*ليست مجرد ڪلمات!* *عندما اشتد التعب بفاطمة رضي الله عنها واشتكت لأبيها تعبها وحاجتها لخادم ...

*ليست مجرد ڪلمات!*

*عندما اشتد التعب بفاطمة رضي الله عنها واشتكت لأبيها تعبها وحاجتها لخادم علّمها كلمات، وعندما اشتكى رجل للنبي ﷺ وطأة دَينه وفاقته علّمه كلمات، واشتد غضب الله على ݴࢦںْصݴࢪۍ لڪلمات قالوها بأفواههم، حتى إنّ السماوات كادت أنْ تنفطر، وتنشقّ الأرض، وتخرّ الجبال هدّاً من قولهم القبيح الذي قالوه، حيث إنهم ادّعوا أنّ الله اتخذ ولداً، تعالى الله عما ﯾݾࢪڪݹںْ وعندما خاف الناس من تحزّب ݴࢦݴﺣرْݴٮ۪، أثنى الله على ثبات المؤمنين قولهم حسبنا الله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:١٧٣]. فلم تكن كلماتهم مجرد ڪلمات، وإنْ كانت كذلك في ميزان البشر المادي.*

*وعندما تتحزّب ݴࢦݴﺣرْݴٮ۪ ࢦقتݴࢦ ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴسࢦݴمية، ويهول الناظرَ عظيمُ ترسانتهم، وشديد فتك ݴسࢦحتهم، ويُسأل رجال ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴسࢦݴمية: بماذا ستقاتࢦݹںْ هؤلاء؟ فيقولون: بالڪتاب والسنة، فيظن الظانّ أنّ ما بين دفتيهما مجرد كلمات، لكنها ليست كذلك، ليست مجرد كلمات، لأن كلام الله هو كلام الجبار وحبله المتين، من تمسك به ݴںْتصر وفاز وظفر.*

*وانظر إلى قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:١٧٣].*

*انظر إلى هذه الآية الكريمة، فالمؤمنون لم يقولوا هذا فقط، بل فقد استعدوا لما تتطلبه المعࢪڪة استعدادا ماديا وﻋسڪࢪيا، لكن هذا القول ذكره الله لأهميته في حسم المعڕڪة لصالح ݴࢦمسࢦميںْ، إذن فالكلمات التي نقولها في ميزان الشرع ليست مجرد كلمات، وليس الدعاء مجرد كلمات، بل هو سبب لقرع أبواب السماء، لقد دعا يوماً نوح فأمطرت السماء حتى أﻏرقت الأرض بالماء، ولم تترك من ݴࢦڪݴڡْࢪﯾںْ ديّاراً.*

*ولو تنظر في القرآن الكريم مليّاً، فسوف تجد كثيرا ما تتكرر كلمة: (قال)، لأهمية القول.*

*فبعد كل هذا إذا ما جاءت أنباء تحزب ݴࢦݴﺣرْݴٮ۪ على ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴسࢦݴمية فقل: حسبنا الله ونعم الوكيل ولا تظنّنّ أيها الحبيب أنها مجرد كلمات لعل الله يمنّ علينا كما منّ على الصحابة، فتكون عاقبة أمرنا كما كانت عاقبة أمرهم، إذ قال تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:١٧٤].

*بل كانت وصية الله للمؤمنين إذا لقوا ݴࢦڪݴڡْࢪﯾںْ بأن يذكروا الله كثيرا، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:٤٥]، فقد أوصاهم بذكره، ووعدهم بالفلاح، فذكر الله سبب ݴࢦںْصر، ألا وهو الذكر وليس الذكر مجرد كلمات.*

*فعندما يسلّ الناس أسيافهم من أغمادها علينا أنْ نسبقهم بأنْ نخرج قلوبنا من غفلتها، وأنْ نطلق ألسنتنا بدعاء الله وذكره، ولله درّ ذلك القائد المسلم الذي تفقد خيم ݴࢦݼںْډ في الليل، فسمع ݴࢦݼںْډ يذكرون الله، فقال: من هنا يأتي النصر! نعم من هنا يأتي النصر! فلتكن ليالينا كلياليهم، نحييها بذكر الله، والصلوات والمناجاة، وتكثر فيها السجدات، فوالله لسبابة تتحرك بدعوة الله لهي أشد على الأﻋډاء من كل أنواع السࢦݴح، ولتكبيرات ݴࢦݴںْغماسيين في ݴࢦݴقتحامات لهي أكثر فتڪا ورﻋبا في قلوب ݴࢦڪݴڡْࢪﯾںْ.*

*فيا أيها الحبيب... إننا اليوم بحاجة لك، فلا تقصّر مع المسلمين فيما تملكه بين جوانحك، فلا تجعل لسانك يفتر عن الدعاء، ولا تستكثر على ݴࢦمسࢦميںْ من رفع الغطاء عنك في ليلة الشتاء البارد، لتعزم على قرع أبواب السماء في الأسحار، ولتكن بيوتنا سببا للنصر والفتح بكثرة الذكر، ذلك ما أوصيك به ونفسي، لعل الله ينفع بك وبي، ويجعلنا سببا لنصر المسلمين، هذا والحمد لله رب العالمين.*

*مقالات صحيفة النبأ العدد 11 - ربيع الأول 1437*
...المزيد

*وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ* *لا بد للعبد من فتنة يعقبها الفرج من الله، أو يُقبض عليها ...

*وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ*

*لا بد للعبد من فتنة يعقبها الفرج من الله، أو يُقبض عليها صابرا محتسبا فيرفعه بها مولاه، وهذه هي حقيقة الدنيا دار امتحان واختبار، قبل الرحيل والمقر في دار القرار، ولم يكن لأحد أن يُرفع دون أن يُفتن، ولا أن يُمكَّن قبل أن يُبتلى، سنة الله في الأولين والآخرين.*

*وما عُرف صدق العزم يوما باللسان، بل هو بالجوارح ليُثبت ما قيل ووقر في الجَنان، أما مجرد القول بغير عمل؛ فمذموم منقوص بل هو من علامات النفاق كما قال الله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ}، وقال: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ}، ومن الناس من يعمل ويمتثل حال الرخاء والدعة، ووقت الشدة يرجع القهقرى قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}، أو إذا لاقى أذية في سبيل الله تراجع وفر حتى إذا جاء النصر عاد يُذكِّر بما خلا ومضى من حاله الأول، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}.*

*وأما طريق الصالحين فلا بد فيه من فتنة ثم تمكين قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}، وما كل ذلك إلا {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ}، {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ}.*

*إذن، قد تصاب خيل المسير بكبوة في ميادين ݴࢦݼهݴډ والدعوة، وقد ينال صرحَ المؤمنين ما يناله، في مدار الفتنة والتمحيص قبيل التمكين، لكن سرعان ما تكمل الخيل مسيرها، ويكتمل الصرح ويشمخ البنيان، ولنا في سيرة النبي وصحابته الأسوة والقدوة، ولنا في الهجرة خير مثال، فخروج الرسول ﷺ من مكة إلى المدينة مع صاحبه الصديق متخفيا متسترا، وفكره يجول في مكة يسأل عن أحوالها ومن بقي فيها من أصحابه، تلاحقهم وتلاحقه الركاب والعيون، حتى لحقه أغلب الأصحاب، زادهم ما وقر في القلوب من الإيمان والتقوى؛ وهما العدة والزاد الأنفع، فكان في هجرته ﷺ وصحابته الصبر على الأذى والتعذيب وفراق الأهل وفقدان البيت والمال وغيرها من صنوف العذاب، ومع ذلك لم ييأس الصحابة مما أصابهم وما ضعفوا وما استكانوا، بل شيَّدوا بقيادة النبي ﷺ أعظم دولة عرفها التاريخ، بنوها على ݼمݴݼمهم وسقوها دماءهم بعد أن أقاموا أصولها وقواعدها على ݴࢦتݹﺣيډ الخالص.*

*وفي سيرته ﷺ القبسُ للمتأسي، إذ كان منارا لعلو الهمة لا يفتر ويقول: لوددت أنّي ݴﻏرْݹ في سبيل اللّه، فأقتل، ثمّ ݴﻏرْݹ، فأقتل، ثمّ ݴﻏرْݹ، فأقتل)، صادق العزيمة إذ قال: لأقاتلنّهم على أمري هذا حتّى تنفرد سالفتي، متوكلا على الله لم ييأس من رَوحه، يُطمئن من حوله بقوله: واللّه ليتمّنّ هذا الأمر، ثم ما لبث أن أعطى للتاريخ نوره الأسطع وعبيره الأزكى، في أكمل السير وأنفع الأثر على الإطلاق.*

*ولم تقف وثبات الإسلام بعد النوازل عند ما سبق، فلا شك أن أشد مصاب حل بأمة الإسلام هو وفاة الرسول ﷺ، النبي المرسل والقائد المسدد؛ حيث اهتزت ډݹࢦة ݴࢦݴسࢦݴم بعد وفاته واضطربت صفوف ݴࢦمسࢦميںْ وارتد أكثر العرب، مصيبة دهماء ونازلة كبرى ثبت لها أبو بكر رضي الله عنه، وثبّت من حوله وبث فيهم روح القتال وهيأهم للقادم موقنا بنصر الله وفرجه غير يائس من روح الله، ثم مضى بمعية الله ثم عزمات مَن سمعوا له وأطاعوا، ليفتح صفحة من الفتوح والأمجاد، كانت سببا في حفظ الإسلام وبقاء رايته خفاقة إلى يومنا.*

*مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد "455" الخميس 4 صفر 1446 هـ*
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً