الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 78 الافتتاحية: وقذفَ في قلوبهمُ الرُّعبَ فريقاً تقتلونَ ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 78
الافتتاحية:

وقذفَ في قلوبهمُ الرُّعبَ فريقاً تقتلونَ وتأسرونَ فريقاً


إن الحروب لا تُحسم غالبا بإبادة أحد طرفي الصراع لخصمه، وتحطيم قوته بالكامل، ولكن بدفعه إلى ترك المعركة وإلقاء السلاح، وذلك عندما يخاف على نفسه أو غيره، أو يفقد الثقة بجدوى المعركة التي يخوضها، فتتراجع لديه إرادة القتال، ويصبح همّه الخروج من المعركة بأقل الخسائر الممكنة.

وإن الحرب التي يخوضها المشركون والمرتدون اليوم ضد الدولة الإسلامية لا تخرج عن هذا النمط من القتال وإن أرغى أعداؤها وأزبدوا بالإصرار على إبادة كل جنود الخلافة زعموا، إذ هم يعلمون يقينا أن هذا الأمر بعيد التحقق مهما رصدوا له من الجيوش والأسلحة، ولكنهم يسعون من خلال القصف والتدمير إلى إدخال اليأس في قلوب المجاهدين، وفتح الباب أمام المنافقين ليُوضعوا خلال المسلمين، ويوهنوا عزائم المؤمنين، فيكسروا إرادة القتال لديهم بالتخذيل والإرجاف، فيعينوا عدوهم على أنفسهم، ويلقوا السلاح.

وفي الوقت نفسه فإن المجاهدين في سبيل الله بثباتهم أمام أعدائهم، وإعظامهم النكاية فيهم، وإنهاكهم على مختلف الجبهات، وضربهم في كل مكان، إنما يسعون إلى قتل أكبر قدر ممكن من المشركين والمرتدين، استجابة لأمر رب العالمين، وتطبيقا لحكم الإسلام فيهم، وكذلك التشريد بمن خلفهم، وزرع الخوف في قلوبهم، ودفعهم دفعا نحو الاستسلام والخضوع لحكم الشريعة، أو أن يطلبوا الصلح ويستجدوا الأمان، أو يولوا الدبر هاربين لا يلوون على شيء، ولا يطمعون بأكثر من السلامة، بعد أن يدركوا أن لا فائدة من حربهم للمسلمين، وعظم تكاليف ذلك عليهم، وجسامة خسائرهم فيها.

وها هي معركة الموصل التي تقف اليوم على حافة حرجة بعد قرابة 200 يوم من القتال العنيف، والحرب الشرسة التي تنهك أعتى الجيوش، وتهدّ أشدّ المقاتلين، فعلى أحد الجانبين يقف المجاهدون، وقد ثبّتهم ربّهم أمام هذا الجمع الكبير من الأحزاب، التي سدّت جيوشها الأفق، وحجبت طائراتها السماء، وهم ما زالوا يقاتلون بعزيمة اليوم الأول من المعركة، فيتقاطر عشاق الشهادة على مواكب النور، ويتزاحم أسود الاقتحامات على الانغماس في صفوف الأعداء، وعلى الجانب الآخر جيش الرافضة المنهك، الذي فقد أغلب جنوده بين قتيل وجريح، وخسر معظم أسلحته وآلياته، والأهم من ذلك كله فقدان قادته وجنوده إرادة الاستمرار في المعركة، فغاب اليقين في تصريحاتهم، وساد الشك في مآلات المعركة، التي تحولت بالنسبة لهم إلى تيه لا حدود له، فلا هدف محدد لقتالهم، ولا نتيجة مضمونة لحربهم، فلم يعودوا يتجاسرون على تقدم، أو يستحوا من تراجع، ومن كانت هذه حاله فلن يطول مقامه على أرض المعركة كثيرا، بإذن الله.

إن ثبات المجاهدين في الموصل طوال هذه الفترة، ونكايتهم الكبيرة في المرتدين، كانا مفاجأة كبيرة للصليبيين، فرحل أوباما وفي قلبه من الموصل غصة، ومضى على تنصيب الأخرق ترامب شهور وفي قلبه وجل من استمرار المعركة فيها شهورا أخرى، فهو يضغط على أوليائه من الروافض ليبذلوا مزيد جهد لحسم المعركة، وهم عاجزون حتى عن الثبات في مواقعهم فضلا عن إحراز المزيد من التقدم، والفضل لله وحده.

وإن تعزيز الموحدين في الموصل لثباتهم في المعركة أكثر، بل وتطوير موقفهم إلى دفع أعدائهم إلى الوراء، وزيادة النكاية والخسائر في صفوفهم، من شأنه أن يحوِّل هدف عدوهم من حسم معركة الموصل إلى مجرد ضمان أن لا تنتهي المعركة بكارثة حقيقية لهم لا يستطيعون تحمُّل نتائجها، بعد أن بذلوا كل إمكانياتهم، واستنزفوا كل احتياطياتهم فيها.

وإن إعانة جنود الدولة الإسلامية في كل ولايات العراق لإخوانهم في الموصل، بضرب جيش الروافض في كل مكان، وإشغالهم في كل الجبهات، وتشتيت جهودهم وقواتهم في مناطق عديدة، من شأنه أن يسرِّع إنهاء المعركة، ويدفع المرتدين للعودة إلى الوراء لينقذوا ما يمكنهم إنقاذه، من كرَّة المجاهدين في الموصل عليهم، بإذن الله.

فالله الله في الثبات، والله الله في النكاية في المرتدين، والله الله في عقد العزم على ملاحقة فلول جيش الروافض إلى أسوار بغداد، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.



المصدر: صحيفة النبأ - العدد 78
الخميس 1 شعبان 1438 ه‍ـ

للمزيد من مواد الخلافة وللإستفسار.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

تعلموا أمر دينكم • صفة الكفر بالطاغوت تكون بـ: ➊ - اعتقاد بطلانها. ➋ - تركها والتبرؤ منها. ➌ ...

تعلموا أمر دينكم

• صفة الكفر بالطاغوت تكون بـ:
➊ - اعتقاد بطلانها.
➋ - تركها والتبرؤ منها.
➌ - بغضها وعداوتها.
➍ - تكفير أهلها.
➎ - معاداتهم في الله.

والدليل قوله تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [الممتحنة: ٤]

إذاً فمن لم يحقق هذه الصفة لم يكن مؤمناً بالله كافرا بالطاغوت، بل العكس، لأن الإيمان بالطاغوت والإيمان بالله ضدان لا يجتمعان في قلب إنسان أبدا، إذ لا يمكن أن يوصف الشخص بأنه مشرك وموحد في نفس الوقت، بل لا بد له من أحد الوصفين لا محالة، إذ لا ثالث لهما، لقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ } وقوله: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }

فهذا الطاغوت الذي أمرنا أن نكفر به ونجتنبه، وهذه عبادته التي نهينا عنها وأمرنا بتركها وتكفير أهلها ومعاداتهم.

- كتاب تعلموا أمر دينكم صادر عن ديوان الدعوة والمساجد / سلسلة (4)
...المزيد

ألا فلتصونوا هذهِ الأمانة الثقيلة، ألا فلتحمِلوا هذهِ الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على ...

ألا فلتصونوا هذهِ الأمانة الثقيلة، ألا فلتحمِلوا هذهِ الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على أشلائِكم، وموتوا تحتها، حتى تُسلِموها إن شاء الله لعيسى ابن مريم عليه السلام

الشيخ أبي محمد العدناني تقبله الله ...المزيد

أليس هذا حال العساكر؟ • قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من حالف شخصاً على أن يوالي من ...

أليس هذا حال العساكر؟

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من حالف شخصاً على أن يوالي من والاه، ويُعادي من عاداه، كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان، ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا من جند المسلمين، بل هؤلاء من عساكر الشيطان" أنتهى.

• أليس هذا هو حالكم؟ حيث توالون وتعادون في أشخاص الطواغيت الحكام، توالون من والوهم وتعادون من عادوهم، بغض النظر عن شرعية تلك الموالاة أو المعاداة، تنتهك حرمات الأمة ويُعتدى على مقدساتها، ويُقتل الأطفال والنساء، ويشتم الله ورسوله، فكل هذا وغيره لا يستدعي موقفاً منكم ولا من حكامكم!

الشيخ فارس آل شويل/نصيحة إلى العساكر

اعرف حقيقة الجيوش
...المزيد

أيها المجاهدون ألا فخذوا حذركم وتأهبوا، وانتضوا سلاحكم ،واستعدوا ولا ترفعوا أصابعكم عن الزناد، ...

أيها المجاهدون


ألا فخذوا حذركم وتأهبوا، وانتضوا سلاحكم ،واستعدوا ولا ترفعوا أصابعكم عن الزناد، وارتقبوا لحظة البدء؛ فالمعركة الفاصلة قد اقترب أوانها، وأزف ختام فصولها، وإننا عازمون بعون الله عما قريب على استئصال شأفتهم، وإشعال الأرض من تحت أقدامهم، ولينسينهم ما يجدونه في هذه المعركة -إن شاء اللـه تعالى- أهوال ما ذاقوه في المعارك السابقة، وإن غدًا لناظره لقريب.

صوتية للشيخ أبي مصعب الزرقاوي -تقبله الله-
حول أحداث تلعفر


للإستماع للكلمة الصوتية، تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

تعاهدوا القرآن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي ...

تعاهدوا القرآن

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها.

رواه البخاري ومسلم

فأْذنوا بحرب من الله ورسوله في البعد الشرعي، فإنّ الأسباب التي أدت إلى خلخلة النظام الاقتصادي ...

فأْذنوا بحرب من الله ورسوله


في البعد الشرعي، فإنّ الأسباب التي أدت إلى خلخلة النظام الاقتصادي العالمي ممتدة متعددة نلخِّصها في أمرين اثنين، الأول: قيامه على الربا جملة وتفصيلا، والثاني: تورطه -بقيادة أمريكا- في سلاسل الحروب الصليبية باهظة التكلفة، والتي بلغت ذروتها في مرحلة "التحالف الدولي" الذي أنفق المليارات على حرب الدولة الإسلامية، بعد أن جرجرته إلى أكبر معركة استنزاف معاصرة، ولا أدلّ على ذلك من أنّ الخطوة التي اضطرت أمريكا لاتخاذها لتدارك الأمر؛ هي تعزيز السياسة الانسحابية من المنطقة، كي تقلل نفقاتها العسكرية وتُوفرها لعلاج أزماتها المتفاقمة خلف المحيطات.

وبذلك جمعت أمريكا ونظامها الدولي بين الأمرين الأمرّين الموجبين لحرب الله تعالى؛ فرابت، وأولياء الله عادت؛ فاستحقّت بذلك وعيد الله تعالى في الحديث القدسي: (مَن آذى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب)، كما استحقّت وعيده للمرابين في قوله سبحانه: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}، قال ابن عباس: أي "استيقِنوا بحرب من الله ورسوله"، قال قتادة: "أوعدهم الله بالقتل كما تسمعون"، قال أبو جعفر: "هذه الأخبار تنبئ عن أنّ -الآية- إيذان من الله عز وجل لهم بالحرب والقتل" أهـ. كما قال سبحانه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}، فالحرب والمحق والسحق هو وعد الله الذي ينتظر اقتصاد الكافرين ونظامهم الربوي، سواء حكمهم "ترامب" أو غيره، وسواء حكمهم اليسار أو يمينه، ومصير قارون وفرعون هو ما ينتظر الطاغوت الأمريكي وأمثاله، فكيف يفلح نظام هذا حاله ومآله؟!

افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

تحذير ربَّات الحِجال من التعالم والجدال 2/2 إن من الآفات الخطيرة التي نخرت في أمتنا وتعاظم ...

تحذير ربَّات الحِجال من التعالم والجدال
2/2

إن من الآفات الخطيرة التي نخرت في أمتنا وتعاظم أمرها خاصة في زماننا هذا آفة التعالم، إذ كثر المتعالمون بيننا والمتفيهقون، الذين يظنون أن مجرد حفظ آية أو حديث يبيح لهم التصدُّر للفتيا، والخوض في مسائل يتورع عن الخوض فيها أئمة في العلم وجهابذة في الفقه، ورحم الله أبا حصين الأسدي إذ يقول: "إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر!".

ولقد تجاوز التعالم مجالس الرجال ليحط رحاله في مجالس النساء، فظهرت كثيرات من مدَّعيات العلم، اللاتي غُصن ولُصن حتى فيما مُنع الرجال من الخوض فيه وأداً للفتنة ودرءاً للمفسدة ورصَّاً للصف، حتى بتنا نسمع فتاوى وتأصيلات لا ندري أنضحك لهولها أم نبكي؟ ومصدرها فلانة وأم فلان، وإنا لله وإنا إليه راجعون!


• نصف العلم لا أعلم

وعلى الأخت التي تفتي بالحلال والحرام دون دليلٍ من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس الصحيح أن تعلم أن هذا من القول على الله بغير علم، وما أحسن وأجلّ كلمة "لا أعلم" في دين الله تعالى، وما أسلمها للقلب، قال الشعبي: "نصف العلم لا أعلم"!

وعن عزرة التميمي، قال: قال علي، رضي الله عنه: "وا بردها على الكبد"، ثلاث مرات. قالوا: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: "أن يُسأل الرجل عمَّا لا يعلم فيقول: الله أعلم" [رواه الدارمي والبيهقي].
وإليك يا مسلمة -وفقك الله لما يحبه ويرضاه- هذه الرواية عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- حينما سُئل عن آية، فقال: "أيُّ أرض تقلني وأي سماء تظلني، وأين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟" [موطأ الإمام مالك].

وعن خالد بن أسلم، وهو أخو زيد بن أسلم قال: "خرجنا مع عبد الله بن عمر نمشي فلحقنا أعرابي فقال: أنت عبد الله بن عمر؟ قال: نعم. قال: سألت عنك فدُلِلْتُ عليك، فأخبرني أتَرِثُ العَمَّة؟ فقال ابن عمر: لا أدري، فقال: أنت لا تدري ولا ندري. قال: نعم اذهب إلى العلماء بالمدينة فاسألهم. فلما أدبر قبَّل ابن عمر يديه، فقال: نعمَّا قال أبو عبد الرحمن، سئل عمَّا لا يدري، فقال: لا أدري" [المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي].

ابن عمر وما أدراكِ من ابن عمر -رضي الله عنهما- يُسأل عن مسألة فقهية فيتحرَّز لنفسه ويقول لا أدري، بينما إحداهن تستحي من قول لا أعلم، وتخشى أن يقال عنها جاهلة! ووالله لأن يقال عنكِ في الدنيا جاهلة، خير من أن يُنادى عليكِ يوم القيامة أين التي كانت عن ربها بغير علم قائلة!

عن الإمام مالك -رحمه الله- قال: "أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استُفتيَ من لا عِلم له وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال ربيعة: ولبعض من يفتي ها هنا أحق بالسجن من السرَّاق"! [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر].

ومن اللطائف التي نلفت انتباه المسلمة إليها، أن من الأمور المحبوبة لدى أهل العلم، أن يربوا طلابهم وتلامذتهم على قول: لا أدري، ولا أعلم.
قال الشافعي: سمعت مالك بن أنس، يقول: سمعت محمد بن عجلان، يقول: "إذا أغفل العالم (لا أدري) أصيبت مقاتله" [المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي].

• بيت في ربض الجنة

كذلك من الآفات المنتشرة أيضا في أيامنا، زيادة على التعالم، الجدال في صفوف النساء، إلا من عصم الله، ومقصدنا الجدال المذموم الذي لا طائل ولا فائدة ترجى منه وليس الجدال بالتي هي أحسن، إذ تجد من تجادل في مسألة ما دون بينة شرعية منها ولكن عيَّاً وجهلاً وقصوراً، ومنهن من تجلس ساعة أو يزيد لتجادل في فتوى استفتتها ولم يعجبها رد المستفتَى عنها، إذا إنه خالف هواها ومرادها، وما تريد بجدالها ذاك إلا الانتصار لنفسها والعياذ بالله.

عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) [رواه أبو داود].

وقال الإمام اللالكائي، رحمه الله تعالى: قال جعفر بن محمد: "إياكم والخصومات في الدين فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق" [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة].

فاحذري يا مسلمة -يرحمك الله- من هذين الداءين الخطيرين، واربئي بنفسك عن التعالم ومواطن الجدال، ولا تكثري في دين الله من القيل والقال.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلِّم على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

تحذير ربَّات الحِجال من التعالم والجدال 1/2 إن من الآفات الخطيرة التي نخرت في أمتنا وتعاظم ...

تحذير ربَّات الحِجال من التعالم والجدال
1/2

إن من الآفات الخطيرة التي نخرت في أمتنا وتعاظم أمرها خاصة في زماننا هذا آفة التعالم، إذ كثر المتعالمون بيننا والمتفيهقون، الذين يظنون أن مجرد حفظ آية أو حديث يبيح لهم التصدُّر للفتيا، والخوض في مسائل يتورع عن الخوض فيها أئمة في العلم وجهابذة في الفقه، ورحم الله أبا حصين الأسدي إذ يقول: "إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر!".

ولقد تجاوز التعالم مجالس الرجال ليحط رحاله في مجالس النساء، فظهرت كثيرات من مدَّعيات العلم، اللاتي غُصن ولُصن حتى فيما مُنع الرجال من الخوض فيه وأداً للفتنة ودرءاً للمفسدة ورصَّاً للصف، حتى بتنا نسمع فتاوى وتأصيلات لا ندري أنضحك لهولها أم نبكي؟ ومصدرها فلانة وأم فلان، وإنا لله وإنا إليه راجعون!


• خطورة القول على الله بغير علم

اعلمي أختي المسلمة -أرشدك الله- أن التعالم من خطوات الشيطان، وهو مزلقة نحو إثم عظيم، وهو القول على الله بغير علم، الذي حرَّمه الله -عز وجل- في جميع شرائع من سبقنا من الأمم، وأما في ديننا الحنيف فقد جاء التحذير من مغبة القول على الله بغير علم في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة.

فأما في الكتاب فقد فقال ربنا الكبير المتعال محذرا من كيد الشيطان: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 169]، وفي موضع آخر قرنه –سبحانه- بالشرك فقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]. قال الإمام ابن قيم الجوزية، رحمه الله تعالى: "وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريما، وأعظمها إثما، ولهذا ذُكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان، ولا تباح بحال، بل لا تكون إلا محرمة، وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير، الذي يباح في حال دون حال.

فإن المحرمات نوعان: محرم لذاته لا يباح بحال، ومحرم تحريما عارضا في وقت دون وقت، قال الله تعالى في المحرم لذاته: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال: {وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال {وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال:{وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثما؛ فإنه يتضمن الكذب على الله، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه، وعداوة من والاه وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.

فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه، ولا أشد إثما، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أُسِّسَت البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم.

ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها، وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض، وحذروا فتنتهم أشد التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش، والظلم والعدوان، إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد، وقد أنكر -تعالى- على من نسب إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عنده، بلا برهان من الله، فقال {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النحل: 116] الْآيَةَ" [مدارج السالكين].


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 5/5 • تهديم كنائس العنوة التي بيد ...

مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر

5/5
• تهديم كنائس العنوة التي بيد نصارى مصر

ليس لكنائس النصارى حرمة في ذاتها، إذ هي أماكن يُشرك فيها بالله ويُكفر به. قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في كنائس النصارى: "ليست بيوت الله، وإنما بيوت الله المساجد، بل هي بيوت يكفر فيها بالله وإن كان قد يذكر فيها، فالبيوت بمنزلة أهلها، وأهلها كفار، فهي بيوت عبادة الكفار" [مجموع الفتاوى].

وقال: "من اعتقد أن الكنائس بيوت الله، أو أنه يُعبد فيها، أو أن ما يفعل اليهود والنصارى عبادة لله وطاعة له ولرسوله، أو أنه يحب ذلك، أو يرضاه فهو كافر، لأنه يتضمن اعتقاده صحة دينهم، وذلك كفر، أو أعانهم على فتحها أي: الكنائس، وإقامة دينهم، واعتقد أن ذلك قربة أو طاعة فهو كافر، لتضمنه اعتقاد صحة دينهم" [مجموع الفتاوى].
فأي أرض أخذها المسلمون منهم عنوة، فللمسلمين أن يهدموا ما فيها من كنائس أو يأخذوها، ولو أقروهم عليها فترة من الزمن، أما التي صالحوهم على دخولها مع اشتراطهم إبقاءها، فإنها مرتبطة بهذا العهد، ووفائهم به، فمتى ما نقضوا عهدهم زالت حرمتها، وجاز للمسلمين هدمها وإزالتها، إذ الحرمة للعهد لا لها، وبزوال العهد فلا حرمة لها.

قال الإمام ابن تيمية، رحمه الله: "وقد أخذ المسلمون منهم كنائس كثيرة من أرض العنوة بعد أن أُقروا عليها، في خلافة عمر بن عبد العزيز وغيره من الخلفاء، وليس في المسلمين من أنكر ذلك، فعُلم أن هدم كنائس العنوة جائز، إذا لم يكن فيه ضرر على المسلمين، فإعراض من أعرض عنهم كان لقلة المسلمين ونحو ذلك من الأسباب، كما أعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- عن إجلاء اليهود حتى أجلاهم عمر بن الخطاب" [مجموع الفتاوى].

وبزوال حرمة هدمها أو تخريبها أو اغتنامها، لانعدام العهد معهم أو نقضه من قبلهم، فإنها تصير كباقي أموالهم التي يجوز للمسلمين أن يفعلوا فيها ما يحل لهم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "ومتى انتقض عهدهم جاز أخذ كنائس الصلح منهم فضلا عن كنائس العنوة كما أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كان لقريظة والنضير لما نقضوا العهد، فإن ناقض العهد أسوأ حالا من الكافر الأصلي" [مسألة في الكنائس].

وقد خرَّب النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته أموال المشركين وبيوتهم، وأتلفوها، كما في غزوة خيبر، قال تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2]، وقال تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر: 5]، وكذلك فعل في الطائف.

وقال الشافعي، رحمه الله: "ولا يحرم عليهم (أي المسلمين) تحريقها ولا تخريبها (أي أموالهم) حتى يصيروا مسلمين أو ذمة، أو يصير منها في أيديهم شيء مما يحمل فينقل، فلا يحل تحريق ذلك لأنه صار للمسلمين، ويحرقوا ما سواه مما لا يحمل" [الأم].
فإن إباحة مالهم العام (كأكثر الكنائس) أولى، لأنه ليس بمال أحد منهم.
فاستهداف هذه الكنائس بالنسف والتخريب أمر مشروع، يجوز التقرب به إلى الله تعالى.

• قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم..

وبالمحصلة يتبين لنا أن النصارى ومنهم نصارى مصر لا حرمة لهم في دمائهم ولا أموالهم ولا أعراضهم، لأنهم حربيون ليسوا أهل ذمة، وكل من قُتل منهم فدمه هدر، وأموالهم مباحة للمسلمين، ومن عظيم النكاية فيهم استهداف مقاتلتهم بالقتل والإيذاء، وخاصة طواغيتهم وأئمة الكفر منهم، ولو أدى ذلك إلى إيذاء من لا يُقصدون بالقتل منهم، واستهداف كنائسهم وأديرتهم بالنسف والتخريب، حتى يؤمنوا بالله العظيم، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.



- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 4/5 • فقاتلوا أئمة الكفر وكذلك ...

مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر

4/5
• فقاتلوا أئمة الكفر

وكذلك الأمر بالنسبة للرهبان الذين ورد الأمر -في الأصل- بالكف عنهم، لقول أبي بكر -رضي الله عنه- ليزيد بن أبي سفيان: (إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له) [رواه مالك]، فإن الحكم عليهم بالقتل يختلف بحسب موقفهم من قومهم، فمن كان منهم مفارقا لقومه، معتزلا في صومعته، لا يخالطهم في مسكن، ولا ينفعهم برأي، فإنه يُترك ما دام على ذلك.

وأما من كان مخالطا لهم، أو داعيا إلى دينهم الباطل، أو ناصحا لهم ومشيرا عليهم، فإن حكمه لا يختلف عن حكم بقية المقاتلة منهم، بل هو أكثر كفرا وحرابة منهم، وعلى هذا فرَّق الفقهاء بين الرهبان المنقطعين في الصوامع والفلوات، والقسيسين القائمين على الكنائس، فإن الآخِرين يُقتَلون ويسترَقُّون بخلاف الأولين، مع انتفاء عصمة الدم عن أولئك الرهبان، لبقائهم على الشرك والكفر بالله العظيم.

ولهذا فإنه يُتقرب إلى الله باستهداف القسيسين والرهبان وغيرهم (من يقوم على كنائس النصارى المحاربين، ومنهم نصارى مصر) في أنفسهم؛ بالإيذاء والقتل، بل إن هؤلاء هم أئمة الكفر، وهم الطواغيت المعبودون من دون الله الذين قال تعالى فيهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]، وفي قتلهم أعظم الأجر والمثوبة، بإذن الله.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "الرهبان الذين تنازع العلماء في قتلهم وأخذ الجزية منهم هم المذكورون في الحديث المأثور عن خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه قال في وصيتة ليزيد بن أبي سفيان لما بعثه أميرا على فتح الشام فقال له في وصيته: "وستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في الصوامع فذروهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون أقواما قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف، وذلك بأن الله يقول: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12]"، ...وأما الراهب الذي يعاون أهل دينه بيده ولسانه مثل أن يكون له رأي يرجعون إليه في القتال أو نوع من التحضيض فهذا يُقتل باتفاق العلماء إذا قُدر عليه وتُؤخذ منه الجزية وإن كان حبيسا منفردا في متعبده.

...فهل يقول عالم إن أئمة الكفر الذين يصدون عوامهم عن سبيل الله ويأكلون أموال الناس بالباطل ويرضون بأن يُتخذوا أربابا من دون الله لا يُقاتَلون ولا تؤخذ منهم الجزية مع كونها تؤخذ من العامة الذين هم أقل منهم ضررا في الدين وأقل أموالا؟ لا يقوله من يدري ما يقول، وإنما وقعت الشبهة لما في لفظ الراهب من الإجمال والاشتراك" انتهى كلامه. [مجموع الفتاوى].

• حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق..

إذا علمنا إباحة دم النصارى المحاربين، علمنا أن سبيهم واسترقاقهم مباح أيضا، وكذلك أسرهم وفداؤهم بالأسرى أو بالمال بعد الإثخان فيهم، لقوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: 4].

فللمسلمين في مصر وغيرها من ديار الكفر أن يأسروا من النصارى، بعد الإثخان فيهم، كبارهم وصغارهم، رجالهم ونسائهم، ويفادوهم بإخوانهم وأخواتهم من المأسورين عند الطواغيت، فإن نفوس النصارى عندهم غالية نفيسة، ومن ورائهم الدول الصليبية تطالب بهم وتدافع عنهم، وكذلك لهم أن يفدوهم بالمال، والفداء بالأسرى أفضل، ولهم أيضا أن يمنّوا عليهم بإطلاق سراحهم إن رأوا في ذلك مصلحة للمسلمين.


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 3/5 • نصارى مصر حربيون إن النصارى ...

مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر

3/5
• نصارى مصر حربيون

إن النصارى المقيمين في مصر اليوم هم كفار حربيون، والحربي هو غير الذمي والمستأمن، سواء كان مقاتلا أم غير مقاتل، أو ممن يطعن في دين الإسلام أو لا يطعن، أو من يعتدي على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم أو لا يفعل ذلك، فكيف بنصارى مصر وهم واقعون في ذلك العداء كله.

فنصارى مصر يمتلكون السلاح الذي يعدونه لقتال المسلمين، بل هم مباشرون لهذا القتال من خلال اعتدائهم المستمر على من يسلم من النصارى، وخطفهم، وقتلهم، وفتنتهم عن دينهم حتى يعودوا إلى الشرك، ومن خلال انتماء الكثيرين منهم إلى جيش الطاغوت، وأجهزة أمنه ومخابراته، وشرطته، التي تحارب المسلمين، وتحرس شريعة الطاغوت، وهم من أخلص مؤيدي الطاغوت السيسي في مصر، وأقرب حلفائه إليه، وأوفى شركائه في حربه على الإسلام والمسلمين، وكذلك هم وقساوستهم ورهبانهم من أكثر من يطعن في دين الإسلام، وفي القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، فهم من أئمة الكفر الذين أمر الله -سبحانه- بقتالهم، وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12].

• هم منهم..

ومع استباحة دماء النصارى المحاربين عموما، ومنهم نصارى مصر، فإن الاستهداف يكون للمقاتِلة منهم، وهم من يقدر على حمل السلاح وإن لم يحمله على الحقيقة ولمن يعين المقاتلة بالرأي والمشورة، أما من لا يحمل السلاح عادة كالنساء والأطفال والشيوخ والعجائز فإنهم يُسترقُّون ولا يُقتلون في الأصل، مع الحكم بعدم حرمة دمائهم لأنهم باقون على شركهم، والأطفال تبع لآبائهم، ومن حمل السلاح منهم ولو كان طفلا أو امرأة فإنه يُقتل، ومن شارك بالرأي والمشورة ولو من الشيوخ والعجائز فإنه يقتل، لإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابته على قتل دريد بن الصمة بعد حنين، وكان شيخا هرما، لا يقدر على قتال، ولكنه كان ذا رأي ومشورة في قومه، والقصة في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة.

ومن يُقتل من نساء النصارى المحاربين غير المقاتلات، وأطفالهم، فتبعا لا قصدا، فإن دماءهم هدر كدماء المقاتلة، لأن دماءهم غير معصومة بالإسلام أو العهد وبهذا بوَّب البخاري، رحمه الله تعالى [باب أهل الدار يُبيَّتون، فيصاب الولدان والذراري]، وروى حديث الصعب بن جَثَّامة قال: "سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الذراري من المشركين يُبيَّتون، فيصيبون من نسائهم وذراريهم، فقال: (هم منهم)" [متفق عليه].

فقتل هؤلاء النساء والذراري يكون تبعا لا قصدا في الإغارة، كأن يُقتلوا في بيات المجاهدين بحيث يصعب عليهم تمييز المقاتلين من غيرهم، أو يُقتلوا برميهم بالسلاح الذي يعم ضرره كالقصف بالمدفعية والصواريخ، أو تفجير الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة في أماكن تواجد مقاتلتهم، وهم مخالطون لهم، والدليل على جواز رميهم بهذه الأسلحة فعل النبي صلى الله عليه وسلم، بنصبه المنجنيق على أهل الطائف مع وجود من لا يُقصدون بالقتل داخل الحصون واختلاطهم بالمقاتلة بحيث لا يمكن التمييز بينهم، وكذلك فعل عمرو بن العاص لما نصب المنجنيق على أهل الإسكندرية. قال الإمام البغوي -رحمه الله- في باب البيات: "وفيه دليل على جواز البيات، وقتل أهل الشرك على الغَرَّة والغفلة، وإن كان فيه إصابة ذراريهم ونسائهم، وأن النهي عن قتل نسائهم وصبيانهم في حال التميز والتفرُّد، وكذلك إذا كانوا في حصن، جاز نصب المنجنيق عليهم، والرمي إليهم بالنار، وتغريقهم، فقد نصب النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل الطائف منجنيقا أو عرّادة، وشن الغارة على بني المصطلق غارِّين، وأمر بالبيات والتحريق" [شرح السنة].


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً