبرى، وإخراج قسم آخر منها من الخدمة بتحويلها إلى ساحة حرب، بالإضافة إلى تعطيل تصدير النفط لفترة طويلة عبر أنبوب النفط (كركوك - جيهان)، ما حصر استفادة الحكومة الرافضية من نفط الشمال بحوالي (165 ألف برميل نفط يوميا) فقط، ومن جانب آخر أدّى تدمير الدولة الإسلامية لمصفاة (بيجي) إلى خسارة الحكومة الرافضية لـ (300.000 برميل) من المشتقّات النفطية يوميا، التي كانت تغطي نصف احتياجاتها، ما يعني اضطرارها إلى دفع تكاليف استيراد هذه الكمية الكبيرة من الوقود والمحروقات من الخارج، بالإضافة إلى تكاليف الإصلاح الضخمة للمنشآت النفطية في حال استعادتها ورغبتها في إعادة تشغيلها، هذا فضلا عن خسائرها الكبيرة بعد فتح الموصل والمتمثلة بما اغتنمته الدولة الإسلامية وسيطرت عليه من موارد ومنشآت وآليات ومعدات وأسلحة وغيرها، تقدّر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات.

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ

مقال:
الانهيار المالي للحكومة الرافضية..
الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية
...المزيد

الانهيار المالي للحكومة الرافضية.. الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية • لم يخجل رئيس الحكومة ...

الانهيار المالي للحكومة الرافضية..
الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية

• لم يخجل رئيس الحكومة الرافضية (حيدر العبادي) من أكبر كذبات حربهم مع الدولة الإسلامية بإعلانهم السيطرة الكاملة على مدينة (الرمادي)، بعد وصول قواته إلى المجمع الحكومي الذي أحالته المعارك كومة من التراب، وإنما أراد استثمار هذه الكذبة سياسيا بعد وصوله إلى أطراف المدينة معلنا تحريرها بإعلانه أن الوجهة القادمة لجيشه وميليشياته ستكون مدينة (الموصل)، وأن "العام 2016 " سيكون عام القضاء على الدولة الإسلامية.

أما الأولى فقد رد عليها أحد حلفائه وهو المرتد (جبار ياور) وزير البيشمركة في حكومة (إقليم كردستان) متهكّما - ربما - بتذكيره أنّ (الفلوجة) أقرب إلى (الرمادي) وإلى مقر حكومته من (الموصل)، وأما الثانية فالرد عليها يقرع مسامع (العبادي) منذ شهور، إذ لم يتوقف المحللون الاقتصاديون والماليّون والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بهذا الشأن من ترديد تنبؤاتهم بالانهيار المالي للحكومة الرافضية خلال العام نفسه الذي يزعم رئيسها أنه سيتم فيه القضاء على الدولة الإسلامية.

فالهزيمة التي تلقّاها الرافضة في الحرب التي تشنّها الدولة الإسلامية عليهم يفوق مداها بكثير ساحات المعارك في القوس الواسع لجبهة القتال، الممتد من (كركوك) شرقا إلى (حديثة) غربا ليشمل ولايات كركوك وديالى وصلاح الدين وشمال بغداد والفلوجة والجنوب والأنبار والفرات، فضلا عن خسائرهم في العمليات الأمنية في بغداد، وما سبق لهم أنْ خسروه في ولايات نينوى ودجلة والجزيرة، فالخطر الأكبر الذي يهدّد الرافضة اليوم هو أن يستيقظوا على إفلاس حقيقي يصبحون معه عاجزين عن إكمال الحرب مع الدولة الإسلامية، ما يعني تهديدهم بشبح الانهيار الكامل والمفاجئ الذي سيفوق مداه -بإذن الله- انهيارهم الكبير في الموصل وما بعدها.

فبعد العجز الكبير الذي ظهر في ميزانيات الحكومة الرافضية خلال العامين الماضيين، الذي وصل إلى 35% في النهاية، استهلّت هذه الحكومة "عامها المالي الجديد" بتوقع عجز في الميزانية يفوق 25 مليار دولار، ضمن ميزانيتها البالغة 100 مليار دولار تقريبا، وذلك رغم الإجراءات التقشّفية الكبيرة التي فرضتها لخفض النفقات وتوفير المزيد من المال لإدامة العمليات العسكرية، ورفع تقدير العائدات باحتساب سعر عالٍ لبرميل النفط هو (40 دولار) مع كمية إنتاج متوقعة (4 مليون برميل يوميا)، وهو ما يتبيّن عدم واقعيته إذا علمنا أنّ سعر برميل النفط العالمي حاليا يدور حول (37 دولار)، وأن الحكومة الرافضية تبيع نفطها بخصم مقداره (8 دولارات) تقريبا عن السعر العالمي لزيادة المبيعات، كما أن إنتاج النفط لم يتجاوز (3.2 مليون برميل يوميا) حسب أعلى البيانات المسجلة حتى الآن، ما يعني إمكانية أنْ يتجاوز العجز المتوقع في الميزانية (50 مليار دولار)، بناء على المعطيات الحالية، وأكثر من ذلك مع التوقعات الجادة بالمزيد من الانخفاض في أسعار النفط دوليا.

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ

مقال:
الانهيار المالي للحكومة الرافضية..
الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية
...المزيد

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين • وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء ...

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين

• وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء فما أكثرهم -لا كثّرهم الله- فعلماء الآخرة غرباء بين علماء الدنيا كما ذكر ابن رجب - رحمه الله - من أنواع الغربة أن "غربة علماء الآخرة بين علماء الدنيا الذين سُلبوا الخشية والإشفاق" اهـ.

أخي المسلم من المعلوم أن كل من ينتسب للعلم لابدّ أن يقع في الزلل والهلاك إنْ هو آثر الدنيا، يقول ابن القيم رحمه الله: "كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق، في فتواه وحكمه، في خبره وإلزامه، لأن أحكام الرب - سبحانه - كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيما أهل الرئاسة والذين يتّبعون الشهوات، فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا، فإذا كان العالم والحاكم محبا للرئاسة، متبعا للشهوات لم يتم له ذلك إلا بدفع ما يضاده من الحق" اهـ.

هذا أخي المسلم يفسر لك لمَ يبيع هؤلاء دينهم ويفتون بحرب الخلافة وبدعم الصحوات وغيرها، ذلك أن أغراض أهل الجاه والملك من الحكام ضد الخلافة التي تريد إقامة الدين وهم يريدون حربه، وتريد الجهاد وهم يريدون الشهوات، فيأتي دور علماء السوء من القاعدين وتأتي الفتاوى والبرامج والرسائل وغيرها لحرب الخلافة.

أخي المسلم إن كثيرا من علماء السوء من القاعدين الذين يحاربون دولة الخلافة نصرها الله، يعلمون أنها على الحق، وأنها دولة الإسلام، ولكنهم لا يريدون المشقة والتعب وعداوة الطواغيت وغيرهم، وهذا يحصل في كل زمان ومكان، حيث يقوم كل صادق بدعوة للدين والحق والجهاد، نعم أخي المسلم حين قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالدعوة للتوحيد وحرب الشرك وافقه من يسمّون العلماء، ولكن حين بدأ رحمه الله الجهاد والقتال وتكفير الطواغيت رفضوا ذلك لمشقة ذلك عليهم وعلى دنياهم يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "صدﱠقني مَن يدّعي أنه من العلماء في جميع البلدان في التوحيد ونفي الشرك، وردوا علي التكفير والقتال" اهـ.

وهذا ما نراه الآن، فكم من محسوب على العلم من القاعدين كان يقرر أحكام الجهاد والجزية وحرب المرتدين ويبشر بالخلافة وأنها قادمة، وحين قامت الخلافة وأعلنت التوحيد وهدمت الشرك وجاهدت الكفار وأهل الردّة وهدمت الحدود الطاغوتية، رفض هؤلاء ذلك، لأنهم يريدون الراحة والدعة والعيش في القصور والمزارع والجاه والسمعة، هذه هي العلة الكبرى التي جعلت الكثير منهم يحارب دولة الخلافة المجاهدة.

أخي المسلم لا تعجب من ذلك فإن في من ينتسب للعلم والعلماء من يقدّم الكفر على الإيمان، ويفضل الطاغوت على الشرع، وذلك لأجل الدنيا والعياذ بالله مع معرفته بأن ذلك هو الهلاك المبين في الآخرة، يقول شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: "في من ينتسب إلى العلم من يختار الكفر على الإيمان مع علمه أن من اختاره لا حظ له في الآخرة" اهـ.

أخي الموحد لتعلم أن العالم إذا ترك ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله فهو مرتد كافر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة" اهـ.

وختاما أخي المسلم في دولة الإسلام، فلتحمد الله على هذه النعمة العظيمة الكبيرة أن تعيش في دولة إسلامية تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتهدم الشرك وتنشر التوحيد، فهي نعمة عظيمة وكبيرة، نسأل أن يرزقنا شكرها، ويستعملنا في مرضاته، والحمد لله رب العالمين.


• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ

مقال: العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين
...المزيد

إنّا لمطامعكم بالمرصاد • وفي أحدث مثال على تجدُّد خطط الغزو والمشاريع القديمة، جرأت حرب غزة ...

إنّا لمطامعكم بالمرصاد

• وفي أحدث مثال على تجدُّد خطط الغزو والمشاريع القديمة، جرأت حرب غزة اليهود الكافرين على تكرار الإعلان والتصريح في محافل رسمية بما أسموه "مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" والذي يعلنون بكل وضوح أنه لا يقتصر على أرض فلسطين فحسب! بل يمتد إلى أجزاء من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر وحتى الجزيرة العربية.

وليس خفيا أيضا خط الغزو الرافضي الإيراني الجديب، الذي يستهدف ما يسمى منطقة "الهلال الخصيب"، وهو مخطط إيران الفارسية الإستراتيجي الذي تسعى بكل قوتها لتحقيقه، عبر تمكين ميليشياتها وأذرعها هنا وهناك تحت شعارات "المقاومة" و "القدس" التي تمر بمدن وعواصم المسلمين كما صرحوا مرارا بذلك تماما كما يفعل اليهود.

والحكومة التركية بماضيها العلماني الصرف وحاضرها العلماني المتستر خلف غربال الإخوان المرتدين بقيادة "أتاتورغان"، هي الأخرى تمدّ يد المطامع تحت أكمام الإغاثة، وتروّج لمشروعها القومي العلماني عبر الاستثمار في جراحات المسلمين ومآسيهم، وقد عمدت إلى تحقيق مطامعها التوسُّعية بطريقة عسكرية مباشرة عن طريق قواعدها في شمال العراق، أو عن طريق بيادقها وفصائلها الذين وصل بهم الأمر أن فاقوا حكومتهم المركزية، ففرضوا في مناطقهم لغتها ورفعوا أعلامها واستعملوا عملتها!، وهو ما نعاينه في "الشمال المحرر" الذي يروجون فيه لـ "كيان سني" ينفذ أجندة "الغزاة" على مذهب أتاتورك.

وعلى ذات الخط تسعى الأحزاب الكردية ومن يتبعها من الميليشيات على اختلاف تشكيلاتها، للحصول على موطئ قدم بين الأطراف المتصارعة، فتارة يستجدون أوروبا وأمريكا، وتارة يشرقون لروسيا والصين، ويتوددون ليهود بين هذا وذاك، علهم يجدون من يعينهم على تحقيق حلمهم "كردستان" الذي أرقهم منذ عقود، فيستعملهم القاصي والداني في مشاريعه، وهم يجهدون معهم ويصدقون وعودهم، كما كانوا وما زالوا عونا للرافضة في العراق، فيتعنتون معهم سياسيا ويعينونهم عسكريا في الحرب على المسلمين، وكذا حالهم في الشام لما دعمتهم أمريكا في الحرب على المجاهدين، ثم تركتهم يواجهون مصيرهم المحتوم.

وأما إفريقية فقد سارت لها الدول والميليشيات تهافتا من كل حدب، فبعد سنوات من التسلط الأوروبي والأمريكي، جاء الدور على الروس وحلفائهم الصينيين لينقبوا في أرض إفريقية بحثا عن مطامعهم وتقاسما للتركة.

وبغض النظر عن الأشكال التي تأخذها هذه المخططات والمشاريع، سواء كانت مباشرة سافرة أو متسترة خلف شعارات وعناوين مخادعة، وسواء كانت تستخدم "القوة الخشنة" بالنار والحديد أو "الناعمة" بالإعلام والمؤامرات والسياسة، وسواء كان أربابها يتحدثون الإنجليزية أو الروسية أو الفارسية أو العبرية أو حتى العربية، إلا أنها تشترك في نفس الغاية وهي الحرب على الإسلام مصداقا لقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، فهذا هو دافع كل هذه الحروب والتدافع الذي تغطيه هذه المشاريع والمطامع، ولذلك النصر في هذه الحروب هو حليف المسلمين قطعا، وهو ما تؤكده الوعود الإلهية والنبوية التي هي جزء لا يتجزأ من عقيدتنا.

وعليه، فإننا نقول لكل هؤلاء الغزاة والطامعين على رسلكم! لا يؤزكم الجشع والطمع ولا تأخذكم الحماسة أن توغلوا في أوهامكم، فترسموا خرائط وتخطوا حدودا وتلوِّنوا أقاليمَ وتطلقوا عليها الأسماء، فإنا لمطامعكم لبالمرصاد، وقد حشدنا لهدم مشاريعكم الأجناد لا نقاتلكم بالعدد والعدة، بل بإيمان راسخ ومنهاج لم تخترقه كل حملات غزوكم الفكري وهو باق على سيرته الأولى يوم سحق أجدادنا الفاتحون أجدادكم الغزاة فلم يبقوا منهم كسرى ولا قيصر، وإنا سائرون -بحول الله وقوته- على طريقهم، ماضون باقون على نهجهم إلى أن يرث المتقون الأرض كما بشّرنا سبحانه ووعد في كتابه العزيز: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

وإن المجاهدين اليوم يعيدون رسم خارطة العالم بالتوحيد والجهاد، وكما كسروا الحدود من قبل بين العراق والشام فإنهم سيعيدون الكرة بإذن الله، وكما أسدلوا الستار على كثير من المشاريع والمؤامرات وأحبطوها، فإنهم سيواصلون تصديهم لمطامع ومؤامرات الكافرين بالوسيلة الشرعية الربانية، الجهاد في سبيل الله، طاعة لله وخلافة له في أرضه وسعيا لتحقيق وعده سبحانه القائل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ}، فالوعد بنصر الإسلام والتمكين له في الأرض قائم قادم فليحرص كل مسلم على أن يكون من أهل هذا الوعد بسيره على كتاب ربه وهدي نبيه، والله لا يخلف الميعاد.

▫️ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 464
الخميس 7 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

وقال ابن رجب: «واستدل الجمهور بأن الصحابة اشتغلوا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بفتح البلاد ...

وقال ابن رجب: «واستدل الجمهور بأن الصحابة اشتغلوا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بفتح البلاد ومواصلة القتال والجهاد ولم ينقل عن أحد منهم أنه توقف عن القتال وهو طالب له في شيء من الأشهر الحرم وهذا يدل على إجماعهم على نسخ ذلك والله أعلم» [اللطائف].

اللهم يسّر لنا حسنَ عبادتك في الأشهر الحرم، وجنّبنا فيها الفواحش والإثم والظلم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 29
السنة السابعة - الثلاثاء 25 رجب 1437 هـ

مقال:
الأشهر الحرم
...المزيد

الأشهر الحرم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فقد ...

الأشهر الحرم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36]، وقال -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين: (الزمان قد استدار كهيئة يوم خَلَق السماواتِ والأرضَ، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان).

تعيين الأشهر الحُرُم

قال ابن رجب الحنبلي: «فأخبر سبحانه أنه منذ خلق السماوات والأرض وخلق الليل والنهار يدوران في الفلك وخلق ما في السماء من الشمس والقمر والنجوم وجعل الشمس والقمر يسبحان في الفلك وينشأ منهما ظلمة الليل وبياض النهار؛ فمن حينئذ جعل السنة اثني عشر شهرا حسب الهلال، فالسنة في الشرع مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله أهل الكتاب، وجعل الله تعالى من هذه الأشهر أربعة أشهر حرما، وقد فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث وذكر أنها ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد وهو شهر رجب» [لطائف المعارف].

قال الشوكاني: «وفي هذه الآية بيان أن الله سبحانه وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على هذا الترتيب المعروف يوم خلق السماوات والأرض، وأن هذا هو الذي جاءت به الأنبياء ونزلت به الكتب، وأنه لا اعتبار بما عند العجم والروم والقبط من الشهور التي يصطلحون عليها ويجعلون بعضها ثلاثين يوما وبعضها أكثر وبعضها أقل» [فتح القدير].

سبب تسميتها الحُرُم

قال ابن رجب: «اختلف العلماء في سبب تسمية هذه الأشهر الأربعة حرما، فقيل: لِعِظم حرمتها وحرمة الذنب فيها، قال ابن عباس، رضي الله عنه: اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرما وعظَّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم وجعل العمل الصالح والأجر أعظم، وقال كعب: اختار الله الزمان فأحبه إلى الله الأشهر الحرم... وقيل: إنما سميت الأشهر الأربعة حرما لتحريم القتال فيها، وكان ذلك معروفا في الجاهلية، وذلك لأجل التمكن من الحج والعمرة، فحرمت العرب شهر ذي الحجة لوقوع الحج فيه وحرمت معه شهر ذي القعدة، وسمّوه كذلك لقعودهم عن القتال، للسير فيه إلى الحج، وحرمت شهر المحرم للرجوع فيه من الحج، حتى يأمن الحاج على نفسه من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه وحرمت شهر رجب للاعتمار فيه في وسط السنة فيعتمر فيه من كان قريباً من مكة» [لطائف المعارف - باختصار وتصرف]

الإثم في الأشهر الحرم

على المسلمين فعل الطاعات وترك المنكرات في كل الشهور عامة وفي الحرم منها خاصة، ذلك لأن الذنوب والمعاصي أعظم وزرا في هذه الشهور لقوله تعالى {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.

قال القرطبي في تفسيره للظلم هنا: «في الظلم قولان: أحدهما لا تظلموا فيهن أنفسكم بالقتال... الثاني: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب لأن الله سبحانه إذا عظّم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح».

وقال ابن كثير: «{فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنه آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} وكذلك الشهر الحرام تغلّظ فيه الآثام، ولهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي، وطائفة كثيرة من العلماء، وكذا في حق من قتل في الحرم أو قتل ذا محرم».

العمل الصالح فيها

ولعظيم هذه الأشهر وزيادة أجر العمل الصالح فيهن، شرّع الله تعالى لنا عبادات مخصوصة في أيام عظيمة، كيوم عرفة ويوم عاشوراء والعشر الأوائل من ذي الحجة، والأعمال الفاضلة في هذه الأشهر كثيرة ومتنوعة، والله أعلم.

حكم القتال في الأشهر الحرم

ذهب الجمهور من فقهاء المسلمين إلى القول بأن القتال في الأشهر الحرم كان محرماً في الإسلام إلا في حالة رد العدوان ثم نُسخ هذا الحكم وحل محله مشروعية الجهاد، والبدء بقتال الكفار في كل وقت بما يشمل الأشهر الحرم.

قال ابن القيم: «لا خلاف في جواز القتال في الأشهر الحرم إذا بدأ العدو، إنما الخلاف أن يقاتل في ابتداء، فالجمهور جوّزوه وقالوا تحريم القتال منسوخ لقوله تعالى {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} وقوله تعالى {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} وهو مذهب الأئمة الأربعة رحمهم الله» [زاد المعاد].
...المزيد

تأملات في تكالب الأحزاب على أهل الحق هذا ما وعدنا الله ورسوله إن الحرب المستعرة التي نشهدها ...

تأملات في تكالب الأحزاب على أهل الحق هذا ما وعدنا الله ورسوله

إن الحرب المستعرة التي نشهدها اليوم ضد دولة الخلافة وتكالب الأحزاب عليها من صليبيين وملحدين ووثنيين وباطنيين ويهود ومرتدين ومنافقين لهي من البلاء الذي لا بد للجماعة المسلمة منه، فالابتلاء ملازم للإيمان، قال الله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.

قال بعض أهل التفسير: «والمعنى: أنّ النّاس لا يُتركون دون فتنة، أي: ابتلاء واختبار، لأجل قولهم: آمنّا، بل إذا قالوا: آمنّا فتنوا، أي: امتُحنوا واختُبروا بأنواع الابتلاء، حتّى يتبين بذلك الابتلاء الصادق في قوله: آمنّا من غير الصادق».

ويبين هذا المعنى أيضا ما ثبت في السنة عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص، قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشدُّ بلاءً؟ قال: (الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى العبد على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض، وما عليه من خطيئة) [رواه الترمذي وابن ماجه].

فالجماعة التي على الحق لا بد لها من البلاء الذي من ثمراته تمحيصان، الأول: تمحيص الصفوف، والثاني: تمحيص القلوب.

فالبلاء الواقع على أهل الحق به تتمحص صفوفهم فيخرج المنافقون والأدعياء، ويثبت المؤمنون، وتقوى الجماعة، قال الله تعالى: {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.

فوجود الأدعياء والخبث يوهن الجماعة وينخر فيها، وبخروجهم تنشط الجماعة وتقوى وتُثمر، ألا ترى أن الشجرة تحتاج كل فترة إلى تقليم وقطع للأغصان التالفة حتى تعاود النشاط ويتجدد الثمر.

ولذا فبعد التمحيص يأتي المحق للكافرين، قال تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}.

وكذا من ثمار البلاء وتكالب الأعداء التمحيص الثاني، وهو تمحيص قلوب المؤمنين فبذلك البلاء يُنيب القلب إلى ربه ويتوب، فيطهر القلب من أدرانه من الرياء والحسد والأثرة والكبر واستشراف الإمارة والجاه، قال تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

وقال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.

وهذا التكالب من أمم الكفر على الدولة الإسلامية هو من البلاء الذي وُعدت به الجماعة المسلمة، قال الله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}.

ولذلك فلا بد من خوف يعتري قلب المجاهد ولا بد من القوارع، ولكن بعدها وعلى إثرها يأتي الفرج ويتم الأمن، قال الله تعالى: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله ليُتِمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [رواه البخاري].

كتب أبو عبيدة بن الجراح، إلى عمر بن الخطاب، يذكر له جموعا من الروم، وما يتخوف منهم. فكتب إليه عمر: أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبدٍ مؤمنٍ من منزل شدة، يجعل الله له بعده فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإن الله يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200] [الموطأ].

فكما أن الله وعد أولياءه بالنصر فكذا قد وعدهم بالبلاء فالصبر الصبر...


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 29
السنة السابعة - الثلاثاء 25 رجب 1437 هـ

مقال:
تأملات في تكالب الأحزاب على أهل الحق
هذا ما وعدنا الله ورسوله
...المزيد

الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد [3/1] في تونس القيروان، التي تعهد طاغوتها (بن علي) ...

الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد
[3/1]
في تونس القيروان، التي تعهد طاغوتها (بن علي) لأسياده الصليبيين أن يسير بها سيرة سلفه الفرعون (بورقيبة) بأن يعمل على إزالة الإسلام منها بالكلية، ويجعلها قطعة من فرنسا بمظهرها وبعقيدة أهلها، نشأ جيل من الموحّدين، عرف الطاغوت فكفر به وبأوليائه، وآمن بالله وحده لا شريك له، نفرٌ قليلٌ من الشباب في أصقاع شتى من البلاد التي حكمها المجرمون بالحديد والنار، نشروا دعوة التوحيد بما آتاهم الله من قوة، كلٌ في حيّه أو قريته، مستخفيا من عيون المخبرين، ومتحسبا للاعتقال والسجن في كل حين، فثبتوا لدى المحن، ولم تغرهم متاهات الفتن التي وقع فيها كثير من أقرانهم بعد سقوط الطاغوت (بن علي)، لعلمهم أن توحيد الله قرين بجهاد الكفار، فأكرم الله كثيرا منهم بالهجرة والجهاد والاستشهاد، ومن هؤلاء الكرام الأفاضل الشيخ أبو ليلى، كمال زروق التونسي القرشي، تقبله الله.

لم تكن الحالة المادية لعائلته تختلف كثيرا عن حال بقية سكان حي (الجبل الأحمر) في تونس العاصمة، وإن كان الالتزام بالدين يميزهم عن الكثيرين فيه، حيث عرف هذا الحي الذي ولد فيه الشيخ عام 1397 بالفقر، وبانتشار المجرمين بين أزقته وفي الغابة المجاورة له.

هذا الفقر الذي قدره الله على أبويه لم يمنعهما من أن يعملا على تنشئته تنشئة صالحة ودفعه إلى تعلم الدين، والتزام المساجد وحلقات القرآن، حتى مكّنه الله من حفظ القرآن كاملا قبل أن يبلغ العشرين من عمره.

شخصيته القوية، وعفّة نفسه، والتزامه بالدين أكسبته احترام الناس حتى العصاة منهم، بل كان عتاة المجرمين يستخفون منه إذا مر قريبا منهم عابرا للغابة التي يشربون فيها الخمر ويدمنون المعاصي، فيقف عليهم مذكرا إياهم بالله ويزجرهم عن عدم خشيتهم من الله: «أتخافونني ولا تخافون الله!».

لم يكن من المتدينين الخاملين، ولا من المتكسّبين بالدين، بل كان رغم فقره وضعف ذات يده عفيف النفس، لا يرضى إلا أن يأكل من كسب يده، فعمل في مهن شتى ليسد رمق أسرته، ويستغني عن الناس، فيحفظ كرامته.

ولكن ضعف حاله وانشغاله بتحصيل الرزق لم ينهياه عن طلب العلم والاستزادة منه، بل كان حريصا عليه يغتنم كل فرصة ليقرأ كتابا أو يتدارس مع إخوانه مسألة، حيث كان بعضهم يزوره في دكانه ليذكروا بعضهم بالله، وينفع كل منهم أخاه بما فتح عليه مما قرأه أو سمعه وذلك تحت بصر مخابرات الطاغوت التي كانت تعمل جاهدة لسد كل منافذ العلم الشرعي وكل طرق الدعوة إلى الخير، فكانت النتيجة أن اعتقلوه وأودعوه سجونهم.

كانوا يعرفونه جيدا، وتصلهم تقارير المخبرين عن دعوته للتوحيد، وتحريضه على الجهاد، وردوده على المرجئة والديموقراطيين وغيرهم، فكان نصيبه من التعذيب شديدا على أيدي جلادي الطاغوت، بل بلغ بهم الأمر حد ضربه على رأسه بحديدة أفقدته الوعي، ودخل بسبب تلك الضربة المستشفى، ليتبين أنها قد أثرت على دماغه وأفقدته الذاكرة.

والغالب في الأمر أنهم حاولوا إصابته في عقله ليتخلصوا من خطره عليهم بعد أن صار معروفا بين الموحّدين، محبوبا من الناس، ولكن الله سلّمه من شرهم، فبدأ يستعيد ذاكرته تدريجيا بعد مدة وجيزة.

أثرت تلك الضربة فيه كثيرا، خاصة أنه فقد بضياع ذاكرته حفظه لكتاب الله، وبقي حتى مقتله يجتهد لاستعادة ما أنسيه منه، ولكن لم يكن الاعتقال ولا التعذيب ولا التهديد ليفل عزيمته في الدعوة إلى الله، ولا ليخفض همته في طلب العلم، فاعتقل مرّات ومرّات، ولم تلن له قناة ولم يذل له جبين حتى أذن الله بزوال سلطان (بن علي).

كان سقوط الطاغوت (بن علي) نعمة منّ الله بها على الموحدين، إذ انشغل جنوده عنهم بمحاولة الحفاظ على استقرار النظام حتى يستعيد توازنه ويعيد تنظيم صفوفه، كما خرج آلاف الشباب من السجون بينهم الكثير من طلبة العلم والدعاة، ولكن هذه النعمة كانت تخفي في طياتها فتنة من نوع آخر يختلف عن الفتن التي كانت تحيط بالموحدين تحت حكم الطاغوت السابق.

إذ ظهر نوع جديد من الكفر هو الديموقراطية، وخرج الكثير من المرتدين إلى السطح باسم المعارضين للنظام السابق، وفتن الناس بأجواء حرية التحرك والدعوة التي لم يعتادوها من قبل، فتعلق الكثيرون بالأضواء، وانشغلوا بالملتقيات والمؤتمرات والتجمعات عن التحضير لقتال المرتدين والقضاء على النظام الطاغوتي الجديد الذي بدأ يرسخ أركانه، ويقيم بنيانه بدعم ومباركة من مرتدي حزب النهضة والإعلام الموالي للصليبيين المروج لأفكار الإخوان المرتدين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 29
السنة السابعة - الثلاثاء 25 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد
...المزيد

الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد [3/2] كان تنظيم «أنصار الشريعة» الذي تصدر المشهد في تلك ...

الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد
[3/2]
كان تنظيم «أنصار الشريعة» الذي تصدر المشهد في تلك الآونة يعاني من عدة مشاكل أهمها ضلال زعيمه أبي عياض وترويجه لأفكار أيمن الظواهري حول نيتهم جعل تونس «أرض دعوة» لا أرض جهاد، وتطمين الحكومات الطاغوتية التي أطلقوا عليها لقب «حكومات ما بعد الثورات العربية» بأنهم لن يقاتلوها، وطلبهم منها أن تترك لهم المجال للدعوة فحسب، وكذلك أفكار أبي عياض القُطرية التي تركز على حصر العمل في تونس، ورغبته في تصدر الجهاد العالمي رغم قلة خبرته وضعف حيلته الذين أديا بتنظيمه إلى الهاوية عندما كشف لهم الطاغوت الجديد عن وجهه الحقيقي فسام المرتبطين به سوء العذاب أسرا وتقتيلا، وعلى رأسهم الكثيرون ممن كانوا في قيادة التنظيم، ولم ينج من تلك المحرقة التي قادهم إليها أبو عياض بضلاله وضعف تدبيره وتعصبه لآرائه وآراء شيخه أبي قتادة الفلسطيني وأميره الظواهري إلا القليل ممّن هداهم الله إلى الهجرة والجهاد في سبيل الله بمخالفتهم لأبي عياض، الذي كان رافضا لخروج الشباب إلى ساحات الجهاد، والشام منها خاصة، رغبة في إبقائهم تحت يده ليزج بهم في مشاريعه الفاشلة ويسلمهم بغفلته لأيدي الطواغيت.

ورغم هذا الأمر، عمل الشيخ كمال إلى جانب «أنصار الشريعة»، وكان ذلك سعيا منه في نشر التوحيد، والتحريض على الجهاد، ورغبة في عدم شق الصف، ولمحاولة إصلاح التنظيم عن قرب دون أن يدخل فيه، حيث أنه لم ينتم إلى التنظيم رغم محاولتهم استمالته بوسائل كثيرة من بينها دعوته ليكون عضوا في الهيئة الشرعية للتنظيم، فظل قريبا منهم يعطي الدروس ويلقي المحاضرات ويحرضهم على الخروج إلى ساحات الجهاد، وينكر عليهم ما يراه من أخطاء، حتى أنه أجاب من سأله عن رفض أبي عياض لخروج الشباب للجهاد في الشام قائلا: «لا تسمعوا له، انفروا في سبيل الله خفافا وثقالا»، بل كان يساعد الإخوة على الوصول إلى أرض الجهاد فيوفر لهم الطريق، وينسق لهم تحركاتهم وصولا إلى مضافات الدولة الإسلامية في الشام، بل ويجمع لهم تكاليف رحلة الهجرة من أموال الزكاة التي يأتمنه التجار على أدائها، وهكذا خرج عن طريقه عشرات المهاجرين من تونس، نسأل الله أن يجعل ثواب هجرتهم وجهادهم وشهادتهم في ميزان حسناته.

لم يكتف الشيخ -تقبله الله- بالدعوة إلى الهجرة والجهاد بل منّ الله عليه بالخروج من تونس بعد أن ظل متواريا فيها لشهور، وذلك بعد أن طلبه جنود الطواغيت عقب قضية السفارة الأمريكية التي كان من المحرضين عليها، ولاتهامه بالتحريض على قتل المرتدَّين الشيوعيَّين (بلعيد والبراهمي)، حيث خرج إلى ليبيا، وبقي فيها ما يقارب السنة، يساعد الإخوة على الهجرة، ويقضي حوائجهم، ويقوم على أمر بعض المضافات، وبقي فيها حتى شعر بأن المرتدين يحضرون للكيد بالمهاجرين فخرج إلى الشام في هجرته الثانية التي حط فيها رحاله، وأناخ ركائبه.

وصل الشيخ كمال إلى الدولة الإسلامية ليواصل طريق دعوته إلى الله في ولاياتها، متنقلا بين الجبهات ومناطق الاشتباكات مع أعداء الله وزائرا لخطوط الرباط وثغور المسلمين، مثبتا المجاهدين ومقويا عزائمهم ومحرضا على البذل ومرغبا بالشهادة، وفي الوقت ذاته كان يصرف جزءا كبيرا من وقته في دعوة عامة المسلمين وتعليمهم في المساجد، ليقضي في ذلك سنة تقريبا قبل أن تستهدفه طائرة مسيّرة صليبية على أطراف مدينة الرقة، وتحول جسده إلى أشلاء، نسأل الله أن يتقبّله في الشهداء.

داعية على خطى الأنبياء:

إن المتتبع لسيرة الشيخ أبي ليلى -تقبله الله- ليلمح فيها تتبعه لسير الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، من حيث حرصه الشديد على الدعوة إلى الله، وهمته العالية في العمل لدين الله، وصبره على الأذى في سبيل ذلك، وعزيمته التي لا تلين في نصرة دين الله.

لا يستكبر عن دعوة أي مسلم، ولا يتكاسل عن الإنكار على أي عاصٍ، حتى هدى الله على يديه الكثير من الناس، كان من بينهم من يخافه الناس لسطوته وإجرامه، فتابوا إلى الله، ورزق الله بعضهم الهجرة والجهاد والاستشهاد.

يمضي أغلب وقته في طلب العلم وتدريسه والدعوة إليه، فكان له قبل هجرته أكثر من درس يوميا وفي عدة مساجد من تونس «العاصمة»، بالإضافة لتوليه خطبة الجمعة في مسجدين من مساجدها هما مسجد التوبة في الجبل الأحمر والياسيمين في حي أريانة، فضلا عن جولة أسبوعية له على مناطق تونس الأخرى التي زار معظمها، مدرسا، وواعظا، ومحرضا على الجهاد.

وكان أكثر ما يلقيه في دروسه محاضرات في السيرة النبوية، وسير الأعلام، وسير المجاهدين، وشرح أحاديث موطأ الإمام مالك، رحمه الله.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 29
السنة السابعة - الثلاثاء 25 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد
...المزيد

الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد [3/3] وقد استمر على سيرته تلك بعد هجرته الأولى والثانية، ...

الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد
[3/3]
وقد استمر على سيرته تلك بعد هجرته الأولى والثانية، حيث أمضى كل وقته متنقلا بين ولايات العراق والشام، يدرس في مختلف المعسكرات بعد أن أخذ تفويضا عاما من ديوان الجند بدخولها والدعوة فيها، ويزور المجاهدين في أشد مناطق الاشتباك سخونة كما في جبهات الرمادي والفلوجة وبعشيقة وحلب والرقة وغيرها، بالإضافة إلى عدة دروس في مدينة الرقة خلال الأسبوع والتزامه بخطبة الجمعة في أحد مساجدها.

ويروي من صحبه في الرباط أنه كان يختار لنفسه ساعات الرباط في الليل، ثم يخرج في النهار رغم التعب ليدور على نقاط الرباط الأخرى ليذكر الإخوة بالله، ويؤانسهم بقصص من السيرة وعبر من مآثر السلف الصالح.

أما الجانب الأهم في حياة الشيخ كمال زروق كداعية فهي أنه كان يعمل بما يدعو إليه، ولا أدلّ على ذلك من أنه طبق بنفسه ما أمضى عمره في الدعوة إليه من التوحيد والجهاد، فصدع بالتوحيد وهاجر في سبيل الله، وجاهد في صفوف الدولة الإسلامية التي كان ينصح الشباب بالنفير إليها، ولم يكتف بنصرتها بالكلام والخطب.

كان -رحمه الله- يرى نفسه على منهج الدولة الإسلامية قبل أن ينفر إليها، ويحض الشباب على ذلك فيقول لهم «عليكم بالدولة الإسلامية، عليكم بمنهج الشيخ أبي مصعب الزرقاوي، تقبله الله»، وكان يوصي المهاجرين للجهاد في الشام أن يلتحقوا بصفوفها حين كان عملها باسم «جبهة النصرة»، فلما كانت غدرة الجولاني صار ينهاهم عن الدخول في صفه، ويربطهم بالمنسقين التابعين للدولة الإسلامية، وعلى رأسهم الأخ الفاضل محرض الاستشهاديين أبو عمر التونسي (طارق الحرزي) تقبله الله.

ولما وصل إلى أرضها زاد تعلقه بها، ونصرته لها، ودعوته إلى بيعة أمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي، حفظه الله، ولم يصدّه عن ذلك أن كان جنديا من عامة جنودها رغم شهرته وذيوع صيته وإقبال قلوب الناس إليه، فلم يطلب فيها إمارة، ولم يسع فيها إلى منصب، بل ولم يفتنه كلام أهل الفتن فيه بعدما زلّ لسانه بعبارةٍ أراد أن يوضح فيها أن الخلافة على نهج النبي، صلى الله عليه وسلم، فصاغ عبارته المرتجلة بطريقة خاطئة، بل حمد الله أن وجد من الدولة الإسلامية حرصا على استقصاء الأمر والتحقيق فيه، ومحاكمته على ما اتهم به، والذي تبين قصده وخطأ تعبيره بعدها، وأنه كان كالذي قال من شدة الفرح: «اللهم أنت عبدي وأنا ربك».

الصفة الأخرى التي ميّزت الشيخ عن كثير من أقرانه هي زهده الشديد بما في أيدي الناس، وعفة نفسه رغم ضعف حاله، وقلة ذات يده، بل وكرمه وبذله لإخوانه كل ما يملك، فكان لا يأكل إلا من كدّ يمينه، ولا ينفق على دعوته إلا من ماله الخاص، فيذهب إلى دروسه غالبا سيرا على أقدامه أو يستأجر وسيلة النقل إن لم يخضع لإلحاح إخوانه بمشاركتهم له في الأجر، ويروي أحدهم أنه جمع له مبلغا من المال يستعين به في حياته وفي الإنفاق على الدعوة، فأبى قبوله وتمنّع طالبا من الأخ أن يوزعه على الإخوة المحتاجين، ثم قبله حياء منه بعد إلحاحه عليه، ليكتشف بعد حين أنه أنفقها كلها في سبيل الله، متصدقا بها على إخوانه المحتاجين.

ويروي من عاشره في الشام أنه كان رافضا لاستلام كفالته الشهرية التي يأخذها كل جنود الدولة الإسلامية حتى تاريخ وفاته حرصا منه أن لا ينقص ذلك من أجر جهاده شيئا.

يوم مقتله خطب الجمعة في جامع الحسين في الرقة، ويروي من سمع خطبته أنه كان يكرّر في خطبته كلمة «الجنة» بشكل غريب، حيث ردّدها تكرارا ودون توقف عدة مرات، وهو يحض الناس على الحرص عليها، ثم خرج إلى مدينة الطبقة بصحبة بعض إخوانه.

وفي طريق العودة كان يحدث من معه في السيارة عن الاستشهاد والعمليات الاستشهادية، ثم صار ينشد ويردّدون معه أبياتا من قصيدة فيها:

أوليس موتي في حياتي مرةً
لم لا يكون ختامها استشهاديَ

وفي هذا الوقت كانت تتربص بهم طائرة صليبية، قصفت سيارتهم بصاروخ غادر، فمزقت جسد الشيخ كمال زروق وحولت جسد أخيه أبي صفية الجزائري إلى أشلاء، ونجّى الله الأخ الثالث من القتل ليصل المستشفى وهو فاقد الوعي.

عند استيقاظه روى لمن جاء يعوده أنه رأى في غيبوبته الشيخ كمال وأخاه أبا صفية الجزائري، وأنهما قالا له في منامه:

«نحن أحياء نرزق... والله لم نمت... والله لم نمت...».

قُتل العالم، العابد، الزاهد، الداعي إلى الله، المجاهد في سبيله، الشيخ كمال زروق قبل أن يحقق حلمه بالعودة إلى أرض تونس ليجاهد الطواغيت على أرضها، ويحرر الإخوة والأخوات من سجونهم.

قُتل وهو يرقب إخوانا له لا زالوا قاعدين عن الجهاد أن يخرجوا ليثأروا لدينهم وأعراضهم.

قُتل وهو حريص على الجماعة، كاره للفرقة، محرض على العمليات الاستشهادية.

فرحمك الله يا أبا ليلى وجمعنا بك في جنات النعيم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 29
السنة السابعة - الثلاثاء 25 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الشيخ كمال زروق التونسي الداعية المجاهد
...المزيد

فسيخسرون أخرى في جزء آخر من الأرض، وهكذا نبقى نصاولهم حتى ندخل هذا الدين أرض كل مدر ووبر بإذن الله ...

فسيخسرون أخرى في جزء آخر من الأرض، وهكذا نبقى نصاولهم حتى ندخل هذا الدين أرض كل مدر ووبر بإذن الله تعالى، ويكون الدين كله لله، وهذا اليقين من حسن ظننا بالله والعاقبة للمتقين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 29
السنة السابعة - الثلاثاء 25 رجب 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
عالم هش.. وفرص كثيرة
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً