فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب - محن في الرمادي ومنح في الموصل: بلغت قلوب المجاهدين ...

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب

- محن في الرمادي ومنح في الموصل:

بلغت قلوب المجاهدين الحناجر، فخيرة الرجال قد ارتقوا، إلا أن الله ثبّت الثلة القليلة الباقية التي انحسرت بشارع واحد، بعد ملاحم عظيمة وتضحيات جسيمة فمقتل أبي بلال وأبي تراب قد أخذ منهم كل مأخذ، فلقد كانا أسدين من آساد الإسلام، تقبلهما الله، وابتلي المؤمنون هناك وزلزلوا زلزالا عظيما، وبقوا ليلتهم يجأرون إلى الله ويتضرعون بين يديه، فقادتهم وخيرة رجالاتهم قُتلوا، وذخيرتهم أوشكت على النفاد وجرحاهم لا يجدون العلاج، فجاءت توجيهات القائد البيلاوي بفتح جبهات أخرى لتخفيف الضغط عن المجاهدين في الرمادي، فجلس الشيخ أبو مغيرة القحطاني -رحمه الله- وكان حينها واليا على صلاح الدين وجمع جنده وسلاحه وقسمها نصفين بينه وبين كواسر الأنبار وجلس يبكي مقسما: والله لن نخذل إخواننا في الأنبار، وهذا النصف من السلاح سنرسله لهم، والنصف الثاني سنغزو به سامراء فإما فاتحين أو نقتل هنالك.

وجاءت غزوة سامراء ثم فتح الموصل، إلا أن المجاهدين في الرمادي من ضيق إلى ضيق والتعب بلغ بهم مبلغه، فلم يكن لهم بد من عمل يحسم الأمر بعد التوكل على الله والتبرؤ من حولهم وقوتهم، فجهزوا استشهاديين اثنين لضرب القوات المحاصرة لهم، بعد أن صرح أحد كبرائهم أن الساعات القليلة القادمة ستكون نهاية وجود المجاهدين في الرمادي، وما أن بدت شمس اليوم التالي حتى كرّ المجاهدون على أعداء الله في المدرسة الحمراء في حي الضباط وانغمس الاستشهاديان فيهم وفجرا عجلتيهما فيهم، لتنكسر تلك القوة الهائلة، وتنكفئ تلعق جراحها، وفرّج الله عن المجاهدين بعد معاناة كبيرة، وبدأت بوادر النصر تظهر شيئا فشيئا، فصارت الفتوحات شارعا فشارعا ثم حيا فحيا، حتى وصلوا لمشارف «مجلس محافظة الأنبار» الشركي، حيث توقفت عجلة الانتصارات عند ذاك الحد، فقتل القائد أبو أحمد العيساوي تلاه الماجد أبو مهند السويداوي ثم أمير كتيبة الاقتحاميين أبو إسماعيل البغدادي، ثم غزوات لم يكتب الله لها التوفيق، فعاد البلاء بأعتى صوره على المجاهدين، فثبت الله من شاء في هذه المحنة ليزداد الصف المسلم المجاهد تماسكا وقوة.

معركة فتح الرمادي، ثلاثة أيام لا غير

فما كان من قادة الدولة الإسلامية إلا أن قاموا بترتيب صفوف المجاهدين في الداخل وتكليف البطل أبي عبد الجبار بإمارة الرمادي عسكريا، بعد أن دفعها عن نفسه مرارا وتكرارا، إلا أن القادة كانوا يتوسمون خيرا في هذا الرجل الورع التقي النقي، نحسبه والله حسيبه، فاستنّ بسنة أبي تراب -تقبله الله- في زيارة جميع الإخوة وحل مشاكلهم ونصح مخطئهم فزاد الصف المسلم تماسكا، وسمت روحهم المعنوية، وعلا دافعهم الإيماني لبذل المزيد من الجهد لنيل إحدى الحسنيين، فجاءت جمادى الآخرة من عام 1436 هـ حيث غزوة أبي تراب الأنصاري، التي فتح الله بها على المجاهدين منطقتي الصوفية والبوفراج، لتكون المنطلق للغزوة الكبرى (غزوة الشيخ أبي مهند السويداوي) التي وضع خططها مسبقا، تقبله الله، ففي صبيحة اليوم السادس والعشرين من رجب ابتدأت الغزوة وما أن أفل هلال رجب حتى أفَلت به جموع المرتدين من الرمادي وصارت تحت سلطان الخلافة، إلا أن سنة الابتلاء لم تفارق خندق الحق حتى بأيام الغزوة الثلاث، وفي مساء اليوم الثاني صاح الأمير النحرير أبو عبد الجبار بجنوده على مسمع المرتدين: غدا -بإذن الله- سندخل المجمع الحكومي الرافضي، وأقسم على الله بذلك، فأبر الله بقسمه صبيحة اليوم الثالث فدُكَّت صروح المرتدين في الرمادي وحُرِّر الأسارى وكان -رحمه الله- بنفسه يقود مفارز الاقتحام، إلى أن تجندل وهو يصلي صلاة عصر يوم الفتح بصاروخ غادر، بعدما أقر الله عينه بالنصر والفتح المبين مع ثلة من خيرة المجاهدين الذين عركتهم المحن والشدائد، فتقبلهم الله وأعلى نزلهم.

قصة الرمادي أم قصة الإيمان

إن قصة الجهاد في الرمادي تكاد تكون مشهدا مصغرا لحال مجاهدي الدولة الإسلامية في كل ساحات قتالهم مع المشركين والمرتدين، فهم يتقلبون بين فتح وتمكين وإقامة للدين، وبين محن وابتلاءات وصبر ومصابرة، وكلما ضاقت عليهم الأرض وظن أعداؤهم أنهم أوشكوا على القضاء عليهم تماما ومن إنهاء وجود دولتهم، منّ الله عليهم بفتح أكبر من الفتح الذي قبله، فيخرجون أقوى مما كانوا قبل الابتلاءات، وتعود دولتهم أشد تمكينا في الأرض مما كانت.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال من التاريخ:
فتح الرمادي
ألا إن نصر الله قريب
...المزيد

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب العودة إلى الرمادي جلس أمراء المعسكرات الصحراوية يتشاورون ...

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب

العودة إلى الرمادي

جلس أمراء المعسكرات الصحراوية يتشاورون لإيجاد حل ناجع وسريع قبل أن يستفحل خطر الطيران، فكان الرأي أن ينشِئوا معسكرات مخفية تحت رمال الصحراء كحلّ مؤقت إلى أن يأتي التوجيه من القيادة العسكرية للدولة الإسلامية، الذين كان منهم الشيخان البيلاوي والسويداوي، حيث كانا منهمكين بوضع الخطط للنزول للمدن مستغلين اضطراب الوضع الأمني الناجم عن المظاهرات، بعمليات أمنية وعسكرية كبرى، إلى أن صارت الرمادي مهيأة لنزول المجاهدين من الصحراء، وهذا فضل من الله، منّ به على عباده بعدما تقطعت بهم السبل، وفرج بعد ضيق ألمّ بهم.

أمر المشايخ بالنزول السريع وفق خطط معدة سلفا، بالاتفاق مع عشائر أهل السنة بحماية المجاهدين لهم من بطش الحكومة الرافضية ونقل المعركة نحو مناطق الرافضة، وقد جرت الأمور كما رُسم لها في أول الأيام، إلا أن الخيانة تجري في عروق كثير من شيوخ تلك العشائر، فطعنوا المجاهدين من ظهورهم وفتحوا الطرق للرافضة نحو أماكن سيطرة المجاهدين في شارع الـ 60 والملعب والبكر والبوفراج ودلّوهم على عوراتهم، فابتدأت الملاحم العظام وحمي الوطيس.

حصار داخل الرمادي

ثلة قليلة مؤمنة مجاهدة تواجه آلاف المرتدين بدروعهم وطائراتهم، فاستعر القتل وكثرت الجراح في صفوف المجاهدين وأوشك السلاح على النفاد، مما جعل بعضهم يهمّ بالرجوع إلى الصحراء والحفاظ على الباقين، لينادي فيهم أبو أحمد قائلا لأن نقتل كلنا هاهنا خير لنا من أن تقتلنا الطائرات في صحراء قاحلة، فارتفعت الروح المعنوية لدى الجند، وتبايعوا على الموت.

لم تكن المعركة متكافئة، ما زاد الحال سوءا، ورافق ذلك مزيد من القتل والجراح، فقلّ الرجال وانعدمت المؤونة وانحسر تواجدهم في حي البكر، وطلبوا من أميرهم الشيخ السويداوي أن يرسل لهم ما يقوي شوكتهم من المؤازرة، فاكتفى -رحمه الله- بإرسال الأخ أبي تراب، فاستغرب المجاهدون من صنيعه، لكن ما أن وصل القائد أبو تراب الأنصاري أرض الرمادي حتى علموا صواب هذا القرار، إذ بدأ بزيارة الإخوة وتثبيتهم وحل مشكلاتهم ونزع خلافاتهم، فرصّ الصفوف ورتّبها، وكأن ما آزرهم به الشيخ السويداوي، جيش بأكمله وليس رجلا واحدا.

أعد أبو تراب غزوة لاسترجاع حي الملعب بقيادته، فلما جاء الصباح وقد كان مقررا أن تبدأ الغزوة في الساعة العاشرة منه، فوجئ المجاهدون بهجوم للمرتدين من ستة محاور، فتقدمت عليهم من كل محور دبابتا أبرامز وفوجان من ميليشيا «سوات» والشرطة الاتحادية الرافضية، لتبدأ ملحمة قلت مثيلاتها، واشتعلت المحاور كلها واشتد لهيب المعارك وانغمست الثلة القليلة في صفوف المرتدين حتى وصل الحال للاشتباك بالأيادي بين المرتدين والمجاهدين بعد نفاد ذخيرة بعض الإخوة، وثار غبار المعركة وعلا لهيبها فصار المجاهدون لا يفرقون بين الدبابة والجدار مستترين بها وينكلون بأعداء الله، ومما يُذكر أن المرتدين حاصروا أحد المجاهدين بمنزل من كل جانب، وطالبوه أن يسلم نفسه لكنه أبى وبقي يقاتلهم موقنا بصدق طريقه وحفظ الله له، فضربت الدبابة المنزل بعدما عجزوا من الدخول له لتفتح فتحة بالجدار ليخرج منها الأخ سالما ويلتحق بإخوته، وإبّان الملاحم أصيب القائد أبو تراب بفخذه إصابة بسيطة واستمر نزيفه، فلم يستطع الإخوة إيصاله لمكان آمن لعلاجه بسبب حصار المرتدين للمجاهدين فقتل، تقبله الله.

- محن في الرمادي ومنح في الموصل:

بلغت قلوب المجاهدين الحناجر، فخيرة الرجال قد ارتقوا، إلا أن الله ثبّت الثلة القليلة الباقية التي انحسرت بشارع واحد، بعد ملاحم عظيمة وتضحيات جسيمة فمقتل أبي بلال وأبي تراب قد أخذ منهم كل مأخذ، فلقد كانا أسدين من آساد الإسلام، تقبلهما الله، وابتلي المؤمنون هناك وزلزلوا زلزالا عظيما، وبقوا ليلتهم يجأرون إلى الله ويتضرعون بين يديه، فقادتهم وخيرة رجالاتهم قُتلوا، وذخيرتهم أوشكت على النفاد وجرحاهم لا يجدون العلاج، فجاءت توجيهات القائد البيلاوي بفتح جبهات أخرى لتخفيف الضغط عن المجاهدين في الرمادي، فجلس الشيخ أبو مغيرة القحطاني -رحمه الله- وكان حينها واليا على صلاح الدين وجمع جنده وسلاحه وقسمها نصفين بينه وبين كواسر الأنبار وجلس يبكي مقسما: والله لن نخذل إخواننا في الأنبار، وهذا النصف من السلاح سنرسله لهم، والنصف الثاني سنغزو به سامراء فإما فاتحين أو نقتل هنالك.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال من التاريخ:
فتح الرمادي
ألا إن نصر الله قريب
...المزيد

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب • الابتلاء سنة ربانية ماضية إلى قيام الساعة، يبتلي الله عباده ...

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب

• الابتلاء سنة ربانية ماضية إلى قيام الساعة، يبتلي الله عباده ليختبرهم وهو العليم بحالهم، يبتليهم ليميز الخبيث من الطيب، فإنه -سبحانه- جعل البلاء سبيلا يتميز به الصادق من الكاذب، قال تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [سورة العنكبوت: 1- 2]، وهي سنة جارية في المؤمنين، لا تتخلف ولا تتبدل، ولما كانت الدولة الإسلامية دولة توحيد وجهاد، جرت على من جاهد تحت رايتها تلكم السنة الربانية.

فما إن وطئت أرضَ الرافدين حوافرُ خيل الصليبيين، حتى قامت ثلة مؤمنة وحملت الراية وذادت عنها بالنفس والنفيس وسقتها بزكي الدماء وطاهر الأشلاء، وقد علمت يقينا أن الله -سبحانه- ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه القائمين بدينه علما وعملا، ولم يضمن نصر الباطل، فقال: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة المجادلة: 21]، وقال: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [سورة غافر: 51]، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة الحج: 38]، وقال: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: 68].

وقد لمست تلكم الثلة المؤمنة الصادقة المجاهدة هذه الحقيقة واقعا بين الحين والآخر، فنصر وعز وتمكين تارة وهزيمة وقتل وتشريد وأسر تارة أخرى، يتقلبون بين نعماء وضراء، شاكرين صابرين، وهذا حال المؤمن.

فبعد أن منّ الله على المجاهدين بإعلان دولة العراق الإسلامية، وفُتحت المناطق، وحُكِّم الشرع، وأقيمت الحدود، وكثر سواد المجاهدين، وصاروا ذوي شوكة ومنعة، جرت عليهم سنة الله في أمثالهم، فعظم البلاء، واشتدت الفتنة، فانحاز المجاهدون من مواقعهم في المدن، والسعيد إذ ذاك من ثبته الله ولم يغير أو يبدل، ولم ينته الابتلاء بالتشريد وفقدان المناطق وقتل وأسر الأفذاذ من الرجال، بل استمر مع المجاهدين ممحصا لصفوفهم ومنقيا لذنوبهم، فصاروا بعد ذاك قوة باطشة تضرب متى شاءت وكيفما شاءت بالوقت الذي تريد، بإذن الله تعالى، وهم ثلة قليلة بعدة بسيطة تفترش الأرض وتلتحف السماء بصحاري الأنبار وجبال الشمال وبساتين ديالى، فشنوا الغارة تلو الغارة وصدى زئيرهم سمعه العالم أجمع.

وهنا نسرد جانبا مما عانته فئة من تلك الثلة المؤمنة من محن وابتلاءات تكلّلت بفتح وعز وتمكين، تلك الفئة كانت قد اتخذت من صحراء الأنبار مأوى لها بعد الله عز وجل، بسبب خيانة بعض العشائر المرتدة.

- معسكر الشيخين:

كانت الصحراء اختيارا صائبا من قادة الدولة الإسلامية كمكان لترتيب الصفوف واستقطاب المجاهدين والنأي بعيدا عن أعين الصليبيين وأذنابهم لوعورة الصحراء، وقد تكفل الشيخ المهندس أبو إبراهيم الزيدي -تقبله الله- بإعداد أول معسكر لمجاهدي دولة العراق الإسلامية في صحراء الأنبار وقد كان تعداده لا يتجاوز العشرة مجاهدين بإمكانيات وعدة بسيطة، غير أن الإيمان الذي وقر في صدورهم كان أكبر من أي سلاح مادي، فكثرهم الله حتى بلغوا المئات وأثخنوا بالمرتدين وأسيادهم وأذاقوهم الويلات رغم حر وقر الصحراء الموحشة، وكانت غزوة جراح الشامي المباركة التي أقضت مضاجع المرتدين في حديثة وكتمت أنفاسهم، وأرجعت -بفضل الله- الكثيرين إلى صوابهم لما علموا أن المجاهدين لا زالت لهم كلمة عالية مدوية، ويوما بعد يوم صارت المضافات تغص بالمهاجرين والأنصار، حتى أينع العمل وبدأ الإعداد للمرحلة التالية، وهي الرجوع إلى المناطق التي انحازوا منها وصاروا يتحينون الفرص لذلك بعد سنوات من إنهاك العدو وقطف رؤوس قياداته في حرب استنزاف قلّ مثيلها، وبالوقت نفسه كان المرتدون يعدون العدة للهجوم على المعسكرات في صحراء الأنبار.

وفي ليلة شاتية باغتت طائرة مسيرة خيمة للمجاهدين بمعسكر الشيخين وأمطرتها بعدة صواريخ ارتقى على إثرها أبو سليمان وأبو دجانة وأبو قسورة وأبو الفاروق وأصيب آخرون، وكان هذا إنذارا عجّل باندفاع مجاهدي الصحراء إلى فتح المدن والحواضر والعودة إليها، فقد دفع الصليبيون هذا النوع من الطائرات القاصفة للحكومة الرافضية لاستخدامها في ضرب المجاهدين في أراضي الصحراء المكشوفة للطيران، وهنا كانت الخطوة الجريئة التي يسّر الله مقدماتها...


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال من التاريخ:
فتح الرمادي
ألا إن نصر الله قريب
...المزيد

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة • لم تنحصر استفادة الرافضة من غزو الصليبيين في العراق وحده، ...

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة

• لم تنحصر استفادة الرافضة من غزو الصليبيين في العراق وحده، بل جعلوا منه قاعدة لنشر دينهم ونصرة مذهبهم، فأنفقوا عشرات المليارات من موارد البلاد في تقوية ميليشياتهم وتمويل دعوتهم، ومن ذلك تمويل النظام النصيري وإمداده بآلاف الجنود، التي من دونها لم يكن له الاستمرار في حربه المنهكة كل هذا الوقت، فحشد زعماء الرافضة في طهران كل قوتهم للوقوف في صف النظام ومساندته، وبذلوا في سبيل ذلك كل ما استطاعوا.

إن الفتوح التي منّ بها الله تعالى على الدولة الإسلامية في العراق هي فرصة للقضاء على المشروع الرافضي، وذلك بفتح جبهات قتال واسعة ضدهم، قتل فيها عشرات الألوف من جنودهم، وأنفقوا فيها الكم الأكبر من سلاحهم وعتادهم، واستنزفت فيها ميزانياتهم إلى أن وصلوا إلى حد الإفلاس.

فدخول الرافضة في حربين كبريين في العراق والشام، أجبرهم على توزيع قواتهم على جبهات قتال واسعة لا قبل لهم بها، ما دفعهم أوّلا إلى توريط أحد أهم مرتكزات عملهم وهو حزب اللات اللبناني في القتال إلى جانب الجيش النصيري، رغم ما سببه ذلك من تشويه لسمعة الحزب المشرك الذي قدم نفسه لعقود بصورة المقاوم لليهود الحريص على تحرير المسجد الأقصى، ثم أردفوه بالميليشيات العراقية، ثم زادوا عليهم بمتطوعين من الرافضة من كل أنحاء العالم، بل واضطرهم الاستنزاف المستمر والحاجة إلى قوات أحسن تدريبا وأداء إلى الزج بالحرس الثوري، وفي النهاية تورط الجيش النظامي الإيراني بالدخول في الحرب بمستشاريه وجنوده.

إن الفرصة التي أتيحت اليوم للقضاء على الرافضة ودولهم وميليشياتهم يجب أن لا تضيع من أيدي الموحّدين، وإن استمرار التورط الرافضي في الحرب المنهكة في العراق والشام، بالإضافة إلى ما فتحوه من حرب في اليمن، سيؤدي خلال سنوات قليلة -بإذن الله- إلى تشتيت قوتهم، وإفراغ خزائنهم، وإنهاك جيوشهم، ما سيؤدي بالمحصلة إلى إضعاف قوتهم، وتفكيك منظومتهم، وإفشال مخططاتهم بالسيطرة على بلدان المسلمين وقلوبهم وعقولهم، ثم اجتثاث ذلك الدين من الأرض كما جرى عدة مرات على مدى التاريخ.

لقد بنى الشيخ أبو مصعب الزرقاوي وإخوانه -تقبلهم الله- جهادهم في العراق على قاعدة الصدام بالرافضة، وجعلهم على رأس قائمة الاستهداف ليرفعوا أقنعتهم ويظهروا وجههم الكالح وحقيقتهم القبيحة، فتحصل المفاصلة بين خندق التوحيد وخنادق الشرك، فيهبّ المسلمون لقتالهم، وهو ما تحقق اليوم بأبهى صوره، والمشروع الذي بدأه الموحدون بقتلهم للطاغوت باقر الحكيم بدأ يؤتي اليوم ثماره، بفضل الله، فقد اختفت اليوم كل دعوات التقارب مع الرافضة، وزال من الوجود كل مُدافع عنهم ممن يزعم الانتساب إلى أهل السنة، وباتت الحرب بيننا وبينهم حربا عقدية بامتياز.

فالأسباب الكونية للانتصار على الرافضة متوفرة، بإذن الله، ولا يلزم منها بعد التوكل على الله سوى مواصلة الحرب في العراق والشام، بل وتوريطهم في بؤر استنزاف جديدة، عن طريق فتح جبهات جديدة عليهم، وضربهم في عقر دورهم.

والرافضة كما وصفهم الشيخ الزرقاوي قبل عقد من الزمان «العدو القريب الخطير لأهل السنة، وخطرهم أعظم، وضررهم أشد، وأفتك على الأمة من الأمريكان»، فقتالنا للصليبيين قد يستمر لعقود قبل أن يعلنوا هزيمتهم وينسحبوا إلى ديارهم كما هو حال جميع الحملات الصليبية التي غزوا بها بلاد المسلمين، أما قتال الرافضة فلم يتوقف منذ عشرة قرون أو يزيد، ولن ينتهي حتى تُطهّر الأرض منهم ويظهر دين الله في جميع أرضه على أيدي أوليائه.

ولا يمكن الحديث عن إزالة الشرك من الأرض، وإقامة الخلافة في كل بلاد المسلمين المغصوبة وهؤلاء المشركون مقيمون فيها، يطعنون في دين المسلمين، ويعبدون الأوثان بين أظهرهم، فهزيمة هؤلاء المشركين وإلحاق دويلاتهم بدويلات أسلافهم من العبيديين والقرامطة والحمدانيين من أوجب الواجبات، وبدون ذلك لا يمكن الحديث عن فتح روما ولا عن استرداد بيت المقدس.

◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة
...المزيد

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة • عندما نزل الصليبيون أرض العراق، أراد الضالون أن يكون ...

معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة

• عندما نزل الصليبيون أرض العراق، أراد الضالون أن يكون قتالهم «مقاومة لاحتلال»، أو سبيلا لتحرير «وطن» واستعادة نظام طاغوتي علماني، وأراده الموحّدون جهادا في سبيل الله، تكون غايته ألَّا يبقى شرك في الأرض، وأن يكون الحكم والطاعة والعبادة لله وحده لا شريك له، لا في أرض الرافدين وحدها ولكن في كل أرض الله، عندما تعمّها راية الخلافة التي بدأ العمل لرفعها مع انطلاق الموحدين في جهادهم لكل طوائف المشركين.

أراد الضالون أن يكون القتال محصورا بأمريكا وحدها، وأن تترك طوائف الشرك وشأنها وهي التي جعلت صدورها دون صدور الصليبيين، وأعملت سيوفها في ظهور المجاهدين، وسامت المسلمين سوء العذاب أسرا وتقتيلا، بل وتعدى بعضهم الأمر بالدعوة إلى التحالف مع مشركي الرافضة في سبيل إخراج الأمريكيين من العراق، متناسيا أنهم كانوا أداتهم الطيعة في فرض سيطرتهم على البلاد، وخنجرهم المسموم في إخضاع العباد، فسلمهم الصليبيون الحكم والسلطة، والجيش والشرطة، والسلاح والسجون، والمال والنفط، وبدؤوا يتراجعون من المشهد رويدا رويدا لينحازوا إلى قواعدهم تاركين للرافضة تأمين مصالحهم، وتحمل الخسائر بالنيابة عنهم.

لم تنحصر استفادة الرافضة من غزو الصليبيين في العراق وحده، بل جعلوا منه قاعدة لنشر دينهم ونصرة مذهبهم، فأنفقوا عشرات المليارات من موارد البلاد في تقوية ميليشياتهم وتمويل دعوتهم، ومن ذلك تمويل النظام النصيري وإمداده بآلاف الجنود، التي من دونها لم يكن له الاستمرار في حربه المنهكة كل هذا الوقت، فحشد زعماء الرافضة في طهران كل قوتهم للوقوف في صف النظام ومساندته، وبذلوا في سبيل ذلك كل ما استطاعوا.

إن الفتوح التي منّ بها الله تعالى على الدولة الإسلامية في العراق هي فرصة للقضاء على المشروع الرافضي، وذلك بفتح جبهات قتال واسعة ضدهم، قتل فيها عشرات الألوف من جنودهم، وأنفقوا فيها الكم الأكبر من سلاحهم وعتادهم، واستنزفت فيها ميزانياتهم إلى أن وصلوا إلى حد الإفلاس.

فدخول الرافضة في حربين كبريين في العراق والشام، أجبرهم على توزيع قواتهم على جبهات قتال واسعة لا قبل لهم بها، ما دفعهم أوّلا إلى توريط أحد أهم مرتكزات عملهم وهو حزب اللات اللبناني في القتال إلى جانب الجيش النصيري، رغم ما سببه ذلك من تشويه لسمعة الحزب المشرك الذي قدم نفسه لعقود بصورة المقاوم لليهود الحريص على تحرير المسجد الأقصى، ثم أردفوه بالميليشيات العراقية، ثم زادوا عليهم بمتطوعين من الرافضة من كل أنحاء العالم، بل واضطرهم الاستنزاف المستمر والحاجة إلى قوات أحسن تدريبا وأداء إلى الزج بالحرس الثوري، وفي النهاية تورط الجيش النظامي الإيراني بالدخول في الحرب بمستشاريه وجنوده.

إن الفرصة التي أتيحت اليوم للقضاء على الرافضة ودولهم وميليشياتهم يجب أن لا تضيع من أيدي الموحّدين، وإن استمرار التورط الرافضي في الحرب المنهكة في العراق والشام، بالإضافة إلى ما فتحوه من حرب في اليمن، سيؤدي خلال سنوات قليلة -بإذن الله- إلى تشتيت قوتهم، وإفراغ خزائنهم، وإنهاك جيوشهم، ما سيؤدي بالمحصلة إلى إضعاف قوتهم، وتفكيك منظومتهم، وإفشال مخططاتهم بالسيطرة على بلدان المسلمين وقلوبهم وعقولهم، ثم اجتثاث ذلك الدين من الأرض كما جرى عدة مرات على مدى التاريخ.

لقد بنى الشيخ أبو مصعب الزرقاوي وإخوانه -تقبلهم الله- جهادهم في العراق على قاعدة الصدام بالرافضة، وجعلهم على رأس قائمة الاستهداف ليرفعوا أقنعتهم ويظهروا وجههم الكالح وحقيقتهم القبيحة، فتحصل المفاصلة بين خندق التوحيد وخنادق الشرك، فيهبّ المسلمون لقتالهم، وهو ما تحقق اليوم بأبهى صوره، والمشروع الذي بدأه الموحدون بقتلهم للطاغوت باقر الحكيم بدأ يؤتي اليوم ثماره، بفضل الله، فقد اختفت اليوم كل دعوات التقارب مع الرافضة، وزال من الوجود كل مُدافع عنهم ممن يزعم الانتساب إلى أهل السنة، وباتت الحرب بيننا وبينهم حربا عقدية بامتياز.

فالأسباب الكونية للانتصار على الرافضة متوفرة، بإذن الله، ولا يلزم منها بعد التوكل على الله سوى مواصلة الحرب في العراق والشام، بل وتوريطهم في بؤر استنزاف جديدة، عن طريق فتح جبهات جديدة عليهم، وضربهم في عقر دورهم.

والرافضة كما وصفهم الشيخ الزرقاوي قبل عقد من الزمان «العدو القريب الخطير لأهل السنة، وخطرهم أعظم، وضررهم أشد، وأفتك على الأمة من الأمريكان»، فقتالنا للصليبيين قد يستمر لعقود قبل أن يعلنوا هزيمتهم وينسحبوا إلى ديارهم كما هو حال جميع الحملات الصليبية التي غزوا بها بلاد المسلمين، أما قتال الرافضة فلم يتوقف منذ عشرة قرون أو يزيد، ولن ينتهي حتى تُطهّر الأرض منهم ويظهر دين الله في جميع أرضه على أيدي أوليائه.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
معركتنا مع الرافضة حتى لا تكون فتنة
...المزيد

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق ثانيا: على المسلمة التزامها بحجابها الشرعي الكامل، فتخرج من بيتها ...

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق

ثانيا: على المسلمة التزامها بحجابها الشرعي الكامل، فتخرج من بيتها متشحة بالسواد فلا يظهر منها شيء، وروى الترمذي وابن حبان من حديث قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان).

ثالثا: تخرج المرأة تَفِلَةً غير متطيبة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية) [رواه أبو داود والترمذي والنسائي].

ولقي أبو هريرة امرأة مُطَيِّبة، فقال لها: أين تريدين؟ فقالت: إلى المسجد، فقال لها: وله تَطَيَّبْتِ؟ فقالت: نعم، فقال لها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما امرأة تَطَيَّبَتْ وخرجت إلى المسجد لم تُقبَل لها صلاة حتى ترجع فتغسله عنها) [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد]. وإذا كان هذا النهي عن التطيب فيمن تخرج وهي تريد بيت الله، للصلاة والعبادة -علما بأن الأفضل والأعظم أجرا للمرأة صلاتها في بيتها- فكيف بمن تتطيب وتخرج تريد الأسواق مواطن الفتنة والإغواء والعياذ بالله؟!

قال الهيتمي في الزواجر: «خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو أذن لها زوجها».

رابعا: لا تخرج المرأة من بيتها وهي تنتعل ما يعرف اليوم بالكعب العالي، والله -عز وجل- يقول: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال الإمام الطبري رحمه الله: «أي لا تضرب المرأة برجلها إذا مشت لتُسمِع صوت خلخالها، فإسماع صوت الزينة كإبداء الزينة وأشد...».

والكعب العالي محرم لبسه أمام الرجال الأجانب لما فيه من التشبه بالكافرات، وتغيير الهيئة والمشية، إذ يجعل المرأة تبدو طويلة وتتمايل في مشيتها فتلفت نظر الرجال إليها، ولعل ذلك يجعلها من المائلات المميلات المذكورات في الحديث، علما بأن أول من ابتدع الكعب العالي نساء من بني إسرائيل.

خامسا: على المسلمة أن تلزم أطراف الطريق ولا تمشي في وسطه، حتى تتجنب محاذاة الرجال وملاصقتهم، فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول -وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به [رواه أبو داود والبيهقي والطبراني].

جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: «ألا تستحيون ألا تغارون؛ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج!» [رواه أحمد].

سادسا: على المسلمة إن هي جاءت السوق، أن تغض بصرها عن الرجال، قال الله عز وجل: {وَقُلْ لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال ابن كثير: «ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا».

ورضي الله عن فاطمة إذ تقول: «خير للمرأة أن لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال».

سابعا: على المسلمة أن تخفض من صوتها ولا تخضع بالقول، لقول الله عز وجل: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [سورة الأحزاب: 32]، وإن كان هذا الأمر بعدم الخضوع بالقول موجه لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن نساء الأمة تبع لهن في ذلك، فلا تحدث المسلمة رجلا غريبا عنها وترقق صوتها وتُلينُ له القول.

ثامنا: على المسلمة أن تتجنب الاختلاء بالبائع في المحل فهذا من الخلوة المحرمة شرعا، ومن نعم الله على النساء في دار الخلافة أن ألزم رجال الحسبة -جزاهم الله خيرا- أصحاب المحلات التي تُباع فيها ملابس ولوازم النساء بوجود امرأة من محارمهم لتبيع النساء فلا يكون البائع رجلا.

كما وقد منع رجال دولتنا الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر أصحاب المحلات من اتخاذ غرفة داخل محلاتهم تعرف «بغرفة القياس»، حيث كانت بعض المسلمات لا يتورعن عن نزع ملابسهن في المحلات التجارية حتى يجربن لباسا يردن شراءه، وقد رواه أحمد وغيره عن عائشة، قالت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أيما امرأة وضعت ثيابها، في غير بيتها، فقد هتكت ما بينها وبين الله عز وجل، أو ستر ما بينها وبين الله عز وجل).

أما اليوم وغيرةً من رجال الحسبة على أعراض المسلمات فقد مُنعت تلك الغرف، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

وأخيرا فعلى الأخت المسلمة أن تعجل بقضاء حاجتها من الأسواق ولا تضيع وقتها في التسكع بين المحلات، يستشرفها الشيطان وتلتهمها أعين الرجال.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
ضوابط خروج المسلمة إلى السوق
...المزيد

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ...

ضوابط خروج المسلمة إلى السوق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

من حكمة الله تعالى أن جعل الأصل في المرأة القرار في بيتها لقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [سورة الأحزاب: 33]، فلا يكون خروجها إلا لحاجة أو ضرورة، وفي امتثالها لهذا الأمر الخير كله لها وللمجتمع الذي تعيش فيه، وقد أباح الله -عز وجل- للنساء الخروج من بيوتهن لحاجة يقضينها أو ضرورة تجبرها على ذلك، ومن رحمته أنه لم يقيد ذاك الخروج بمَحْرَم يصاحبها كما هو الشأن عند السفر رفعا للحرج، ولكن ومع ذلك فقد جعل الشارع لخروج المرأة من بيتها وارتيادها الأسواق ضوابط، يجب على المسلمة مراعاتها والالتزام بها عند الخروج، هذا مع ضرورة التذكير بأنها إن وجدت من يكفيها ولوج الأسواق ويكفيها شرورها وفتنها فهذا خير لها وأكمل لدينها.

ومعلوم أن الأسواق من مراتع الشيطان التي ينشغل الناس فيها بالدنيا وزخرفها، وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)، فكان لزاما على من يدخل السوق رجلا كان أو امرأة، أن يتقي الله ما استطاع في نفسه وفي غيره من المسلمين.

ومن ضوابط خروج المرأة المسلمة إلى السوق:

أولا: استئذانها من زوجها، إذ لا يجوز لها الخروج من بيتها دون إذنه، وإن فعلت ذلك كانت عاصية آثمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إِذا استأذنت امرأةُ أحدِكم إلى المسجد فلا يمنعها) [رواه البخاري]، وفي هذا دليل على أن المرأة تستأذن زوجها للخروج إلى الصلاة، وعليه ومن باب أولى أن تستأذنه إذا أرادت الخروج لمكان آخر كالسوق وغيره.

ثانيا: على المسلمة التزامها بحجابها الشرعي الكامل، فتخرج من بيتها متشحة بالسواد فلا يظهر منها شيء، وروى الترمذي وابن حبان من حديث قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان).

ثالثا: تخرج المرأة تَفِلَةً غير متطيبة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية) [رواه أبو داود والترمذي والنسائي].

ولقي أبو هريرة امرأة مُطَيِّبة، فقال لها: أين تريدين؟ فقالت: إلى المسجد، فقال لها: وله تَطَيَّبْتِ؟ فقالت: نعم، فقال لها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما امرأة تَطَيَّبَتْ وخرجت إلى المسجد لم تُقبَل لها صلاة حتى ترجع فتغسله عنها) [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد]. وإذا كان هذا النهي عن التطيب فيمن تخرج وهي تريد بيت الله، للصلاة والعبادة -علما بأن الأفضل والأعظم أجرا للمرأة صلاتها في بيتها- فكيف بمن تتطيب وتخرج تريد الأسواق مواطن الفتنة والإغواء والعياذ بالله؟!

قال الهيتمي في الزواجر: «خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو أذن لها زوجها».

رابعا: لا تخرج المرأة من بيتها وهي تنتعل ما يعرف اليوم بالكعب العالي، والله -عز وجل- يقول: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال الإمام الطبري رحمه الله: «أي لا تضرب المرأة برجلها إذا مشت لتُسمِع صوت خلخالها، فإسماع صوت الزينة كإبداء الزينة وأشد...».

والكعب العالي محرم لبسه أمام الرجال الأجانب لما فيه من التشبه بالكافرات، وتغيير الهيئة والمشية، إذ يجعل المرأة تبدو طويلة وتتمايل في مشيتها فتلفت نظر الرجال إليها، ولعل ذلك يجعلها من المائلات المميلات المذكورات في الحديث، علما بأن أول من ابتدع الكعب العالي نساء من بني إسرائيل.

خامسا: على المسلمة أن تلزم أطراف الطريق ولا تمشي في وسطه، حتى تتجنب محاذاة الرجال وملاصقتهم، فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول -وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به [رواه أبو داود والبيهقي والطبراني].

جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: «ألا تستحيون ألا تغارون؛ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج!» [رواه أحمد].

سادسا: على المسلمة إن هي جاءت السوق، أن تغض بصرها عن الرجال، قال الله عز وجل: {وَقُلْ لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور: 31]، قال ابن كثير: «ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا».

ورضي الله عن فاطمة إذ تقول: «خير للمرأة أن لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال».


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
ضوابط خروج المسلمة إلى السوق
...المزيد

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟! • ولأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلها أئمة ...

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟!

• ولأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلها أئمة المسلمين ولاية دينية (وظيفة رسمية من وظائف الدولة المسلمة) تحت مسمى (الحسبة)، وعينوا لها رجالا (محتسبين)، واجبهم الأساس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنحوهم سلطة عظيمة، ليتمكنوا من خلالها إلزام المخالف للشرع بالقوة.

لذا كان ديوان الحسبة من أول الدواوين التي أنشأتها الدولة الإسلامية، حفظها الله، ومن يوم إنشائه حمل رجاله على عاتقهم أمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تأخذهم في الله لومة لائم، يرغّبون الناس تارة ويرهّبونهم تارة، ويعاقبون من لم ينفع معه الترغيب ولا الترهيب، حتى صار بعض الرعية اليوم يهابون رجال الحسبة، فيستخفون منهم، ولا يستخفون من الله! فتراهم يعصون الله -جل جلاله- في السر لا في العلن، وهو سبحانه بحلمه يسترهم! فما خافوا الملك الجبار، ولكنهم خافوا عبادا لله ضعفاء! فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فيا عبد الله العاصي: لِم لا يكون تركك للمعصية خوفا من الله لا خشية من الحسبة؟!

يا عبد الله: من حرّم عليك الخبائث كالسجائر والخمر؟

من نهاك عن سماع المحرمات كالغناء والمعازف؟

من أمرك برفع إزارك وإطلاق اللحية والصلاة في وقتها؟

أليس ربك وإلهك؟

فما لك تخشى ممن يلزمك بما أمرك به ربك، ولا تخاف من الآمر نفسه جل وعلا؟!

ويا أمة الله: ما لك تلتفتين يمنة ويسرة ترقبين خائفة، فإذا رأيت محتسبا أصلحت خمارك! هلا جعلت حجابك خشية من ربك؟!

من الذي أمرك بستر وجهك عن الأجانب؟

ومن الذي نهاك عن الخلوة بغير محرم؟

الله أم الحسبة؟!

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت، ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ما يرى ... ولا أن ما تخفي عليه يغيب

واعلم -رحمك الله- أن الله أجزل لك الأجر العظيم إذا راقبته وخشيته، والتزمت شرعه طاعة له لا خوفا من بشر، قال الحق سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} [سورة النازعات: 40-41]، وقال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [سورة الرحمن: 46].

قال ابن القيم: «من راقب الله في سره، حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته، والمراقبة: هي التعبد باسمه الرقيب، الحفيظ، العليم، السميع، البصير، فمن عقل هذه الأسماء، وتعبد بمقتضاها، حصلت له المراقبة» [مدارج السالكين].

وقال ابن الجوزي: «يا أرباب المعاملة! بالله عليكم، لا تكدروا المشرب! قفوا على باب المراقبة وقوف الحراس! وادفعوا ما لا يصلح أن يلج فيفسد!».

وقال أيضا: «قلوب الجهال تستشعر البعد [عن الله]، ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر، لكفوا الأكف عن الخطايا، والمتيقظون علموا قربه، فحضرتهم المراقبة، وكفتهم عن الانبساط» [صيد الخاطر].

فتيقن -هداك الله- أن المحتسب بشر مثلك، فلا تكن خشيتك منه أعظم من خشيتك لربك الذي خلقك وهو الذي نهاك وأمرك.

وكن ذكيا فطنا! ثم تفكر! أنت في دولة الإسلام، التي فيها الكفر والبدع والمعاصي مقموعة لا محالة، وهيهات هيهات يرضى بها المجاهدون الذي ما بذلوا أرواحهم رخيصة إلا لإزالتها وتطبيق شرع الله، فاحسبها حسابا صحيحا، واترك المحرمات لله تعالى، ولك الأجر والثواب على ذلك، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فاترك المحرمات قبل أن تجبر على تركها، فليس لك حينئذ أجر، وعليك الوزر.

رزقنا الله وإياك مراقبته وخشيته، والحمد لله رب العالمين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟!
...المزيد

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟! الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ...

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟! الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ...

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟! الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ...

الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟!

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن من أهم مراتب الإسلام مرتبة الإحسان، وهو كما عرّفه النبي، صلى الله عليه وسلم: (أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك) [رواه مسلم]، وهذا المقام هو الذي ينبغي أن يكون عليه العبد المسلم المؤمن دائما، والذي لن يصل إليه إلا إذا علِم عِلْم اليقين وآمن إيمانا قاطعا بأن الله تعالى رقيب عليه، يراه ويسمعه، وأن الملائكة تسجّل كل ما يصدر عنه من حسنات وسيئات.

فإذا تلا المسلم قوله تعالى: {الّذِي يراك حِين تقُومُ} [سورة الشعراء: 218]، وقوله: {وهُو معكُمْ أيْن ما كُنتُمْ} [سورة الحديد: 4] وقوله: {إِنّ اللّه لا يخْفىٰ عليْهِ شيْءٌ فِي الْأرْضِ ولا فِي السّماءِ} وقوله: {يعْلمُ خائِنة الْأعْيُنِ وما تُخْفِي الصُّدُورُ} [سورة آل عمران: 5] وقوله: {أمْ يحْسبُون أنّا لا نسْمعُ سِرّهُمْ ونجْواهُم بلىٰ ورُسُلُنا لديْهِمْ يكْتُبُون} [سورة الزخرف: 80] وقوله: {مّا يلْفِظُ مِن قوْلٍ إِلّا لديْهِ رقِيبٌ عتِيدٌ} [سورة ق: 18]؛ وأمثالها من الآيات العظيمة، إذا تلاها استشعر عظيم قدرة الله تعالى، وقربه من عباده.

إذاً، من عرف ذلك وآمن به، استبعدت منه المعاصي، ولكن لمّا كانت النفوس تميل بطبعها إلى الهوى، شُرِع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليردّ النفوس العاصية إلى الطاعة، قال تعالى: {ولْتكُن مِّنكُمْ أُمّةٌ يدْعُون إِلى الْخيْرِ ويأْمُرُون بِالْمعْرُوفِ وينْهوْن عنِ الْمُنكرِ وأُولٰئِك هُمُ الْمُفْلِحُون} [سورة آل عمران: 104]، فبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينجو الآمر والمأمور، قال تعالى: {وإِذْ قالتْ أُمّةٌ مِّنْهُمْ لِم تعِظُون قوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أوْ مُعذِّبُهُمْ عذابًا شدِيدًا قالُوا معْذِرةً إِلىٰ ربِّكُمْ ولعلّهُمْ يتّقُون * فلمّا نسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أنجيْنا الّذِين ينْهوْن عنِ السُّوءِ وأخذْنا الّذِين ظلمُوا بِعذابٍ بئِيسٍ بِما كانُوا يفْسُقُون} [سورة الأعراف: 164-165]، وبه تنال الأمة الخيرية التي قال عنها الله تعالى: {كُنتُمْ خيْر أُمّةٍ أُخْرِجتْ لِلنّاسِ تأْمُرُون بِالْمعْرُوفِ وتنْهوْن عنِ الْمُنكرِ} [سورة آل عمران: 110]، وبتركه هلاك ولعنة، قال تعالى: {لُعِن الّذِين كفرُوا مِن بنِي إِسْرائِيل علىٰ لِسانِ داوُود وعِيسى ابْنِ مرْيم ذٰلِك بِما عصوا وّكانُوا يعْتدُون * كانُوا لا يتناهوْن عن مُّنكرٍ فعلُوهُ لبِئْس ما كانُوا يفْعلُون} [سورة المائدة: 78-79]، وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن].

لهذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- كل مسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقال: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم].

ولأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلها أئمة المسلمين ولاية دينية (وظيفة رسمية من وظائف الدولة المسلمة) تحت مسمى (الحسبة)، وعينوا لها رجالا (محتسبين)، واجبهم الأساس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنحوهم سلطة عظيمة، ليتمكنوا من خلالها إلزام المخالف للشرع بالقوة.

لذا كان ديوان الحسبة من أول الدواوين التي أنشأتها الدولة الإسلامية، حفظها الله، ومن يوم إنشائه حمل رجاله على عاتقهم أمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تأخذهم في الله لومة لائم، يرغّبون الناس تارة ويرهّبونهم تارة، ويعاقبون من لم ينفع معه الترغيب ولا الترهيب، حتى صار بعض الرعية اليوم يهابون رجال الحسبة، فيستخفون منهم، ولا يستخفون من الله! فتراهم يعصون الله -جل جلاله- في السر لا في العلن، وهو سبحانه بحلمه يسترهم! فما خافوا الملك الجبار، ولكنهم خافوا عبادا لله ضعفاء! فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فيا عبد الله العاصي: لِم لا يكون تركك للمعصية خوفا من الله لا خشية من الحسبة؟!

يا عبد الله: من حرّم عليك الخبائث كالسجائر والخمر؟

من نهاك عن سماع المحرمات كالغناء والمعازف؟

من أمرك برفع إزارك وإطلاق اللحية والصلاة في وقتها؟

أليس ربك وإلهك؟

فما لك تخشى ممن يلزمك بما أمرك به ربك، ولا تخاف من الآمر نفسه جل وعلا؟!

ويا أمة الله: ما لك تلتفتين يمنة ويسرة ترقبين خائفة، فإذا رأيت محتسبا أصلحت خمارك! هلا جعلت حجابك خشية من ربك؟!

من الذي أمرك بستر وجهك عن الأجانب؟

ومن الذي نهاك عن الخلوة بغير محرم؟

الله أم الحسبة؟!

◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال:
الخشية من الله، أم الخوف من الحسبة؟!
...المزيد

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً • بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ...

أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً

• بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، انتقل الشيخ إلى ساحات القتال، وكان أول ما بدأه في هذا الطريق مساعدته للشيخ آدم حاشي عيرو -تقبله الله- في إنشاء «معسكر الهدى» في مسقط رأسه (قرية جدودي)، حيث عمل فيه أيضا داعيا إلى الله ومعلما للمتدربين.

انتقل بعدها إلى معسكر كامبوني متدربا، ليستزيد هناك من المعارف العسكرية والخبرات الجهادية، فتم تعيينه أميرا ومسؤولا شرعيا لإحدى القرى في منطقة كامبوني وهي قرية بوركابو.

ومع انطلاق الصحوات في مقديشو تحت مسمى «تحالف مكافحة الإرهاب» أرسله المجاهدون إلى مسقط رأسه ليعيد افتتاح «معسكر الهدى» الذي تحول إلى مورد هام لإمداد المجاهدين في مقديشو، ثم شارك مع حركة «اتحاد المحاكم الإسلامية» في فتح مدينة كسمايو، وبقي عاملا في صف «المحاكم» إلى حين دخول الجيش الأثيوبي الصليبي إلى الصومال، حيث شارك في معركة إيدالي الشهيرة وأصيب خلالها.

في العام 1427 هـ مع عودة زخم القتال ضد الجيش الأثيوبي، عاد -رحمه الله- للمشاركة في المعارك، حيث ألقى الصليبيون القبض عليه بعد مشاركته في بعض العمليات، وتم نقله إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ليودع في أحد سجونها لسنتين، بعد اعتقاله في أحد سجون مقديشو لمدة ستة أشهر.

مع خروجه من السجن، كانت حركة الشباب قد تأسست وبدأت قتالها لقوات «التحالف الأفريقي» وعملائها المرتدين، ليشارك في القتال في صفوف الحركة، ويتم تعيينه من قبلها واليا على جوبا السفلى، وفي ذلك الوقت لم يكن غافلا عن قضايا المسلمين خارج الصومال، حيث كان الشيخ مؤيدا للدولة الإسلامية، داعيا إلى نصرتها والذب عنها.

بعد الإعلان عن عودة الخلافة، كان من أوائل المؤيدين لها والساعين إلى الانضمام إليها، وهو ما قام به في النهاية في محرم 1437 هـ، ولم يجعل بيعته لأمير المؤمنين سريّة بل أعلنها بعزيمة عمريّة، متحديا قيادة حركة الشباب المجرمة التي تهدّد كل من يترك فصيلهم وينضم إلى جماعة المسلمين وإمامهم.


ولم يكن أولئك المجرمون المبايعون لعميل المخابرات الباكستانية أختر منصور المتعصبون لفصائلهم التي فرّقت المسلمين، ليتركوا الشيخ وشأنه، وهم يعلمون مكانته في الصومال عموما وعند مقاتلي حركة الشباب خصوصا، وهو العالم المجاهد المرابط، أحد مؤسسي الجهاد في الصومال، المربي لأجيال من المجاهدين، فخططوا لاغتياله، وكان يشعر بنيتهم ولم يبالِ بل مضى يدعو الجنود للالتحاق بجماعة المسلمين.

خططوا لاغتياله ولم يشفع له عندهم إسلامه، ولا سنوات جهاده الطويلة، ولا حسن بلاء في معاركه ضد أعداء الدين، ولا صبر على ابتلاء في سبيل الله، فصاروا لا يرون فيه إلا ما رأى اليهود في عبد الله بن سلام، رضي الله عنه، فقتلوه ولم يخفوا ذلك، بل خرجوا يتبجحون بذلك، ويعلنونه في الملأ، ليزرعوا في نفوس جنودهم الخوف من قيادة الحركة، ويبينوا لهم أنهم لا يرعوون عن سفك دم حرام، حينما يتعلق الأمر بمصالحهم الضيقة.

وقد كانت قصة اغتياله -تقبله الله- نموذجا حيا للغدر بجنود الدولة الإسلامية الذي بات مفخرة تنظيم القاعدة وحلفائه من الصحوات.

فبعد إعلان بيعته لأمير المؤمنين ودعوته الناس للحاق بركب الخلافة المبارك، أرسلت قيادة حركة الشباب مجموعة من جواسيسها ممن كانوا على معرفة شخصية بالشيخ للقائه، على أنهم يريدون البيعة لأمير المؤمنين، فقبل الشيخ لقاءهم، وأرسل في طلبهم، ودفع أجرة نقلهم إليه، ثم استقبلهم أحسن استقبال، وألقى فيهم موعظة يذكرهم فيها بالله ويحضّهم على بيعة إمام المسلمين، وذبح شاةً ليُطعمهم لكرم ضيافته، فأكلوا من زاده، وأمّنهم على نفسه ورفاقه بأن ترك أسلحتهم معهم، فكان جزاؤه منهم الغدر والغيلة، بعد المكر والخديعة.

ذهب الشيخ أبو نعمان ليرتاح مع اثنين من إخوانه، وكلف ثلاثة آخرين بخدمة ضيوفه، ليتسلل الغادرون إلى مضجعه فيقتلوه ورفيقيه، ويقتلوا الإخوة الذين كانوا في خدمتهم، ولم ينج منهم إلا واحد كان قد نزل إلى بئر ليجلب لهم الماء، ويهرب الجناة إلى سادتهم، يزفون إليهم نبأ قتلهم للشيخ الشهيد، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

قُتل الشيخ أبو نعمان -تقبله الله- ولم تمت شجرة الخلافة في أرض الهجرتين كما تمنّى يهود الجهاد، بل نمت -بفضل الله- واستوت على سوقها، ولا زال إخوان الشيخ وجنوده وتلاميذه يتوافدون منضمين إلى ركب الخلافة، وسيثمر اجتماعهم وجهادهم بإذن الله عزا وتمكينا.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً
...المزيد

الدعوة إلى الله تعالى تنبيهات ونصائح • الدعوة والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ...

الدعوة إلى الله تعالى تنبيهات ونصائح

• الدعوة والأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله ليس مخصوصا بأناس دون غيرهم، لا برجال الدعوة والحسبة ولا بأحد من الناس، بل هو شرف يستطيع أي مسلم أن يتقلده، شريطة أن لا يأمر الناس بأمر إلا وعنده عليه دليل من الكتاب أو السنة ولا ينهى الناس عن شيء إلا وهو متيقن أنه منكر وعنده على ذلك الدليل من الكتاب أو السنة كي لا يقع في مصيبة الابتداع في دين الله أو نهي الناس عن أمور أباحها الله أو اختلف العلماء فيها خلافا مستساغا، قال الله: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النحل: 116-117]، ولا بد من الإشارة هنا إلى الفرق بين إنكار المنكر في حال رؤيته ومصادفته وبين الطريقة التي سنذكرها، فإنكار المنكر في حال رؤيته ومصادفته واجب حتم على كل مسلم كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم]، فلم يعذر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخجل ولا بعدم المعرفة ولا حتى بعدم المودة وإنما عذر فقط غير المستطيع، هذا في إنكار المنكر حال رؤيته، أما الطريقة التي يندب لها ويحث عليها فهي تخصيص وقت للدعوة إلى الله بالخروج للطرقات والأسواق وغيرها بحثا عن المعاصي والمنكرات من أجل إنكارها ومناصحة مرتكبيها وهذه من أعظم الأعمال التي ترفع صاحبها في الدنيا والآخرة، وهي من أقوى الطرق في تطهير وتنقية المجتمع المسلم، قال الله تعالى: {وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 122]، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [سورة هود: 117]، وهنا عدة تنبيهات نسوقها لمن أراد أن يخصص شيئا من وقته لهذه الطريقة من طرائق الدعوة:

أولا: إخلاص النية لله والحذر من العجب والرياء وحب الظهور وغير ذلك من النوايا الفاسدة، وكذلك استشعار نعمة الهداية وشكره سبحانه عليها.

ثانيا: هذه الطريقة من طرائق الدعوة أمرها سهل ويسير على من يسره الله عليه ولا تحتاج إلى كثير علم واطلاع، بل يستطيع أي مسلم أن يقوم بها، بأن يخرج من بيته باحثا عن المنكرات لينكرها، سواء في الطرقات والأسواق أو حتى بالبحث والسؤال عن المقصرين والعصاة، كالسؤال عن المقصرين في عدم حضور الجماعة أو بعقوق الوالدين أو بأكل وشرب المحرمات أو غير ذلك، ثم الذهاب إليهم ومناصحتهم وتذكيرهم بتقوى الله، ولو استلزم الأمر طرق الباب عليهم في بيوتهم، وتكون النصيحة بكلمات يسيرة مع الدعوات الصادقة، فإن لهذه الطريقة أعظم الأثر في نفوس المقصرين.

ثالثا: الرفق واللين مع جهلة الناس، كما قال الله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [سورة آل عمران: 159]، وإشعارهم بالحرص عليهم وإرادة الخير لهم.

رابعا: أن سالك هذا الطريق، طريق الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالذات قد يواجه أصنافا من الأذى والمضايقة والسخرية والاستهزاء والاتهام، فلا بد من توطين النفس على ذلك واحتساب الأجر عند الله، فهذه سنة الله وعلى قدر الإيمان يكون الابتلاء {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [سورة المطففين: 29-30].

خامسا: إذا قمت بالنصح عدة مرات بالحكمة والموعظة الحسنة ولم تجد استجابة، فلا تيأس ولا تمل فإن الأنبياء -عليهم السلام- لم يملوا ولم يكلوا ولم يكونوا يكتفون بالنصيحة مرة واحدة، بل كانوا يكررونها لعل الله أن يفتح على قلوب العصاة ويهديهم، وأوضح مثال على ذلك نوح عليه السلام، فقد استمر يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم إنه بإمكانك بعد تكرارك النصيحة وعدم استجابة من نصحته أن ترفع أمره إلى السلطان ممثلا برجال الحسبة أعزهم الله، هذا في عموم المعاصي أما كبائر الذنوب، أو الذنوب التي يتعدى ضررها إلى الغير فانصح مرة واحدة فإن لم تجد الاستجابة فارفع الأمر مباشرة إلى السلطان حتى تبرئ ذمتك أمام الله سبحانه، وهذا ليس من الإفساد في شيء كما يعتقده بعض الناس بل هو عين الإصلاح، واحذر أشد الحذر من أن تعاقب أو تعزر على المعاصي بنفسك دون الرجوع إلى السلطان، فإن هذا باب شر وفتنة، وقد يترتب عليه من المفاسد أعظم من المنكر الذي أردت أن تنكره.

التنبيه السادس: احرص على أن تصحب معك في وقتك الذي خصصته للدعوة أخا صالحا يعينك على هذا العمل العظيم ويشد من أزرك، وفقنا الله وإياك إلى سبل الخير والفلاح.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ

مقال:
الدعوة إلى الله تعالى
تنبيهات ونصائح
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً