رفعت أنفى فى الهواء فشممت شيئاً عفناً تهب به رياح التاريخ على حاضرنا, ثم أرجعت الفكركرتين فوجدت أنى ...

رفعت أنفى فى الهواء فشممت شيئاً عفناً تهب به رياح التاريخ على حاضرنا, ثم أرجعت الفكركرتين فوجدت أنى شممته مرات و مرات و هبت به الريح أزماناً و أزمان.

منذ صدر الإسلام و هذه الريح لا تهدأ و لا تستكين بل تحاول جاهدة زعزعة الإسلام وأهله؛ هبت على الصحابة الكرام و الرسول الكريم بين ظهرانينا, يقول الحق سبحانه وتعالى :" وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)" آل عمران, و هى نزلت فى كعب بن الأشرف, و هومن وجوه يهود بنى النضير, و غيره, إذ أنهم أوحوا إلى قومهم أن تظاهروا بالإسلام صباحاً و استمعوا إلى الرسول و جالسوا المسلمين, فإذا كان آخر النهار فاكفرواوقولوا: "إنا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم، فحدَّثونا أن محمدًا كاذب، وأنكم لستم على شيء، وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب إلينا من دينكم"،لعلهم يشكّون، يقولون: هؤلاء كانوا معنا أوّل النهار، فما بالهم؟ فأخبر الله عزوجل رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك, و أخبرنا رسولنا الكريم بذلك, فلا حجة فى مجابهة الريح.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين فادعى عبد الله بن سبأ اليهودي أنه على الإسلام وزعم محبة أهل البيت وغلا في علي رضي الله عنه، و ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى له بالخلافة و رفض خلافة أبى بكر و عمر رضى الله عنهما و أرضاهما, فأضل الناس و ظهرت طائفة الروافض التى ابتدعت من البدع مالا يسع له المقام, فهبت الريح كرة أخرى, فلاحجة إذ أخبرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, و فى عهد الخليفة العباسى المأمون ظهرت طائفة من بلاد فارس تدعى أنها على الإسلام و كان الكثير من سكان هذه المناطق يشعرون بالحنين إلى الدولة الفارسية الضخمة، وكبر عليهم انضمامها للدولة الإسلامية، وكانوا يرون أنهم أعلى نسبًا، وأفضل عرقًا، وأرسخ تاريخًا من المسلمين؛ فظهر فيهم القبلية الجاهلية،وأظهر بعضهم حنيناً لجذوره الفارسية بكل ما فيها، حتى النار التي كانوا يعبدون, فتأسس بهم مذهب الشيعة الإثنى عشرية والإسماعيلية, و ما أدراك ما الشيعة الإثنى عشرية و الإسماعيلية, فهبت الريح تارةأخرى, فلا حجة إذ أنذرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فظهر فى بلاد المغرب من ادعى أنه فاطمي من ذرية جعفرالصادق فقال أنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب, وهو فى ذلك كاذب مفتر,يقول عنه الإمام الذهبى :"وقيل كان أبوه يهوديا وقيل من أولاد ديصان الذي ألف في الزندقة" , و ابن الأثير :" في سنة (444) عمل محضر ببغداد يتضمن القدح في نسب العلويين أصحاب مصر وأنهم كاذبون في ادعائهم النسب إلى علي عليه السلام وغرهم فيه الديصانية من المجوس والقداحية من اليهود وكتب فيه العلويين والعباسيون والفقهاء والقضاة والشهود وعمل به عدة نسخ وسير في البلاد وشيع بين الحاضر والباد", - إلا أن ابن خلدون ذكر فى مقدمته صحة نسبه و أعزى ما حدث فى بغداد إلى مداهنة القضاة للعباسيين - و تأسست الدولة الفاطمية, و التى ارتكبت مجازر يشيب لها الوليد فى حق السنة و علمائها مستعينة باليهود فى ذلك, فهبت الريح مرات و مرات, فلا عذر إذ ذكرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, و فى عهد السلطان الناصر بن قلاوون فى مصر, ظهرت سطوةالوزير "نشو" و قد كان تظاهر بالإسلام بعد أن كان نصرانياً, فأذاق الناس العذاب الشديد و ابتدع أساليباً جديدة لتعذيبهم, فلما ضجوا منه رفعوا شكواهم للسلطان, فأرسل من يفتش بيته, فوجد صليباً ذهبياً و خمراً و لحم خنزير, فهبت الريح المنتنة على أرض مصر, فلا سبب إذ أعذرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فظهر فى إيران رجل يدعى صفى الدين الأردبيلى, و كان ذلك فى زمن السلطان العثمانى سليم الأول, فادعى أنه على المذهب الشافعى و أنه من آل بيت النبوة فتبعه خلق كثير, إلى أن تمكن حفيده الشاه إسماعيل الصفوى من ملك إيران,و الذى أعلن المذهب الشيعى و قتل ما يقارب على مليون مسلم سنى, و حول إيران إلى دولة شيعية بعد أن كانت سنية ثم أصابه الجنون بعد ذلك فادعى أنه هو الله – معاذالله- و سمى مذهبه لذلك الشيعة الصفوية الوثنية, فهبت الريح المنتنة شرقية هذة المرة, فلا حجة إذ أعلمناكم.

ثم كانت نهايته على يد السلطان سليم الأول فى معركة جالديران, إذ أنه فر ثم اختفى و لم يسمع عنه بعد ذلك.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فظهر فى شيراز بإيران من يدعى على محمد شيرازى, و الذى ظن متبعوه أنه صاحب حركة إصلاحية إسلامية, فلما كثر أتباعه, أقاموا مؤتمراً بمدينة بدشت شمالى إيران, و أعلنوا أن البابية ديانة مستقلة, و بشروا فيها بمجئ "من يظهره الله", و كانت آخرته أنه أعدم رمياً بالرصاص, فلا عذر إذ أسمعناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فادعى حسين على النورى الإيرانى, أن الوحى ينزل عليه, وأنه هو "من يظهره الله", و لقب نفسه ب"بهاء الله", فأضل كثيراً من الناس, ثم هلك فى عكا بفلسطين الحبيبة, فلا حجة إذ حذرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فظهر فى مقاطعة البنجاب بالهند من يسمى بالمرزا غلام أحمد, الذى ادعى أنه مجدد لدين الإسلام, و منقيه مما تراكم عليه من غبار التاريخ من البدع و الطوائف, حتى كثر أتباعه- و سموا بالطائفة الأحمدية- فادعى أنه ملهم,ثم ادعى أنه المهدى المنتظر, ثم ادعى أنه هو المسيح ابن مريم, ثم ادعى النبوة, وأنه أفضل من جميع الأنبياء, حيث قال أنه التجسد الثانى ل"كريشنا" معبود الهندوس, و الذى بدوره كان نبياً محبوباً؛ و الحق أنه كان عميلاً للإحتلال االبريطانى, فقد حرم قتالهم, و أوجب طاعتهم و لو بقتال إخوانهم من المسلمين؛ و كانت نهايته أنه هلك بالكوليرا مخزياً منبوذاً, فلا حجة إذ خاطبناكم.

يقولون أن التاريخ يعيد نفسه, و أنا أقول أن من يعرف التاريخ و يعتبر به لا تدور عليه الدوائر نفسها, و من يعرف التاريخ و يسلك سبله فقد انتصر على من لا يعرفه, فهى نفس الحيلة واحدة مجمل القول فيها: التظاهر بالإسلام ثم جمهرة العوام, ثم إدخال فيه ماليس فيه, فالمغالاة و اتباع الهوى, فهدم له فى ما استطاع, و فى النهاية يظهر أنه ليس على ما يبدى من الأساس, أو ليس مسلماً أصلاً.

أى ريح خبيثة عفنة رمى بها التاريخ إلينا لزعزعة الإسلام, و أسفى عليه إذ لاقت نجاحاً, وأنا الآن أشمها بقوة, فليس لكم حجة إذ أنبأناكم.
...المزيد

رفعت أنفى فى الهواء فشممت شيئاً عفناً تهب به رياح التاريخ على حاضرنا, ثم أرجعت الفكركرتين فوجدت أنى ...

رفعت أنفى فى الهواء فشممت شيئاً عفناً تهب به رياح التاريخ على حاضرنا, ثم أرجعت الفكركرتين فوجدت أنى شممته مرات و مرات و هبت به الريح أزماناً و أزمان.

منذ صدر الإسلام و هذه الريح لا تهدأ و لا تستكين بل تحاول جاهدة زعزعة الإسلام وأهله؛ هبت على الصحابة الكرام و الرسول الكريم بين ظهرانينا, يقول الحق سبحانه وتعالى :" وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)" آل عمران, و هى نزلت فى كعب بن الأشرف, و هومن وجوه يهود بنى النضير, و غيره, إذ أنهم أوحوا إلى قومهم أن تظاهروا بالإسلام صباحاً و استمعوا إلى الرسول و جالسوا المسلمين, فإذا كان آخر النهار فاكفرواوقولوا: "إنا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم، فحدَّثونا أن محمدًا كاذب، وأنكم لستم على شيء، وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب إلينا من دينكم"،لعلهم يشكّون، يقولون: هؤلاء كانوا معنا أوّل النهار، فما بالهم؟ فأخبر الله عزوجل رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك, و أخبرنا رسولنا الكريم بذلك, فلا حجة فى مجابهة الريح.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين فادعى عبد الله بن سبأ اليهودي أنه على الإسلام وزعم محبة أهل البيت وغلا في علي رضي الله عنه، و ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى له بالخلافة و رفض خلافة أبى بكر و عمر رضى الله عنهما و أرضاهما, فأضل الناس و ظهرت طائفة الروافض التى ابتدعت من البدع مالا يسع له المقام, فهبت الريح كرة أخرى, فلاحجة إذ أخبرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, و فى عهد الخليفة العباسى المأمون ظهرت طائفة من بلاد فارس تدعى أنها على الإسلام و كان الكثير من سكان هذه المناطق يشعرون بالحنين إلى الدولة الفارسية الضخمة، وكبر عليهم انضمامها للدولة الإسلامية، وكانوا يرون أنهم أعلى نسبًا، وأفضل عرقًا، وأرسخ تاريخًا من المسلمين؛ فظهر فيهم القبلية الجاهلية،وأظهر بعضهم حنيناً لجذوره الفارسية بكل ما فيها، حتى النار التي كانوا يعبدون, فتأسس بهم مذهب الشيعة الإثنى عشرية والإسماعيلية, و ما أدراك ما الشيعة الإثنى عشرية و الإسماعيلية, فهبت الريح تارةأخرى, فلا حجة إذ أنذرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فظهر فى بلاد المغرب من ادعى أنه فاطمي من ذرية جعفرالصادق فقال أنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب, وهو فى ذلك كاذب مفتر,يقول عنه الإمام الذهبى :"وقيل كان أبوه يهوديا وقيل من أولاد ديصان الذي ألف في الزندقة" , و ابن الأثير :" في سنة (444) عمل محضر ببغداد يتضمن القدح في نسب العلويين أصحاب مصر وأنهم كاذبون في ادعائهم النسب إلى علي عليه السلام وغرهم فيه الديصانية من المجوس والقداحية من اليهود وكتب فيه العلويين والعباسيون والفقهاء والقضاة والشهود وعمل به عدة نسخ وسير في البلاد وشيع بين الحاضر والباد", - إلا أن ابن خلدون ذكر فى مقدمته صحة نسبه و أعزى ما حدث فى بغداد إلى مداهنة القضاة للعباسيين - و تأسست الدولة الفاطمية, و التى ارتكبت مجازر يشيب لها الوليد فى حق السنة و علمائها مستعينة باليهود فى ذلك, فهبت الريح مرات و مرات, فلا عذر إذ ذكرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, و فى عهد السلطان الناصر بن قلاوون فى مصر, ظهرت سطوةالوزير "نشو" و قد كان تظاهر بالإسلام بعد أن كان نصرانياً, فأذاق الناس العذاب الشديد و ابتدع أساليباً جديدة لتعذيبهم, فلما ضجوا منه رفعوا شكواهم للسلطان, فأرسل من يفتش بيته, فوجد صليباً ذهبياً و خمراً و لحم خنزير, فهبت الريح المنتنة على أرض مصر, فلا سبب إذ أعذرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فظهر فى إيران رجل يدعى صفى الدين الأردبيلى, و كان ذلك فى زمن السلطان العثمانى سليم الأول, فادعى أنه على المذهب الشافعى و أنه من آل بيت النبوة فتبعه خلق كثير, إلى أن تمكن حفيده الشاه إسماعيل الصفوى من ملك إيران,و الذى أعلن المذهب الشيعى و قتل ما يقارب على مليون مسلم سنى, و حول إيران إلى دولة شيعية بعد أن كانت سنية ثم أصابه الجنون بعد ذلك فادعى أنه هو الله – معاذالله- و سمى مذهبه لذلك الشيعة الصفوية الوثنية, فهبت الريح المنتنة شرقية هذة المرة, فلا حجة إذ أعلمناكم.

ثم كانت نهايته على يد السلطان سليم الأول فى معركة جالديران, إذ أنه فر ثم اختفى و لم يسمع عنه بعد ذلك.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فظهر فى شيراز بإيران من يدعى على محمد شيرازى, و الذى ظن متبعوه أنه صاحب حركة إصلاحية إسلامية, فلما كثر أتباعه, أقاموا مؤتمراً بمدينة بدشت شمالى إيران, و أعلنوا أن البابية ديانة مستقلة, و بشروا فيها بمجئ "من يظهره الله", و كانت آخرته أنه أعدم رمياً بالرصاص, فلا عذر إذ أسمعناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فادعى حسين على النورى الإيرانى, أن الوحى ينزل عليه, وأنه هو "من يظهره الله", و لقب نفسه ب"بهاء الله", فأضل كثيراً من الناس, ثم هلك فى عكا بفلسطين الحبيبة, فلا حجة إذ حذرناكم.

ثم أنشأ الله قروناً آخرين, فظهر فى مقاطعة البنجاب بالهند من يسمى بالمرزا غلام أحمد, الذى ادعى أنه مجدد لدين الإسلام, و منقيه مما تراكم عليه من غبار التاريخ من البدع و الطوائف, حتى كثر أتباعه- و سموا بالطائفة الأحمدية- فادعى أنه ملهم,ثم ادعى أنه المهدى المنتظر, ثم ادعى أنه هو المسيح ابن مريم, ثم ادعى النبوة, وأنه أفضل من جميع الأنبياء, حيث قال أنه التجسد الثانى ل"كريشنا" معبود الهندوس, و الذى بدوره كان نبياً محبوباً؛ و الحق أنه كان عميلاً للإحتلال االبريطانى, فقد حرم قتالهم, و أوجب طاعتهم و لو بقتال إخوانهم من المسلمين؛ و كانت نهايته أنه هلك بالكوليرا مخزياً منبوذاً, فلا حجة إذ خاطبناكم.

يقولون أن التاريخ يعيد نفسه, و أنا أقول أن من يعرف التاريخ و يعتبر به لا تدور عليه الدوائر نفسها, و من يعرف التاريخ و يسلك سبله فقد انتصر على من لا يعرفه, فهى نفس الحيلة واحدة مجمل القول فيها: التظاهر بالإسلام ثم جمهرة العوام, ثم إدخال فيه ماليس فيه, فالمغالاة و اتباع الهوى, فهدم له فى ما استطاع, و فى النهاية يظهر أنه ليس على ما يبدى من الأساس, أو ليس مسلماً أصلاً.

أى ريح خبيثة عفنة رمى بها التاريخ إلينا لزعزعة الإسلام, و أسفى عليه إذ لاقت نجاحاً, وأنا الآن أشمها بقوة, فليس لكم حجة إذ أنبأناكم.
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً