معنى سورة الكوثر : ( إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ  فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ  إِنَّ ...

معنى سورة الكوثر :
( إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ  فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ  إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ ) السورة الصغيرة التي حكم عليها المفسرون بانتهاء صلاحيتها ، حينما أوردوا لها ذلك التفسير الذي يخرجها من نطاق الخدمة ، ويجعلها في حكم الرواية التاريخيه ، فالكوثر نهر في الجنة أعطاه الله لرسوله فالآية الأولى من السورة إخبار للرسول بنهر في الجنه ، والأمر بعد ذلك للرسول بأن يصلي وينحر يوم عرفة ، والآية الأخيرة تُعَيِّرُ من عيَّر رسول الله من قريش بأنه أبتر أي مقطوع الذرية ، في تقطيع وتمزيق للسورة إرباً إرباً رغم صغرها ، وهم (المفسرون ) بهذا القول قد قطعوا السورة إلى أجزاء لا انسجام بينها ، وأخرجوها من التأثير الدائم والعالمي ، وحصروها بوقت نزولها والشخوص الذين قالوا أنها نزلت فيهم ( العاص بن وائل أو عقبة بن أبي معيط ) ،،، ولم ينتبهوا للسورة أنها مكية أي أنها قد نزلت قبل الهجرة وقبل فرض الحج الذي فيه المعنى المُتَوَهم بالنحر والنسك وصلاة العيد ، ولم يركزوا على أن الرسول كان له من الأولاد ثلاثة ومن البنات أربع ، ولم يسعفهم الحظ في أن يروي أحد عن العاص بن وائل أو عقبة بن أبي معيط أن أحد منهم قد مات ولم ينجب !!!!!،( مقطوع الذرية ) !!!!!كما قالوا مطلقاً ،،،
وتصورهم أن لله صفاة البشر فيعاير هذا وينابز ذاك ، (تعالى الله عن ما يقولون علواً كبيراً )،،،، قد جعلهم يذهبون إلى ما ذهبوا إليه ،،،،،
هذه المفاتيح في السورة تجعلنا نتدبرها على غير المعنى الذي تبادر إلى أذهان علماء التفسير رحمهم الله تعالى ،،، بمعنى تبدوا معه غير محنطه بتاريخ ومكان نزولها ، والأشخاص الذين صادف وجودهم نزولها ،،، !!!!وأن لها معنى يجري في حياة البشرية ،،، إلى يوم الدين ،،،، تماشياً مع عالمية القرآن وإعحازه ،،،،
ويبدو أن للسورة معنى يتجاوز هذا الفهم القاصر ، ليجعل من الكوثر منهج الله الذي أعطاه الله لرسوله وأنزله عليه وفرضه عليه وعلى أمته من بعده ﴿إِنَّ ٱلَّذِی فَرَضَ عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَاۤدُّكَ إِلَىٰ مَعَادࣲۚ قُل رَّبِّیۤ أَعۡلَمُ مَن جَاۤءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ﴾ [القصص ٨٥] ، (وحي الله في كتابه العزيز ) قرآن فرضه الله على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى أمته من بعده ، ليتصل بالله عبره ، ويكون ذلك المنهج هو المرتكز الوحيد ، وهو محور الاتصال ؛ اتصال الرسول ومن بعده أمته ، و الأداة التي تتصل الأمة بربها عبره ، ناحرا وقاطعاً للاتصال بالله عبر غيره من الطرق ، متمسكاً مطبقاً له وحده ، تاركاً لغيره من السبل التي تفرق به عن سبيل الله ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طِی مُسۡتَقِیمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِیلِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام ١٥٣]، مستعصماً به كمنهج له ولأمته من بعده ، اتصالاً يجعله ( القرآن الكريم ) منهجاً ينظم الحياة العلمية والعملية ، والسياسية والاقتصادية والاخلاقية والاجتماعية ، وكل نواحي الحياه ، فتكون منضبطة به وحده ، محتكمة إليه فقط ، وهو وحده المهيمن عليها ، ليكون شأنه ومنهجه هذا الذي أعطاه له ربه هو المنهج الوحيد والأوحد الذي، يتخذه الرسول والأمة من بعده منهجاً يحيَون ويموتون به ، منهجاً مطلقاً عالمياً ، متجاوزاً للزمان والمكان ، والأشخاص ، ربانياً متسامياً عن الأرضية ، سماوياً منزهاً عن الشبيه والمثلية ، فيه من الإعجاز ما إن لو اجتمعت البشرية على الإتيان بمثله لا تستطيع ولا أن تأتي بعشر سور ولا بمثل سورة واحدة منه ، ليكون هذا المنهج الرباني الذي بين يديك يا محمد هو المنهج الوحيد الذي يمكنك الاطمئنان إليه فهو ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) وهو الذي لا اختلاف فيه ف(لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ( لا ريب فيه ) ولا شك ، كتاب ومنهح أحكمت آياته ثم فصلت ،،،، سهل ميسر ،،، لا عوج فيه ولا اعوجاج ، ليكون لرسول الله هادياً ولأمته من بعده ، كمنهجأ واحدا ووحيداً مبتوراً عن أي منهج وجد قبله أو جاء من بعده ، منهجاً كاملاً مكتملاً لا نقص فيه ولا عيب ، وهو الوحيد الذي قد حفظه الرب سبحانه من أن تمتد إليه يد البشر ، أو أن يشوبه تحريف أو تزوير لنصه ، وفيه وحده ميزة الاعحاز والعالمية وتجاوز الزمان والمكان ، لا تحده لغة ولا تحوط به فهوم بشر ، جديدا متجدد ، يتطور كل يوم ، لا يخلق من كثرة الترديد ، منهج صاف واضح لا لبس فيه ولا التباس ،

وهذا المعنى يجب أن يكون واضحاً في حياة الأمة كلها ، لكي تضبط إيقاع حياتها ( على اختلاف جوانبها) عبره وبموجبه ، وبهذا المعنى تكون السورة متسقة في معناها ، له دلالة واضحة محدده ، كمنهج متكامل في حياة الأمة ، هادية لها وفاعلة في حياتها ، حاضرة في مستقبلها ،،، غير خارجة من واقعها وحياتها ،،،،
والله تعالى أعلم بالصواب ،،،،،،
عبدالباسط المنصور ،،،،،
...المزيد

معنى سورة الكوثر : ( إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ  فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ  إِنَّ ...

معنى سورة الكوثر :
( إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ  فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ  إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ ) السورة الصغيرة التي حكم عليها المفسرون بانتهاء صلاحيتها ، حينما أوردوا لها ذلك التفسير الذي يخرجها من نطاق الخدمة ، ويجعلها في حكم الرواية التاريخيه ، فالكوثر نهر في الجنة أعطاه الله لرسوله فالآية الأولى من السورة إخبار للرسول بنهر في الجنه ، والأمر بعد ذلك للرسول بأن يصلي وينحر يوم عرفة ، والآية الأخيرة تُعَيِّرُ من عيَّر رسول الله من قريش بأنه أبتر أي مقطوع الذرية ، في تقطيع وتمزيق للسورة إرباً إرباً رغم صغرها ، وهم (المفسرون ) بهذا القول قد قطعوا السورة إلى أجزاء لا انسجام بينها ، وأخرجوها من التأثير الدائم والعالمي ، وحصروها بوقت نزولها والشخوص الذين قالوا أنها نزلت فيهم ( العاص بن وائل أو عقبة بن أبي معيط ) ،،، ولم ينتبهوا للسورة أنها مكية أي أنها قد نزلت قبل الهجرة وقبل فرض الحج الذي فيه المعنى المُتَوَهم بالنحر والنسك وصلاة العيد ، ولم يركزوا على أن الرسول كان له من الأولاد ثلاثة ومن البنات أربع ، ولم يسعفهم الحظ في أن يروي أحد عن العاص بن وائل أو عقبة بن أبي معيط أن أحد منهم قد مات ولم ينجب !!!!!،( مقطوع الذرية ) !!!!!كما قالوا مطلقاً ،،،
وتصورهم أن لله صفاة البشر فيعاير هذا وينابز ذاك ، (تعالى الله عن ما يقولون علواً كبيراً )،،،، قد جعلهم يذهبون إلى ما ذهبوا إليه ،،،،،
هذه المفاتيح في السورة تجعلنا نتدبرها على غير المعنى الذي تبادر إلى أذهان علماء التفسير رحمهم الله تعالى ،،، بمعنى تبدوا معه غير محنطه بتاريخ ومكان نزولها ، والأشخاص الذين صادف وجودهم نزولها ،،، !!!!وأن لها معنى يجري في حياة البشرية ،،، إلى يوم الدين ،،،، تماشياً مع عالمية القرآن وإعحازه ،،،،
ويبدو أن للسورة معنى يتجاوز هذا الفهم القاصر ، ليجعل من الكوثر منهج الله الذي أعطاه الله لرسوله وأنزله عليه وفرضه عليه وعلى أمته من بعده ﴿إِنَّ ٱلَّذِی فَرَضَ عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَاۤدُّكَ إِلَىٰ مَعَادࣲۚ قُل رَّبِّیۤ أَعۡلَمُ مَن جَاۤءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ﴾ [القصص ٨٥] ، (وحي الله في كتابه العزيز ) قرآن فرضه الله على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى أمته من بعده ، ليتصل بالله عبره ، ويكون ذلك المنهج هو المرتكز الوحيد ، وهو محور الاتصال ؛ اتصال الرسول ومن بعده أمته ، و الأداة التي تتصل الأمة بربها عبره ، ناحرا وقاطعاً للاتصال بالله عبر غيره من الطرق ، متمسكاً مطبقاً له وحده ، تاركاً لغيره من السبل التي تفرق به عن سبيل الله ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طِی مُسۡتَقِیمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِیلِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام ١٥٣]، مستعصماً به كمنهج له ولأمته من بعده ، اتصالاً يجعله ( القرآن الكريم ) منهجاً ينظم الحياة العلمية والعملية ، والسياسية والاقتصادية والاخلاقية والاجتماعية ، وكل نواحي الحياه ، فتكون منضبطة به وحده ، محتكمة إليه فقط ، وهو وحده المهيمن عليها ، ليكون شأنه ومنهجه هذا الذي أعطاه له ربه هو المنهج الوحيد والأوحد الذي، يتخذه الرسول والأمة من بعده منهجاً يحيَون ويموتون به ، منهجاً مطلقاً عالمياً ، متجاوزاً للزمان والمكان ، والأشخاص ، ربانياً متسامياً عن الأرضية ، سماوياً منزهاً عن الشبيه والمثلية ، فيه من الإعجاز ما إن لو اجتمعت البشرية على الإتيان بمثله لا تستطيع ولا أن تأتي بعشر سور ولا بمثل سورة واحدة منه ، ليكون هذا المنهج الرباني الذي بين يديك يا محمد هو المنهج الوحيد الذي يمكنك الاطمئنان إليه فهو ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) وهو الذي لا اختلاف فيه ف(لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ( لا ريب فيه ) ولا شك ، كتاب ومنهح أحكمت آياته ثم فصلت ،،،، سهل ميسر ،،، لا عوج فيه ولا اعوجاج ، ليكون لرسول الله هادياً ولأمته من بعده ، كمنهجأ واحدا ووحيداً مبتوراً عن أي منهج وجد قبله أو جاء من بعده ، منهجاً كاملاً مكتملاً لا نقص فيه ولا عيب ، وهو الوحيد الذي قد حفظه الرب سبحانه من أن تمتد إليه يد البشر ، أو أن يشوبه تحريف أو تزوير لنصه ، وفيه وحده ميزة الاعحاز والعالمية وتجاوز الزمان والمكان ، لا تحده لغة ولا تحوط به فهوم بشر ، جديدا متجدد ، يتطور كل يوم ، لا يخلق من كثرة الترديد ، منهج صاف واضح لا لبس فيه ولا التباس ،

وهذا المعنى يجب أن يكون واضحاً في حياة الأمة كلها ، لكي تضبط إيقاع حياتها ( على اختلاف جوانبها) عبره وبموجبه ، وبهذا المعنى تكون السورة متسقة في معناها ، له دلالة واضحة محدده ، كمنهج متكامل في حياة الأمة ، هادية لها وفاعلة في حياتها ، حاضرة في مستقبلها ،،، غير خارجة من واقعها وحياتها ،،،،
والله تعالى أعلم بالصواب ،،،،،،
عبدالباسط المنصور ،،،،،
...المزيد

معلومات

كاتب وباحث في الفكر الاسلامي

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً